رد: من هم الموحدون ( بني معروف ) ؟؟ في ترتيب حدوده ، أفضل من الأساس ، والأساس أعظم شأنًا في ترتيب الباطن ورموزه من الناطق في المعقولات والبيان ، فلما ظهر التوحيد زالت قدرتها جميعا ، وسميت ( راشدة ) لأن بمعرفة الحجة وهدايته ، والأخذ منه يرشد المستجيبون ويبلغون نهاية توحيد مولانا جل ذكره . ثم إن علينا سلامه ورحمته ، يدور حول هذا المسجد الوسطاني في ظاهر الأمر دليل على التأييد لعبده ، وقدام المسجد عقبة صعبة الصعود لمن يسلكها ، وليس إلى القرافة ([1])محجة إلا على هذه العقبة دليل على البراء من الأبالسة ، أصحاب الزخرف والناموس وليس للعالم نجاة إلا بالبراءة منهم ، كما أن المحجة على هذه العقبة ، وهي صعبة مستصعبة لكن فيها افتكاك الرقبة ، وهو التخلص من الشريعتين الظاهر والباطن . أما ما يرونه من وقوفه في الصوفية ، واستماعه لأغانيهم ، والنظر إلى رقصهم ، فهو دليل على ما استعمل من الشريعة التي هي الزخرف واللهو واللعب ، وقدرنا هلاكهم . وأما بئر الزئبق ، فهو دليل على الناطق ، من فوقه واسع ، ومن أسفله ضيق ، كذلك الشريعة دخولها سهل واسع ، والخروج منها صعب ضيق ، لكن من يقفز في هذا البئر ويعرف سره ويقف على معناه ، ويريد المولى نجاحه خرج من بابه ، وهو دليل على أساسه ، والوقوع في الشريعة لابد منه حتما لزما لكل أحد ، ويخلص المولى من يشاء برحمته منها ، كما قال الناطق في القرآن ( وإن منكم إلا واردها ) ([2])يعني السابق ، ( حتمًا مقضيا ) ، ( ثم ينجي الذين اتقوا ) من الناطق ( ويذر الظالمين ) يعني أهل الظاهر ، ( فيها جثيا ) ([3])يعني حيران حزينًا دائمًا . ومن خرج من هذا البئر سالمًا أخذ من الحكام ما يستنفع به ، كذلك من كان تحت الشريعة وعلم التأويل ورموزه وتخلص من شبكتيهما جميعًا وعلم ما يراد منه ، وصل إلى التوحيد ، واستنفع بدينه ودنياه ، ومن قفز فيهما : ... لا قوة ، وهما السابق والتالي انكسرت رجلاه واندق عنقه ، دليل على أن من انقطع من السابق والتالي الذين هما الأصلان المحمودان وخالفهما ( خسر الدنيا والآخرة ، ذلك الخسران المبين ) ([4]). وأما بئر الحفرة ، فهو دليل على الأساس ، وهو أشد عذابًا من بئر الزئبق ، وأتعب خرجا ، لأن من اعتقد الظاهر ، وهي الشريعة ، إذ بلغ الباطن اعتقد أنه ليس فوق الأساس شيء ، وأنه الغاية والمعبود ، فيبقى في العذاب الأبدي ، إلى أن يريد المولى (210) وهي مقبرة القاهرة ، وتسمى بهذا الاسم . (211) مريم : 71 . (212) يشير إلى الآية الكريمة ( ثم ننجي الذين اتقوا ، ونذر الظالمين فيها جثيا ) ، سورة مريم 72 . (213) سورة الحج آية 11 ، وقد أسقط كلمة ( هو ) بعد كلمة ( ذلك ) .
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |