11-30-2008, 11:55 AM
|
|
سبحان الله اسماك ساحرة جولة في عالم الاسماك الساحر بدر ناصح عبد العزيز - في نهر الأمازون بأمريكا الجنوبية، يوجد نوع من ثعابين الأسماك، يولد صعقة كهربائية تبلغ قوتها (650) فولتاً، تستطيع إصابة إنسان بالإغماء وقتل كلب كبير، هذه الثعابين التي يصل طولها إلى ثلاثة أمتار، تعتبر إحدى غرائب الأسماك الكهربائية وأخطرها، خصوصاً قدرتها على استمرار إطلاق هذه الكهرباء لعدة ساعات دون نفاذ قوتها.
إن مصدر هذه الطاقة الهائلة يكمن في عضلات خاصة لا تقوم بالوظيفة المألوفة للعضلات، بل لتكون أشبه ببطارية متجددة الشحن، ففي ذيل هذه الأسماك يوجد زوج من هذه (البطاريات) ترسل تياراً كهربائياً ضعيفاً ينساب من الذيل إلى الماء ثم حول رأس الثعابين فيزداد قوة، ويحيط السمكة بما يشبه الدرع الخفي إذا لمس عدواً أو فريسة يسرع بمواجهة الموقف، ويطلق كامل قوته الكهربائية، وإذا كانت الفرائس صغيرة مثل الضفادع والأسماك الصغيرة، فإنها تقتل أو تصعق في الحال، وتطفو أجسامها فوق سطح الماء ليلتهمها الثعبان بسهولة.
وإلى جانب ثعبان السمك الكهربائي، هناك أسماك القط والسكين وأسماك أنف الفيل، كلها تنتمي إلى الأسماك الكهربائية، تنتشر في أمريكا الجنوبية وأفريقيا، وأن كانت شحنتها الكهربائية أضعف قليلاً من ثعبان السمك.
والغريب أن هذه الأسماك لا تستخدم طاقتها المدهشة للصيد أو مواجهة العدو فقط، بل وسيلة تخاطب بين افرادها، لها شفرة خاصة تحملها تياراتها الكهربائية المتنوعة ويستقبلها الطرف الآخر بأجهزة استشعار ثم يجيب عليها بنفس الوسيلة.
أما سمكة الأنقليس المضيئة، فهي تعتبر قنديل البحر، وهي سمكة يصل طولها (3) أمتار أحياناً، ولونها زيتوني ممتلئة الجسم عريضة الرأس، تعيش على الأسماك والضفادع، وتسمى بالسمك الكهربائي، وهي انطوائية تعيش في عزلة لأنها تشعر بالكبرياء والتعالي على الأسماك الأخرى، لهذا فهي تكمن في الأعماق بلا حركة أغلب حياتها التي تطول إلى (88) عاماً ، ويرجع سبب تسميتها بالكهربائي إلى النقاط المضيئة الكثيرة التي تتمركز في ذيلها الطويل ويصل عددها إلى عشرة آلاف نقطة، وهذه النقاط تشبه الأعمدة الكهربائية الدوارة مثل الرادار، وفي حالة الاستقرار أو الدفاع عن النفس تنتج هذه الأعمدة صواعق كهربائية عالية الفولتات تؤدي إلى صعق وقتل أي سمكة تقترب منها. سمكة أبو شص سمكة الشص تتصف لسلوك فريد من نوعه، اذ ان تتغذى وتتزاوج بأن يلصق الذكر نفسه بإحدى الإناث ويكون مندمجاً مع جسمها ويتغذى من دمها، لهذا فإن طول الإناث يصل إلى مترين ووزنها يصل إلى أكثر من (40) كيلوجراماً، في حين يصغر حجم الذكر عن ذلك.
ولهذه السمكة أسلوب غريب للغاية في اصطياد ضحاياها، وهو ما أطلق عليه العلماء أسلوب الكمين، يساعدها في ذلك الفم الذي يشبه الكوخ والزعنفة الطويلة القوية التي تشبه إلى حد كبير السنارة المثبتة في الرأس أعلى الفم، وعند اصطياد الفريسة، تستلقي في قاع البحر بلا حراك ونصفها مدفون في الطين والرمل، وعندما تقترب الأسماك الصغيرة، تفتح فمها المجوف بسرعة فيتدفق فيه مقدار كبير من الماء وتندفع معه الأسماك الصغيرة فتنقض عليها السمكة بالسرعة لا يمكن متابعتها بالعين المجردة.
ومن غرائبه أيضاً أن أنثاه تضع ما يفوق المليون بيضة مجتمعة في كتلة واحدة.
سمكة اليعسوب سمكة اليعسوب ويطلق عليها أيضاً (الآنسة) لأنها تستخدم أساليب أنثوية لجذب الذكر مثل التراقص وإظهار ألوانها الناصعة المبهرة، ويأتي ذلك نتيجة غيرتها المفرطة من الجميلات، فهي لا تشاهد سمكة جذابة أو ألوانها جميلة إلا وتهاجمها، أما الأسماك الأقل منها في الألوان أو الجاذبية فإنها تتجاهلها وتتركها تعيش بسلام.
وتشتهر الآنسة بأنها عدوانية جداً برغم صغر حجمها، فهي تقوم بالدفاع عن منطقتها بقوة وعنف، وتحارب ضد الأسماك الأخرى حتى لو كلفها ذلك حياتها. سمكة الأسدية تعتبر أسماك الأسدية من أطرف الأسماك وأغربها، وهي تنتمي إلى فصيلة عقارب البحر، ويبلغ طولها (38) سم، في حين تمتد الزعانف القوية على صدرها إلى (80) سم، وتتصف بفم واسع، فتستخدم الزعانف كمجاديف لجذب الماء إلى فمها التي تفتحه عن آخره فتندفع الضحية مع الماء إلى داخل الفم، وإذا فشلت في هذه الحركة فإنها تستخدم وسيلة أخرى وهي المواد السامة ، لذا فإن الأسدية يمكن أن تتجول في البحار والمحيطات بكل ثقة لأنها متأكدة أن القليل فقط من حيوانات البحر تتجرأ على مهاجمتها.
والطريف في أمر الأسدية أنها تتباهى بزعانفها القوية وتستعرضها في المياه المكشوفة غير مبالية بالحيوانات المفترسة الجائعة التي تترقبها، وذلك على عكس معظم عقارب البحر التي تستخدم زعانفها للتخفي والتمويه.
وبلغت الجرأة والمكر بالأسدية أنها تصدر اللون المبهر الذي يجذب الفريسة، فتغرس فيها الزعانف السامة التي تشل حركتها في الحال، والأطرف أن الأسدية إذا رأت أنها ستبذل جهداً كبيراً خلف فريستها فإنها تتوقف وتكمن في القاع حتى تسترد طاقتها، أما غذائها المفضل فهو الأسماك الصغيرة وسراطين البحر والروبيان، وتتزاوج في فصل الربيع وعدد صغارها يصل إلى (20) ألفا تضعهم عادة في المياه الضحلة. سمك أبو شوكة أبو شوكة، سمك موطنه البرك والمستنقعات، لا يزيد طول الواحدة منه على ثمانية سنتمترات، وكغيره من أسماك المياه الراكدة يتغذى هذه السمك على الحشرات المختبئة داخل النبات ويتميز أبو شوكة بشوكات ثلاث تنتصب على الظهر عند الاستثارة أو عند العراك، لكنها قد تتفلطح فوق الظهر عند ابتعاد الخطر.
لون هذا السمك مائل إلى الخضرة، أما في الربيع فيكتسب الذكر ألواناً جذابة، فيلمع ظهره في خضرة وزرقة معدنية ويصبح لون البطن أحمر زاهياً، وفي هذا الموسم تبدو الذكور شرسة جاهزة للعراك، وقد يقتل بعضها في التنافس على الاستئثار بقسم من البركة أو الغدير، وما إن يتم له ذلك حتى يبدأ بإعداد العش.
يحفر أبو شوكة أولاً فجوة في قاع البركة، يغرز فيها قطعاً من النباتات ويلصقها بعضها مع بعض رافعاً جدران العش وتاركاً مدخله مفتوحاً، وعند الانتهاء من إعداد العش، يقود الذكر أنثى أو يدفعها لتضع بيضها فيه، ويتكرر ذلك مع عدة إناث حتى يتجمع في العش العدد الكافي من البيض، ويقوم الذكر بإخصاب البيوض ورعايتها، ويتولى إطعام الصغار حين تفقس بقطع ممضوغة ويبقيها في العش، وبعد حوالي ثمانية أيام يفك العش وينطلق الصغار منه كل في حال سبيله، ويكون أبو شوكة الأب حينئذ قد أنهكه الجهد، فلا يطول به الحال إذ غالباً ما يقع فريسة لسمكة أكبر. |