الدعايات حين تستغل الانثى بابراز مفاتنها بسم الله الرحمن الرحيم الدعايات حين تستغل الانثى بابراز مفاتنها
منال القبلاوي - اعتادت المحطات التلفزيونية والاذاعات العربية والمحلية استغلال المراة ومفاتنها في الكثير من الاعلانات المقروءة و الدعايات المسموعة والمرئية ، الا ان الاستغلال بدأ ياخذ منحى جديدا يبرز المراة بمظهر الغباء وعدم المسؤولية والسلبية ومحدودية التفكير . و تبث احدى الاذاعات المحلية يوميا دعاية تظهر معاناة شاب من بطارية السيارة التي تفرغ بشكل سريع ويومي كنتاج لنسيان زوجته انارة السيارة بدون ان تطفئها الامر الذي يستمر يوميا الى ان يشترى الزوج بطارية من نوع اخر تروج له الدعاية .
فيما تظهر دعاية تلفزيونية تبث على احدى المحطات الفضائية امراة شقراء تدخل مصعدا ممتلئا بالناس لتتفاجأ بشاب يبادلها نظرات الاعجاب الا ان رائحتها السيئة بسبب عدم استخدامها السبيد ستك تنفره منها لترفع يدها وتشم نفسها ليظهر بالاعلان رمز سلة قمامة تحت ابطها في اشارة لسوء الرائحة الصادرة منها .
دعاية اخرى على التلفاز تظهر المراة بانها تخشى من حكم حماتها على الاكل الذي تعده الا ان استخدامها لاحد انواع زيوت القلي ينقذها من المشكلة ويجعل زوجها وحماتها راضيات عن طعامها .
دعاية تلفزيونية اخرى تظهر ان شابا ينظر لمجموعة فتيات يعبرن الطريق رغم انه يقف مع زوجته الامر الذي يجعلها ترفع يدها لتضربه وهنا يتوقف الزمن للحظة حيث تاتي مذيعة احدى برامج تجميل السيدات لتغير من ملابس وتسريحة ومكياج الزوجة ويعود الزمن من جديد ليبدي الزوج اعجابه الشديد بزوجته بشكلها الجديد .
وتظهر هذه الدعايتان وغيرهما من الدعايات المرئية والمسموعة المراة في منتهى الغباء وعدم المسؤولية وعدم النظافة والسلبية ومحدودية التفكير .
وفي هذا السياق تقول اخصائية علم الاجتماع حنان الطيبي ان عامل ظهور المرأة في دعايات المنتجات الاستهلاكية أصبح له وقع السحر على نجاح وتصريف هذه المنتجات بشكل أثار نوعا من الجدل بين مختلف شرائح المجتمع إلى حد طرح بعضهم تساؤلات حول مدى قيمة المرأة التي أصبحت عملة سهلة من إفراط استعمالها قد تفوقها أحيانا قيمة المنتج التي تقوم بإلدعاية له .
وتتابع الطيبي تحاول المصانع والشركات الاستثمارية والقطاعات الصناعية المنتجة جاهدة ضمان الأرباح، ولضمان كل ما سبق ذكره تعمد هذه المؤسسات إلى المنافسة فيما بينها معتمدة على الدعايات والإعلانات والشعارات المقروءة والمسموعة عن طريق السمعي والبصري والمكتوب في قالب سينوغرافي وغنائي في محاولة للوقوف على أرضية تكاد تكون قاسما مشتركا، بين معظم الإعلانات المحبوكة خصيصا لتصريف واستثمار منتج معين، ألا وهو المرأة التي أصبحت تستغل في الإعلانات خاصة المعتمدة على الصورة أو المرفقة بالملصقات بمختلف أحجامها، والتي تستنزفها كجسد يضفي لمسة من الجمالية على المنتج محور الموضوع.
''سميرة'' موظفة بإحدى البنوك اكدت أن استغلال المرأة في الإعلانات أصبح يثير في نفسها نوعا من الغيرة على بنات جنسها اللاتي يظهرن مفاتنهن للإعلان عن جهاز ثلاجة مثلا أو تلفاز أو غيره. وتابعت ''في الواقع لا أعرف ما العلاقة بين اظهار مفاتن المرأة مثلا وجهاز التلفاز.فكثيرا ما تظهر في عدد من القنوات الفضائية، امرأة جميلة منحنية على تلفاز بشكل لافت أو تفتح الثلاجة لتشرب وهي ترتدي قميص نوم يكشف كل مفاتنها..''،
وتؤكد سميرة: ''انه ليست المفاتن المعلنة من يجعلنا نشتري مثل هذه الأشياء بل هي حاجتنا الماسة إليها، والأكثر من ذلك مستوى معيشتنا وظروفنا المادية وقدرتنا الشرائية.''
''حسن'' شاب جامعي يعتقد أن المرأة أصبحت بالفعل كسلعة مستنزفة لعرض سلعة أخرى مؤكدا ان المرأة تستغل بشكل بشع في الدعايات المرئية لمختلف المواد والسلع في التلفزيون ، فهي بذلك مجرد جسد فاتن يغري بالمشاهدة والفرجة قد يحفز على اقتناء المنتج، أو ككائن ضعيف يعرض مثلا مسحوق التصبين ومواد النظافة، في الوقت الذي يتم فيه تغييب المرأة كإنسان فاعل وعنصر منتج هو في الواقع بمثابة نصف المجتمع''.
الى ذلك قامت فتاة سويدية تدعى اني كارلسون بعدما لفت انتباهها وهي عائدة من عملها وجود اربع اعلانات كبيرة لاحدى شركات الملابس الداخلية تظهر فيها عارضة الازياء الالمانية كلوديا شيفر بملابس شبه عارية على جدار كبير في الشارع العام ، بشراء طلاء اسود وطمست فيه هذه الاعلانات الامر الذي رفعت معه اصحاب الشركة بدعوى قضائية ضد كارلسون التي ادينت بدفع غرامة مالية قدرها 1400 دولار .
وحول ما قامت به قالت كارلسون احاول منذ مدة اثارة النقاش حول مشكلة الاعلانات التي تظهر المراة فيها كسلعة تستخدم لاغراض تجارية .مؤكدة انها نشرت العديد من المقالات ونظمت الكثير من الندوات في هذا السياق دون فائدة للتنبيه بان استخدام جسد المراة في الاعلانات اسلوب خاطئ سيؤدي الى كارثة اجتماعية .
ويشير استاذ علم التسويق في جامعة اليرموك ممن رفض ذكر اسمه ان هذه النظرة الضيقة للمرأة وترويج السلع من خلال جسدها من شأنه الاتيان بنتائج عكسية في بعض الاحوال، فالمشاهدون الذين يحترمون ذواتهم سينصرفون عن المنتجات التي يتم الاعلان عنها بصورة مبتذلة، مما يجعل الجهد الاعلاني جهداً ضائعاً لا فائدة منه. كما ان جعل المرأة بطلة للإعلان بهذه الصورة من شأنه ان يحيل السلعة الى الخلفية ويجعلها في المقام الثاني مما يجعل المستهلك ينصرف عنها او لا يلتفت اليها في الاساس. ويتابع كما ان استخدام المرأة بصحبة سلعة لا تتصل اطلاقاً بهذه المرأة قد يؤدي الى فقدان مصداقية الاعلان وبالتالي تتأثر السلعة سلبياً من ناحية الثقة فيها ومن ناحية توزيعها في الاسواق واقبال المستهلكين عليها.
ويرى ان علاج ظاهرة انتشار النساء في الاعلانات على هذا النحو يجب ان يتم من خلال تشريعات جادة من جانب مسؤولي الاعلام في كافة الدول العربية من اجل منع ظهور النساء في الاعلانات بهذه الصورة المبتذلة ووضع ضوابط مجتمعية واخلاقية ودينية لظهور المرأة في الاعلان بما يصون اخلاقيات وآداب المجتمع ويحفظ للنساء كرامتهن وانسانيتهن وسموهن الروحي ويحقق المنفعة العامة في نهاية الأمر. |