رد: من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني
ومن يتق الله يجعل له مخرجا
على لسان الآباء والأجداد
بحث وجمع وكتابة
تحسين يحيى حسن أبو عاصي
غزة – فلسطين
كان تاجرا كبيرا مشهورا بين الناس بأمانته ، وحسن خلقه ، وسلامة دينه ، وكان من أمانته أن يترك الناس عنده أماناتهم ، وأن يضع كل صاحب أمانة أمانته بنفسه ، في مكان يهتدي إليه بسهولة ، ثم يعود متى شاء لاستلامها كما هي ، في يوم من الأيام أقبل عليه رجل ، يريد أن يترك عنده خاتما من ذهب أمانة إلى حين ، قال له التاجر الأمين : ضعه في هذه الخزانة ، وضعه الرجل وأغلق الخزانة بنفسه ثم انصرف عائدا .
بعد حوالي الستة شهور عاد الرجل يطلب أمانته ، قال له التاجر الأمين : تجدها مكانها كما وضعتها يدك ، ذهب الرجل إلى الخزانة وفتحها فلم يجد الأمانة .
قال الرجل للتاجر الأمين : أمانتي ليست موجودة ، قال التاجر الأمين للرجل : وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ، أمهلني حتى غروب شمس يوم غد .
حزن التاجر حزنا شديدا ، وسأل زوجته وأبناءه عن الخاتم ، ولكنهم لا علم لهم به.
قام التاجر الأمين في الليل لصلاة القيام ، ورفع يديه إلى رب السماوات والأرض يشكو له مصيبته ، ثم خرج إلى المسجد لصلاة الفجر .
ذهب التاجر ليفتح متجره ، وفي وقت الضحى ، أقبل عليه رجل صياد وبيده سمكة كبيرة ، يعرضها للبيع ، اشترى التاجر الأمين السمكة ، وذهب بها إلى بيته ؛ لكي تعدها زوجته طعاما للأسرة ، وبينما كانت الزوجة تنظف السمكة ، عثرت بداخلها على خاتم ، أخذته وذهبت به إلى زوجها قائلة : أنت تضع الخاتم في بطن السمكة ثم تشكو إلينا فقدانه !!! ؟؟
فرح التاجر الأمين فرحا كبيرا بعودة الخاتم ، وقال لزوجته : أنا لا أفعل مثل ذلك ، ولكنها إرادة الله سبحانه فهو يفعل ما يريد .
جاء الرجل إلى التاجر الأمين بعد غروب الشمس ؛ ليأخذ خاتمه كما وعده بالأمس ، سأله التاجر الأمين : هل هذا هو خاتمك ؟ قال نعم إنه خاتمي ، وهذه علامته .
كان بجوار التاجر الأمين تاجر يهودي ، يراقب الأحداث بدقة وذهول .
رأى اليهودي الرجل يأخذ خاتمه ، فأقبل على التاجر الأمين ، والرجل بجانبه ، وبيده خاتمه ، قال لهما : انتظرا ، أنا الذي سرقت الخاتم من مكانه ، وذهبت إلى عرض البحر، حيث أعمق مكان فيه، وألقيته في الماء ، فكيف عاد الخاتم إليكما ؟
قال التاجر الأمين : إن الله أرسله إليَّ في قلب سمكة كبيرة ، اشتريتها من صياد ؛ ومن سترة الله فلا يكشف ستره مخلوق ، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ؛ فنطق اليهودي بالشهادتين معلنا إسلامه .
__________________ مابين حضور وغياب شكوتُ الى وكيعِ سوء حفظي فارشدني الى تركِ المعاصي وقال لي ان العلم نورٌ ونورُ اللهِ لايُهدى لعاصي اسفة لن ارد على الرسائل الخاصة بسبب انشغالي الشديد .. [/SIZE][/COLOR][/B][/CENTER] وشكرا لكم على السؤال عني واعتذر عن اي استفسار |