أستاذ كان له أثر في حياتي ... ( حياتي أنا ) من المعلمين ،، من يترك ذكرى في نفسك لا يمكن أن تنساه ، و منهم من تمر عليه في ذاكرتك مرور الكرام ، و منهم من لا تتذكره أصلا و ما أكثرهم ! و المدرس الذي أحدثك عنه من النوع الأول ، و لكن لا تظن أنه كان مثاليا مبدعا أو أنني أعجبت به و اقتديت به ،، كلا ، بل العكس تماما ،،، كان يدرسني التربية الإسلامية في الصف الثاني المتوسط ، كان مملا إلى أبعد حد و أنا لا أطيق الملل ، فقد كان أسلوبه يقتضي بأن يأتي الفصل قبل بداية الحصة لا أتذكر أنه تأخر مرة واحدة و كان لا يخرج حتى يسمع الجرس ( هذا جيد ) ، و لكنه عندما يشرح ،،، مستحيل أن ترى طالب مستيقظ ، الكل نيام إلا واحد أو اثنين ، فهو يبدأ يتكلم و يتكلم و يتكلم كما كتب في الكتاب بالحرف الواحد بدون زيادة و لا نقصان ،، و أظن أن الكلمة الوحيدة التي تكون خارج الدرس هي " السلام عليكم " ، كان ملتزما ،، و الطلاب يعاملونه بازدراء ، لأنه لم يرد عليهم و لم يعاقبهم و كان ضعيفا أمامهم ،، يسخرون منه ، يضايقونه ، لا يستجيبون ، يزعجونه ، يجننونه ،، و أنا كنت معهم ، و يا ليتني لم أكن ،، المشكلة أنني حينها كنت جاهلا غافلا فدائما كنت آكل من لحمه بشراسة يعني أغتابه و أذكر عيوبه و كم هو ملل و لا أكترث ،،، و مع مرور الأيام ،، جاءت إجازة قصيرة ،، فكرت في نفسي قائلا " إنه يؤدي و اجبه على أكمل وجه ، يخلص في عمله ، ينتظم في مواعيده ، ليس كبعض المعلمين الذين يتأخرون و يغيبون بلا سبب ،، يا لغبائي ! ، لقد ظلمته ،، إنه أفضل معلم ، عليّ أن أصحح غلطتي " فتبت إلى الله ،، تبت من الغيبة ، و فعلا لم أغتبه بعد تلك اللحظة ،، و عزمت أن أكون مهذبا معه ،، و أن أذكر محاسنه أمام الناس لعل الله يغفر لي ،، انتهت الإجازة ،، عدت للمدرسة ، و عندما بدأت حصته دخل مبتسما في وجهي قائلا " كيف حالك يا ... ؟ " ،،، لم تمض عدة أيام حتى تفاجئنا بأنه سوف ينتقل إلى مدرسة أخرى ، فحزنت لذلك ،، و ذهبت إليه معتذرا ،، قلت " معلمي ،، أنا أخطأت في حقك و .. " قاطعني قائلا " الله يوفقك في الدنيا و الآخرة " و ذهب ،، يا لها من كلمة ،، لم أسعد في حياتي بكلمة أكثر من سعادتي بهذه الكلمة ،، و قد تعلمت من ذلك المعلم كثيرا ،، أن أضبط لساني و لا أغتاب أحدا أبدا ،، أن لا أحكم على الإنسان من مظهره ، أن لا أظلم أحدا ،،،
__________________ و من أحسن قولا ممن دعا إلى الله و عمل صالحا و قال إنني من المسلمين |