محاكمة عاشق
صاح الحاجب : محكمة
صمت خيم علي القاعة
دخلت الهيئة مكونة من :
القدر رئيسا لها
النصيب عضوها اليمين و المكتوب عضوها الشمال
القاضي للحاجب : نادي علي القضية
الحاجب : الباكى
المتهم : نعم
ضمير الانسانية : حاضر مع المتهم وجاهز بالدفاع
الهيئة الموقرة : أتدري ما تهمتك ايها الباكى ؟؟؟!!!
أجاب بنبرة مشوبة بالحزن واليأس : أليست كسابقتها ؟؟؟!!!!!
الهيئة الموقرة :سنقرأ عليك تهمتك
النيابة تتفضل :
التهمة الموجهة اليك هي : عودك لما سبق وأن أتهمناك به مسبقا ألم
نحكم عليك من سنوات بالوحدة والضياع في سنوات الغربة جراء فعلتك وقتها
وحبك لابنة الجيران
وفشلت محاولاتك ونفذنا عليك حكمنا رغما عنك ولكن لأنه حكما مخففا
ربما لم يردعك
فحاولت مرة أخري ولكن هذه المرة كسرت الحكم وضربت به عرض الحائط
القدر أمهلك فرصة لكن فشلت مرة أخري تدخلت الخيانة وأفسدت الأمر
والآن تريد اعادة نفس الكرة
ما قولك فيما سردناه
الدفاع يتفضل :
الدفاع : سيدي القاضي حضرا ت المستشارين
إن المتهم الماثل أمامكم لم يرتكب جرما هنا بل هو المجني عليه
كيف تحكمون عليه بالسجن في غربته وضياعه وقد نفذ الحكم
ولكن ألا يوجد بقلوبكم رحمة
ألا تتركونه يعيش حياته
يكفيه ما لاقي سنوات من العذاب والحرمان
يكفيه ما تلقاه من طعنات غدر وخيانة وممن ؟؟؟؟!!!!!!
من اقرب الناس إليه !!!!!!!
يكفيه معاناته بعيدا عن أهله
يكفيه ألم فراقه عن فلذة أكباده
أتركوه لحاله
أحينما يجد الحب الصادق تأمرونه بالابتعاد و الحكم عليه بالغربة ثانيا
الي متي سيظل هذا الرجل يتجرع مرارة الغربة
الي متي يلقي بطريق حياته زجاجا منثورا وتأمرونه بالسير عليه
حتي تدمي قدماه
رباه أين الرحمة
أين أنتم من قلوب البشر
أين أنتم من الحب
يكفي
يكفي ألم يكفيه حزن
لقد نسي طعم الابتسام
ماتت ضحكاته
ما عادت إلا ابتسامة شاحبة وما تبقي إلا ثوان وتتلاشي
نسي حلاوة الكلمات
صارت أحرفه تبكي حين يقولها
من شدة أحزانه بكي عليه كل من حوله
أحينما يجد من يواسيه تطلبون منه الابتعاد
لالالالالالالالالالا
لا لن أستسلم للدفاع عنه
سأستميت
حتي يحصل علي حقه مثل باقي البشر
دعوه يعيش حياته فلكم سنة عاش ميتا
دعوه يطهر قلبه من الحزن
ويدخل الحب هذا القلب الذي طالما جرح من القريب قبل الغريب
عفوا لو كنت مكانك سيدي القاضي ما كنت أبدا حكمت عليه بمثل هذا الحكم
أرجوك أخاطبك بأسمي بضمير الإنسانية
لا تعتبرني مدافعا
لكن إعتبرني شاهد حق
هذا الانسان اكتفي ظلما دعوه يفرح
دعوه ينسي دموع القهر واليأس لتتذوق عينيه دموع الفرح والأمل
دعوه يمحوعن نفسه الانكسار ويجبر ذاك الكسر بمن تحبه وتريده من كل قلبها
بالله دعوه يذوق طعم الأفراح مرة واحدة في حياته
فكروا أن في حكمكم ظلما لاثنين وليس واحدا
لماذا لم تأتوا بها هي أيضا
لا تحكموا حكما واحدا علي اثنين كل ذنبهما أنهما أرادا الحياة
لقد أنتهت مرافعتي عند هذا الحد
الهيئة الموقرة :
الحكم بعد المداولة
فى هذه اللحظه صرخ المتهم صرخه زلزلت قاعه المحكمه صرخ صرخه استيقظت كل القلوب عليها
ليقول بأعلى صوته : سيدى القاضى أريد ان اتكلم ولو كانت كلماتى ستكون اخر كلمات لى فى حياتى دعنى ااقولها اتوسل اليك
وهنا نظر القاضى اليه وبضمير الانسان وروح القانون
قال : تكلم ايها الباكى
صمت رهيب ينتظر صوت المتهم نحيب وكلمات بكت لها الأعين :
سيدى القاضى انت القدر بقوتك وجبروتك لن اطلب منك محو العقوبة لا لا اريد التمرد أو الفرار من الحكم أو حتي التنصل من تهمتي وهل العشق تهمة في زماننا هذا ؟؟؟؟!!!!!!
أعترف أن ميزانك العدل وأنت تدري ان تهمتى اننى احببت وفى العشق توغلت
كان جرمى الوحيد هو نبض قلبى وكانت أحساسى ومشاعري تجلس منكسره بين المتهمين
أعرف الحكم مسبقاااا انك سترمى بى بين زنازين العذاب أعرف انك ستحكم على بأن اتنفس خارج الوطن وأعيش بين أحضان الغربه القاسيه
أحكم كما تشاء انا خاضع لك انا خاضع لك يا قدرى ولن أعترض بل أتوسل اليك أن تمنحنى يومااا أحقق فيه حلمى يوماااا من ايامى حياااتى أحس فيه أننى انسان يوما أحضن فيه عمرى القادم واودعه وداعى الاخير
أيها القاضى باسم كل دموع الحزن التى بكيتها وحيدااا بأسم سنوات الضياااع التى عشتها باسم كل جرح عاش فى قلب الباكى أمنحنى يوم أحقق فيه ماأريد
وساستقبل الحكم بعدها بقلب راض وأنسااان خاضع لقدرى
وفي زهووول الجميع خرج قلب الباكي من بين الحاضرين في صورة فتاة وأندفعت تجاه المنصة
وصرخت : الرحمة رأفة بهذا الانسان دعوه دعوه يعيش يوما واحدا في هناء لماذا هو بالتحديد هناك ملايين يعيشون حياتهم لماذا هو الذي يتألم من دونهم ألأنه صادق ألأنه طيب القلب لم يخن يوما ولم يجرح
بالله دعوه لي حتي أطيب جراحه دعوا لي حياتي
نعم حياتي التي أشتقت أعيشها
دعونا وشأننا ولا تلعبوا بنا لا تعذبونا سويا
بيكفي عذاب
هنا صاح القاضي فيها ومن أنتي ؟؟؟؟!!!
أجابت : أنا قلب هذا الانسان وهو كل حياتي روحانا متعانقتين متلازمتين كيف بالله ستحكمون علي أحدنا أحكموا علينا سويا أو أتركونا سويا
وفى هذه اللحظه الكل كان يبكى الكل بلا استثناء حقاااا الباكى وقلبه كلاهما ابكى قلوب البشر عليهما واستيقظت الضمائر الميته فسادت همهمات بالقاعة بعدما أنهيا دفاعهما عن حياتهما
ومن بين كل هؤلاء الناس خرج صوت اخر صوت يصرخ بكل ما اوتي من قوة و يقول :لالالالالالالالالا لهذا الحكم
صوت قلب اخر يصرخ من بين كل القلوب الموجوده
ليس قلب الباكى هذه المره ليس قلب حبيبة الباكى
لكنه قلب اخ وفى لاخيه قلب صديق مخلص لصديقه
خرج يصرخ والدموع تسيل من عينيه مثل الفيضان
و يقول: يا سيدى القاضى
لما كل هذا ؟؟؟!!!
هل من يحب و يوفى لمن احب هل يحكم عليه بالخيانه و الخداع ؟؟؟؟!!!!!!!
هل من صدق و اخلص لصديقه جزاءه النفى فى سنين الضياع و الحرمان ؟؟؟؟!!!!!
لا يا سيادة القاضى لا وألف لا
و اين كان ذا حكمك ؟؟؟؟!!!!
فما حكمك اذا فيمن يجرح قلوب البشرباسم الحب ؟؟؟؟
من يطعنه صديقه فى ظهره باسم الصداقه ؟؟؟؟؟
ما حكمك فى هؤلاء يفعلون كل هذا و يعيشون حياتهم فى سعاده ؟؟؟
هل من يخلص يكون هذا عقابه ؟؟؟؟؟
هل من يخلص و يوفى يكون جزائه الحزن طوال حياته ؟؟؟؟
لالالالالالالالالالا
اسألك الرحمه بهذا الانسان
يريد ان يحقق حلمه يريد ان يفرح
كفاه حزن كفاه غربه عن اهله و عن كل من يحبهم
اتركه يذهب الى من سيفرحه ااتركه يذهب الى حبيبته
اتركه يرجع الى اهله الذى يتشوق اليهم
طرقت المحكمة بمطرقتها : هدوووووووووووووووووء
فنظر القاضى فى عينه وهمس للعضو اليمين واليسار
الهيئة الموقرة :
الحكم بعد المداولة
الحاجب : محكمة رفعت الجلسة
ونهض الحضور ثم عاودوا بالجلوس وهمهماتهم لا توقف وتساؤلاتهم عن الحكم
لا تنتهي بعد المرافعة التي حازت إعجابهم
انقسموا لفريقين
أن هذا القاضي اتجاهه واحد سيحكم مجددا بالنفي في دائرة الغربة
والفريق الآخر أن المرافعة مقنعة وأنه سيمتثل لطلب الدفاع
ومازلنا بانتظار الحكم
متحلين بالأمل في رحمة الله بنا
كنا هنا
كنت أنت ،،،،،، كنت أنا
فكرة وإشراف الملك الباكي بقلم سحر أحمد
ومشاركة زنزانة الأحزان
الخل الوفي ربما لاتترك لنا الحياة خيارا
لكني سأبقي علي عهدي لما بعد وفاتي
سحر أحمد