و راحت من عند الدكتورة و هي تمشي و تركض بنفس الوقت ... و هي نازلة من الدرج دق جوالها ... يا ربي تأخرت واجد عليكم و اكيد تضايق عبد العزيز الحين ... حاولت تمسك تلفونها و في نفس الوقت تشيل شنطتها ... غير عبايتها الطويلة اللي كانت رافعتها عشان ما تطيحها ... و توها بترد على عزيز إلا تسكر بوجهه بالغلط و في نفس الوقت ما انتبهت على اخر درجة و تطيح على الأرض ... كانت طيحتها خفيفة ولا عورتها ... المشكلة الشنطة اللي فلتت من يدها و تناثرت الأدوات و اللوحة على طول الممر ... كل قطعة بجهة ... يا ربي ليه يصير لي هالاشياء اليوم بالذات ... يعني يوم جا عزيز ياخذنا اتبهدل كذا ؟ حمدت ربها ان الممر فاضي وما في بنات ولا شكلها كان يموت من الضحك ... اخذت تجمع الأشياء من على الارض إلا مسطرتها ما شافتها ... دورتها يمين شمال ما في فايدة ... لاحظت انها زودتها و تركت المسطرة عشان تطلع برى لعند السيارة ... و هي عند الباب دقت عليها هالمرة منيرة
ردت عليها سارة و هي تلهث لانها تجري : الو
منيرة بصوت واطي : وينك تأخرتي
سارة : هذا انا طلعت من الباب
منيرة : بسرعة تعالي
سارة : هذا انا اشوف السيارة يللا باي
منيرة : باي
سكرت منيرة و قالت لعبد العزيز بصوت يحمل نبرة الإعتذار
منيرة : هذا هي
ما رد عليها عبد العزيز ... انتظر سارة لين جات و فتحت الباب اللي قدام و جلست
سارة و بكل هدوء : السلام عليكم
ما قابل تحيتها إلا السكون ... عرفت سارة ان عبد العزيز معصب عليها حاولت تبرأ نفسها
سارة : سوري تأخرت بس الدكتورة كرم كانت تكلمني
ظل السكوت هو الرد و منيرة تحتبس انفاسها ما لحقت سارة على غضب عبد العزيز قبل لا تجي ... خصوصا انها بالأول ما كانت ترد على المكالمات بعدين تسكر في وجهه
عبدالعزيز : ...
سارة : حاولت اسكت الدكتورة بس هي اللي ظلت تتكلم , بعدين و انا بالدرج ...
هالمرة قبل لا تكمل جملتها قاطعها عبد العزيز : في البيت نتفاهم
سارة : جد عزيز ما كنت ابي أتأخر
عبد العزيز بنبرة اعلى من نبرة الصوت العادية يعني قريب من الصراخ : قلت لك بالبيت
هالجملة اسكتت سارة و خلتها ما تنطق كلمة ... جلست و هي تحس بألم بسيط بظهرها ... شكل جاتها قدمة من طيحتها ما حست فيها إلا الحين
منيرة : عزيز الدكتورة كرم معروفة بهذرتها الزايدة
سارة : ايه ما بغت تسكت والله ... عشان كذا ما رديت كنت قدامها
عبد العزيز : اشوفك مصرة على التفاهم هنا ... طيب لك اللي تبين ... انا الحين ايش وصيتك ؟ مو قلت لك اول ما ادق تطلعين ؟
سارة : ايه بس و انا طالعة ذكرت اني نسيت اغراضي فوق
عبد العزيز : و انا السواق اتحمل غلطتك ؟ ولا عاجبك انتظاري لك بهالشمس كاني سواق ؟
سارة : مو كذا ... لازم اسلم التصميم بسرعة
عبد العزيز : ولو ما تقدرين تعطيني خبر ولا ترسلين منيرة تقول لي ؟ و هالأغراض تاخذ من وقتك ثلث ساعة ؟
سارة : الدكتورة مسكتني تقول لي شي اقوله للبنات
عبد العزيز : و ليه ما قلتي للدكتورة ان السيارة تنتظرك ؟
سارة : قلت لها بس هي قامت تسولف و ما قدرت اسكتها
منيرة : جد عزيز هالدكتورة بس تتكلم
لف عبد العزيز على منيرة و صرخ عليها : اظن اني اتكلم مع سارة مو معك
صرخة عبد العزيز جمدت سارة بمكانها هي و منيرة
عبد العزيز و هو يكلم سارة : و انتي الثانية لو مرة ثانية تقولين لي اجيك و تتأخرين كذا يكون حسابي معك ثاني
ما ردت عليه سارة
عبد العزيز بصرخة خلت سارة ترتاع بمكانها : سامعتني ؟
سارة بصوت واطي : ايه
شلون يكلمني كذا ؟ و قدام منيرة بعد ... ولا عبدة من عبيده ... في ألف طريقة للتفاهم غير كذا ... امسكت العبرة اللي كانت شوي و تطلع ... ما تبي تصيح خلاص ... وصلوا للبيت و على طول راحت سارة فوق لغرفتها مع ان الغدا كان جاهز ... سألت فوزيه عنها قالت لها منيرة انها مو مشتهية ... منيرة كانت متضايقة و موصلة من طريقة اخوها ... لو استمر على هالحال بيكره سارة فيه ... لمتى يظل كذا ؟ و ليه يعصب على هالشي التافه ؟ هو صح ان سارة المفروض ما تتأخر بس كان عندها ظروف ... ظلت تشوف اخوها بنظرات طول فترة الغدا و اللي قاهرها اكثر انه تغدى ولا عليه ... مو حاس انه غلط على زوجته ... مسكينة انتي يا سارة ... والله ان عزيز ما يسواك
سالم : منور ايش فيك تشوفين اخوك كذا ؟
انتبهت منيرة من سرحانها و التفت على ابوها ... ابتسمت له : لا يبه بس سرحت شوي
عبد العزيز اللي كان حاس بنظرات منيرة قام من السفرة و هو بعد ما خلص الأكل ... صدق تسرع بغضبه ... بس هو كان عارف انه بيتهور ... خصوصا اذا كان غضبان عشان كذا طلب من سارة يتفاهمون بالبيت الى ان يهدى بس هي اللي اصرت و هو ما تمالك نفسه ... ماله داعي تزعل علي كذا ... السبب مو لهالدرجة يضايق و يخليها ما تتغدى حتى ... جلس على الغدا عشان ما يحسون اهله ان في شي بينه و بين سارة بس نفسه مسدودة و نظرات منيرة مو مريحته ... يووه منور احيانا احس انك تحبين سارة اكثر مني انا اخوك ... قام من على السفرة و راح لعند سارة ... يروح يشوف ايش قصتها ... رقى فوق لغرفته ... حاول يفتح الباب شافه مقفل ... دخل مفتاحه ولا دخل ... واضح ان لا زال فيه مفتاح داخل ... طق على الباب و ما رد عليه احد ... هو عارف ان سارة موجودة داخل بس ليه تفقل الباب ؟ دق الباب دقات عالية و لا زال ما في جواب
عبد العزيز بصوت ما يحاول يعليه عشان ما يسمعه احد : سارة افتحي الباب
و ما سمع ولا حتى حركة
عبد العزيز : سارة هالحركة مو حلوة افتحي و خلينا نتفاهم
و نفس الشي سكون تام
عبد العزيز بدى يعصب ... حركات البزار هذي مو عاجبته
عبد العزيز : سارة بتفتحين ولا تبيني اكسر الباب ؟
هالمرة سمع حركة تقرب و صوت سحب المفتاح من مكانه ... حاول يفتح شافه لا زال مقفل ... دخل مفتاحه و دخل على طول ... فتح الباب و هو يتوقع سارة قدامه على السرير ولا على الكنب بس ما شاف لها أي اثر ... راح لعند الحمام ... سمع صوت انين ... شاف الباب مفتوح شوي بس النور مطفي ... فتح الباب ... لاحظ خيال على كرسي الحمام و الصوت صار واضح ... سارة ... ايش تسوي بالظلام ... لا بالحمام بعد ... فتح النور ... كانت جالسة و حاطة كوعها على ركبتها و وجهها بين ايدها و كتوفها تهتز ... قرب من عندها و اول ما لمسها بعدت عنه ... ما يصير ... لازم تطلع من الحمام ... الصياح فيه مو زين ... كافي انه مسكن للشياطين
عبد العزيز : سارة حبيبتي قومي عن هنا
و بدل ما ترد عليه زاد صياحها
عبد العزيز و هو يحط ايده على كتفها : سارة تعالي اذا تبين نتفاهم يللا بس مو بالحمام
سارة بصوت كله صياح : مابي اتفاهم معك
عبد العزيز : خلاص مو لازم نتفاهم بس اطلعي من الحمام
سارة رفعت راسها اللي كان غرقان دموع : مو كيفك تامرني مابي اطلع
عبد العزيز : شوفي اذا ما طلعتي رح اطلعك بنفسي
سارة بتحدي و هي مو عارفة ايش هي نتيجته : لو تموت ما اطلع ... انت اللي اطلع
عبد العزيز : ماله داعي تصرخين و تدقين اعلام للبيت انك تصيحين
سارة لا زالت تصرخ : روح عني مالك دخل فيني بصرخ على كيفي
عبد العزيز : سارة اكبري
سارة : انا كبيرة ولا ما كان تزوجتني
عبد العزيز ما كان عاجبه صراخ و صياح سارة و خصوصا بالحمام و بحركة مفاجأة رفعها من على الكرسي و طلع من الحمام ... اخذت سارة تضربه على ايده اللي شايلتها و تصرخ
سارة : نزلني ... قلت لك لا تلمسني
ولا همه عبد العزيز ولا كان سارة تضربه
سارة : اتركنيييي
نزلها على السرير و على طول سارة تنفض ايدينه من على كتوفها
سارة : قلت لك لا تلمسني
عبد العزيز رفع ايده كانه يستسلم : خلاص مو لامسك ... نقدر نتفاهم هنا
سارة و هي لا زالت تصيح : على ايش نتفاهم هاه ؟
عبد العزيز : باللي مصيحك الحين و مضايقك
سارة قامت تضحك و بدت تتحول ضحكتها لصياح كان شكلها يكسر الخاطر مرة ... قرب منها عزيز ما قدر ما يهديها بس اول ما لامست اصابعه ذراعها نفضت يدها كان حشره هي اللي لمستها و رمت نفسها على السرير و هي دافنة وجهها بالمخدة
سارة بين شهقاتها : انا خلاص زهقت ... ماقدر اصبر ماقدر
حط ايده على ظهرها
عبد العزيز : ما تقدرين تصبرين على ايش حبيبتي ؟
سارة شهقت شهقة كبيرة و كملت صياحها و هي تتكلم بكلمات متقاطعة و مو واضحة : لا تقول حبيبتي انت ما تحبني عشان تقولها
عبد العزيز : سارة
قاطعته : ليه بتكذب و بتقول انا احبك ؟
رفعت وجهها و لفت عليه ... عيونها الحمر الغرقانة دموع بعيونه : ما يحتاج تكذب و تكسب اثم على هالشي ... انا ادري انك ما تحبني و ادري انك تزوجتني غصب بس انا ايش ذنبي ؟
عبد العزيز انصدم من كلمات سارة معقول احد قال لها هالشي ؟ معقول منور قالت لها ؟
عبد العزيز : سارة هالكلام مو صحيح
سارة : إلا صحيح ولا إيش تفسر تطنيشك لي ؟ تطلع طول اليوم ولا ترجع إلا بآخر الليل ... لا تبيني اسألك ولا شي ... تصرخ علي و تهاوشني قدام اختك ... ليه تبي توريها ايش قد حنا سعيدين و متفاهمين مع بعض ... من اول ما تزوجنا ما عمري جلست معك وحدنا لا بعشى ولا بغدا ولا حتى فطور ... تطلع للعمل من غير ما تفكر تشوفني ... ما مرة جيت البيت إلا متاخر ما تقول لي وين كنت ... حتى لو كنت صنم ما صبرت ... يوم كنت بيت اهلي كنت ألقى الإهتمام ... احس اني انسانة لها كيان و روح ... انسانة يهتمون لها و للي تبي و تحتاج ... و هنا اقرب الناس لي اللي هو انت هو ابعدهم
طول الوقت عبد العزيز كان ساكت قدام انفجار سارة
عبد العزيز بكل هدوء : انتي الحين تعبانة ارتاحي
سارة بدل ما تسكت رجع لها صياحها : هذا اللي قدرت عليه ؟ هذا هو ردك ؟
عبد العزيز : سارة اعصابك مشدودة الحين و تعبانة ... مو وقته اتفاهم معك
سارة : إلا وقته
عبد العزيز و هو يسدح سارة على الفراش : لا مو وقته ... اسمعي الكلام نامي الحين و ارتاحي و اول ما تقومين رح نتكلم
سارة ما ردت عليه و لفت على الجهة الثانية و دمعة نازلة من عينها بللت مخدتها ... كره عبد العزيز نفسه باللحظة ... حس الغرفة بتطبق عليه ... لهالدرجة ماخذة على خاطرها و متحملة ؟ انسحب بشويش من السرير و طلع من الغرفة ... ما يقدر يجلس فيها اكثر من كذا ... لازم يطلع لازم يشم هوا ... لازم يطلع حتى من البيت ... وقف السيارة عند المسجد ... صلى تحيتة المسجد و جلس و القرآن بيده ... اخذ يقرى قرآن و لا حس بالوقت إلا الامام جاي عشان صلاة المغرب ... بعد الصلاة طلع و رجع للبيت يشوف سارة و يطمئن عليها ... دخل البيت اللي كان زحمة ... كانوا جايين حريم عشان نورا ... على طول راح فوق لغرفته و هو يتوقع سارة لا زالت نايمة ... بيقومها تصلي المغرب بعدين بيقول لها على كل شي و رح يتفاهمون ... جلسته بالمسجد فادته كثير ... خلت السكون و الراحة يسكون قلبه ... بس هو الى الحين لا زال يحتاج لتفكير بحياته ... و الأهم احاسيسه اتجاه سارة و ايش تفسيره ... دخل الغرفة و هو محمل بالأمل ... صدمه منظر السرير الفاضي و الأغطية المعفسة ... راح للحمام بسرعة ... فتح الباب بعد فاضي ... نزل تحت و هو ينادي منيرة ... طلعت له رهف من الغرفة
رهف : شوي شوي ... في حريم
عبد العزيز : وين سارة ؟
رهف : يمكن بغرفتها
عبد العزيز بقلق : مو موجودة
رهف : والله مادري يمكن عن منور
عبد العزيز : و منور وين ؟
رهف : عند البركة تدرس
استغربت رهف من سرعة عبد العزيز و هو طالع ... راح لعند ما كانت منيرة جالسة على كراسي الحدايق ... كانت جالسة و كتابها بحظنها
عبد العزيز : منور
التفتت عليه منيرة ردت عليه بغير نفس : نعم ؟
عبد العزيز : وين سارة ؟
منيرة : غريبة تسأل عنها
عبد العزيز : منور مو رايق لك وينها ؟
منيرة : بعد اللي سويته وين تتوقعها ؟ اكيد ببيت اهلها
لا مستحيل ... سارة ما تسويها ... شاف منيرة بنظرة غريبة ... ما عرفت منيرة تفسرها بايش ... و من غير كلام لف و راح ... بس ما دخل البيت طلع من الباب على الشارع و منه للسيارة و هو مو عارف وين يروح ... ظل يدور بالسيارة و ما انتبه إلا هو واقف هناك في مكانه المعتاد ... عند جسم الملك فهد بالكرنيش ... بالمكان اللي ما رح يزعجه احد و بيتركه لأفكاره ... ترك كل شي داخل السيارة حتى شماغه و طاقيته و جواله و نعاله ... تخلل الرمل اصابيع رجوله و هو يمشى عليه الى الشاطىء ... رمى نفسه بكل تثاقل على الارض ... ظل يتأمل البحر و هو يتمنى يغوص فيه و يغوص الى ان يتخلص من كل همومه ... ليه يا سارة ليه تركتيني ... ليه ما صبرتي الى ان اجي و نتفاهم ... ليه كبرتيها و رحتي بيت اهلك ليه ؟