الفصل العاشر
الجزء الثاني
تصرفه اليوم مو مقبول ابدا ... مهما كان عذره ما توصل فيه الجراءة انه يمسك يدها و هي ما تقرب له ولا تعني له أي شي ... شلون ما تعني لي ؟ لا انا احبها ... و اليوم تأكدت من هالشي ... اول ما شفتها قدامي ما حبيت تغيب عن نظري و هذا الشي اللي خلاني امسك ايدها ... ما بغيتها تروح ... بس حتى لو كنت ابيها تجلس المفروض ألزم حدودي ... اللي سويته ما يتوافق مع تعاليم ديننا و مجتمعنا ... و من متى انا اهتميت بالمجتمع او الدين في هذي المسألة ... و لمى و دلال و غيرهم ؟ اللي اسويه معهم ايش يسمى ؟ هو صح غلط بس انا طول عمري ما خليتها تتعدى المكالمات التلفونية و الطلعات البسيطة بأماكن عامة
ظلت الافكار تدور بعقل سلمان من اول ما نزل امه للبيت و الى الحين ما استقر على شي ... ساعة يندم على اللي سواه و ساعة يحس انه شي عادي لأن قصده نبيل ... و اثناء ما هو يفكر دقت عليه لمى بعد فترة من الإنقطاع ... اول ما شاف رقمها أطلق زفرة حارة من نفسه ... هذي ايش تبي ؟ انا ما صدقت تغيب فترة و على بالي ناسيتني ... ايش عندها تدق الحين ؟ ما حب يرد عليها و ترك الجوال يدق لين قفل لوحده ... و اقل من خمس دقايق يدق جواله بنغمه المسج ... فتح الرسالة
" اول ما تشوف المكالمة او الرسالة دق علي ضروري ... ابيك بموضوع ما يتحمل التأجيل "
لمى
في ايش تبيني ؟ اكيد الموضوع مهم ولا ما كان ارسلت هالرسالة ... توه بيتصل إلا تذكر كلامه لبندر و عن توبته ... لا لا ما رح يضعف ... هو قبل لا يعطي بندر وعد اعطى ربه و اذا بندر مو هنا عشان يمنعه ربه موجود ... و هالموضوع الضروري ما رح يغريني ... ان شاء الله ما اعرفه طول عمري ما رح اتصل
رهف من الجهة الثانية من بعد ما صار لها موقف المستشفى و هي عايشة احلام وردية مع سلمان ... التيار اللي مر لها يوم مسك ايدها كان شعور اول مرة تجربه ... شعور لذيذ تمنت ما يختفي و تبقى يدها طول الوقت بيد سلمان ... صح انها جمدت بمكانها و انصدمت بس مع كذا استمتعت ... اكيد انا اعني لسلمان شي ... اكيد يفكر فيني ... لا حتى يعرفني مع اني مغطية عرف انا مين و ناداني بإسمي ... يا الله ايش قد انا فرحانة ... هتف صوت لمى ... لمى ... انتي ناسية لمى ؟ ناسية انها له و هو لها ؟ ناسية انها حبيبته ؟ صراع بين قلبها و عقلها ... القلب يهتف باسم سلمان و العقل لمى ... ايش رح يكون نهاية هذا الصراع ؟ و مين اللي رح يتغلب ؟
عبد العزيز : اوكي منور خذي مفتاح السيارة و روحي لها ... بتشوفينها اول ما تطلعين على يدك اليمين ... اول ما تخلص سارة تجهيز اغراض رح نجي
سارة اللي ما كانت تبي تجلس مع عبد العزيز لوحده : لا منور اجلسي ساعديني
منيرة : ايش اساعدك من كثر اغراضك الحين ؟ اذا بغيتي مساعدة هذا عزيز عندك
و راحت لعند عبد العزيز اللي طلع المفتاح من جيبه و عطاه منيرة و بعيونه شكر لان اخته فهمت ايش كان يبي منها ... اخذت المفتاح و ابتسمت لسارة و طلعت
و تو سارة حطت رجولها على الأرض و قامت من على السرير إلا يحط عبد العزيز ايده على كتفها و يرجعها تجلس من جديد و جلس جنبها
عبد العزيز : لحظة سارة خل نتكلم اول
ما ردت عليه سارة و راسها كانت منزلته
عبد العزيز : سارة حنا لازم نتكلم ما يصير نأجل الموضوع اكثر من كذا ... انا ادري انك متضايقة مني مرة بس سكوتك و تهربك ما رح ينفعك
تضايق منها عبد العزيز لأنها ابدا ما عبرته ولا لفت عليه
عبد العزيز و هو يمسك ذقنها و يلفه من جهته : ممكن تشوفيني وانا اكلمك ؟
رفعت له عيون غرقانة دموع ... اوووه سارة ما مليتي من الصياح ؟ انا ما اقدر اصبر اكثر قدام دموعك ... شافها بنظرة حنان و حط ايده ورى كتفها ... قربها منه بحيث طاح راس سارة على كتفه
عبد العزيز : خلاص سارة الله بعوضنا ان شاء الله بس لا تصيحين ... عشان خاطري ماقدر اشوف عيونك الغالية تنزل دمعة منها
كلمات عبد العزيز بدل ما تهدي سارة زادتها ... قامت تعدلت بجلستها و رفعت راسها من على كتفه و بيد مرتجفه مسحت دمعة نطبعت على خدها
سارة بصوت مرتجف و واطي : ابي اروح الحين البيت
عبد العزيز : بنروح بس بعد ما نخلص كلام
ارتجفت شفة سارة التحتية مثل طفل يهدد بالصياح : ابي الحين
بهاللحظة ما كانت سارة بنت 20 سنة اللي تكلم عبدالعزيز ... وجهها الطفولي و عيونها اللامعة بالدموع و تعابيرها البريئة رجعوها عشر سنين ورى ... خلوا عبد العزيز يحس انه يكلم طفلة مب زوجته ... طفلة تهدده اذا ما سويت اللي ابيه رح اصيح
عبد العزيز و هو يقوم : طيب الحين نروح
و راح عنها عبد العزيز وقف مقابل النافذة و ظهره لسارة اللي قامت تلبس عبايتها و هي تكتم عبرتها ... دق الباب عليهم و انفتح
محمد : اقدر ادخل ؟
حاولت سارة تمسح وجهها عشان ما يبين عليه أي اثر من الصياح ... اما عبد العزيز يوم سمع صوت محمد راح لعند الباب و فتحه
عبد العزيز : هلا بو صالح تفضل
محمد : السلام عليكم ... توني سامع من الوالدة على اللي صار
و شاف اخته اللي كانت واقفة و هي لابسة عبايتها ... راح لها محمد
محمد : شخبارك سارة ؟ شكلك طالعة الحين
سارة بصوت واهن : الحمد لله انا بخير
عبد العزيز : تفضل اجلس محمد
محمد : أي اجلس و انتوا طالعين ... هدى كان ودها تجي بس قالت لها الوالدة انك طالعة الليلة ... ما توقعت الحين
سارة : الدكتور ما عارض ... محمد بتروح لبيت اهلي ؟
محمد : ايه
سارة التفت على عبد العزيز و بنبرة تحدي : خلاص عبد العزيز لا تتعب نفسك محمد ياخذني لاهلي
عبد العزيز : لا انا اللي باخذك
محمد على باله يقدم المساعدة : جد بو سعود ما يحتاج انا رايح بيت اهلي رايح
عبد العزيز شاف سارة بنظرات طالع منهم الشرار وده ياخذها و يخنقها مو كافي انها ما تبي تتكلم معه لا بعد تصرفه و كانه حشرة قدامها
عبد العزيز و هو يصر على اسنانه : مابي اكلف عليك
محمد : أي كلافة يا ولد الحلال ... ناسي ان سارة اختي ؟
عبد العزيز : ما دمت ملزم
محمد : إلا ملزم ... نمشي الحين سارة ؟
سارة : ايه انا جاهزة
اخذت شنطتها و مشت لحد محمد و عبد العزيز يفور داخله ولا هو عارف ايش يسوى ... مقهور من سارة مرة ... ما كانت حاطة له اعتبار بالغرفة ولا كانه موجود ... حتى نظرة باخلتها عليه
محمد : تبين اشيل لك هالورود ؟
سارة : ايه الله يعافيك
طلع محمد و هو حامل الورود اللي من رهف و لحقته سارة و توها بتطلع من الغرفة إلا يناديها عبد العزيز ... التفت عليه و بعينها نظرة استفهام و تحدي بنفس الوقت انه يمنعها من اللي ناوية تسويه
عبد العزيز : قبل لا تاخذين أي قرار فكري فيه زين
تغيرت النظرة المرتسمة بعين سارة و تعلقت عيونها بعيون عبد العزيز الجامدة ... تحاول تقرى شي فيهم و اي قرار كان يقصده ... لكن اللي قابلها قناع جامد ما فيه أي تعبير يدل على افكار صاحبه ... نزلت راسها و طلعت
دخل السيارة و التف على منيرة اللي جالسة بالسيت الوراني
عبد العزيز : منيرة تعالي قدام
منيرة اول ما ركبت السيارة طاح راسها على ورى و غرقت بالنوم ... كانت هلكانة تعب و الساعات اللي نامت فيها ما عطتها كفايتها ... دخول عبد العزيز السيارة و كلامه لها خلاها تفيق من النوم
منيرة : هاه
و لا بعد تستوعب الوضع اللي هي فيه
عبد العزيز بعصبية : قلت لك تعالي قدام
و على صرخة عبد العزيز طار النوم صدق من عينها ... لا احد يقرب من عبد العزيز اذا عصب ... قاعدة عرفتها منيرة و رهف من هم صغار و فهموها عدل و طبقوها ... على طول نزلت منيرة و ركبت جنب عبد العزيز ... مشت السيارة قبل لا تسكر الباب ومع ان منيرة عرفت ان اخوها في قمة عصبيته ما قدرت تمنع فضولها
منيرة : و سارة ؟
عبد العزيز : صديقتك الدلوعة راحت لحضن امها عشان يدفيها
ما قدرت منيرة تجادله ... اسئلة كثيرة تبي تعرف جوابها بس ما تجرأت تسأله ... و بسرعة قياسية وصلوا للبيت ... وقف عبد العزيز السيارة و نزلت منيرة و كان عبد العزيز لا زال جالس ... قبل لا تسكر الباب ...
منيرة : مب نازل ؟
عبد العزيز : لا
سكرت منيرة الباب بخضوع و قبل لا تدخل انطلقت السيارة باقصى سرعة و اختفت عن نظرها ... دخلت البيت و هي تجر رجولها ... الوضع بين عبد العزيز و سارة مضايقها و هي بين نارين ... توقف في صف مين ولا مين ؟ هذي صديقتها و هذا اخوها ... صح سارة تعذبت كثير بسبب عبد العزيز بس حتى عبد العزيز تعذب ... محد شاف اللي شافه اول ما طاحت سارة ... محد شاف نظرة الخوف اللي بعين عبد العزيز و هو يشيل سارة للمستشفى ... ولا حاله و هو ينتظر كلمة تطمنه من الطبيب ... هو يستاهل فرصة ليه يا سارة ما عطيتيه ؟ ليه حكمتي على اخوي قبل لا تسمعينه ؟ انتبهوا لها اهل البيت انها جات ... الكل كان متوقع تكون سارة معه بعد ما سمعوا كلام عبد العزيز ... فاجأهم منظر منيرة لوحدها
فوزية : وينه عزيز و مرته ؟
منيرة بصوت متخاذل : سارة ببيت اهلها ترتاح و عزيز طلع شوي
نورا : ايه مو قادر يتركها ولد اللذين
فوزية : خليه زوجته تحتاجه
منيرة و هي تتلفت في الغرفة و نظرة غريبة بعيونها
فوزية : ايش فيك ؟
منيرة : وين ابوي ؟
فوزية : والله ابوك ذابحني مو راضي يرتاح ابد ... ما بعد يرجع للبيت
منيرة و هي معقدة حواجبها : و ما يدري عن سارة ؟
فوزية : قلت له انها تعبانة ما قلت سقطت ... مابي اكدر خاطره
نورا : يمه ترى احمد اليوم جاي على العشا
منيرة تصرخ بوجه نورا : والله انتي فاضية ... البيت بحالة و انتي بحالة
اندهشت نورا من اختها و من انفجارها قدامها : منيرة ايش فيك ؟
فوزية : انتي شلون تكلمين اختك كذا ؟
منيرة : انا بروح غرفتي ارتاح ... لا تنادوني على العشا او أي شي
و طلعت من الغرفة من غير ما تنتظر رد
فوزية : تركيها نورا توها مراهقة و ما تعرف شلون تتصرف
نورا : ادري يمه ما يحتاج تردين ... انا عارفة حالتها اليوم شلون
و مثل عادتها دايما صعدت لغرفتها و قضت اليوم كله قبال اللوحة ترسم و تعبر عن شعورها و اللي يختلج داخل روحها
الحين وين بروح ؟ لمتى يظل وضعي كذا ؟ لا ما يصير ... ما يصير اسوق السيارة و انا بهذي الحال من العصبية ... دور بالسيارة و رجع للبيت و بدل ما يدخل داخله راح لورى البيت لعند المسبح ... الطاقة اللي فيه لازم يتسهلكها ... ايش احسن من الرياضة ؟ بعد ما لبس شورت السباحة راح يسبح على طول المسبح و في كل ضربة من ضرباته على الماي تهدى اعصابه ... مر عليه فترة على هذا الوضع ... و لانه من زمان ما سبح حس بالأم يسير على طول ذرعانه ... وقف سباحة و خلى جسمه يطفو على سطح الماي بسترخاء و هو مسكر عيونه
اذا كانت ما تبيني ليه اتضايق ؟ خلاص رح اتركها و ان شاء الله ما اجيبها من بيت اهلها ... خل اهلها ينفعونها اذا كانت مفضلتهم علي ... بعكس حياتى ما رح تتغير بذهابها ... رح افتك من صياحها و دلعها اللي ماله نهاية
اصوات بدت تعكر مزاجه و تعكر الهدوء اللي كان مسيطر على الجو ... فتح عيونه بتردد ... عمر واقف و هو مكتف ايده على صدره و يتأمله
عبد العزيز و هو يطلع من المسبح : من متى و انت هنا ؟
مد عمر المنشفة لاخوه بحكم انه اقرب لها منه : من فترة
جفف عبد العزيز وجهه وصدره بعدين ربط المنشفة على خصره و جلس على الكرسي
عمر و هو يرفع حواجبه : من زمان ما شفتك تسبح
عبد العزيز : اشتهيت اسبح ولا حرام ؟
عمر و هو يجلس على الكرسي اللي جنب اخوه : لا مو حرام
حس عبد العزيز بجفاوة رده : في طاقة ابي استهلكها
عمر : و ليه مقفل جوالك و الاهل هناك خايفين عليك و يحاتونك
عبد العزيز : هذا انا هنا ... و ليه يحاتوني ولا مو شايفيني رجال ؟
عمر : ما تبي اهلك يسألون عنك ؟
عبد العزيز : يسألون بس بحدود مو يخنقوني
عمر : ايش فيك عزيز ليه تتكلم كذا ؟
عبد العزيز : و بأي لغة تبيني اتكلم ؟
عمر : عبد العزيز
كمل عمر كلامه و هو يتنهد : مو تتضايق كذا على اللي صار ... الله بيعوضك ان شاء الله
قام عبد العزيز يشوف اخوه وي قول : على بالك متضايق على سالفة التسقيط ؟ هو انا عرفت بالحمل عشان اتضايق ؟
عمر و هو يرفع حاجبه بتساؤل : يعني ما همك الموضوع ابد ؟
عبد العزيز : قلت لك شلون يهمني و انا ما كنت ادري عنه ؟
عمر : مادري مو مصدقك
عبد العزيز : صدقني ... ما انكر اني تضايقت شوي بس مثل ما قلت ما كنت شافي او مشتاق عشان احس بخيبة الأمل
عمر : اوكي ... طيب ايش مضايقك اذا هذا الموضوع عادي بالنسبة لك ؟
عبد العزيز و هو يحاول ما تكون عيونه بعيون اخوه لانه عارف ان عمر يوصل لهدفه من عبد العزيز بكل سهولة و يعرف اللي يدور بداخله بنظرة منه لعيونه
عبد العزيز : مين قال لك اني متضايق ؟
عمر : تدري كنت شاك بس جوابك هذا أكد لي
عبد العزيز : شلون
عمر : عبد العزيز ناسي اني اخوك و اعرفك عدل ؟
تنهد عبد العزيز و هو يقول : سارة تركتني
و بكل بساطة رد عمر : كنت متوقع هالشي
رفع عبد العزيز راسه بدهشة و شاف اخوه ... ايش يقول هذا ... شلون كان متوقع
عبد العزيز : ليه ؟
عمر : قصدك ليه توقعت ؟ بسيطة يا اخوي من طريقتك معها ... انتبه لعيونك لا تطلع من مكانها ( قالها يوم شاف اندهاش عبد العزيز )
و كمل عمر : انا صح ما اعرف اسراركم الزوجية و ايش يصير بينكم بالضبط بس صراحة يا اخوي طريقتك معها ابدا مو حلوة و الكل بالبيت لمس هالشي ... تصرفاتك و كانك لا زلت اعزب ... خروجك من البيت و رجوعك متأخر ... ما تجلس معها لوحدكم ابدا ... ولا عمري دخلت البيت و سألت عنك قالوا طالع مع زوجته ... كل هالأمور تصير قدام نظرنا و نشوفها
عبد العزيز : و حياتي الزوجية تحت المجهرة عشان تشوفونها ؟
عمر : انت اللي مجهر فيها و مو مخفيها ... و تبي الصراحة لو انا زوجتك ما صبرت عليك
عبد العزيز : حلو ذا
عمر: عبد العزيز ... انا اتكلم معك من سابق تجربة ... لا تنسى اني مريت بهالأمور و كنت متزوج قبل
عبد العزيز بحزن : و شوف الزواج ايش سوى فيك
عمر : ايش سوى بعد ؟ عيشني اسعد ايام حياتي
عبد العزيز : و الحين ؟ شوف ايش سوى فيك حبك لزوجتك
عمر : ايش سوى فيني ؟ بالعكس هالحب هو اللي اوجد مي عندي و هالحب هو اللي خلاني اعيش احلى اربع سنين مرت بحياتي
عبد العزيز : و الحب هو اللي دمرك بعد موت فاطمة
عمر : عزيز لا تخلي اللي صار لي يحكم حياتك و يحطمها
عبد العزيز : و هذا اللي انا ناوي عليه ... مستحيل اطيح بالخطأ اللي طحت انت فيه ... مستحيل احب انسانة من الممكن تروح و تتركني ... مستحيل امنح قلبي لأحد ياخذه و يرميه بوجهي
عمر : لحظة عزيز بسألك ... تتوقع لو عاد الزمن و قبل لا اتزوج فاطمة عرفت انها بتروح عني بعد فترة قصيرة ما رح احبها و رح ابعدها عني ؟
عبد العزيز شاف اخوه نظرة حيرة : مادري
عمر : تدري ... بالعكس بحاول احب فاطمة اكثر و استغل كل لحظة عشان اوضح لها حبي ... الشي الوحيد اللي اندم عليه لحظات ضيعتها كان في امكاني اقدم لها اشياء كثيرة ... بس كنت لاهي ... انا ما انكر اني افتقد فاطمة و فقدها يعذبني بس في نفس الوقت ذكراها تفرحني ... الحين كل مرة استرجع فيها ذكرى من اللحظات السعيدة اللي كنت عايشها ترجع لي الفرحة اللي كنت احسها
عبد العزيز : انت مو فاهمني عمر ... مو فاهم
عمر : فهمني
نزل راسه عبد العزيز و مرر ايديه الاثنين بشعره الرطب
عبد العزيز : ماعرف ماعرف كيف
عمر : اذا ما كنت تعرف انا اعلمك ... روح الحين لزوجتك و راضيها طيب خاطرها تراها خسرت اليوم شي مو قليل ... اذا مثل ما تقول الحمل ما كان هامك اكيد هو هامها ... انا ما اطلب منك تحبها بس على الاقل اهتم فيها ... حسسها باهميتها بحياتك ... روح لها تراها تحتاجك
عبد العزيز : بس هي ما تبيني
عمر : اذا كانت تحبك فتأكد انها تبيك
ما رد عبد العزيز على اخوه ... ظل جالس ساكت و هو سرحان بالشجرة اللي موجودة قدامه حول المسبح و كلمات عمر تتردد في باله ... اذا كانت تحب ... اذا كانت تحب ...
فجأة اختفت الغشاوة اللي كانت عامية عيونه و افاق من نومه الطويل ... قام و كأنه استدرك شي
عبد العزيز و هو يلتفت على جهة عمر : عمر
قابلة الفراغ ... من متى راح عمر ؟ ليه ما حسيت فيه ؟ الله يا اخوي ... جيت مثل الملاك و رحت مثله ... دليتني على الطريق الصح بعدين اختفيت ... انا محظوظ بوجودك حولي
دخل البيت و هو مصمم على فكرة في باله لازم ينفذها
لمى : هذا انا سمعت نصيحتك ولا نفعت
كانت جالسة على الكنب و هي تلعب بالقلم بيد و التليفون باليد الثانية ... تكلم وحدة من صديقاتها المقربات لها
هيلة : ما دقيتي ابد ؟ ليه ؟
لمى بتأفف : اقول لك مر الأسبوع كله ولا كلمته انتظره هو يدق ... اخاف شاف له وحدة ثانية
هيلة : طيب ارسلتي له الرسالة اللي قلت لك ترسلينها له ؟
لمى : ايه ولا رد ... هيلة ايش اسوي بصيح ما ابيه يضيع من يدي
هيلة : و ان شاء الله ما يضيع ... المفروض انتي تشدين حيلك
لمى : و ايش اسوي اكثر من كذا ؟
هيلة : اممم ... ما عندك رقم واحد من اصدقاءه ؟
لمى : لا
هيلة : طيب عطيني اسمه و انا اطلع رقمه
لمى : و ايش اسوي مع صديقه ؟
هيلة : هو يرتب و يصلح الامور بينكم ... ولا اقول انتي عطيني رقم سلمان و انا اكلمه
لمى : لا حبيبتي اخاف تاخذينه مني
هيلة : ما تثقين فيني ؟
لمى : في هالموضوع اسمحي لي ... انتي عارفة مين هو سلمان هذا
هيلة : و ما دمتى ميتة عليه كذا ليه ما عطيتيه اللي يبيه يوم طلبه منك ؟
لمى : ما كنت ادري اني لو ما طلعت معه انه بعوفني
هيلة : لقيتها
لمى : ايش قولي
هيلة : ليه ما تدقين على بيته و تكلمينه ؟
لمى : والله فكرة حلوة ... بس لحظة اذا ردت علي امه ؟
هيلة : سكري الخط يا خبلة
لمى : يمكن عندهم كاشف
هيلة : طيب سهلة سوي نفسك غلطانة
لمى بتردد : مادري
هيلة : خلك كذا محتارة و في الأخير بيطير منك الولد
لمى بعصبية : لا سلمان لي و اللي تفكر تاخذه بتكون نهايتها على يدي
هيلة : اعصابك يالحلوة ... وين حنا فيلم مصري ؟
لمى و لا زالت معصبة : مصري ولا سعودي المهم سلمان لي
هيلة : خلاص لك بس انتي هدي
دخلت لطيفة على بنتها في غرفتها القديمة ... شافتها منسدحة و صنية الأكل جنبها ولا مأكول منها شي ... من اول ما جات مع محمد راحت غرفتها تبي ترتاح و يوم حطوا العشا ما رضت تنزل تقول انها لا زالت تعبانة ... الصينية لها اكثر من نص ساعة من جابتها الخدامة لسارة لا زالت مو ملموسة
لطيفة : سارة يمه ما اكلتي عشاك ؟
سارة بصوت مبحوح : كنت اكلم امي فوزية على التليفون
لطيفة : ليه ما جاتك للمستشفى ؟
سارة : ما قدرت لان نورا عندها ... و بعدين انا ما طولت هناك ... تقول بتجينا بكرة ان شاء الله
لطيفة : حياها بأي وقت ... يللا الحين اكلي عشاك لا يبرد عليك
سارة : مابي مو مشتهية
لطيفة بدت تعصب : مانتي ببزر ساروة ... قومي يللا كلي و اسمعي كلام الدكتور
تعدلت سارة و جلست على السرير : باكل بس مو الحين
لطيفة و هي تقرب من عند بنتها و تحط ايدها على جبهتها : تحسين بتعب يمه ؟
سارة : شوي
لطيفة : فيك شدة تنزلين ؟
هزت سارة راسها بنفي
لطيفة : خلاص رتبي حالك و بخلي عبد العزيز يرقى لك
و كانها صفعة بوجه سارة ... استقامت في جلستها
سارة : عزيز هنا ؟
لطيفة : ايه يبي يشوفك
سارة بترجي : لا يمه لا تخلينه يجي
لطيفة : ايش هالكلام ؟ انا نازلة اناديه
و طلعت من الغرفة من غير ما تنتظر رد لسارة ... يا ربي عبد العزيز جا و اكيد معصب و يبيني ارجع معه ... يوووه ايش اسوي ... اصلا هو ما يقدر يجبرني اروح معه ... قامت من على السرير و شافت انعكاس صورتها بالمرايا ... هالها منظرها ... شعرها مو مرتب و وجهها لا زال اصفر و يبي له لون يصفيه ... ما يصير يشوفها عبد العزيز بهذا الشكل ... اخذت ترتب شعرها باصابيع يدها ... لاحظت انها بدل ما تكحلها عمتها ... اخذت شنطتها بسرعة مشطت شعرها و بالكحل كحلت عيونها ... و هي تحط الروج فتح الباب و من الإرتباك طاحت شنطتها على الأرض و تناثرت ادوات المكياج على كبر الغرفة ... حست نفسها مثل الصغير اللي صاده ابوه يسوي عمل مانعه منه ... نزلت على الأرض عشان تلم الأدوات المرمية ... شافت رجوله واقفة عند راسها و هو ينزل و ياخذ منها الشنطة اللي رفعتها عن الارض و باليد الثانية مسك ذراعها و ساعدها على الوقوف
عبد العزيز : انا بلمهم انتي ارتاحي
ظلت واقفة مكانها و هي تشوفه بذهول و هو يلم الاغراض ... بعد ما انتهى وقف و هو يبتسم لها ... ما قدرت تمسك نفسها تبخر كل الغضب اللي كان داخلها و ردت له الابتسامة ... و بأقل من ثانية اختفت و كانها تداركت الوضع و رجع لها كل شي ... رجعت النظرة الصارمة لعيونها مع التصميم بقسمات وجهها
عبد العزيز و هو يقرب منها : اجلسي ما ابيك تتعبين اكثر من كذا
و بحركة لا ارادية تراجعت للورى و اصتدمت بالسرير ... جلست عليه بتهالك ... جاها عبد العزيز و جلس بركبه على الارض عند رجول سارة بحيث هي جالسة على السرير و هو على الارض قبالها ... مسك ايدينها الاثنين و حطهم بين ايده
عبد العزيز : سارة ... رجوعك لي اغلى ما اتمناه و انا الحين ابيك تعطيني اياه
بالأول ما فهمت عليه سارة ... شافته بحيرة ... ايش يقصد بكلامه ؟ ابتسم لها عبد العزيز
عبد العزيز : افهم من ردة فعلك انك نسيتي وعدك ؟
بعد ما انهى كلامه ترك ايدها و طلع شي من جيبه حطه بايد سارة اللي ظلت عيونها معلقة عليه و هي غرقانة دموع مو قادرة تمسك نفسها من شدة العاطفة ... يعني قراه ... شاف الكرت اللي كتبته له على الهدية و احتفظ فيه بعد
عبد العزيز : سؤال اخير يهمني اعرف جوابه ... انتي قصدتي كل كلمة فيه ؟
قوة المشاعر اللي كانت تخالج سارة منعتها من الكلام فكتفت بهز راسها ايماء
قام عبد العزيز و جلس جنبها و لف وجهها لجهته
عبد العزيز : اللي اعرفه ان اللي يحب يسامح
رفعت نظراتها له و فيهم بسمة ما كانت طالعة على شفايفها
عبد العزيز : سارة اعترف اني غلطت بحقك ... انا ما اطلب منك تسامحيني بس اوعدك ان كل شي رح يتغير ... انتي عطيني فرصة
و اخيرا ارتسمت الابتسامة على شفايفها و هزت راسها توافقه بكلامه
رد لها عبد العزيز ابتسامتها
عبد العزيز : خلاص ترجعين معي للبيت
سارة بصوت مبحوح : ايه
عبد العزيز : لحظة ايش هالكلام اللي سمعته من عمتي ليه مو راضية تاكلين العشا ؟
سارة : ما كنت مشتهية
عبد العزيز : انتي ناسية كلام الدكتور ؟ يللا ابيك تاكلين ولا الحين انا اللي بزعل
ضحكت سارة : هههههههه لا خلاص باكل كافي زعل
عبد العزيز اللي حس براحة كبيرة يوم شاف سارة تضحك و حط الصينيه بحضن سارة
سارة : مب ماكل معي ؟
عبد العزيز : بشوفك و انتي تاكلين
بعد ما اكلت سارة شوي حطت الملعقة
عبد العزيز : ما بعد تخلصين حتى النص
سارة : والله شبعت
عبد العزيز : طيب مو غاصبك ... المهم استعدي يللا عشان نرجع البيت
سارة بتردد : عزيز
عبد العزيز و هو عاقد حواجبه : ما تبين ترجعين معي ؟
سارة : لا ... بس الحين الوقت متأخر لو رجعت لازم اشوف امك و اسلم عليها و ابوك و نورا و انا تعبانة
عبد العزيز : خلاص بكرة بمر اخذك و ما رح يكون عندك عذر
سارة و هي تضحك له : طيب
عبد العزيز : و بعد ما ترتاحين و تصيرين بخير رح ندور لنا فيلة او شقة
سارة بحيرة : ليه ؟
عبد العزيز : لان فيلتي مأجرة لسنة
سارة : طيب ليه ندور ؟
عبد العزيز : عشان نسكن فيها
سارة : و اهلك ؟
عبد العزيز : اهلي ما رح يضيعون من غيري ... عندهم ابوي و عمر الله يطول بأعمارهم و ثاني شي ابي اصير مع زوجتي لوحدنا ... لمتى يظلون اهلي حولي و ينقصون علينا
سارة : والله اهلك ما يزعجوني
ابتسم لها عبد العزيز : ادري ... بس لا تنسين اننا لنا حياتنا الخاصة و اهلي كانوا يتوقعون سكوني بفيلة خاصة و صدقيني بيفرحون لي
سارة : اذا هذا اللي تبيه
عبد العزيز : ابي يكون اللي حنا نبيه
سارة بابتسامة : اللي حنا نبيه