السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
قد لا تصدقون ما سأرويه الآن
ولكنه واقعا عشته وأنا نفسي لم اكن لأصدق لو رويت لي هذه القصة
ولنبدأ
ذهبت أمي في عمرة شعبان الماضي سافرت العاشر من شهر شعبان
وكانت تنوي المكوث حتي يأذن لها ربي
وفي اليوم الثالث من شهر رمضان الكريم
خطفت منها حقيبة يدها وكان بها مبلغ ستة آلاف جنيه مصري وألفان من الريالات السعودية كان المبلغ كل ما تملك
وجوالها وبطاقتها الشخصية ونظارة القراءة وفاتورة ذهبها و حتي تذكرة سفرها
لم تقل لنا
ولكن السارق دق علي هواتفنا خلنا أنها تريدنا أن نتحدث اليها
وأتصلت بها لأجد هذا الشخص يرد علي بمنتهي السفاقة واللانسانية
المهم
أن أمي حين أتصلنا علي جوال من معها بالرحلة المباركة
طمئنتنا أن الهاتف فقط هو الذي سرق
وظلت هكذا تخفي سرها رغم أنه سرق كل ما تمتلكه ولكن خوفا علينا من القلق ظلت تكتم ألمها بداخلها
تتجرع مرارة الأسي فقد سرق كل ما تملك حتي أنها اقترضت حتي تستطيع اكمال معيشتها هناك
لتجد ما تقتاط به
وعادت أمي وأستعوضت ربها وتوكلت عليه
وانفجرت في البكاء لمجرد وصولها سلم بيتنا
واحتضنتها كطفل فارتمت في حضني وكأنني أنا الأم وهي الابنة
وهدأت من روعها قدر استطاعتي
ومنذ يومين فقط
بالضبط في يوم الأربعاء الموافق التاسع عشر من ذي الحجة السابع عشر من ديسمبر
أتصل شخص ما علي هاتف أخي بالمنزل أجابت زوجة أخي أن هذا هاتف ابنها فأعطاها رقم هاتفه ورفض الافصاح عن شيء
أخذت الرقم من زوجة أخي وأتصلت عليه رفض ثانية الافصاح
وفي النهاية حين عادت أمي من درس بالمسجد حيث أنها معتادة علي حضور الدروس بالمساجد ودائمة عليها
أتصلنا به فأجاب أنه وجد أشياء تخصها وأعطانا العنوان
وسافرنا أمي وأنا منطقة تقع بين المنصورة والمحلة وذهبنا وتقابلنا مع عم صابر
عم صابر ذلك الرجل الأمين الذي ناهز التسعون من عمره الذي وجد جزءا من المبلغ الذي فقد من أمي حيث أن هذا المبلغ كانت أمي عقدته دون باقي المبلغ المسروق
هذا الرجل وجد هذا المبلغ وأعطاها إياه كما هو بربطته ووجد بطاقتها الشخصية وفاتورة الذهب وسلسلة النظارة وورقة التليفونات التي منها أتصل علينا لنذهب لإستلام أشياءها
عم صابر سرد لنا كيف وجد تلك الأشياء المسروقة وجدها مبعثرة في شرق المدينة وكانت أمي فقدتها في غربها
هذا الرجل العظيم احتاج لمبلغ أثناء مكوثه بمكة ورفض أن تمتد يده للمبلغ بل أرسل لأولاده حتي يبعثون له ما يريد
وعندما ذهبنا وجدتهم يعيشون حياة بسيطة جدا
هذا الرجل فلاح مصري أصيل وهكذا عهدتهم فقد وجدت صورة جدي ومن أحب أيضا فيه
دعانا للغداء وأكلنا معه وأهله ( عيش وملح )
أتدرون لم أكن لأتوقع أني يوما ما سيكون لي لقمة عيش في محافظة غير الاسكندرية حيث أقطن أو أسيوط حيث جذوري
أدركت أن ما هو مكتوب لي سآخذه رغما عن أي شيء
وأن ما هو ليس لي لن أحصل عليه ولو بذلت حياتي فداءا لتحقيقه
وأنها أرزاق مقسمة وأن رزق أمي من المبلغ كله هو ما عاد اليها الألف ومائة وخمسون جنيها فقط وأن ما عدا ذلك لم يكن لها منذ البداية
الله أكبر فوق كل شيء وأعظم من كل شيء
ربي هب لي القناعة برزقك
ورضني بقضاءك
وأكتب لي الخير ومن نحب
اللهم آمين

الخل الوفي أبقي علي عهدي لين وفاتي
ولو لم تترك لنا الحياة خيارا سأبقي

سحر أحمد