الكنب مو مريح ... مو قادر يتحرك ... رمى الشماغ من وجهه و قام ... ثوبه متكسر من البطحة و راسه شوي و ينفجر ... والله اني ابي اشقى لعمري ولا ايش منومني هنا ... مسوي فيها زعلان ... الحين انا متضايق من سارة اسوي مثلها ؟ ابتسم بسخرية و دخل للبيت ... كان هدوء مرة ... راح لغرفته مباشرة ... شاف سارة جالسة على المكتب الموجود بغرفته و قبالها ورقة كبيرة و ماسكة مثلث و مسطرة و قاعدة تخط على الورق ... سكر الباب بكل هدوء ... عرف انها حست بوجوده ... اتلفت عليه بسرعة و بنظراتها اسف و اعتذار
سارة : عزيز ... وينك فيه ؟
عبد العزيز و هو يفسخ ثوبه و يعلقه على الشماعة : تحت بعد وين ؟
سارة : طيب
عبد العزيز تنهد و جلس بتهالك على الكنب الصغير
عبد العزيز : اسمعي سارة انتي عاجبك هالوضع الحين ؟
هزت راسها بالنفي و هي عاقدة حواجبها
عبد العزيز : حنا لازم نصفي امورنا
سارة باسف : انا اعترف اني غلطانة ... ما كان لازم اصرخ و اسوي كذا ... بس انت حط نفسك مكاني
عبد العزيز : ادري ... بس مو لدرجة تفكرين فيني كذا
سارة : والله آسفه مو قصدي
عبد العزيز : ما يحتاج تتاسفين ... حتى انا قلت لك كلمات جارحة المفروض ما اقولها ... نعتبر نفسنا متعادلين
سارة : يعني انت مو زعلان ؟
ابتسم عبد العزيز : ماله داعي ازعل
قامت سارة من على كرسيها و راحت لعنده
سارة و الإبتسامة شاقة حلقها : طيب تغديت ؟
عبد العزيز رد لها ابتسامتها : لا
سارة : حلو الحين ادق على برجر كنج يجيب لنا
عبد العزيز : ههههههههههههه و انا على بالي بتقومين تطبخين لي
سارة و هي تبتسم : ولا يهمك انا باشر عليك و ادفع
طلعت منيرة و ابوها و رهف بعد اذان المغرب مباشرة ... ما بقى مكان لبيت الكيك ما راحوه ... من زواق و سعد الدين و غيرها
سالم : منيرة و اخرتها تراني تعبت من الجرجرة
منيرة : ما في شي حلو
سالم : انا مادري ايش اللي جابنى معكم ... امك معها حق ... لو مو مدلعكم ما صرتوا كذا
رهف : يبه ترى حتى انا في ملكتي ابيك تجي معي
سالم : الله يلحقنا خير ... منيرة شوفي هذي
رهف : ايه والله تجنن
منيرة و هي تشوفها و عافسة وجهها : لا مو حلوة
سالم : انا بالسيارة اذا اخترتي دقي علي و اجي
منيرة : لا يبه ما يصير
رهف : خلاص منور حتى انا تعبت
منيرة : يوووووه طيب متى اختار
رهف : تقدرين تختارين شكل من النت و تجيبينه سعد الدين و هو يسوي لك و باللون اللي تبينه
سالم : خلاص قضينا ... اختاري من النت يللا نمشي
منيرة : يبه اصبر يمكن اشوف شي مالي خلق احوس بالنت
سالم : ما يمديك الحين بيأذن ... يللا منيرة تراني تعبت
رهف و هي تهمس لمنيرة : منور من جد يللا شوفي شلون ابوي شكله تعبان ... من زمان ما ساق او بذل مجهود مثل اليوم
منيرة : خلاص طيب يللا
ركبوا السيارة و مشوا راجعين للبيت ... رهف حاطة سماعة الجوال باذنها و تسمع الأغاني اللي بجوالها اما منيرة كانت تشوف السيارات اللي على ايدها اليمين ... مرت سيارة همر صفرة و لأن منور تموت على هالسيارات
منيرة : رهف لا يفوتك شوفي همر
ما سمعت ردة فعل رهف ... التفت عليها عشان تناديها إلا تشوف ابوها وجهه شوي مزرق و شكله خلاص رايح فيها
منيرة بتخرع : يبه ايش فيك ؟
التفت عليها سالم و يبي يهديها ولا يخوفها : ما فيني شي ... شوي حاس بتعب
حاول يفتح اول زرار من ثوبه
منيرة : طيب جنب يبه ... شكلك مرة تعبان
سالم : شوي ضيقة و بتروح
رهف كانت تدندن مع الأغنيه و مو حاسة باللي حولها ... إلا تلفت نظرها سيارة قدامهم شوي و يصدمون فيها
رهف تصرخ باعلى صوتها : سيااااااارة بنصدمها
ارتبك سالم اللي ما كان مركز و حاول يتفادي الحادث ... لف بالسيارة باعلى سرعة و هو ناسي انه فوق كبري ... اخترقت السيارة الحاجز و طاحت بشكل عامودي و لأنهم كانوا في نهاية الكبري طاحت على الرمل مو الشارع ... تقلبت مرة بعدين تعدلت و استقرت بوسط موجة من التراب
راسها يألمها بشدة ... فتحت عيونها بكل ثقل ... حست بشي بارد على جبهتها ... جات ترفع ايدها ما قدرت ... آلمتها كثير اول ما حاولت ترفعها ... بدت البرودة تنزل و وصلت لفمها ... تذوقت طعم ملوحة ... جلست مو عارفة ايش صاير ولا ايش تسوي ... بدى شريط الحاديث ينعاد ... تذكرت طيحة السياره من الكبري و تقلب السيارة معها ... ابوي ... منيرة ... كان السقف منخفس من الجهة الامامية خصوصا جهت منيرة ... القزاز مكسر
رهف بخوف : يبه ... منور ... ردوا علي
مدت ايدها السليمة تحاول تمسك كتف ابوها و تهزه ... اما منيرة ما كانت تقدر توصل لها ... القزازة الامامية مكسرة على وجهها
رهف : يبه رد علي تكفي ... منيرة ... ردوا
هالمرة كان في استجابة ... همهمة صدرت من ابوها بتعب ... ما فهمت منها شي ... عرفت انها مستحيل تساعده من مكانها و بهاللحظة اختفت آلالام ايدها و بكل قوتها حاولت تفتح الباب ... نزلت من السيارة بسرعة و راحت لعند جهة ابوها تحاول تطلعه ... كانت شيلتها طايحة و شعرها لاصق بالدم بجهتها
رهف و هي تصيح : يبه افتح ... افتح الباب
دخلت ايدها من النافذة المكسورة و هي مو مهتمة بالجروح اللي سببتها ... حاولت تفتح الباب من الداخل بس مافي فايدة ... انخفاس سقف السيارة منعها ... مدت ايد و مسكت ايدها ... كانت ايد مليانة دم
رهف بصياح : مو قادرة افتحه يبه
سالم بهمس : منيرة
رهف طارت لجهة اختها ... حاولت تفتح بابها بعد ... كان وجه منيرة مخيف ... مو باين شي من ملامحها ... القزاز مكسر على وجهها و طالع كله احمر ... لا تتحرك ولا شي
رهف : مو قادرة ... مو قادرة
رجعت لابوها و دخلت ايدها و مسكت ايده من جديد
رهف : يبه ايش اسوي ... يبه
حست بابوها يحاول يضغط على ايدها مع انه بذل كل جهده إلا ان ضغطته كان مرة خفيف و بالموت يحس فيه احد
سالم بصوت بالكاد ينسمع و ينفهم : لا تخافين ... اختك ... شوفيها ... و امك ... انا
رهف قطعت ابوها : لا تكمل يبه خلاص ... ارتاح ... الحين ادق على عمر و عزيز يجون ياخذونا
سالم فتح فمه يقول شي بعدين سكره ... ارتخت ايد سالم بايد رهف
رهف بخوف : يبه ... وين رحت ؟
لا همهمة ولا حتى نفس ... ما رد عليها ... تركت ايده و حاولت تهزه .. بس خلاص ما رد عليها
رهف بصياح : لا لا لاااااااااا ... لا تروح ابيك يبه ... لا تروح عني ... لا يبه تكفي لا تتركني ... لا تيتمني ... يبه طالبتك لا تموت ... يبه
و قامت تصيح بصوت عالي يقطع القلب ... رجعت لمكانها و اخذت جوالها و بيد ترتجف ضربت اخر رقم كانت متصلة عليه ... اول ما رد عليها احد
رهف : الحق علي ... ابوي
و قبل لا تكمل جملتها طاحت على الارض فاقدة وعيها ... مسكها على طول من كتوفها قبل لا توصل للارض ... شاف الحادث من اوله و وقف يقدم المساعدة ... اول ما قرب شاف بنت طالعة من السيارة بشعرها ما حب يقرب و يشوفها ... دق على الإسعاف بسرعة و فضل ينتظر من بعيد عشان ما يسوون له مشكلة ولا يحملونه مسؤولية الحادث مثل اكثر الناس ما يقدم الاسعافات الأولية عشان المسؤولية ما تكون عليه ... يوم سمع صوت الإسعاف كانت البنت تتصل ... اول ما لاحظ انها بدت تفقد وعيها ما اهتم بمثالياته التافهة و جا لها و مسكها قبل لا تطيح ... و هي بحضنه اخذ الجوال الملطخ بالدم من ايدها و رد
الصوت : الو ... رهف وينك فيه ؟
ابراهيم : لا تخاف اخوي الحين الإسعاف جا
عمر : مين انت ؟ وين هي رهف ؟
سمع عمر الحين صوت الإسعاف و تأكد من حصول شي
عمر : ايش صاير ؟
ابراهيم : ماقدر اطول اخوي ... انت تعال مستشفى التعليمي و رح تعرف كل شي
و سكر التليفون من غير ما ينتظر رد عمر
عبد العزيز يشوف وجه اخوه : ايش فيها رهف ؟
عمر : مادري ... ما فهمت شي ... شكله صاير لهم شي
عبد العزيز خاف من جد : ايش صاير ؟
عمر خلاص الخوف متملكه و مو حاس برجوله : مادري والله مادري ... الرجال قال نروح للتعليمي
عبد العزيز قام من مكانه : و ايش تنتظر ؟
عمر : مو قادر عزيز مو قادر اقوم
عبد العزيز : تعوذ من ابليس اخوي ان شاء الله ما يكون شي مهم
راح لعند اخوه و ساعده و طلعوا من الملحق اللي كانوا جالسين فيه من غير ما يعلمون اهل البيت شي
وصل للمستشفى بسرعة جنونية ... ما وقف ولا بأي اشارة ولا اهتم وين يوقف سيارته ... نزلوا على طول عند باب الطوارئ و دخلوا مثل المجانين يتلفتون يمين و يسار يبون يشوفون احد يعرفونه ... طلع عمر جواله و دق على جوال رهف و سمع نغمتها الشهيرة اللي ما تحطها الا رهف ... شاف رجال ماسك الجوال و يشوف الشاشة ... رفع الرجال راسه و طاحت عينه بعين عمر ... عرف انه الشخص اللي متصل و هذا اللي رد عليه ... راح لهم الرجال
ابراهيم : الاخ عمر ؟
عمر : ايه انا ... انت اللي رديت علي صح ؟
ابراهيم : ايه نعم ... معك ابراهيم
عبد العزيز : و النعم والله ... الاهل وينهم ؟
ابراهيم : والله مادري ايش اقول ؟ الشايب و وحدة من البنات بالغرفة و الثانية هنا ... و أشر على غرفة مفتوح بابها طالعة منها ممرضة ... تركهم عمر و راح على طول لعند الغرفة اما عبد العزيز سأل الرجال
عبد العزيز : حالتهم خطيرة ؟
ابراهيم : مابي اخوفك ... البنت بالموت طلعوها من السيارة ... اضطروا يكسرونها ... اما الشايب مادري والله
بهاللحظة طلع الدكتور و كلم ابراهيم على طول : انت اللي جيت معهم ؟
ابراهيم : ايه و هذا من اهله
التفت الدكتور على عبد العزيز و بعيونه اسف
دخل عمر الغرفة ... كان فيها سرير واحد مغطى بالستار و مو باين مين عليه ... زاح الستار و هو خايف من اللي بواجهه ... شافها معطته ظهرها و بلوزتها حتى من وراها فيها دم ... لف على السرير عشان يواجهها ... كان نظرها مثبت على الجدار و ايدها مضمومة لصدرها بتجبيرة و بأعلى جبهتها مخيط حول 3 غرز
عمر بترقب : رهف ؟
انتقلت العيون الهايمة من الجدار لوجه اخوها و بشفايف جافة نطقت بالكلمات اللي طاحت مثل الصاعقة على راس عمر
رهف : جيت متأخر ... خلاص راحوا ... منيرة و ابوي راحوا