عرض مشاركة واحدة
  #143  
قديم 12-21-2008, 02:31 AM
 
رد: الخوف من الحب رواية خليجية ولا أروع

كان ينتظر الطبيب ايش يقول و هو خايف ... ما يقدر يكذب الاحساس اللي داخله و يقول له شي كبير صاير



عبد العزيز بلهفة : دكتور اللي داخل هم اختي و ابوي بشر قول ايش فيهم



الدكتور : ابوك واضح عليه ان رجل كبير بالسن فالضربة اللي جاته على صدره قوية هشمت ضلوعه و اخترقت الرئة ... حاولنا نسعفه بس مع الأسف



عبد العزيز و هو يناظر الدكتور ببلاهة : يعني ؟



اكره لحظة عند الاطباء ابلاغ اهل المريض بفقد غاليهم : اطلب له المغفرة اخوي



حط ابراهيم ايده على كتف عبد العزيز و بصوت هامس : الله يرحمه



التفت عبد العزيز لابراهيم بعدين الدكتور و قام ينقل نظراته لهم ولا كانه فاهم شي



عبد العزيز : اقدر اشوفه طيب ؟



الدكتور : ايه تفضل معي



لحق عبد العزيز الدكتور للغرفة ... ما يعرف شلون قادته رجوله للمكان ... ايش رح يواجهه و كيف بيشوف ابوه ؟ دخل للغرفة ... شافه منسدح على السرير و ابتسامة هادية مرتسمة على شفايفه ... قرب منه و وقف و هو يناظره مو متجرأ يلمسه ... كان وجهه فيه نور و واضح عليه انه مرتاح ... ارتاح من هموم الدنيا و مشاكلها



جلس على الارض بركبه ... صدره على مستوى السرير ... شاف لطخة دم على خد ابوه و لحيته البيضا ... اخذ المنديل و مسحها ولا راحت ... رفع راسه و شاف الدكتور قدامه



عبد العزيز : ابي ماي ... ابي امسح الدم عن وجه ابوي



شافه الدكتور بنظرة شفقة ... ما استغرب من حركة عبد العزيز ... هو شاف تصرفات كثيرة و اغرب من هذا بعد ما يسمع الشخص خبر زي كذا ... قام عبد العزيز من مكانه كانه استوعب شي



عبد العزيز : و منيرة ؟



الدكتور فهم على طول هو قصده مين



الدكتور : هي الحين بغرفة العمليات



عبد العزيز : حالتها خطيرة ؟



الدكتور : انا مو طبيبها و ما عندي تقرير عنها ... انت لا تخاف اخوي ان شاء الله ما يصير لها شي



رجع عبد العزيز التفت لابوه ... هالمرة قدر يمد ايده و يمسك ايد ابوه



عبد العزيز : الله يرحمك يبه



الدكتور : ممكن اخوي تجي معي الحين عشان تعطينا المعلومات ؟



التفت عبد العزيز للدكتور و هز راسه و لحقه



عمر و هو يهز رهف من كتوفها : ممكن تشوفيني ؟ انتي ايش تقولين ؟ رهف



ابد ما كانت معه ... عايشة بعالم آخر ... عالم يبعد عنه اميال ... لا زالت عيونها مركزة على الجدار ولا كانها تشوف اخوها ... رهف كانت تشوف الحادث الحين ... صورة كلها بذهنها ... صورة ابوها و هو يحتضر و منيرة بدمائها و السيارة بتهشمها ... كل هالصورة هي اللي تشوفها رهف



عمر : رهف حبيبتي ردي علي لا تشوفيني كذا



نزلت دمعة من عيونها تركتها تنزل على ملابسها ... يوم شافها عمر اخذ اخته و ضمها لصدره ... كانت جامدة بين ذراعينه ولا حتى تحركت كانه يضم صنم مو انسان



عمر : رهف ايش فيك ؟



كان خايف كثير و مو عارف يتصرف ... وده يروح يشوف ايش السالفة و مو قادر بنفس الوقت يترك اخته بهالحال ... تمنى عبد العزيز يجي الحين ... المفروض يجي ... ليه تأخر ؟ إلا اذا سمع خبر من الطبيب ... بهالحظة دخلت الممرضة ... اول ما شافها ترك اخته



عمر : what's happen to her ؟



الممرضة : ohh nothing ... don't worry ... I'll give her the medicine then she will be fine



عمر : ok



و طلع من غير ما ينتظر الممرضة ... شاف ابراهيم قدامه جالس على الكرسي و ما في اثر لعبد العزيز ... اول ما شافه ابراهيم نزل راسه ما وده هو اللي يوصل له الخبر



عمر : اخوي ... وينه اللي كان معي ؟



ابراهيم : توه رايح مع الطبيب



عمر : طيب ايش قال ... بشر ؟



ابراهيم : مادري ما كنت جنبهم



عمر : مشكور اخوي تعبناك معنا



ابراهيم : ما سوينا شي



جلس عمر جنب ابراهيم و هو يهز رجوله بتوتر ... ينتظر اخوه او احد يطلع عشان يعرف ايش صاير ... شاف عبد العزيز مقبل من بعيد ... قام على طوله و راح لعند اخوه



عمر : هاه عبد العزيز ... شفت الطبيب ؟ قال لك شي ؟



وجه عبد العزيز متغير و من غير ما ينتظر عمر االجواب عرف كل شي من ملامح اخوه ... ما في احد يفهم عزيز بالدنيا مثله



عمر : اذا اللي في بالي لا تقولها ... ما بيها تكون حقيقية



عبد العزيز بصوت متهدج : عمر



عمر : لا عبد العزيز قلت لك لا تقول ما تفهم ؟ مابي اسمع شي خلاص



و رجع جلس على الكرسي و عبد العزيز واقف يشوف اخوه



عمر : مابي ... مو حقيقي هالشي ... ما رح ينعاد لي مرة ثانية ... مابي افقد احد ... خلاص ماقدر اتحمل ... كافي مرة وحدة



عبد العزيز تقطع قلبه على اخوه ... هو يعرفه ما يقدر على هالمواقف ... صح انه رجال و قوي و يعتمد عليه بس بهالسوالف يصير ضعيف ... قلبه رقيق ما يتحمل



عبد العزيز : عمر بدل ما تقول هالكلام ادعي له بالمغفرة و دخول الجنة



عمر بعصبية : انت ما تفهم ؟ انا ايش قلت لك ؟ ممكن تسكت ؟ مابي اسمع ... ياخي حس فيني ... انا مو ناقصك انت بعد ... مو ناقصك



كان يتكلم بصوت عالي و هو منفعل مرة لدرجة اخرست كل اللي حولهم و خلتهم يتلفتون يشوفون ايش صاير ... ابراهيم اللي انسحب بعيد ما حب يجلس قريب جنبهم و يحرجهم ... هو خلاص سوى اللي عليه و وجوده بالمستشفى ماله داعي الحين



دق جوال عمر بهالحظة يخترق السكون ... تركه عمر يدق ولا هو معبره ... اخذ عبد العزيز الجوال من اخوه و شاف المتصل ... كان مكتوب الاهل ... عرف ان امه هي اللي داقة



عبد العزيز يشوف اخوه بحيرة : ايش اقول لهم ؟



عمر : لا ترد



عبد العزيز : كذا بيخافون زيادة



عمر : يخافون احسن من انهم يعرفون



عرف عبد العزيز ان اخوه مو طبيعي اليوم ولا هو عارف ايش يقول ... رد على الجوال



فوزية : الو ... عمر ؟



عبد العزيز : هلا يمه انا عبد العزيز



فوزية : وينكم فيه ؟



عبد العزيز : طالعين يمه بعد وين بنكون



فوزية : طيب ليه اخوك ما رد



عبد العزيز : الجوال جنبي و رديت ايش تبين يمه



فوزية : مادري ابوك و خواتك طالعين من بعد المغرب و الى الحين ما جاو



عبد العزيز تغير صوته : يمكن رايحين مكان معين



فوزية : طيب ليه ما يرودن ؟ دقيت عليهم ولا يردون ... عزيز انا خايفة يمكن صاير لهم شي



عبد العزيز ندم لانه رد ... لو سمع كلام اخوه احسن : مين معك بالبيت يمه ؟



فوزية بحيرة : انا و حرمتك ... ليه ؟



عبد العزيز : ولا شي ... لا تحاتين انا بشوف و برد لك خبر



فوزية : تشوف مين ؟ انت تعرف وينهم ؟



عبد العزيز : ايه اعرف ... يمه ماقدر اطول



فوزية خافت : عزيز صاير شي ؟ لا تخبي علي و انا امك



عبد العزيز : يمه لا تخافين ... بدق عليك بعد شوي



فوزية : لحظة



عبد العزيز : بعد شوي داق مع السلامة



و سكر عشان امه ما تحن فوق راسه ... حطت فوزية السماعة



فوزية بحيرة : ايش السالفة ؟



سارة : ايش قال لك ؟



فوزية : مادري ... انا قلبي مو متطمن



سارة تحاول تهدي روع ام زوجها : لا تحاتين يمه ... تلاقينهم بمطعم ولا شي



فوزية : لا ما اظن ... ولا كان قال لي عبد العزيز



سارة : صدقيني ما في شي ... لا تحاتين



فوزية : ان شاء الله ما يكون فيه شي



نرجع لعمر و عبد العزيز اللي كانوا على وضعهم ... سكر عبد العزيز الجوال و حطه بجيبه ... توه رايح لعند غرفة اخته إلا يمسكه عمر من ثوبه ... التفت له عبد العزيز



عمر بخوف : وين رايح ؟



عبد العزيز : بشوف رهف بعدين بروح عن الدكتور



عمر : طيب لا تتأخر



عبد العزيز شاف اخوه و علامات الخوف مرتسمة بوجهه ... دخل للغرفة اللي فيها رهف ... كانت الممرضة تعطيها ابرة ... قرب عبد العزيز من اخته اللي كانت على حالها مثل ما تركها عمر



عبد العزيز يكلم الممرضة : شخبارها الحين ؟



الممرضة : she's fine … you can take her to home now



عبد العزيز جلس جنب رهف : شخبارك حبيبتي الحين ؟



ما ردت عليه ... لف ذراعه حول كتفها و قومها من السرير



عبد العزيز : تعالي حبيتي خل نطلع



و التفت للممرضة



عبد العزيز : where's her abaya ؟



اعطته الممرضة العباة مع انها وسخة و فيها شقوق إلا ان عبد العزيز لبسها لاخته و حط الشيلة على راسها حجبها زين و طلع معها و هو حاط ايده على كتفها ... شاف عمر لا زال بمكانه ... جالس و عيونه على الارض ... قرب منه عبد العزيز



عبد العزيز : عمر



رفع عمر راسه و قام اول ما شاف رهف



عمر : رهف ... شخبارك الحين



ما كانت تشوفه رهف ... لا زالت عيونها هايمة و مو مركزة



عبد العزيز : برجعها للبيت الحين و برجع مو متأخر



عمر : ليه تروح ؟ اجلس



عبد العزيز : ما تشوف رهف ايش حالتها ؟ بروح عشان امي بعد



عمر : بتقول لها ؟



عبد العزيز هز راسه



عبد العزيز : انت اجلس هنا و انتظر و انا جاي



عمر : انتبه على امي



عبد العزيز : لا توصي



بعد عن اخوه اللي رجع جلس و توه طالع من الباب إلا توقف رهف بمكانها



عبد العزيز : رهف يللا حياتي



ظلت رهف واقفة و مو رادة ... حاول عبد العزيز يحركها بس لا زالت جامدة



عبد العزيز : يللا رهف



رهف بهمس : ابوي ... منيرة



حس عبد العزيز بقلبه يتقطع ... هو من اول ما سمع الخبر و هو متماسك ما يبي يضعف ... اهله محتاجين له لازم يصير قوي عشان يسندون عليه ... يعرف ان عمر مو قادر يواجه هالوضع و اذا هو بعد ما قدر مين يبقى لاهله ؟



عبد العزيز : بنرجع نشوفهم



لا زالت رهف على عنادها و مو راضية تتزحزح



عبد العزيز : رهف ... امي تحتاج لك



لاول مرة من كلمها عبد العزيز تشوفه ... عيونها بعيون اخوها



رهف : امي ؟



عبد العزيز : ايه امي ... تنتظرك بالبيت ... هي تحتاج لك الحين



كلماته خلتها تتحرك معه ... طبعا بعد ما رجعت لها نفس النظرة ... مشت مع اخوها للسيارة و ركبوا ... طول الطريق السكون هو اللي كان سايد على المكان ... رهف منزلة راسها تشوف حضنها ... و عبد العزيز كل دقيقه يلف لاخته و يشوفها ... الطريق مر عليهم طويل ولا كانه بينتهي



خلاص منيرة و ابوي راحوا و قبلهم فاطمة ... الحين من بقى لي بهالدنيا ؟ الاب و الزوجة و الاخت ... كلهم فقدتهم ... يا الله ايش قد قاسية الدنيا علينا ... استغفر الله العظيم انا ايش قاعد اقول الحين ؟ اصلا ايش قاعد اسوي بمكاني ؟ المفروض اتحرك اسوي شي ... مو اجلس جامد كذا ... قام من مكانه ... لحظة ... وين قال لي ابوي و اختى فيه ؟ بأي غرفة ؟ الابواب كثيره قباله ... ما عرف يفتح اي واحد فيهم ... لازم يشوفهم الحين ايش ينتظر ... مرت ممرضة بجنبه



عمر : excuse me sis



الممرضة : yes mister



عمر : I wanna see my family ... i don’t know where they are



الممرضة : your family?



عمر : ya they had accident then they came here



الممرضة : aha ... you mean the old man and the 2 girls



عمر : ya that is my father and sisters ... can I see them



الممرضة : I'm sorry ... you can't see your sis ... she is in the operation room now



عمر استغرب هو فاهم من رهف ان منيرة ما نجت من الحادث



عمر : is she a life?



الممرضة : I hope so ... but your father



و شافته بنظرة حزن و شفقة ... الامل دب في نفس عمر من ناحية ابوه بس هالممرضة ما تركت له فرصة يتمتع فيه



كملت الممرضة : I'm so sorry



عمر بغصة : where is he؟



الممرضة : come with me



و اخذته لغرفة ابوه ... دخل الغرفة وراها و هو مهيئ نفسه عشان يشوف ابوه ... ما كان حاس بنفسه ... في داخله راحة من ناحية منيرة و حزن كبيييييير لابوه ... اول ما شاف وجه ابوه السمح ماقدر يمسك روحه ... التفت على الممرضة



عمر : I wanna be alone with him please



ابتسمت له الممرضة ... سكرت الباب وراها و هي طالعة ... وقف فتره مكانه و هو يحاول يتماسك ... جلس على طرف السرير بتردد ... لمست ايده بالغلط ايد ابوه ... حس ببرودتها ... انقبض قلبه ... الموقف اكبر منه ... ما قدر يصبر اكثر و نزلت دمعة تبعها شلال من الدموع



وقف السيارة قدام البيت ... ظل جالس مو متجرأ ينزل ... شلون أواجهها ؟ شلون اواجه امي و اقول لها ؟ التفت لرهف ... شافها على وضعها و سرحانها ... يا ربي ايش اسوي ... فتح الباب و راح لجهة رهف ... فتح لها بابها و مسكها ولا تحركت



عبد العزيز : رهف ؟



التفت رهف لجهته بس ما كانت تشوفه ... نظرها تعداه اميال ... شدها من ايدها



عبد العزيز : يللا حبيبتي وصلنا للبيت



و مثل الانسان الآلي نزلت و عبد العزيز ماسكها قاعد يمشيها ... دخلوا البيت و هي لا زالت تحت ذراعه




فوزية كانت جالسة على اعصابها تنتظر عبد العزيز يدق و يطمنها ... اول ما سمعت صوت الباب ينفتح طارت عند الباب ... شافت رهف ... ما انتبهت لحالتها ... رجوع بنتها هدى من اعصابها شوي ... الحمد لله وصلوا بالسلامة



فوزية : و اخيرا جيتوا



عقدت حواجبها يوم شافت كيف عبد العزيز ماسكها و الجرح اللي بجبهتها غير ايدها المضمومة لصدرها ... طاحت عين عبد العزيز بعين امه و على طول شالها ما يبيها تدري ايش اللي داخله ... ما يبيها تعرف ... بس شلون ؟ مصيرها بتعرف



فوزية بخوف : ايش صاير ؟ وين الباقي ؟



اكتفى عبد العزيز بالصمت ... قربت منهم فوزية



فوزية : ايش فيكم ؟ ما تتلكمون ... كذا تخوفوني ؟ عبد العزيز ... رهف ...



قالت اسماءهم بصراخ ... انتشلت رهف من سرحانها و انتقلت من العيون الهايمة في الغرفة الى ان استقرت اخيرا على امها ... اول ما شافت نظرة امها الخايفة تملصت من تحت ذراع اخوها و طارت لحضن امها ... ضمتها بقوة و هي تصيح بصوت عالي يقطع القلب مع ان فوزيه ما بعد تفهم السالفة ... بادلت بنتها الصياح و زادت من ضمها لصدرها ... اثنين كانوا يشوفون المشهد هذا و هم مو متحركين بمكانهم ... واحد يتمنى تنشق الارض و تبلعه و الثاني عايش حيرة و مو عارف كيف يتصرف



فوزية : يمه رهف ... ايش فيكم ؟ عبد العزيز قول ايش صاير ؟



قرب عبد العزيز من عند اخته و سحبها من حضن امه



عبد العزيز : خلاص حبيبتي رهف ... خلاص



انتقلت رهف لحضن اخوها و هي تكمل صياح ... خلاص قامت من الحالة اللي كانت فيها ... قلب عبد العزيز قاعد يتقطع ... حاس بعيونه تحترق تبي تنزل الدموع و هو متماسك ما يبي يضعف ... كافي الخوف اللي عايشته امه ... مع ان تصرفه خوفها زيادة بس ما يقدر ينطق ... مايقدر ... رفع راسه و شاف امه قاعدة تناظره و الف سؤال بعيونها اللي كانت مليانة دموع ... الله يمه وفري دموعك للخبر ... مو الحين



عند الباب واقفة سارة تراقب الموقف ولا هي مقربة او مبعدة ... جامدة بمكانها و الم قوي ضاغط على صدرها ... الخوف شالها و جالسة تترقب كلمات عبد العزيز او رهف اللي تعلمهم ايش صاير



عبد العزيز : يمه رهف تحتاج ترتاح ... باخذها لغرفتها



مسكته فوزية من ذراعه قبل لا يتحرك



فوزية : ما بتروح مكان إلا بعد ما تقول لي ايش صاير



اول مرة تتدخل سارة ... قربت منهم و مسكت رهف اللي لا زالت بحضن اخوها تصيح



سارة : انا باخذها يمه



التفت عليها عبد العزيز ... من متى هي هنا ؟ ابتسمت له بتردد ... و اخذت رهف منه و صعدت معها فوق لغرفتها



فوزية : و الحين ممكن اعرف ايش السالفة ؟ وين ابوك و عمر و منيرة ؟



عبد العزيز : بالاول خل نروح نجلس بالصالة



فوزية بدت تعصب و بكل تصميم : مو متحركة و ابيك تقول لي



ما قدر عبد العزيز ينطقها : ما فيهم شي يمه لا تخافين



فوزية : و ليه ما جاو معك ؟ و ليه يد رهف مجبرة ؟



عبد العزيز : يمه بقول لك ولا تخافين ... صاير لهم حادث



ما امداه ينهي جملته إلا تتهالك فوزية على الارض ... مسكها قبل لا تطيح



عبد العزيز : يممممه



و صرخ باعلى صوته : مااااريااااااا .... جيبي مااااي



بعد ما سدحت سارة رهف بفراشها غرقت بالنوم على طول و هي تهمهم بابوها و اختها ... احساس الخوف كان متملك سارة من راسها لرجولها ... ما قدرت تسأل رهف شي نظرا لحالتها ... سكرت الباب و النور و نزلت تحت و هي بالدرج سمعت صرخة عبد العزيز ... كملت طريقها جري عشان توصل لهم ... شافت عبد العزيز جالس على الكنب و امه بجنبه و هو ماسك كاس يشرب امه من الماي و ماريا واقفة تشوفهم بتبلد



لا شكل السالفة مو بسيطة ... الله يستر بس ... اول ما تمالكت فوزية نفسها طلع صوت بكل صعوبة من بين شفايفها



فوزية : ابوك ؟



مثل الطعنة بصدره ... هذي امي حالها اول ما سمعت الحادث ... شلون اقول لها انها فقدت الانسان اللي قضت معه 35 سنة ... كل يوم تصبح و تمسي عليه ... شلون يقول لها انها خلاص ما رح تشوفه ؟ رح تنحرم من وجوده بجانبها و بجنبهم



عبد العزيز : مرتاح يمه



فوزية : ليه ما جا معكم ؟



عبد العزيز بغصة : لازم يجلس هناك



فوزية و هي تحاول تقوم : ابي اروح اشوفه



عبد العزيز ما يقدر يحرم امه من هالشي ولا يقدر يقول لها لا



عبد العزيز : ان شاء الله ... الحين اخذك له



فوزية : و منيرة و عمر



عبد العزيز : عمر ما فيه شي جلس معهم بالمستشفى



فوزية : ماريا جيبي عباتي الحين



تنهد عبد العزيز ... بهاللحظه اكتشف انه جبان ... ما يقدر يواجه امه بالموقف ... فضل انها تعرف لوحدها او من شخص ثاني ... شاف سارة واقفه قدامه و عيونها نفس الشي غرقانة دموع ... سارة ما كانت تفكر بشي إلا بالحلم ... شكل عبد العزيز قدامها الحين مثل شكله بالحلم و النظرة اللي ما قدرت تفسرها هي نفسها الحين ... لا يا ربي ليكون صاير شي كبير مرة و مو مجرد حادث بسيط ؟ طاحت عينها بعين عبد العزيز ... ظلوا يشوفون بعض فترة مادري كم لين جات ماريا و قطعت عليهم ... قامت فوزية تلبس عباتها و قام معها عبد العزيز



سارة : بجي معكم



عبد العزيز : لا انتي اجلسي هنا مع رهف



ما قدرت تقول لا ... يمكن عبد العزيز يشوف ان مالها دخل مرة بالموضوع ... كانت متضايقة منه كثير ... ليه هو ناسي مين بالمستشفى ؟ هو ما يعرف شلون العم سالم بالنسبة لها ولا منيرة ؟ ليكون صاير فيك شي



لاحظ عبد العزيز تقلب وجه سارة فما حب يزيدها ... راح لها



عبد العزيز : كان ودي تروحين بس رهف لازم احد يجلس معها



كان يكلمها بكل حنية و رقة ... صوته خل سارة تهز راسها بخضوع ولا تعترض بأي كلمة



فوزية : يللا عبد العزيز انا جاهزة



التفت عبد العزيز لامه : ان شاء الله يمه



تقدمت فوزية بتطلع و عبد العزيز وراها



سارة : عزيز



التفت عليها



سارة بهمس : انا خايفة



و نزلت راسها على طول ... عقد عبد العزيز حواجبه و رجع لها ... مسك ذقنها و رفعه



عبد العزيز : خايفة من ايش ؟



طلعت كلمة وحدة من بين شفايفها هزت عبد العزيز هز



سارة : الموت



اخذ راسها و دفنه بصدره



عبد العزيز بصوت يقطع القلب : الموت حق سارة ... المفروض ما تخافين منه



سارة : يعنى صح ؟ احد مات ؟



رفع راسها من صدره



عبد العزيز : خذي بالك من رهف تراها امانه عندك ... يللا تأخرت على امي



سارة : ليه ما تقول لي ؟ لا تعيشني برعب ... احد مات ؟



هز عبد العزيز راسه و بهمس : ابوي



سارة و الدموع بدت تنزل على خدودها : عمي سالم



سكر عبد العزيز عيونه بقوة ... ما يبيها تنزل ... لا مستحيل تنزل الدمعة الحين



سارة و هي تحاول تتماسك : اقدر اشوفه طيب ؟



عبد العزيز بتعب : بعدين ... بعدين سارة



مد ايده و مسح دموع سارة



عبد العزيز : ادعي له بالمغفرة و لا تصيحين ... ابيك قوية عشان اهلي سارة ... ابي اعتمد عليك



حاولت تتماسك و تبلع غصة صياح جاتها ... هزت راسها و ابتسمت له ابتسامة مرتجفة



سارة : روح امي محتاجتك و انا بجلس هنا مع رهف ... لا تحاتيها



ضغط على ايدها بقوة كانه يشكرها و طلع من البيت ... سحبت سارة نفسها سحب و راحت لغرفة رهف ... جلست على كرسي بجنب السرير و هي تشوف رهف و تبكي بنفس الوقت



ظل عمر بمكانه بجنب ابوه طول الفترة اللي عبد العزيز كان فيها بالبيت ... اول ما دخل عبد العزيز المستشفى مع امه كانت فوزية مساكة ايده بقوة و هي خايفة ... توقع عبد العزيز يشوف عمر جالس برى ... يوم ما شاف له اثر عرف انه عند ابوه ... اخذ امه للغرفة المسكرة ... وقف عند الباب و مو متجرأ يفتحه



فوزية : عبد العزيز



التفت يشوف امه



فوزية : ابوك راح صح ؟



نزل راسه و فتح الباب لها ... قام عمر من على السرير و اثر الصياح لا زال واضح عليه ... عيونه حمر و متنفخة



عمر : يمه



و راح لها على طول ... ازاحته فوزيه بذراعها و كملت طريقها لعند زوجها و حبيبها و رفيق عمرها ... انزل الله السكينه بقلب ام عمر ... كانت متماسكة لدرجة ابد ما توقعوها عيالها ... جلست على السرير مكان ما كان عمر جالس ... اخذت راس سالم و حطته بحظنها ... حطت ايدها على راسه و قامت تقرى قرآن و الدموع تهل على خدودها هل ... عيالها واقفين يشوفونها و هم جامدين بمكانهم ... ما قدر عبد العزيز يمسك دمعة من انها تنزل على خده ... اما عمر ما صبر اكثر و طلع من الغرفة و بعد فترة لحقه عبد العزيز عشان يتركون امهم لحالها مع ابوهم للمرة الاخيرة



الغرفة لا زالت غارقة بالظلام و هي جالسة بالكرسي و تهز ... انفتح الباب و دخل النور الوحيد منه ... طل راس صغير ... عرفته على طول



سارة بصوت واطي : مي



فتحت الباب على الاخر و وقفت



سارة : تعالي مي هنا



مي : عمتي رهف تعبانة ؟



قامت سارة من مكانها و هي تحاول تمسح اثار الدموع و راحت لعند مي



سارة : ايه تعبانة ... ايش تسوين انتي الحين ليه ما نمتي ؟



مي و هي تتثاوب : انا ما انام إلا اذا بابا جا



سارة : الحين يجي بابا



مي : وين جدة و الباقي ؟ ماريا تقول انهم راحوا كلهم



سارة تحاول تطمن مي : بيرجعون الحين ... انت مرة شفتي سريري ؟



هزت مي راسها



سارة : شوفي انا عندي قصص حلوة ... ايش رايك نروح لغرفتي و اقراها لك ؟



مي : تعرفين قصة الدجاجة و الذيب ؟



سارة : اكيد ... هاه تجين ؟



مي ابتسمت : ايييييييه



اخذتها سارة لغرفتها بعد ما تأكدت ان رهف نايمة و غرقانة بالنوم ... انبطت مي جنبها و كان واضح عليها انها تعبانة و هلكانة تبي تنام ... ظلت سارة تقص عليها و انتهت القصة و بدت قصة ثانية و البنت فاتحة عيونها على الاخر



سارة بحيرة : ما جاك النوم مي ؟



مي : إلا ... بس مابي انام ابي بابا يجي



ابتسمت لها سارة و مررت ايدها بخصلات شعر مي الناعم : ربي لا يحرمك من بابا



مي : ابي الحين قصة مريم ام الدل و الدلال



ضحكت سارة عليها : الله ايش هالغبار ... من وين تعرفينها ؟ هذي من ايام ام جدتي



مي : جدتي فوزية تقولها لي



سارة : طيب الحين اقصها لك



و في نص القصة استغرقت مي بالنوم اخيرا ... غطتها سارة زين و قامت من عندها ... كان ودها تدق على عبد العزيز الحين و تعرف ايش صار معهم ... المشكلة انه الى الحين ما عنده جوال ... كانت تحس انها لا زالت بحلم و ان عمها سالم ما مات ... منيرة ... ما اعرف ايش صاير فيها ... راحت لعند رهف و رجعت على الكرسي اللي تركته من ساعة