الفصل الحادي عشر
الجزء الثاني
طول الطريق و عبد العزيز ساكت بالسيارة ... صمته كان غريب ... اصابعه تلعب على الداركسيون ... سارة كانت تراقبه و هي مو عارفة ايش فيه ... و هو يسوق لف واحد قدامه ... شوي و يصدم فيه ... عصب عبد العزيز و قام يسب و يلعن بصوت عالي ... من جد ناس ما عندهم سالفة و لا يحترمون الغير ... سارة تشوف ردة فعله ... هذا ايش فيه متوتر المفروض يكون مبسوط لان منور تحسنت شوي ... فجأة جنب عبد العزيز و وقف السيارة بقوة ... الإشاره صارت حمرة و عبد العزيز كان يسرع ... لو ما وقف كان صدم بالسيارة اللي قدامه ... وقوف عبد العزيز المفاجئ خلى سارة تتقدم و ترجع لمكانها بقوة
عبد العزيز : ولا كلمة لو سمحتي
حست سارة انه مو طبيعي و لا حبت تضايقه ... امتثلت لامره ولا تكلمت ... و اخيرا وصلوا للبيت بسلامة ... البيت كان هادي و مظلم في نفس الوقت مع ان الوقت مو متأخر كثير ... توها ما بعد تجي 8 ... دخلت سارة و عبد العزيز و راحوا لغرفتهم و بطريقهم ما مروا باحد ... انسدحت سارة على السرير بتعب ... طول هالفترة الاخيرة ما ارتاحت ابد ... كل يوم بالمستشفى عند منيرة و اذا رجعت البيت تجلس مع ام عمر و رهف ... غمضت عيونها و هي تسمع عبد العزيز يدخل للحمام ... بعد فترة سمعت صوت الماي ... واضح انه ياخذ دش ... ايش فيه عبد العزيز ؟ يا الله ايش قد احس اني تعبانة من كل شي ... مشتاقة لك يا منيرة كثير ... من جد فقدتك هالفترة ... متى بتقومين لنا بالسلامة و ترجعين للبيت و ترجعين له البسمة اللي غابت منه اول ما راح عمي سالم ... آآآه عمي سالم ... الله يرحمك يالغالي ... مكانك كبير بيننا و الفراغ اللي خلفته مستحيل احد يسده ...
انقطع صوت الماي و انفتح الباب ... فتحت سارة عين وحدة و راقبت عبد العزيز ... كان لاف المنشفة على خصره و شعره لا زال مبلل و المنشفة الصغيرة محطوطة على كتفه و قاعد يمسح وجهه فيها ... واضح انه توه بعد حالق ... راح لعند التسريحة و قرب وجهه و هو يتأمل خده اللي كان منجرح من موس الحلاقة ... صورة سارة منعكسة بالمرايا قباله و هي جالسة على السرير ... طاحت عينها بعينه
سارة : عبد العزيز ما قلت لي ايش قال لك الدكتور
لاحظت تغيير ملامحه اللي ما استمر إلا ثانيتين ... اعتدل بوقفته و هو يمسح على الجرح بخده
عبد العزيز : قلت لك
و راح لعند الدولاب عشان يبدل
سارة : قلت انها بتقوم ... بس انت طولت عنده
عبد العزيز يغيير الموضوع : وين هي امي و رهف ؟
سارة : مادري ما شفتهم
عبد العزيز : روحي شوفيهم
فهمت سار ة انه ما يبي يتكلم عن الموضوع و احترمت رايه ... طلعت من الغرفة تبي تعرف وين اهل البيت ... دخلت غرفة رهف ما شافتها ... نزلت تحت و نادت الخدامة سألتها قالت لها ان ام عمر بغرفتها ترتاح اما رهف فهي بالحديقة ... راحت سارة للحديقة برى البيت ... طلعت من الباب الزجاج من غير ما تحس فيها رهف ... شافتها جالسة على كرسي و عيونها متعلقة بحركة الماي الخفيفة بالبركة ... لاحظت عليها آثار دموع و شافتها ماسكة شي بايدها بقوة ... حست ان رهف ما تبي احد يشوفها الحين و هي بهذا الوضع فرجعت لوين ما كانت و دخلت للبيت ... حبت تمر تشوف ام عمر ... كانت غرفتها مظلمة ... اكيد نايمة او شي ... صعدت فوق لغرفتها ... كان عبد العزيز جالس على الكنب اللي بالغرفة ... لاحظت سارة سرحانه اللي خلاه ما يلاحظ دخولها ... الصوت اللي صدر من الباب و هي تسكره صحى عزيز من سرحانه ... طرف بعيونه و سألها
عبد العزيز : وينهم ؟
راحت سارة لعند النافذة و وقفت تشوف المنظر اللي تطل عليه ... تشوف رهف اللي لا زالت جالسة بمكانها ... كان ظهرها لعبد العزيز ... خلقها ضايق و الكآبة مخيمة عليها و على البيت كله
سارة : بالبيت ... رهف بالحديقة و امك بغرفتها
ما رد عليها عبد العزيز ... سارة ما كانت تنتظر رد ... كان شاغلها موضوع واحد ... منيرة ... هي متاكدة ان صديقتها فيها شي بس عبد العزيز مو راضي يقول ... ليه يا ربي ؟ ليه ما يبي يقول لي ايش فيها منيرة ؟ كان ودها تسأله بس خافت يغير الموضوع مثل اول مرة
سارة : عبد العزيز
عبد العزيز : نعم
سارة لا زال ظهرها له و تشوف رهف : ممكن اعرف ايش قال لك الطبيب ؟
بعد فترة صمت طويلة : قلت لك ما في شي
التفتت سارة له و قالت بكل حزم : إلا في شي ... قلبي يقول لي انه فيه و انت مخبي علي
قام عبد العزيز يشوفها و هو مقطب حواجبه
سارة : شفت ؟ واضح ان فيه شي .. ليه ما تقولي ؟
عبد العزيز بضيق : و ليه تضيقين صدرك انتي بعد اكثر من كذا ؟
ارتسم الخوف على ملامح سارة ... يعني ظني صحيح في شي صاير و عبد العزيز مو راضي يقوله
سارة : لا تخوفني عزيز ... ايش صاير ؟
عيونه بعيونها و بكل هدوء قال : احتمال كبير منيرة ما تمشي
بحركة غير ارادية امتدت ايد سارة لعند فمها تمنع شهقة كانت على وشك الخروج ... عيونها امتلأت دموع
سارة بصوت يتأتأ : ايش تقول ؟
يوم شاف عبد العزيز تقلب وجه سارة حاول يهديها شوي
عبد العزيز : مو اكيد
نزلت الدموع من عيون سارة و بصوت كله صياح : يا ربي ... ايش هذا اللي يصير لنا ... ليه منيرة بالذات ؟ ليه ؟ عبد العزيز ... ايش بتسوي ؟
عبد العزيز : ايش اسوي ... ما في بيدي شي ... والله مادري ... مادري ايش اقول لها ... مادري ايش بتكون ردة فعلها اذا افاقت ... اعلمها عن ابوي ولا عن تشوهها و شللها ولا خطيبها النذل
سارة : طلال ؟
عبد العزيز بانفعال : ايه طلال النذل الخسيس ... ما شفنا وجهه اللا بيوم العزا ولا سأل عن منيرة ولا شي ... ما كانها المفروض الحين تكون زوجته
سارة : يمكن خاف يسأل
عبد العزيز بسخرية : سارة تتطنزين ولا ايش ؟
سارة : يووه ... حرام منور ... والله ما تستاهلين
عبد العزيز : خلاص سارة لا تصيحين ... مو ناقصك انتي بعد
سارة بصياح : شلون ما تبيني اصيح بعد اللي سمعته ؟ هذي منور ... مو بس صديقتي ... انت تعرف شلون يعني تتشوه ... منيره فنانة مرهفة ... تعشق الجمال ... شلون تنحرم منه ؟ لا مو بس جمالها ... حتى المشي ما تمشي
عبد العزيز بتعب : طيب سارة خلاص لا تعذبيني اكثر من كذا ... انا تعبت و ادرى بحالة منيرة ... اشوف اختي يضيع مستقبلها قدامي ولا اعرف ايش اسوي ... و رهف مثل الشمعة اللي انطفت من بعد اللي صار ... و عمر جاطل الشركة ولا يداوم ... كل شي طايح فوق راسي ... حالة منيره اعرفها اول باول ... سرت اكره اشوف وجه الدكتور ... كل خبر يقوله مثل طعنة السكين ... و امي من جهة ثانية ... امي اللي تحطمت ... الحزن في وجهها ... احاول امسحه مو قادر ... عمر ترك كل شي فوق راسي و التفت على نفسه ... ابوي راح ... ابوي راح و تركني ... ترك المسؤولية علينا ... راح و حنا لا زلنا محتاجين له ... ما بعد نشبع منه ... ما زلنا نحتاجه ... بس هو خلاص راح ... راااااح
جمدت سارة بمكانها في لحظة انفجار عبد العزيز ... هو الوحيد اللي كان متماسك بينهم طول الأيام الماضية ... الوحيد اللي ما فاضت منه دمعة ولا رمش له جفن ... هو القوي بينهم ... الجبل الشامخ في وسطهم ينهار فجأة ... عيونه كانت تلمع و ايده ترجف و شفته ترتعش و هو يتكلم ... ما قدرت سارة تظل بمكانها ... و هو بنص كلامه اسرعت له و ضمته لصدرها ... و لانه جالس و هي واقفة اخذت راسه و حطته بصدرها ... و بعكس ما كانت تتوقع ما جمد أو بعدها ... بالعكس التفت اذرعه على خصر سارة و قربها منه و قام يصيح ... طلع كل اللي كان بقلبه و مخبيه طول الوقت ... الكل كان يظن ان عبد العزيز اقل واحد متأثر و انه مستحيل يضعف او يطلع ضعفه لاحد ... بس خلاص هالشي انتهى
عبد العزيز و هو يشد سارة له و بصوت غريب يقطع القلب : محتاج له سارة و مشتاق له اكثر ... انا تعبان ... هلكان تعب
اخذت سارة تمرر ايدها على شعر عبد العزيز و الدموع تنزل على خدودها ... الله يا عبد العزيز ليه ما عبرت عن نفسك من الاول ... الصياح ما هو عيب ولا ضعف ... بالعكس هو راحة يحتاجها اقوى الناس
سارة : انا جنبك و بظل جنبك على طول حبيبي
عند رهف ... تو الدموع بتجف على خدها إلا ترجع تتبلل مرة ثانية بدمعة ... ازداد تحرك اغصان الأشجار اللي تحيطها و هبت هوى قوية طيحت ورقة ... طارت بالجو و حطت اخيرا على سطح الماي ... قامت تتراقص مع الامواج الصغيرة ... الهوا زاد و زاد معه تحرك شعرها ... خصلة كبيرة طاحت على وجهها و تبللت من دموعها ... عيونها انتقلت من الورقة اللي بالبركة للبرواز اللي بيدها السليمة ... ظلت تتأمل وجهه السمح و تذكرت احلى اللحظات معه ... الجو كان بارد مرة بس هالشي ما كان مضايق رهف ... اهم شي عندها انها تجلس هنا و تذكره ... تذكر كل لحظة معه ... وصلت افكارها لآخر مرة شافته ... ضغطت على البرواز بقوة لدرجة شوي و ينكسر بايدها ... اخر مشهد قام يتكرر ... اخر كلمات ... سمعت صوت وراها ... التفت شافت ماريا واقفة
رهف بصوت متغيير : نعم
ماريا : انا في سوي مكرونة انته في حوبي ؟
رهف : مابي ... مو جايعة
ماريا و هي تقرب : ما يصير كدا ... انته ما في اكل
رهف : قلت لك مابي
ماريا : ليه بعدين في صير تعبان ... كله في بيت ما في اكل ... مدام فوزية ما تبين ... و انته ما تبين و كله
رهف انتبهت ... امي ؟ إلا وينها الحين ؟ ابوي وصاني عليها بآخر شي قاله ... اخر كلمة نطقها امك و انا جالسة هنا و غرقانة بحزني و ناسيتها ... قامت من الكرسي
رهف : وين امي ؟
ماريا : في غرفة ... ما في اطلع اليوم
دخلت رهف من غير ما تنتظر الخدامة و هي تشد الصورة لصدرها و تضمها ... راحت لعند غرفة امها ... شافت النور مطفي ... طقت الباب بشويش ... سمعت صوت امها واطي و مع انها ما فهمت ايش قالت فتحت الباب ... شافت امها جالسة على السرير و فاتحة نور الابجورة اللي على الطاولة بجنبها و بايدها مصحف و وجهها شاحب كانها اكبر من عمرها بعشر سنين ... لافة شيلة على راسها و لابسة جلابية مو باين منها إلا القسم العلوي و الباقي مخبى تحت البطانية مع رجولها
انهت الآية اللي كانت تقراها و رفعت عيونها ... شافت رهف واقفة عند الباب بتردد ... ابتسمت فوزية و اشرت لها تجي جنبها ... و كأن رهف ما صدقت تلاقي دعوة من امها ركضت لعند السرير و انسدحت بجنب امها ... دفنت راسها بحضنها و ايد فوزية تربت على ظهر رهف و رجعت تكمل قرآة القرآن بصوت عالي و على نبرة صوتها نامت بنتها
ماسك الجوال يشوف الصور اللي حافظهم ... يحاول يقتل الوقت ... توه مسكر من عند نورا بعد ما تطمن على بنته ... من اول ما توفى ابوه و مي في بيت نورا ... ما حبوا يخلونها تعيش الأجواء اللي كانت سايدة في البيت و لان اهل امها الله يرحمها بعاد و غير ان مي مو متعودة عليهم اخذتها نورا لعندها ... طمنته نورا عليها بس قالت له ان مي خلاص مو قادرة تصبر و تبي ترجع البيت ... قال لها عمر رح ياخذها من المدرسة و يمر عليهم ياخذ ملابسها و يرجعها للبيت ... و هذا له ساعات من جلس بجنب منيرة ينتظر اقل اشاره منها ... كل اللي صدر حركة طفيفة بايدها ... بعد مرور نص ساعة سمع صوت منها ... التفت عليها شاف عيونها تتحرك ... وجهها كان لا زال ملفوف بسبب الجروح اللي فيه ... انفتحت العيون ببطئ ... اول ما شافها عمر قام و قرب منها
عمر : منيرة
و بكل صعوبة انتقلت النظرات له ... شافت اخوها يشوفها بقلق و عيونه مليانة فرح بنفس الوقت ... حاولت تتكلم و تقول شي بس حلقها جاف و تحس بحرقان فيه فكتفت بالإبتسامة عشان تطمن اخوها و كانت الابتسامة مجهود كبير كلفها كل طاقتها و خلاها تسكر عيونها مرة ثانية بتعب ... بعد ما ريحت اخوها شوي ما امدى عمر يفرح فيها إلا رجعت لحالها ... خاف عمر و طلع نادى الممرضة يسالها ... جات الممرضة و طمنته و قالت له ان الطبيب المناوب الليلة رح يمر فرجع عمر لمكانه ... بعد شوي دخل الطبيب اللي كان مصري
الطبيب : السلام عليكم
قام عمر و رد السلام ... شرح له عمر كيف قامت و رجعت مرة ثانية فقدت الوعي
الطبيب : لا ما تخفش ... انت قلقان كدة ليه ؟ هيه نايمة مش في غيبوبة
عمر : بس دكتور شلون تنام بعد ما كانت طول هالأسبوع فاقدة الوعي
الطبيب : انت ناسي انها عيانة ؟ دي تعبانة و محتاجة للراحة
و راح يفحص عليها
الطبيب : لا دي عال العال ... بكرة الصبح حتكون مفتحة زي الفل
عمر : يعني ما رح تقوم الليلة ؟
الطبيب : ما ظنش ... روح لبيتك و ريح ... مراتك مش هتطير
عمر : اختي مو زوجتي
و هو يشوف عمر كيف متلعوز و واضح انه تعبان
الطبيب : انته روح ما تشلش هم
عمر : اكيد دكتور مو قايمة ؟
الطبيب : حتى لو قامت هتنام تاني بسرعة ... انت روح بس
عمر : اوكي دكتور مشكور
راح الدكتور بعد ما طمن عمر ... قرب عمر من عند منيرة و شافها غرقانة بنومها مثل الملاك ... باسها على جبهتها و عدل البطانية حولها و رجع لبيته يرتاح
من اول ما بدى اليوم الثاني ما داومت سارة و رهف ... راحوا لمنيرة بالمستشفى و بعد فترة من وصولهم افاقت منيرة ... كانت تعبانة و بعيونها الف سؤال ... كلموها ... حاولوا يريحونها
منيرة بصوت هامس بالموت ينسمع : ايش صاير ؟
رهف جالسة على الكرسي البعيد و لاهي قادرة تحط عينها بعين اختها عشان ما تعرف شي ... اما سارة ما قدرت تجلس فواقفة فوق راس منيرة
سارة : ارتاحي انتي ولا تتكلمين
مررت منيرة لسانها على شفتها ترطبهم ... هالحركة كلفتها ... حاسة بالم في خدها و جبهتها و راسها شوي ينفجر
منيرة بتعب : راسي يعورني
سارة : قلت لك ارتاحي لا تتكلمين
هزت راسها بصمت و رجعت سكرت عيونها بتعب ... التفت سارة لرهف
سارة تهمس : ايش نقول لها ؟
اكتفت رهف بدمعة رد على سارة ... دخلت الممرضة تسأل عن منيرة و تبلغهم انهم رح ياخذوها بعد شوي عشان يكملون فحوصات
سحبوا سرير منيرة و معه قلب سارة اللي كانت عارفة كل شي و تنتظر نتيجة الفحص عشان يتطمن قلبها ... عبد العزيز اول ما وصلها المستشفى قال لها اول ما تقوم منيرة و ياخذونها للفحص تدق عليه عشان يجي و هذا اللي صار ... طلعت منيرة من جهة و سارة دقت على عبد العزيز من جهة
عمر اخذ بنته من عند اخته ... طول الطريق للمدرسة كانت صامتة و مو متكلمة و هالشي غريب عنها هالايام خصوصا انها الفترة الاخيرة صارت متفتحة و مشرقة اكثر ... بعد ما نزلها للمدرسة راح للشركة اللي كان منقطع عنها ... اول ما دخل لمكتبه وقف سكرتيره علي و حياه
علي : االسلام عليكم استاذ عمر
عمر : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و توه داخل لمكتبه وقفه علي
علي : استاذ
التفت عليه عمر : نعم
علي : عمي صالح طالب مني اول ما تجي للمكتب تروح له
عمر و هو عاقد حواجبه : ليه ؟
علي : مادري والله ... بس هو مرة محرصني
عمر : غريبة ... اوكي علي انا رايح له ... مشكور اخوي
علي : ما سوينا إلا الواجب
ما دخل عمر مكتبه و راح توجهه للقسم الرئيسي بالشركة ... غريبة ايش يبي مني العم صالح ؟ لو يبي مني شي ليه ما دق علي ؟ ليه انتظر اجي للشركة ؟ ان شاء الله ما يكون شي كبير ... الله يستر بس ... قبل لا يوصل مكتب صالح مر من عند مكتب ابوه ... حس بغصة بحلقه ... كان الباب مسكر و النور مو مفتوح ... تنهد و كمل طريقه ... قال للسكرتير حق صالح انه بيدخل
السكرتير : اصلا هو قايل اول ما تجي تدخل على طول
رفع عمر حاجبه باستغراب و دق باب المكتب ... سمع صوت صالح
صالح : تفضل
فتح الباب بترقب و شاف عمه جالس ورى المكتب و هو لابس نظارة القراءة و مستمر في تفحص شي بايده بكل تركيز
صالح : ارسل محمد الحسابات اللي طلبتها
عمر : السلام عليكم عمي
رفع صالح راسه و ابتسم لعمر
صالح : اعذرني يالغالي على بالي انك جمال سكرتيري ... تفضل اجلس
عمر و هو يجلس على الكنب اللي قبال المكتب : قالوا لي انك طالبني
صالح : ايه
عمر : خير عمي ... صاير بالشركة شي ؟
صالح بعتب : بالأول ابي اعرف ليه ما داومت هالفترة الاخيرة
نزل عمر راسه : انت ادرى بالحال
صالح : ولو مو عذر ... انا هالمرة مسامحك و بمشى الموضوع ... اخوك عبد العزيز ما قصر قام بشغله و بشغلك
عمر : السموحة
صالح : حصل خير ... انا مقدر الظروف ... مو انت بس اللي مالك خلق للشغل ... هالمكان من غير المرحوم ما يسوى شي بس مهما كان المفروض ما نضعف
عمر : ادري ... بس ما كان هالشي بايدي ... ما اتخيل ادخل هنا ولا اشوف الوالد
صالح : الله يرحمه
عمر : آمين
بعد لحظة صمت الكل سرح بافكاره بنفس الشخص
عمر : إلا ايش بغيت مني ؟
صالح : ما بي منك إلا انك تمسك مكان ابوك بالشركة
عمر : شلون ؟ محمد احق مني بهالمكان
صالح : لا هذا حلالكم مو حلال محمد
عمر : بس خبرة محمد اكثر مني
صالح : ما عليك من محمد ... انا ابيك انت اللي تشيل مكان ابوك
عمر : و مكاني مين فيه ؟
صالح : سلمان على وجه تخرج و ان شاء الله بيشتغل هنا و مع الوقت بيمسك مكانك
عمر : والله مادري ايش اقول يا عم
صالح : قول تم و ريح قلبي
عمر : ان شاء الله