بعد ما جا عبد العزيز للمستشفى و رجعوا منيرة للغرفة راح للطبيب و تاكد من الخبر ... تلقت منيرة ضربة قوية على عامودها الفقري ادى الى كسر فيه و بسبب حالتها و وضعها بالسيارة و صعوبة خروجها ما راعى المسعفين ظهرها ... غير تركيز المستشفى على حالة النزيف الداخلي براسها و محاولة اسعافها ... كل هالامور خلتهم ما ينتبهون لظهرها و لعامودها ولا يراعونها في التنقل و الشيل و هالشي ادى الى انقطاع الحبل الشوكي و بالتالي عدم قدرتها على المشي و احتمال رجوعها مستحيل ... حتى لو ارسلت لاحسن المستشفيات بالعالم و لالمانيا و غيرها ما راح ينفع ... انتشر الخبر هذا بالبيت و عرفه الكل الا صاحبة الشأن اللي كانت تفيق بين فترة و فترة بس ما كانت تجمع و تعرف ايش يصير بالضبط حولها ... بكت فوزية على الحالة اللي وصلت لها بنتها و اصرت تروح للمستشفى و تجلس جنبها و طول هالوقت ما عرفت منيرة عن وفاة ابوها
على صوت الشيخ سعد الغامدي من المسجل الموجود بالغرفة بمستشفى المانع العام بعد نقل منيرة له كانت جالسة فوزية ... انتبهت منيرة و قامت ... اول ما التفت و شافت امها ابتسمت ... كانت المرة الاولى اللي تشوفها من بعد الحادث ... جالسة على الكرسي و هي مغمضة عيونها و راسها نازل على صدرها ... واضح عليها الارهاق
منيرة بصوت واطي : يمه
سمعت فوزية بنتها و انتبهت من نومها ... عدلت نفسها و قامت
فوزية : هلا بعيوني ... شخبارك الحين ؟
منيرة : احسن ... من متى و انتي هنا ؟
فوزية : من فترة ... تبين شي ؟ تبين ماي ؟
منيرة بتعب : لا ... كم الساعة ؟
فوزية : توها عشر الصبح ... امس كل اخوانك كانوا هنا بس الحين الكل بدوامه و شغله
بلعت منيرة ريقها بصعوبة
منيرة : كم لي و انا بالمستشفى ؟
فوزية : اسبوعين حبيبتي
منيرة : و ابوي و رهف ... صار فيهم شي ؟
فوزية و هي تحاول تتمالك نفسها : كلهم مرتاحين ... المهم انتي الحين
منيرة بابتسامة باهتة : انا زينة بس هاللفاف بوجهي مزعجني و راسي شوي يالمني
فوزية : بيخف مع الوقت ... انتي لا تحاتين و ارتاحي الحين
منيرة : طيب بس اذا جا ابوي ولا اخواني او سارة قوميني
فوزية بحزن : ان شاء الله
توه طالع من البيت ... مر من عند الصالة الا سمع احد يناديه
ام خالد : طلال
دخل لعند امه شافها جالسة
طلال و هو واقف عند الباب : هلا يمه بغيتي شي ؟
ام خالد : وين رايح ؟
طلال : عندي مشوار
ام خالد و هي تبتسم و تربت على المكان بجنبها : تعال يا ولدي عندي لك بشارة
طلال : خير قولي
ام خالد : بالأول تعال اجلس
راح طلال لعند امه و جلس جنبها : ها يمه بشريني
ام خالد و هي تبتسم : افاقت خطيبتك ... مبروك يا ولدي
طلال : الله يبارك فيك
ام خالد : يووه ايش فيك تقولها من غير نفس ... انت كنت تدري قبل ؟
طلال : ايه يه ... قال لي احمد ولد عمي
ام خالد : و ليه مو فرحان ؟
طلال : ليه انتي ما تدرين ؟
ام خالد و هي معقدة حواجبها : مادري بايش ؟
طلال : انها ما بتمشي
ام خالد : و اذا
طلال و هو يقوم : ايش يمه و اذا ؟ ليكون على بالكم اني بتزوج وحدة معاقة
ام خالد : انت ايش تقول ؟ تبي تهد البنت الحين ؟
طلال : يمه ما صار بيننا شي ولا حتى كتب كتاب ... ايه بفسخ الخطوبة
ام خالد : طلالوووه حرام عليك البنت مالها احد انت ايش تقول
طلال : بذمتك يمه من جدك تتكلمين تبيني اربط نفسي مع انسانة معاقة ؟ ليه ناقص انا شقى عشان ادوره لنفسي ؟
ام خالد : بس هذي منيرة ... و اذا مشلولة
طلال : انا مو مصدق اللي تقولينه يمه ... على بالي انك انتي اللي بتطلبين مني اهد كل شي
ام خالد : يا ولدي الشلل مو عيب
طلال : إلا عيب ... انا ما اتمنى لها الشر ... بالعكس الله يشافيها و يوفقها بحياتها بس مع شخص غيري
ام خالد : وين اللي كنت ميت عليها و مختارها بنفسك
طلال : و انا ايش دراني انها بتصير كذا ؟ لا و بعد يقولون وجهها مجروح يعني مو كافي انها مشلولة مشوهة بعد
ام خالد بعصبية : طلااااااال
طلال : ما اتشمت يمه ... بس هذي الحقيقة
ام خالد : انت ما في بقلبك رحمة ... ترا هي ضعيفة و تو ميت ابوها و المصايب ايش كثرها فوق راسها و راس اهلها ... وين اودي وجهي منهم و اقول لهم ولدي عاف بنتكم
طلال : يمه حرام عليك تبيني اشقي نفسي و اسجنها مع بنتهم ؟
ام خالد : لو وحدة من خواتك ايش بيكون تصرفك مع خطيبها اذا هدها ؟
طلال : لا تفاولين عليهم يمه
ام خالد : طيب ما تفكر فيها ؟ ولا على بالك بنات الناس لعبة ؟
طلال : و انا الحين لعبت فيها ؟ من حقي اني ارفضها مثل ما هو من حقها انها ترفضي
ام خالد : لا تسوي فيها كذا طلال ... فوزية ما تستاهل اللي جاها ... يللا ابيك تاخذني بالمستشفى نزورهم و نتطمن عليهم
طلال : يييمه
ام خالد : مصمة و وجع ... فسخ خطوبة ما في و البنت بتتزوجها يعني بتتزوجها
طلال : السالفة عناد
ام خالد : مو عناد بس قسم بالله يا طلال لو تركت البنت بهالحالة لا انا امك ولا اعرفك
طلال : حرام عليك يمه والله حرام ... انتي الحين مثل القاضي اللي يحكم علي بالسجن
ام خالد : أي قاضي و اي خرابيط ... شوف انا ما اقول اربط نفسك معها ... كل اللي سوه اشفق عليها ... لا تتركها بهالحال و ما في احد يمكن يقبل فيها ... انت تزوجها و اذا ما ارتحت معها او شي تزوج فوقها لو تطق الثلاث ما يهم ... المهم انك ما تتركها
طلال : يعني عادي لو تزوجت عليها ؟
ام خالد : المهم ما تتركها ... والله ما يستاهلون و مو ناقصينك انت بعد
طلال : يصير خير يمه يصير خير
ما قدروا يتهربون من اسئلة منيرة عن ابوها اكثر من كذا فاضطروا يبلغونها مع انهم حاولوا ينقلون لها الخبر بابسط و اسهل طريقة ممكنة ... تقبلت الخبر بشجاعة غير متوقعة بسبب ايمانها القوي بالله تغلبت على اللي هي فيه ... بكت ابوها و حزنت لفراقه ... اما شللها كان عندها امل كبير انها لو راحت للرياض رح تقدر تمشي من جديد
ارسلوا اوراق منيرة لمستشفى التخصصي بالرياض و بعد اسبوع نقلوها له ... راح معها عبد العزيز ... عمر كان ناوي يروح معها بس من اول ما اخذ مي من بيت نورا و شاف حال بنته كيف ما قدر يتركها ... مي ما قدرت تتقبل موت جدها بسهولة ... غير فقد عمتها اللي ما شافتها من يوم الحادث ... ما اخذوا مي للمستشفى تزور منيرة عشان سوء حالة منيرة ... رجعت مي لقوقعتها بعد ما طلعت منها الفترة الاخيرة فما قدر عمر يروح و يترك مي ولا يقدر ياخذها و هي لا زالت تروح للمدرسة ... غير شغل الشركة اللي فوق راسه و اخذه لمكان ابوه ... اما رهف كان ودها تروح مع اختها للرياض بس اخوها ما رضى لها و اجبرها تكمل دوام بالجامعة ... و نفس الشي مع سارة ... و فوزية اللي ما تقدر تطلع من البيت ولا تروح او تجي إلا بعد اربع شهور و مرور العدة
لأن الوقت مبكر و توها الساعة 6 الصبح ما كان احد بالبيت قايم ... دخل له و قام يصرخ و ينادي اهله ... قامت لطيفة و صالح بفزع ... موقف موت سالم تكرر لهم ... الله يستر من اخبار الساعة 6 الفجر ... نزل صالح من الدرج و هو اقرب للجري من المشي و قابله وجه ولده عبد الله البشوش
صالح : خير ايش صاير ؟
عبد الله استوعب انه خرع و خوف اهله : لا ابد لا تخافون
و هو يشوف امه خايفة من اللي بتسمعه
عبد الله : بس حبيت ابشركم ... مها ولدت اليوم
جلس صالح على الدرج يريح ... كان مرة خايف و ما حس انه قادر يوقف
لطيفة : الحمد لله على السلامة ... ليه ما دقيت ؟ خوفتني
عبد الله : ما كان قصدي ... انا جاي اخذ اشياء لمها ما امداها تاخذها و قلت ابشركم ... اسف يبه مو ناوي اخوفك
صالح : حصل خير ... حصل خير ... الف مبروك يا ولدي
عبد الله بفرح : الله يبارك فيك يبه
صالح : طالبك عبد الله ولا تردني ... ابيك تسميه سالم
عبد الله : صدقني يبه من غير ما تقول ... بس مها جابت بنت مو ولد
صالح : الحمد لله على كل حال ... و الف مبروك
عبد الله و هو مو مصدق نفسه ... خوفه هالمرة على مها اكثر من المرة الاولى بسبب صعوبة هالحمل ... ما صدق اول ما قال له الدكتور ان الولادة صارت بصورة سهلة ما كانوا يتوقعونها ... الحمد لله يا رب على النعمة
كل التقارير و نتايج الفحوصات اطفأت بقايا الامل في رجوع منيرة للمشي و وجودها بالمستشفى ماله داعي إلا بسبب جروح وجهها اللي يبي لها عدة عمليات عشان ترجع مثل اول ... كان في خدها الأيمن شق كبير يمتد من طرف فمها الى اذنها ... غير شقوق صغيرة في جبهتها ... كانوا بارزين و لونهم احمر بس الدكتور طمن عبد العزيز و قال له انه بعد عمليات التجميل بتختفى تقريبا ... رجعت منيرة للخبر بعد ما حددوا موعد عمليتها بعد اسبوع ... البيت كانوا مجهزينه لاستقبالها ... حطوا كل التسهيلات اللي تناسب وضعها الجديد و لان بيتهم كبير فما ضره ان يكون فيه مصعد ... وعشان يحسسون منيرة انها لها صله بالطابق الفوقي ولا حبوا يحرمونها من غرفتها ... قام الشغل على اساس يحطون مصعد و بهالوقت الحالي لين ما يخلص المصعد ( الاسنسير ) فضوا لها غرفة تحت و خلوها غرفتها مؤقت
الكل كان في استقبال منيرة و عبد العزيز بعد غياب اسبوعين و نص ... طول ذيك الفترة راحت سارة لهم في كل ويك اند ... رهف كانت ناوية تروح معها و يوم عرفت ان سلمان هو اللي بياخذ سارة هونت و فضلت تجلس مع امها ... بعد ما جهزوا البيت لمنور كان هذي اول مرة تدخله بس مو على رجولها
وقفت السيارة قدام الباب و نزل عبد العزيز ... كان مسويها مفاجأة ولا قال لاهله عن وصولهم ... طلب من السواق يجي للمطار و يستقبلهم ... السواق فتح شنطة السيارة و طلع الكرسي المتحرك ... اخذه منه عبد العزيز و حطه عند باب منور و فتح لها الباب ... ساعدها انها تجلس عليه ... ابتسمت له منور بشكر و تو عبد العزيز بيدفع الكرسي
منيرة : لا عزيز انا اللي بحركه
و شافته بنظرة توسل
عبد العزيز : اذا هالشي يريحك
هزت منيرة راسها و حطت ايدها المرتجفة على العجلات و حركتهم و عبد العزيز يمشي جنبها و مستعد باي لحظة يساعدها ... قل اللفاف على وجه منور إلا قطعة بيضة على خدها اليمين و 3 قطع صغيرة على جبهتها ... يخفون الجروح اللي لا زالت معلمة و بارزة بشكل بشع ... فتح عبد العزيز لاخته الباب و دخلوا للبيت و منيرة تدفع كرسيها ... كانت فوزية جالسة بغرفتها ... الوقت توه العصر و اللي في البيت ياخذون قيلولة يريحون فيها ... دخلت منيرة للصالة
منيرة و هي ترفع راسها تشوف اخوها : وينهم ؟
عبد العزيز : مادري خل اشوفهم لك
راح عند الدرج و نادى الخدامه يسألها اذا كانت امه نايمة او لا عشان ما يزعجها ... و هو يكلم ماريا كانت سارة بالطابق الفوقي بتروح لغرفة رهف عشان تخليها تروح معها لبيت خالة سارة يزورونهم ... سمعت صوت عبد العزيز فما صدقت بالبداية ... هو قايل لها انهم ما رح يجون إلا الاسبوع الجاي و اليوم الاثنين ... معقولة يكون موجود ؟ نزلت من الدرج بسرعة ... شافت ظهر عبد العزيز لها و هو يكلم الخدامة اللي هزت راسها و راحت ... و تو عبد العزيز بيروح
سارة : عزيييييييز
التفت لها عبد العزيز و ابتسم ... سارة كملت نزول و البسمة شاقة حلقها ... حاسة بنفسها تطير ... صايرة تشتاق لعبد العزيز كثير ... اول ما لامست رجلها الطابق التحتي و وصلت لعبد العزيز ارتمت بحضنه
سارة : انت جيييت
عبد العزيز : ههههههه ايه جيت ... شوي شوي علي بتطيحيني
خفت عنه سارة و هي لا زالت تبتسم ... و بعتب : ليه ما قلت لي عشان استقبلك ؟
و بعدت عنه
عبد العزيز و هو يضحك : كل هالألوان على وجهك و الكشخة لمين اجل ؟
سارة : حرام عليك هذا مكياج و ثاني شي الحمد لله لحقت عليك كنت ناوية اروح لمها بيت خالتي
عبد العزيز : لو اني ما شفتك كان ذبحتك
سارة : هههههههههههههه
منيرة : سارة
التفت سارة لمنيرة ... واقفة عند الباب قصدي جالسة و تشوف سارة ... يا الله ايش قد اشتقت لك يا منور ... من جد لك وحشة
سارة بفرح : و انتي بعد
و راحت لصديقة عمرها و رفيقة دربها ... صديقه الطفولة و كاتمة اسرارها ... الانسانة الوحيدة القريبة منها و اللي تكون بالنسبة لها مثل الاخت و الصديقة و كل شي ... مدت منيرة ايدها و تلقفتها سارة ... ما قدرت تكتفي بهالشي فنزلت و ضمت منيرة اللي شدت عليها من جهة
سارة و صوتها مو قادرة تتمالكه من الصياح : مرة ثانية بروح معكم ... اشتقت لك منور ... اشتقت لك كثير
منيرة : و انا اكثر
عبد العزيز : خلاص سارة و منيرة لا تسوون لنا مشهد درامي ... وينهم اهلي سارة ؟
قامت سارة و هي تمسح دمعتها و منيرة نفس الشي
سارة : امك تريح بعد الغدا و نفس الشي رهف ... اما عمر اخذ بنته للحكير اظن او توي تاون والله مادري وين بالضبط
منيرة : بروح عند امي مشتاقة لها كثير
سارة : و انا بنادي رهف ... اكيد بتطير من الوناسة اذا عرفت انكم هنا
عمر واقف يتامل بنته و هي تلعب بسفينة الالعاب ... صح انها كانت تبتسم بس ابدا مو عاجبته ... حزنها اكبر من عمرها و الهموم اللي شايلتها ما تناسبها ... حاول باقصى جهده انه يساعدها بس هي خلاص احكمت اغلاق القوقعة اللي هي داخلها و ما تسمح لاحد يقرب منها و في نفس الوقت ازداد تعلقها بابوها ... ما تبيه يغيب عنها لحظة وحدة ... تذكر موقف صار له قبل يومين ... ربعه اصروا عليه انه يسهر معهم و يوسع صدره و هو ابدا ما كان له خلق بس انحرج منهم و وافق ... طلب من رهف انها تهتم في عشى مي و تنومها ... و بعد حول ساعة دقت عليه رهف تقول ان مي مو راضية تنام و تصيح تبيه ... راح للبيت عشانها ... اول ما شافته ظلت متعلقة فيه لين نامت بحضنه ... هالشي غريب على بنت بعمر مي ... خلاص هي بتدخل السبع و لازم تقل من هذا التعلق ... عدم وجود ابوه و منيرة بالبيت خلاها تخاف من فقد اعز الناس لها اللي هو ابوها ... غير انشغال امه و اخته و حتى مرت اخوه ... كل هذا خلاها مع ابوها بس ... و في نفس الوقت ازداد تعلقها بمعلمتها ... اللحظات الوحيدة اللي يشوفها فرحانة هو ذهابها للمدرسة ... كل هالامور خلوا الفكرة تبدت تتبلور براسه ... هذي بنتي و انا لازم أأمن لها حياة طبيعية مثل غيرها من الاطفال ... امي كبيرة و ما هي فاضية لها و رهف مصيرها الزواج و منيرة ان شاء الله ... مين بيبقى لها ؟ انا ... و اذا صار لي شي ؟ مو بس كذا ... هي تحتاج لعنصر الامومة بحياتها وهالشي ما رح تلاقيه عند عماتها ... انا ايش قاعد افكر ؟ صرخ قلبه ... انا ايش قاعد افكر ؟ معقولة افكر بالزواج بعد فاطمة ؟ اكيد بعقلي شي ... رد العقل ... لا تكون اناني ... قبل لا تفكر بنفسك فكر ببنتك ... انت شوف كيف هي الحين
مي : بابا بابا
افاق من افكاره على مي و هي تسحب ثوبه عشان تلفت انتباهه ... نزل راسه لها و هو لا زال معقد حواجبه نتيجة لافكاره
عمر : نعم حبيبتي
مي : خل نلعب هذي
و اشرت على اخطابوط في نهاية اذرعه مراكب تدور
عمر : لا يابابا هذي خطرة
مي : لا ابي اركبها
عمر : لا تصيحين بنصها و تقولين نوقفها
مي بعزم : انا ما اصيح
و هذا اللي ذابحني فيك ... ابيك تصيحين و تعبرين عن اللي داخلك ... مو من هالعمر تتعلمين الكبت ... دق جواله شاف عبد العزيز داق عليه
عمر : السلام عليكم ... هلا بو سعود
عبد العزيز : و عليكم السلام ... اهلين عمر كيفك ؟
عمر : تمام بخير انت شخبارك و شخبار منيرة ؟
عبد العزيز : توك تسأل يا اخوي ؟ ايش فيك ما تدق ولا شي
عمر : ههههه والله كل يوم ادق على منيرة ايش لي فيك انت
عبد العزيز : هين تشوف ... المهم وينك فيه الحين ؟
عمر : رايح مشوار
عبد العزيز : مشوار ولا قاعد تلعب
عمر : هههههههههه و مادام تدري ليه تسال
عبد العزيز : هذا جزاي مشتاق لك و ابيك تجي للبيت و اشوفك
عمر : انت هنا ؟؟؟
عبد العزيز : ايه بالبيت ... متى بتخلص و تجي ؟
عمر بلهفة : معك منيرة ؟
عبد العزيز : ايه
عمر : الحين جاي
عبد العزيز : افا يعني لو منور مو معي ما جيت
عمر : ههههههههه روح بس ... يللا مسافة الطريق و انا عندكم
عبد العزيز : ههههههه
سكر من اخوه و التفت لمي
عمر : ميونا حبيبتي خلاص بنروح للبيت الحين عمو عبد العزيز و عمة منيرة جاو
مي بهدوء : طيب
لييييه مي ... معقوله مو مشتاقة لعمتك ؟ ليه ما تعبرين عن شعورك لييييييييه ؟؟؟
بعد اسبوع من وصول منيرة للبيت جات ام خالد تزورها و تطمن عليها ... الخدامة جات لمنيرة لغرفتها و قالت لها ان امها تبيها تجي عشان تسلم على ام خالد
منيرة : ام خالد هنا ؟
ماريا : ايوة ... مدام في قول تعالي بسرعة
منيرة بتفكير : طيب طيب روحي انتي الحين و سكري الباب
بعد ما طلعت الخدامة من الغرفة ظلت منيرة مكانها تفكر ... ام خالد ... ايش جابها هنا ... ليكون يبون يتكلمون عن الزواج ؟ خلاص كل شي انتهى ... ليه تجي ؟ ولا تبي تشوفني اذا الى الحين اصلح لولدها او لا ... طاحت عينها على المرايا اللي قدامها و قامت تشوف وجهها ... قربت منها و رفعت اللفاف اللي على خدها ... بدت تطلع لها الخطوط المتعرجة ... لونها احمر مايل للبنفسجي و هي بارزة و شكلها مرة بشع ... ما قدرت تتحمل المنظر و رجعت الشاش مكانه ... لا خلاص مستحيل اروح ... مستحيل اقابلها بهالشكل
دق على الباب
منيرة : مين ؟
رهف : انا رهف ... عادي ادخل ؟
منيرة : تفضلي
دخلت رهف
رهف : يووه منور ما لبستي ؟ امي تقول تعالي بسرعة
منيرة : مابي اروح
رهف و هي معقدة حواجبها : ليه طيب ؟
منيرة : رهف من جدك تبيني اقابلها بهالشكل ؟
رهف : و ايش فيها ؟
منيرة : لا لا قلت مابي يعني مابي
رهف : منور والله عيب
منيرة بدت تفقد اعصابها : لا عيب ولا شي ... ممكن لو سمحتي تتركيني لوحدي ؟
رهف و هي تحاول تقرب منها : منور
منيرة : ما تسمعين ؟ ما تفهمين ؟ برا ... اطلعي برا
رهف : اسفه منور مو قصدي شي لا تعصبين علي
منيرة ما تبي تضعف قدام رهف ... هي حاسة بنار تشب داخلها ... ما تبي تبين لهم انها انضرت
منيرة : طيب ابي اجلس بروحي
يوم لاحظت ان رهف لا زالت واقفة مكانها : لو سمحتي
طلعت رهف من غرفة اختها و هي مكسورة الخاطر ... اما منيرة اول ما طلعت رهف حطت ايدها على وجهها و قامت تصيح لين تبلل اللفاف اللي عليه
بعد ما طلعت ام خالد راحت فوزية لغرفة بنتها ... احرجتها منيرة كثير ... الحين المراة جاية تتطمن عليها و هي مو راضية تقابلها ... مسكينة ام خالد طول فترة غياب منيرة تدق دايما تسال عنها و ما كان هذا جزاها ... منيرة مو صغيرة و المفروض تقدر ... دقت فوزية الباب و من غير ما تنتظر الرد دخلت بوجهها الشاحب الخالي من اقل زينة ممكنة و الحجاب على راسها و بجلابيتها ... منيرة كانت جالسة على كرسيها طول اليوم مو راضية تطلع ... جالسة على الكرسي و هي تقرا مجلة فوصل ... سمعت الصوت ورفعت راسها شافت امها تقرب منها و تجلس على السرير قبالها
فوزية : تعبانة انتي ؟
منيرة : لا يمه ما فيني شي
فوزية : طيب ليه ما جيتي تسلمين على ام خالد ؟
منيرة : يمه ما كان لي خلق
فوزية : مو عيب عليك المرة جاية لحد بيتك عشانك و انتي مو راضية تطلعين لها
منيرة : مو عن شي يمه ... بس ماقدر ... ماقدر اقابل احد
و قامت شفتها التحتية تهتز
فوزية شافتها بشفقة بس قالت لها بكل صراحة : ليه ؟ لانك ما تمشين ؟
منيرة و هي ترفع لامها عيون تلمع تجمعت فيها الدموع : ليه حنا نوقف على المشي بس ؟
فوزية : ان شاء الله بعد العملية بيرجع كل شي تمام
منيرة بصوت مرتجف : ان شاء الله
بعد صمت
فوزية : تعرفين ليه ام خالد جاية ؟
منيرة : ايه ... تشوفني
فوزية : طبعا ... بس بعد كانت تبي تكلمنا عن ولدها
منيرة : طلال ؟
فوزية و هي تبتسم : ايه طلال
يوم لاحظت ان منيرة ما ردت عليها
فوزية : ما تبين تعرفين ايش قالت عنه ؟
منيرة : ادري ما يحتاج تقولين ... الحمد لله جات منهم مو مني
فوزية باستغراب : ايش اللي جات ؟
منيرة : فسخ الخطوبة
فوزية : أي فسخ الله يهديك منور ... ام خالد تقول ان الولد شاريك و لا زال متمسك فيه و ان شاء الله بعد ما تنتهي عملياتك و تهدى الظروف و انا اطلع من حداد ابوك نرتب امورك معه
منيرة : يمه انتي ايش قاعدة تقولين ؟ بذمتك تبيني اتزوج بهالحالة ؟
فوزية : بتتشافين
منيرة : بس مستحيل امشي ... و حتى لو تشافيت شلون اتزوج و ابوي توه مات
فوزية بحزن : الله يرحمه
منيرة : آمين ... يمه تكفين انا مابي اتزوج و خصوصا طلال ... لو سمحتي لا تجبريني على شي ما ابيه
فوزية : و ليه طيب ؟ ليه خصوصا طلال
منيرة : طلال شافني قبل لا اتشوه
فوزية باندفاع : ما تشوهتي ... هي بقايا اثار و بتروح بعد العمليات
منيرة : حتى لو حرفتي كلمة تشويه و خليتيها بقايا اثار ... بظل في علامة و وجهي مستحيل يرجع مثل اول
فوزية : الجمال جمال الروح
منيرة : ما يهمني جمال الروح ... يمه انا الحين انسانة ناقصة ... لا امشى و زيادة مشوهة
فوزية : منور لا تقولين هالكلام و تقطعين قلب امك
منيرة : هذي الحقيقة لازم نتقبلها حتى لو كانت مؤلمة ... و انا مؤمنه بقضاء الله و قدره
فوزية اندهشت من حكمة بنتها : و نعم بالله
لاحظت على بنتها اثار التعب ... منيرة بسرعة تتعب
فوزية و هي تقوم : اتركك الحين ترتاحين
ابتسمت منيرة لامها : مشكورة يمه
فوزية : يللا قومي ريحي على السرير و مددي نفسك
و راحت لها ساعدتها تحطها على السرير ... الى الحين ما بعد تتعود منيرة و تقدر تعتمد على نفسها في التنقل من السرير للكرسي و العكس