بسم الله الرحمن الرحيم
اجعل من صيامك سلاحك
غداً هو التاسع من محرم الحرام ، وقد سنَّ لنا النبي صلى الله عليه وسلم صيام العاشر من محرم مقروناً بأحد يومين ، السابق أو اللاحق ، أي الحادي عشر من محرم أو التاسع من محرم ، و هنالك من يصومها كلها .. لا نختلف هنا فتلك مسألة دينية ، لا مجال للخوض بها ، لكن ما نود طرحه اليوم عليكم ، هو لمَّ لا نجعل من صيامنا هذا ، سلاحاً نحارب به المغتصب الصهيوني ، الذي لا يكل عن التنكيل بإخوتنا في غزة وغيرها من بقاع الأرض .. إذن فلنجعل من صيام هذه الأيام الثلاثة سلاحاً ، عبر مقاطعة كافة المنتجات الأمريكية و ذات التبعية اليهودية فقط لثلاثة أيام ، لن تضرنا ، فدوماً لدينا البدائل ، ودوماً لدينا القدرة ، لكننا نركن إلى الكسل و إلى التعنت دون عمل . ما هي المقاطعة ؟ المقاطعة هي توقف جهة ما، عن التعامل النسبي مع جهة أخرى بسبب اتخاذها موقفا عدائيا في مسألة ما . ماذا نقاطع؟
علينا أن نقاطع كل منتج أو عمل من شأنه تعزيز جبهة العدو، وإضعاف جبهتنا.. ما دام ذلك ممكنا.. وهو في معظم الحالات ممكن..
علينا أن نقاطع المنتجات التي نستطيع أن نستمر على قيد الحياة بدونها..
وبارتفاع مستوى إحساسنا بدورنا في الصراع، يكون فهمنا لمسألة الاستمرار على قيد الحياة..
فكل شخص منا يحس بأنه طرف فعلي في المعركة مع العدو الصهيوني، يدرك تماما أن الاستمرار على قيد الحياة ممكن بدون دخان أمريكي ولا مأكولات ولا جينز ولا أغان مايكل جاكسون وغيره ولا مسلسلات عنف ولا شوكولاته أو علكة ولا عطور ولا موضة ملابس أو قصات شعر مارينز، ولا مشروبات غازية ولا أغذية أطفال ولا مساحيق غسيل أو غيرها من المنتجات الأمريكية المادية أو المعنوية.. وهذه المواد كلها، نستطيع الحياة بدونها إما لأن بعضها من الكماليات التي يمكننا أن نستغني عنها من اجل المعركة، أو لسهولة إيجاد البدائل لها من مصادر أخرى محلية أو عربية أو أجنبية غير عدوة أو اقل عداوة.. هذا إذا كنا أصلا في حاجة لهذه البدائل..
لماذا نقاطع أمريكا بالذات؟
في الحقيقة إن المنتجات الأمريكية، المادية والمعنوية، أصبحت بمجملها تشكل نوعين من الخطر علينا وعلى العالم:
الخطر الأول هو خطر تحكم القطب الواحد بمصير العالم اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، وما يمثل هذا الخطر من نتائج استعباد وسيطرة للصهيونية وللشركات المتعدية الجنسيات ومن قضاء على حضارة الإنسانية وثقافاتها الرائعة.. وهذا واضح في كل ما يجري على الساحة العالمية وفي الأمم المتحدة التي أصبحت مؤسسة أمريكية.
والخطر الثاني يكمن في أن أمريكا هي السند الحقيقي والأقوى والداعم الأساسي للعدو الصهيوني في معركته ضدنا، وفي احتلاله لفلسطين وفي محاصرة العراق وتهديد أية مقاومة عربية للاحتلال مهما كان نوعه، وحماية الأنظمة الرجعية التي تتعاون مع هذا الاحتلال، وحرمان امتنا من الاستفادة من مواردها الطبيعية في التقدم والازدهار.
المطلوب ؟! دعوه إلى كل عربي مسلماً كان أو غير مسلم ، كل حرٍ عربياً كان أو غير عربي ، كل أبناء هذه الأرض الشرفاء ، و العاملين عليها من وافدين ، من كافة الجنسيات ، هنود ، بنغال ، باكستانيين ، أفغان ، اندونيسيين ، ... الخ. صيامك سلاحك للدفاع عن الأبرياء ..لا نريد التبرع أو الجهاد أو العنف فقط صيامك عن المنتجات الأمريكية اليهودية لمدة 3 أيام ..الآن أصبح اختيارك في أن تحدد موقفك .