مشاهد مروعة .. العثور على أطفال أحياء إلى جانب جثامين أمهاتهم في حي الزيتون بغزة [ 08/01/2009 - 03:45 م ] غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
أعلنت اللجنة الدولية الصليب الأحمر، اليوم الخميس (8/1)، أن أربع سيارات إسعاف تابعة لها ولجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تمكنت مساء أمس الأربعاء من الوصول إلى عدد من المنازل في حي الزيتون بمدينة غزة التي تضرّرت من القصف الصهيوني، وأنها عثرت على عدد كبير من جثامين الشهداء وعلى أطفال يجلسون إلى جانب جثامين أمهاتهم. وأكدت اللجنة في بيان لها تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه أنها كانت طلبت تأمين ممرّ آمن لتمكين سيارات الإسعاف من الوصول إلى هذا الحي منذ 3 كانون الثاني/يناير الجاري، لكنها لم تحصل على إذن بذلك من الجيش الإسرائيلي إلاّ بعد ظهر أمس الأربعاء. وأشار البيان إلى أن "الفريق المشترك للجنة الدولية والهلال الأحمر الفلسطيني وجد في أحد المنازل أربعة أطفال جالسين بالقرب من جثث أمهاتهم، وقد بلغوا من الوهن درجة لم يعودوا قادرين على الوقوف". وعثر أفراد فريق الإغاثة المشترك على رجل على قيد الحياة، وعلى 12 جثمان على الأقل. كما عثر في منزل آخر على 15 شخصاً آخرين نجوا من العدوان الصهيوني بينهم عدة جرحى، ووجدوا في منزل آخر ثلاث جثامين إضافية. وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين المحتلة بيير فيتاش "إنه حادث مروّع، من المؤكد أن القوات العسكرية الإسرائيلية كانت تعلم بهذا الوضع إلاّ أنها لم تقدم المساعدة إلى الجرحى، ولم تسمح لنا ولا للهلال الأحمر الفلسطيني بمساعدتهم". وأضاف فيتاش "حالت جدران عالية من التراب أقامها الجيش الإسرائيلي دون وصول سيارات الإسعاف إلى الحي، ولهذا، اضطررنا إلى نقل الأطفال والجرحى إلى سيارات الإسعاف على عربة يجرّها حمار". وتابع "تمكّن الفريق المشترك من اللجنة الدولية والهلال الأحمر الفلسطيني من إخلاء 18 جريحاً 2 شخصاً آخرين كانوا منهكين للغاية، كما جرى إخلاء جثتين اثنتين، وستجمع اللجنة الدولية والهلال الأحمر الفلسطيني ما تبقى من الجثث اليوم". وأشار فيتاش إلى أن اللجنة علمت بأن هناك المزيد من الجرحى يختبئون في منازل مدمّرة أخرى في هذا الحي، وأنها تطلب من الجيش الإسرائيلي أن يؤمّن لها ولسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني ممرّاً آمناً حتى تتمكن من دخول الحي من دون إبطاء للبحث عن جرحى آخرين. ولم تحصل اللجنة الدولية حتى الآن على أي تأكيد من السلطات الإسرائيلية على الترخيص لها بذلك. وترى اللجنة الدولية أن الجيش الإسرائيلي تخلّف في هذه الحالة عن الوفاء بواجبه بموجب القانون الدولي الإنساني والذي يقضي بتوفير الرعاية للجرحى وإجلائهم. وتعتبر أن التأخير في السماح لخدمات الإغاثة بدخول الحي أمر غير مقبول.