الموضوع: من مواليد 1905!!
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-09-2009, 05:46 PM
 
Post من مواليد 1905!!

من مواليد 1905!!




الدكتور عماد عطا البياتي
أخصائي طب المجتمع
--------------------------------------------------------------

إمرأة شيخة..
عمرها مائة وأربع أعوام، أي من مواليد 1905، وتعيش في دار رعاية الشيوخ في مدينتنا الصغيرة. اتصلت ممرضة دار الرعاية هذا بطبيبة المركز الصحي وطلبت منها أن تأتي لزيارة الدار لمعاينة تلك المريضة وذلك لأن حالتها الصحية في تدهور مستمر وترفض أخذ الدواء وإجراء الفحوصات الطبية وترفض أي إجراء صحي آخر، بل وصل الحال بالمريضة أن تأبى تناول الطعام والشراب!!.
قالت لي الطبيبة: لا تستغرب من هذه الحالة، وسوف تعتاد هنا على هكذا حالات كونها شائعة جدا وخاصة بين الشيوخ الذين يعيشون في دور الرعاية وتجاوزت أعمارهم الثمانين عاما.

فكرت كثيرا..
في حالة هذه المرأة وغيرها من الشيوخ، وفي سبب هذا التصرف الذي يعني منطقيا الرغبة في الانتحار التدريجي البطيء، ووجدت بعض الأعذار لذلك:
ربما بسبب المعاناة الطويلة من المرض، وفقدان الأمل في الشفاء.
وربما بسبب الوحدة الموحشة بسبب العيش في دار رعاية الشيوخ بعيدا عن الأولاد والأحفاد والأصدقاء.
وربما بسبب المرض العقلي والخرف.
وربما.. وربما.. وربما..

اطمأن قلبي..
لتلك التبريرات لبرهة من الزمن، ثم شعرت بجهالة كبيرة وغفلة بليدة، ثم انتبهت فجأة إلى معنى جريئا وصرخت صرخة معنوية عالية جداً، وقلت متهكما بألم وحرقة بسبب حال هؤلاء الشيوخ التائه المزري:
ابشروا أيها الناس!..
فقد وصل مستوى العناية الطبية الراقية جدا إلى حد بلغ معه المعدل العمري في البلد الذي أعيش فيه إلى عمر الثمانين وأكثر مقارنة مع معدل الأعمار في العراق الذي يبلغ 60 عاما للنساء و 58 عاما للرجال. وهذه المرأة التي عمرها 104 عاما عاشت ما يعادل تقريبا متوسط عمر شخصين يعيشان في العراق؛ ولكنها وللأسف الشديد وطوال 104 عاما لم تستطع أن تتعلم معنى الحياة وغايتها وهدفها ومغزاها والدليل على ذلك هذه النهاية المأساوية التي وصلت لها. ولم تتمكن الحضارة العظيمة التي قدمت تلك العناية الطبية والاجتماعية عالية المستوى (ملاحظة: هذا المعنى الجزئي في هذه الجملة والذي يبدأ من كلمة "قدمت" هو معنى حقيقي وليس تهكمي) من تقديم المفهوم الصحيح الذكي الواضح لمعنى الحياة وغايتها لأبنائها مما دفع بهم إلى هذا التيه المحير وتلك التعاسة الكئيبة في مرحلة الشيخوخة.. بل في معظم المراحل العمرية كما أعتقد.

نعم..
أنا متأكد من هذا، وها هي المرأة الشيخة الكبيرة ترفض هذه العناية الاجتماعية والطبية الحضارية المتطورة، وتكفر بها، وترغب في إنهاء حياتها لأنها لم تصل إلى معنى الحياة الحقيقي طوال أكثر من مائة عام.

لكن..
هل أنا أعرف معنى الحياة ومغزاها؟، وهل أن أفكاري وأعمالي تتوافق مع الاستيعاب الصادق لهذا المعنى والمغزى؟ وهل استطيع أنا من التعامل الصادق المؤثر مع هكذا حالات؟.
أسئلة نقدية محيرة ولكن في محلها..

لا بد لي..
من مراجعة النفس والعقل والقلب للإجابة عليها، ويجدر بي السعي لتطوير هذه المعارف الإيمانية المهمة في الحياة، بل هي لب الحياة وجوهرها، ودونها الغفلة والتيه وضياع العمر والأوقات بالباطل.

نعم..
وزادي في ذلك سيكون القرآن الكريم، ثم تفسيره فيما يخص هذا المعنى المتمثل برسالة الشيوخ السعيدة النورية، حتى أتمكن من مساعدة نفسي أولا ثم لأتمكن من مساعدة أمثال هؤلاء الشيوخ المساكين.. إن استطعت.





=============
رسالة الشيوخ
نَدَى الرَّجَاء وَبَردِ الإيمَان
عَلى أسَى الرّوِح وَقَلقَ الوِجدَان






بديع الزمان سعيد النورسي



هذه الرسالة
* بوارق رجاء من فيض القران الحكيم
* نوافذ أمل من نور الإيمان
* تتفتح على آلام الأحزان، وجراحات النفس والجسد المضني ...
يسجلها الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي بأسلوب رشيق على صورة مذكرات خاصة ومعانات شخصية ..



اقرءاها فأنك مستفيد منها بلا ريب فإنها من روائع الإبداع الإسلامي بل تخسر البشرية إذا لم تطلع عليها وعلى أمثالها ....




رد مع اقتباس