عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-11-2009, 03:24 AM
 
أولاد ..... شايلوك !



أولاد ..... شايلوك
عندما يضطر "أنطونيو" أن يقترض من "شايلوك" اليهودى لحساب صديقه "باسانيو" على شرط "شايلوك" المرابى ، وهو أنه إن لم يستطع "أنطونيو" رد مال "شايلوك" فى الموعد المحدد فلسوف يقتطع "شايلوك" رطل من لحم صدر "أنطونيو" بدلاً من ماله .. ومع مفاجأة الطلب وبشاعته إلا أن "أنطونيو" وافق لإحتياج صديقه ولثقته فى بضاعته الآتية فى السفن ولكن مع فوات موعد السداد وبدء مطالبة "شايلوك" لرطل اللحم خاصته لم يصدق أحد من أبطال مسرحية "تاجر البندقية" واحدة من أمتع مسرحيات "شكسبير" ، أن "شايلوك" اليهودى المرابى على هذه الدرجة من الخسة و الحقارة .. ولكن لأن مدينة فنيسيا مدينة تجارية كان يجب أن يفصل القضاء فى المسألة وبالحق وإن كان ظلماً حتى لاتفقد المدينة هيبتها وسط التجار والمعاملات التجارية وهنا كان حل المسرحية عندما تنكرت إحدى جميلات المسرحية كالطبيب المطلوب من جهة المحكمة ، ثم أمرت شايلوك أن يتجه ويأخذ رطل اللحم الخاص به من صدر "أنطونيو" ومن جهة القلب كما يريد بالسكين الذى استمر يشحذه طوال نظر القضية .. ثم مالبثت أن أخبرته أنه إن لم يأخذ رطل بالضبط سيكون قد أخل بالإتفاق وعلى أن يكون بدون دماء فإن سقطت دماء زيادة عن الرطل فلسوف يقتصون منه ومن ثروته ... وهنا أسقط فى يديه وتنازل عن حقه الباطل والمطلوب غصباً وشرهاً وحقداً .. وهنا ماكان منهم إلا أن حاكموه بتهمة تعريض مواطن من المدينة للقتل وهو "أنطونيو" بالطبع ثم خيروه بين سلب ماله أو إعتناق المسيحية ... فماكان منه غير إعتناق المسيحية !!!

لايسعنا هنا إلا الإتجاة بقلوبنا وعيوننا ناحية "مصر" ومعاهدتها مع أحفاد ال ... شايلوك .. معاهدة جعلت من "شايلوك" يقتطع من لحمها وعرضها وشرفا ... جعلها تجوع وتأكل ب ....
معاهدة جعلت من أحفاد "شايلوك" يقتطعون من كرامة مصر بين إخوانها بعد أن كانت الشقيقة الكبرى فأصبحت أول المنعوتين بالعمالة والخيانة !!
معاهدة جعلت من مصر بأبنائها وكبرائها وغازها وبترولها ... الكل مستباح لأبناء "شايلوك" اليهودى المرابى القذر الحقير ..
جُلَّ ما أخشاه أن حركة فتح فى طريقها الدؤوب على نفس الخطوات السابقة مع معاهداتها ومقابلاتها فأفقدها "شايلوك" براقع الحياء والمودة والصلة ذات القربى مع كل فصائلها وشعبها والشعوب المجاورة ... أفقدها إتصالها بنبض قلوب المهتمين بالقضية الفلسطينية ..
معاهدة مشئوومة
ومصيبتنا أننا استمرينا فى إنتظار جميلة جميلات المسرحية لتخلصنا من براثن انتهاك حرماتنا .. فلم تظهر لنا إلا جميلة بما يتناسب مع بواطننا الفاسدة وهى "كونداليزا رايس" ..
فعلى سفح الواقع تشاركت الجميلة مع الوحش على الجسد العربى المهترئ بحكامه وشعوبه ... فهل يكون القرار بإيدينا .. أم سنظل ننتظر جميلة أخرى فى عالم كمدينة فينيسيا .. لايهتم إلا برواج بضاعته وإزدهار ثرواته على حساب أمثالنا من الشعوب الغائبة المُغيبة ولله الأمر من قبل ومن بعد .
رد مع اقتباس