نيجي بقى ل
لنقطة التانية ..
متهيأ لي أن الكثير يتساءلون هذه الأيام :
ألسنا على الحق
![](http://www.bramjnet.com/vb3/images/smailes/smailes61.gif)
؟؟ أوليس اليهود على الباطل ؟؟
طيب
ليه ربنا سايبهم يقتلونا ![](http://www.bramjnet.com/vb3/images/smailes/smailes32.gif)
؟؟
ليه ربنا سايبهم يقتلوا الأطفال اللي مالهمش ذنب ![](http://www.bramjnet.com/vb3/images/smailes/smailes88.gif)
؟؟
ليييييييييييييه
؟؟
أنقل لكم هذا الكلام من كلام ابن الجوزي في صيد الخاطر :
ليس في التكاليف أصعب من الصبر على القضاء ،
و لا فيه أفضل من الرضى به .
فمن ذلك أنك إذا رأيت مغموراً بالدنيا قد سالت له أوديتها حتى لا يدري ما يصنع بالمال ،
ثم يرى خلقاً من أهل الدين ، و طلاب العلم ، مغمورين بالفقر و البلاء ،
مقهورين تحت ولاية ذلك الظالم .
فحينئذ يجد الشيطان طريقاً للوسواس ، و يبتدئ بالقدح في حكمة القدر .
فيحتاج المؤمن إلى الصبر على ما يلقى من الضر في الدنيا ، و على جدال إبليس في ذلك .
و كذلك في تسليط الكفار على المسلمين،
و الفساق على أهل الدين .
و أبلغ من هذا إيلام الحيوان ،
و تعذيب الأطفال،
ففي مثل هذه المواطن يتمحض الإيمان و مما يقوي الصبر على الحالتين النقل و العقل .
أما النقل فالقرآن و السُنّة ،
أما القرآن فمنقسم إلى قسمين :
أحدهما : بيان سبب إعطاء الكافر و العاصي ،
فمن ذلك قوله تعالى : ( إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ) .
( و لولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ).
( و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) .
و في القرآن من هذا كثير .
و القسم الثاني : ابتلاء المؤمن بما يلقى
كقوله تعالى : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ).
( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا ) .
( أم حسبتم أن تُتركوا و لمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ).
و في القرآن من هذا كثير .
و أما السُنّة فمنقسمة إلى قولٍ و حال .
أما الحال : فإنه صلى الله عليه و سلم كان يتقلب على رمال حصير تؤثر في جنبه ،
فبكى عمر رضي الله عنه , و قال : كسرى و قيصر في الحرير و الديباج ،
فقال له صلى الله عليه و سلم : " أفي شك أنت يا عمر ؟ ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة و لهم الدنيا " .
أما القول فقوله عليه الصلاة و السلام : " لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء " .
و أما العقل : فإنه يقوِّي عساكر الصبر بجنودٍ منها :
أن يقول : قد ثبت عندي الأدلة القاطعة على حكمة المُقدِّر . .
فلا أترك الأصل الثابت لما يظنه الجاهل خللا .
و منها أن يقول :
أليس قد ثبت أن الحق سبحانه مالك ،
و للمالك أن يتصرف كيف يشاء ؟
أليس قد ثبت أنه حكيم و الحكيم لا يعبث ؟
وأنا أعلم أن في نفسك من هذه الكلمة شيئاً ،
فإنه قد سمعنا عن جالينوس أنه قال : ما أدري ؟ أحكيم هو أم لا
.
و السبب في قوله هذا ، أنه رأى نقضاً بعد إحكام ،
فقاس الحال على أحوال الخلق ،
و هو أن من بنى ثم نقض لا لمعنىً فليس بحكيم .
و جوابه أن يُقال :
بماذا بان لك أن النقص -من استشهاد الأطفال و المدنيين و العجائز و غيرها -
ليس بحكمة ؟
أليس بعقلك الذي وهبه الصانع لك ؟
و كيف يهب لك الذهن الكامل و يفوت هو الكمال ؟
-يعني ما تفكرش إنك وصلت بعقلك لنتيجة مفادها أن ما يحدث هذا شر و ليس لحكمة ,
لأن عقلك اللي وصل بيك للنتيجة دي هو من عند الله عز و جل ,
فإزاي ربنا يعطيك العقل اللي تعرف بيه الخير من الشر , و يفوت عز و جل فعل الخير , ؟؟
يعني أكيد الشر اللي انت شايفه ليه حكمة من وراه , و ليه عاقبة حسنة -
و هذه هي المحنة التي جرت لإبليس .
فإنه أخذ يعيب الحكمة بعقله ،
فلو تفكر على أنواهب العقل أعلى من العقل،
و أن حكمته أوْفَى من كل حكيم ،
لأنه بحكمته التامة أنشأ العقول .
فهذا إذا تأمله المرء زال عنه الشك .
و قد أشار سبحانه إلى نحو هذا في قوله تعالى : ( أم له البنات و لكم البنون ).
أي أَجَعَل لنفسه الناقصات و أعطاكم الكاملين ؟
فلم يبق إلا أن نضيف العجز عن فهم ما يجري إلى أنفسنا .
و نقول هذا فعل عالمٍ حكيمٍ و لكن ما يَبِينُ لنا معناه .
فما المانع أن يكون فِعْل الحق سبحانه له باطنٌ لا نعلمه ؟
و لو لم يكن في الابتلاء بما تنكره الطباع إلا أن يقصد إذعان العقل و تسليمه لكفي . .
.
.
.
.
و أزيدها بسطاً فأقول :
أترى إذا أُريد اتخاذ شهداء ،
فكيف لا يخلق أقوام يبسطون أيديهم لقتل المؤمنين ،
أفيجوز أن يفتك بعمر إلا مثل أبي لؤلؤة ؟
و بعليّ مثل ابن ملجم ؟؟
أفيصح أن يقتل يحيى بن زكريا إلا جبار كافر ؟
-يعني كمثال على اللي ذكره , لو ربنا عاوز يدخل ناس الجنة و يخليهم شهداء ,
مش لازم يخلق ليهم شر , و ناس شرانيين تقتلهم ؟؟
مع إن ظاهر القتل إنه شر , لكن العاقبة منه و هي الشهادة هي خير -
و لو أن عين الفهم زال عنها غشاء العشا ،
لرأيت المسبب لا الأسباب ،
و المُقَدِّر لا الأقدار ،
فصبرت على بلائه إيثاراً لما يريد ،
و من ههنا ينشأ الرضى .
.........
ابن الجوزي - صيد الخاطر .. بتصرف
....
و ربنا ينصر المسلمين في غزة و في كل مكان ..
و لا تنسونا من دعوة صالحة ..
أن ييسر الله لي أمري
و أن يجعل أمري لي كله خير
آآآمين و و لكم و لجميع المسلمين
..