عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-12-2009, 08:33 AM
 
رد: مايحدث في غزة .. ليه ؟؟ و نعمل إيه ؟؟



نيجي بقى للنقطة التانية ..

متهيأ لي أن الكثير يتساءلون هذه الأيام :

ألسنا على الحق ؟؟ أوليس اليهود على الباطل ؟؟

طيب ليه ربنا سايبهم يقتلونا ؟؟

ليه ربنا سايبهم يقتلوا الأطفال اللي مالهمش ذنب ؟؟


ليييييييييييييه ؟؟



أنقل لكم هذا الكلام من كلام ابن الجوزي في صيد الخاطر :



ليس في التكاليف أصعب من الصبر على القضاء ،
و لا فيه أفضل من الرضى به .


فمن ذلك أنك إذا رأيت مغموراً بالدنيا قد سالت له أوديتها حتى لا يدري ما يصنع بالمال ،

ثم يرى خلقاً من أهل الدين ، و طلاب العلم ، مغمورين بالفقر و البلاء ،
مقهورين تحت ولاية ذلك الظالم .

فحينئذ يجد الشيطان طريقاً للوسواس ، و يبتدئ بالقدح في حكمة القدر .

فيحتاج المؤمن إلى الصبر على ما يلقى من الضر في الدنيا ، و على جدال إبليس في ذلك .

و كذلك في تسليط الكفار على المسلمين،
و الفساق على أهل الدين .

و أبلغ من هذا إيلام الحيوان ،
و تعذيب الأطفال،

ففي مثل هذه المواطن يتمحض الإيمان و مما يقوي الصبر على الحالتين النقل و العقل .

أما النقل فالقرآن و السُنّة ،

أما القرآن فمنقسم إلى قسمين :

أحدهما : بيان سبب إعطاء الكافر و العاصي ،
فمن ذلك قوله تعالى : ( إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ) .
( و لولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ).
( و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) .
و في القرآن من هذا كثير .


و القسم الثاني : ابتلاء المؤمن بما يلقى
كقوله تعالى : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ).
( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا ) .
( أم حسبتم أن تُتركوا و لمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ).
و في القرآن من هذا كثير .



و أما السُنّة فمنقسمة إلى قولٍ و حال .

أما الحال : فإنه صلى الله عليه و سلم كان يتقلب على رمال حصير تؤثر في جنبه ،
فبكى عمر رضي الله عنه , و قال : كسرى و قيصر في الحرير و الديباج ،
فقال له صلى الله عليه و سلم : " أفي شك أنت يا عمر ؟ ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة و لهم الدنيا " .

أما القول فقوله عليه الصلاة و السلام : "
لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء " .


و أما العقل : فإنه يقوِّي عساكر الصبر بجنودٍ منها :
أن يقول : قد ثبت عندي الأدلة القاطعة على حكمة المُقدِّر . .
فلا أترك الأصل الثابت لما يظنه الجاهل خللا .


و منها أن يقول :

أليس قد ثبت أن الحق سبحانه مالك ،
و للمالك أن يتصرف كيف يشاء ؟
أليس قد ثبت أنه حكيم و الحكيم لا يعبث ؟

وأنا أعلم أن في نفسك من هذه الكلمة شيئاً ،
فإنه قد سمعنا عن جالينوس أنه قال : ما أدري ؟ أحكيم هو أم لا .

و السبب في قوله هذا ، أنه رأى نقضاً بعد إحكام ،
فقاس الحال على أحوال الخلق ،
و هو أن من بنى ثم نقض لا لمعنىً فليس بحكيم .

و جوابه أن يُقال :
بماذا بان لك أن النقص
-من استشهاد الأطفال و المدنيين و العجائز و غيرها - ليس بحكمة ؟

أليس بعقلك الذي وهبه الصانع لك ؟

و كيف يهب لك الذهن الكامل و يفوت هو الكمال ؟
-يعني ما تفكرش إنك وصلت بعقلك لنتيجة مفادها أن ما يحدث هذا شر و ليس لحكمة ,
لأن عقلك اللي وصل بيك للنتيجة دي هو من عند الله عز و جل ,
فإزاي ربنا يعطيك العقل اللي تعرف بيه الخير من الشر , و يفوت عز و جل فعل الخير , ؟؟
يعني أكيد الشر اللي انت شايفه ليه حكمة من وراه , و ليه عاقبة حسنة -

و هذه هي المحنة التي جرت لإبليس .
فإنه أخذ يعيب الحكمة بعقله ،
فلو تفكر على أنواهب العقل أعلى من العقل،

و أن حكمته أوْفَى من كل حكيم ،
لأنه بحكمته التامة أنشأ العقول .

فهذا إذا تأمله المرء زال عنه الشك .

و قد أشار سبحانه إلى نحو هذا في قوله تعالى : (
أم له البنات و لكم البنون ).
أي أَجَعَل لنفسه الناقصات و أعطاكم الكاملين ؟

فلم يبق إلا أن نضيف العجز عن فهم ما يجري إلى أنفسنا .

و نقول هذا فعل عالمٍ حكيمٍ و لكن ما يَبِينُ لنا معناه .

فما المانع أن يكون فِعْل الحق سبحانه له باطنٌ لا نعلمه ؟

و لو لم يكن في الابتلاء بما تنكره الطباع إلا أن يقصد إذعان العقل و تسليمه لكفي .

.
.
.
.
.

و أزيدها بسطاً فأقول :

أترى إذا أُريد اتخاذ شهداء ،

فكيف لا يخلق أقوام يبسطون أيديهم لقتل المؤمنين ،

أفيجوز أن يفتك بعمر إلا مثل أبي لؤلؤة ؟
و بعليّ مثل ابن ملجم ؟؟
أفيصح أن يقتل يحيى بن زكريا إلا جبار كافر ؟

-يعني كمثال على اللي ذكره , لو ربنا عاوز يدخل ناس الجنة و يخليهم شهداء ,
مش لازم يخلق ليهم شر , و ناس شرانيين تقتلهم ؟؟
مع إن ظاهر القتل إنه شر , لكن العاقبة منه و هي الشهادة هي خير -

و لو أن عين الفهم زال عنها غشاء العشا ،
لرأيت المسبب لا الأسباب ،
و المُقَدِّر لا الأقدار ،

فصبرت على بلائه إيثاراً لما يريد ،
و من ههنا ينشأ الرضى .

.........

ابن الجوزي - صيد الخاطر .. بتصرف

....






و ربنا ينصر المسلمين في غزة و في كل مكان ..

و لا تنسونا من دعوة صالحة ..
أن ييسر الله لي أمري
و أن يجعل أمري لي كله خير
آآآمين و و لكم و لجميع المسلمين


..


__________________

............
>> تظبيط <<
:77::77::77:
........
رد مع اقتباس