رد: زرع أسافين الشك ودعم الصمود!!!!! مستقبل بلا صهاينة
بقلم محمد البرغوثى ١٤/ ١/ ٢٠٠٩
عين بعين، وطفل بطفل، وامرأة بامرأة.. وإبادة بإبادة.
لا مغفرة ولا تفاوض.. لا سلام ولا حدود قبل أن ترتوى الأرض بدمائهم، وقبل أن تشبع الخناجر والسناكى من بقر بطون نسائهم، واستئصال هذه الأرحام التى لا تحبل إلا بالمجرمين والقتلة، لا شىء غير الثأر حتى يكبر أطفال الصهاينة بأطراف مبتورة ووجوه محروقة، وعيون طمستها قنابل الفوسفور الحارقة.
مرة أخرى يستخدم الوحش الصهيونى أسلحة محرمة دولياً، يجربها فى اللحم الفلسطينى الحى بعد أن جربها فى اللحم اللبنانى والعراقى، مرة أخرى يستهدف الوحش الصهيونى فى تلذذ كافر عيون الأطفال وأرحام النساء فى غزة.
إن قنابل الفوسفور المحرمة، وقنابل أخرى غامضة تؤدى فوراً إلى إسالة مادة العيون بالكامل وتفجر الشرايين من الداخل وتذيب الجلد، ويحفل العتاد الإجرامى الصهيونى بقذائف أخرى تفصل الأطراف عن الأجسام بمجرد انفجارها، وتكسر عظام الفك والجمجمة، وتؤدى إلى نزيف حاد فى المخ.
ومن هذا الإجرام المخيف يتخلق الآن فى وجدان الشعوب العربية يقين كامل بلا جدوى التفاوض، وتفاهة السلام مع هؤلاء المجرمين، وفى القلب من هذا اليقين يصحو مرة أخرى الاعتقاد التاريخى عن الصهيونى الذى لا يشبع أبداً من سفك الدماء وقتل الأبرياء.. الصهيونى الذى يخطط لتدمير العالم، والذى لم يتوان لحظة واحدة عن تجهيز ذرائع الحرب واستثمارها فى ذبح رجالنا، وتفجير أرحام نسائنا، وطمس عيون أطفالنا.
إنه الهولوكوست الوجدانى الجديد.. وأفران الغاز النازية التى تعثر على أدلة مخيفة بجدارتها وفضلها على الإنسانية كلها، لأنها أنقذت العالم من هؤلاء السفاحين، وصانت الدم الإنسانى من الوحش الصهيونى الغادر.
لقد بذلت إسرائيل جهداً خارقاً لدفع العالم كله إلى إدانة المحارق النازية لليهود، وجنت آلاف المليارات من استثمار عقدة الذنب الأوروبية تجاه الهولوكوست النازى، ولكنها بالقدر ذاته أعادت للنازية اعتبارها، ومنحتها جدارة لا تستحقها أبداً، ودفعت باحثين مرموقين إلى النبش فى ملفات الهولوكوست، فإذا بهم يكتشفون أن دور الصهاينة فى تعذيب واضطهاد وحرق اليهود، كان أضخم كثيراً من دور النازية فى محاولة إبادتهم.
أعرف جيداً أن تخصيب الكراهية ليس حلاً، ولكن «المعرفة» تتحول إلى عبء مقزز أمام مشهد الطفلة «جميلة» التى كانت: «عم تلعب ع السطح هى وإخوتها وولاد عمها.. وفجأة جاء صاروخ أخد كل حاجة»، ويتحول «الوعى» إلى ترف عديم الإحساس أمام الطفل «لؤى صبح» الذى طمست قنبلة فوسفور حارقة عينيه.. وحولته، ونحن معه، إلى مستقبل ضرير.
من العماء المطبق فى عيون أطفال غزة ولبنان والعراق، ومن مقابر الشهداء، وأطراف الضحايا، وأرحام النساء المتفجرة، يتخلق وحش الكراهية لهذا الصهيونى العربيد الذى يبنى حجارة محارقه من هدمنا.. ويشعلها بلوعة نواحنا على أشقائنا وأبنائنا، وإلى أن يتحقق هذا المصير المحتوم، لا جدوى أبداً من التفاوض.. ولا قيمة إطلاقاً للسلام. elbrghoty@yahoo.com
__________________ د/ محمد عبد الغنى حسن حجرطبيب أسنان بسيون/غربية/مصر |