عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-15-2009, 02:29 PM
 
حصاد حرب الفرقان حتى الآن (للشيخ: حامد العلي)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أؤكّد لكم بعد تواصل شخصيّ مع المقاومة في غزّة على مستوى رفيع ، ما يلي
:


أنَّ ثمة أثراً عظيماً جداً لهذه التظاهرات التي عمّت العالم الإسلامي ، وغيره ، على معنويات عموم الحالة المقاوِمة ، والصامدة في غزة ، وأنها ترفع من معنوياتهم جداً ، بل هي من أعظم الدوافع بعد الله تعالى على الصمود ، كما أنَّ للإتصال الخارجي بالعائلات أثراً عظيما ، وفعالاً أيضا.

ولهذا فإنَّ استمرار التظاهرات ، ودعمها بوسائل الضغط الأخرى في غاية الأهميَّة ، وهو ليس أمراً ثانويّا ،بل من الأمور المهمّة ، وذات الأولويّة.

ثانياً : وكذلك لمواقف العلماء ، والدعاة ، والهيئات ، والجمعيات التي تواصل الدعم.

ثالثاً : أنَّ الجهود الإغاثية ضرورة ملحّة ، وكذلك كلّ الوسائل التي يمكن به كسر الحصار ، فالواجب تكثيف هذه الجهود .

رابعاً : أنّ المجاهدين في كتائب القسام ، وغيرها من فصائل الجهاد المبارك ، يستبسلون في المعارك ، ويضربون أروع الأمثلة في الشجاعة ، والإقدام ، والفداء ، وهم في ثبات عظيم ، وقد ربط الله على أفئدتهم ، ويحققون مكاسب عظيمة جداً للجهاد الفلسطيني ، وكلّها موثقة ، وستُطلع عليها الأمة لتستفيد منها ، إذ كانت هذه المعركة ، من معارك الأمة العظيمة ، وليست معركة حماس لوحدها ، ولا غزة لوحدها ، ولا فلسطين لوحدها .

وأنَّ كتائب القسام المباركة ، وغيرها من فصائل الجهاد، لم يفقدوا إلاَّ اليسير من الشهداء بحمد الله تعالى ، فغالب قوتهم العسكرية سليمة بفضل الله وحده.

خامساً : أنَّ الصهاينة قد فشلوا حتى الآن في تحقيق أهدافهم ، فقد كان مخططهم الأساس أنْ يتمَّ القضاء على كلِّ حكومة حماس في الضربة الأولى ، حيث كانت تقديراتهم حضور الحكومة حفل تخريج الشرطة ، بناء على تطمين النظام المصري الذي أُخبر أنَّ القضاء على حماس لن يستغرق أكثر من ثلاثة أيام ! أنَّ الصهاينة لن يقوموا بأي عمل عسكري لمدة يومين على الأقل ، غير أنَّ الله تعالى لطف ، ولم تحضر القيادة ، وحضر عنها قائد الشرطة ، الذي استشهد في أول قصف مكثف ، مع عدد كبير من أفراد الشرطة .

وقد كانت حماس قد أعدت خطّة عسكرية محكمة للدفاع عن غزة منذ مدّة طويلة ، فكان هذا القصف انطلاق لتنفيذ هذه الخطة ، ومع الحفاظ على سلامة القيادة ، فالخطَّة تجري بأعلى مستوياتها ، وبكفاءة عاليّة ، بحمد لله تعالى .

إنتهى ما أردت نقله لكم ، ولكلّ متابع ، لمجريات حرب الفرقان في غزة .

ولا ريب أنَّ الصهاينة قد فشلوا فشلاً ذريعا ، مع دخول الأسبوع الثالث للقتال ، وقد انقلبت خطّتهم وبالاً عليهم ، ولهذا يبحثون عن مخرج سياسي ، يحقّق لهم شيئا من الإنتصار ، لئلا تعود صورة تجربتهم المريرة ، والفاشلة ، في لبنان إلى الأذهان.

ولهذا جاءت هذه المبادرة التي تسمَّى المبادرة المصرية ، وهي في الحقيقة مبادرة صهيونية ، وعباس يروَّج لها ويريد ربطها بقرار مجلس الأمن ، لأنَّه هو أيضا يبحث عما يتعلَّق به ، ليخرج من الوحل السياسي الذي غرق فيه أذنيه ، بعد أنْ كان غارقا فيه إلى ترقوته .

وهدف هذه المبادرة هو صياغة معادلة النصر والهزيمة ، وإحداث واقع سياسي جديد في غزة ، قبل انتقال الإدارة الأمريكية إلى العصابة الجديدة .

بحيث تخرج حماس مهزومة فتفقد كلّ هذه المكاسب التي رفعت أسهمها خلافاً لكلّ ما خطط له الصهاينة بسبب هذه الحرب الصهيونية على غزة ،وقبلها في الحصار.

ولا ننسى أنَّ هدف كسر المقاومة ، وإخضاع الجهاد الفلسطيني ، أو أيّ جهاد إسلامي آخر ، سواء بالمكر السياسي ، أو بالقتل والتدمير ، لم يزل الهدف الإستراتيجي الأوّل لدى الصهاينة ، وساسة الغرب الصليبي الداعم لهم ، سواء في فلسطين ، وأيِّ مكان في العالم الإسلامي.

ولم يكن حصار غزّة ، إلاَّ بهدف إسقاط كلِّ من يحمل روح الجهاد ، والتمسّك بحقوق الأمّة في فلسطين ، فلمَّا فشل الحصار ، بل جاء بضدّ مقصوده ، قرر الصهاينة تشغيل آلة الإبادة ، التي سترتد عليهم بإذن الله تعالى .

وفيما يلي حصاد حرب الفرقان حتى الآن :

1 كسب الجهاد الفلسطيني رضا الله تعالى نحسبهم كذلك بموقف الثبات ، والصمود ، الذي ضرب أروع المثل للعالم الإسلامي ، والعالم بأسْره ، ولو لم يكن لهم إلاَّ هذا المكسب العظيم لكفاهم ، ولاننسى أن في مثل هذه المواجهات بين قوّة مقاومة محدودة ، وجيش مدجّج بكلّ أنواع السلاح ، وأخطره ، يكون نصر المقاومة في بقاءها فحسب ، ولهذا فهي منتصرة نصرا عظيما بحمد لله تعالى .

2 كسب الجهاد الفلسطيني خبرة عظيمة في القتال ، بسبب هذه الحرب التي دخل فيه ثلث الجيش الصهيوني غزة ، ولايزال خاسئا فاشلا.

3 أثبت للعالم أنّ فئةً قليلةً متوكلةً على الله تعالى ، متسلحةً بعقيدة الإيمان ، تغلب فئة كثيرة بإذن الله تعالى ، فتأمَّلوا كيف أنَّ الجيش الصهيوني اكتسح سيناء التي تكبر غزة ب 170 مرة ، في عدة ساعات هازما كلَّ الجيوش العربية عام 1967م ، بينما لايزال عاجزاً ، يتراجع أمام هجمات المجاهدين في غزة .

4 كسب دعم وتعاطف الأمَّة ، وكذلك غير المسلمين ،وقد رأينا كيف أنّ العالم بأسره يهتف لغزَّة .

5 كسب خبرة سياسية ، وفائدة عظيمة ، بإنكشاف المؤامرات ، وتباين المواقف من صمود أهل غزة ، وهذا يشمل حتّى وسائل الإعلام التي أظهر البعض منها من فضائح العمالة ما أزكم الأنوف.

6 وضع الإسلام حضارةً يعيش العالم بأسره صراعها ، ويتنفَّس قضاياها شاء أم أبى .

وحصل للصهاينة ما يلي :

1 خسروُا كلَّ ما بنوْه من مكر سياسي للتقارب مع شعوب المنطقة ، فصار دمار غزّة ، يبني مشاريع الثأر ، والإنتقام ، من الصهاينة في كلِّ العالم الإسلامي ، وأصبحت مشاريع الخداع التي يطلق عليها زوراً : التطبيع ، والحوار ، والإعتدال ..إلخ ، كلها هراء في هراء.

2 خسروُا الصورة التي كانوا يظهرونها بأنهّم دولة متحضرة ديمقراطية ، وسط شعب بربري متوحش ، فانعكست الصورة تماما ، وانكشفت حقيقة أمرهم للعالم أجمع

3 فشلوا في تحقيق كلّ أهدافهم حتى الآن ، لهذا صاروا يتخبَّطون في تحديد الأهداف .

4 فرَّغوا ما أسموه بالإرهاب الإسلامي من معناه ، وأصبحت هذه الكلمة لاتشير إلاَّ إليهم في ضمائر الناس ، وعقولهم.

5 فضحوا أولياءهم ممن يطلقون على أنفسهم محور الإعتلال ( الإعتدال) ، وحدث بسبب ذلك تمايزٌ عظيم ، عادةً ما يحصل في المواجهات العظيمة بين الحق والباطل ، وهذا يستفيد منه أهل الإسلام فائدة عظيمة ، ولهذا نوه الله تعالى به كثيرا كقوله تعالى : ( ليميز الخبيث من الطيب ) ، ونظائرها في التنزيل العزيز.

وختاما فإنَّ أهم ما ينبغي استثماره في هذه المعركة ما يلي :

1 أن يقوم العلماء بتكريس أنها معركة في حرب طويلة ضد الإسلام ، وأنَّ الأمَّة كلَّها معنية بخوضها إلى النهاية ، وبدراستها ، والإستفادة منها ، حتى تكون هذه المعركة ، وقودا يدفع كلّ المواجهات القادمة نحو النصر الأكبر بإذن الله تعالى .

2 أن يُبنى على هذه الأحداث في غزة ، مشاريع فكرية ، وثقافية ، تعيد الأمور إلى نصابها في منظومة المفاهيم الإسلامية التي تعرضت إلى هزَّة عنيفة منذ إنطلاق ما يسمى بالحرب الدولية على الإرهاب ، ويشمل ذلك إسقاط كلِّ المؤسسات التي بناها العدو الصليبيّ والصهيوني في بلادنا لتشويه مفاهيم الجهاد ، والولاء الإسلامي ، وحقوق الأمة ، وأعظمها حقها في الجهاد ضد العدو المغتصب .

3 أن يجدَّد الدعم اللاّمحدود لكل المشاريع الجهادية في العالم الإسلامي ، وحمايتها من المكر عليها ، فإنها شوكة الإسلام في حلوق أعداءه ، ويشمل الدعم إبقاء إرشادها حتى لاتنحرف عن مسارها الشرعي إلى مشاريع تخبط ، وتخريب.

هذا ونسأل الله تعالى أن يثبِّت إخواننا المجاهدين في الأرض المباركة ، وأن يربط على قلوبهم ، وأن ينصرهم على عدوّ الله ، وعدوّ الإسلام ، وعدوّهم ، وأن يجعل عاقبة هذه المعركة ، معركة الفرقان ، خيراً على الإسلام وأهله ، وأن يردّ كيد الصهاينة إلى نحورهم ، ويخزيهم خزيا عظيما ، في الدنيا والآخرة ، ومعهم أولياؤهم من صهاينة الغرب ، ومنافقو العرب ، حكّاما ، ومحكومين آمين
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس