تشهد أروقة مستشفى الهدا للقوات المسلحة في الطائف هذه الأيام حالة من الاستنفار، بعد اكتشاف فقدان كلية الشاب محسن حمود البقمي من المستشفى، إثر إجراء جراحة استئصال لكليته ليتبرع بها إلى والده المصاب بالفشل الكلوي.
وكان البقمي قرّر التبرع بكليته لوالده حمود محسن البقمي، وأكد الأطباء العاملين في المستشفى بعد إجراء التحاليل والفحوصات أن كلية الابن مطابقة تماماً لأنسجة وخلايا الأب وأنها صالحة للزراعة، غير أن الكلية فُقدت بعد أن جرى استئصالها من جسد الابن. ووفقا لصحيفة " الحياة" اليوم قال محمد ثامر البقمي ابن أخ المريض المصاب بالفشل : «إن عمه وابن عمه لا يزالان تحت تأثير صدمة ما حدث»، مشيراً إلى أن معاناة عمه مع مرض الفشل بدأت منذ ستة أشهر، وظل يُجري غسيلاً دورياً ثلاث مرات في الأسبوع طوال تلك الفترة.
وأضاف: «أكد الأطباء في مستشفى الهدا إمكان إجراء جراحة نقل كلية للمريض من أحد أقاربه، وأن نسبة نجاحها كبيرة جداً، وأن الجراحة بسيطة للغاية، وتحت تأثير هذا الكلام المقنع تقدم ابن عمي وأجرى الفحوصات والتحاليل اللازمة، فأكدت وجود توافق كبير بين أنسجة الأب وابنه بنسبة نجاح تبلغ 100 في المئة». وزاد البقمي: «بالفعل دخل عمي وابنه غرفة العمليات يوم الاثنين الثامن من الشهر الجاري، وأجريت لهما جراحتان على التوالي، وخرجا من غرفتي العمليات في اليوم نفسه بعد أن نزعت كلية الابن من دون زرعها في جسد والده (عمي) الذي خرج من غرفة العمليات الى غرفة العناية المركزة». وأضاف: «لكم أن تتصوروا هول الصدمة والفاجعة التي حلت بنا من جهتين، الأولى فقدان ابن عمي كليته، والثانية استمرار معاناة عمي مع مرض الفشل الكلوي وحرمانه من كلية ابنه بسبب خطأ لا نعلم كيف حصل؟ وما خلفياته؟». وختم المواطن سرده للحادثة مطالباً بالتحقيق الفوري في ما حصل، والتعويض لابن عمي ووالده عنه، وكذلك معاقبة من تسبب في هذه الحادثة.
وقال مدير مستشفى الهدا العميد إبراهيم مرداد «إن إدارة المستشفى رفعت تقريراً عاجلاً إلى الجهات المعنية في الرياض، التي بدورها شكلت لجنة تحقيق عاجلة ستصل إلى الطائف، لتتولى التحقيق في الحادثة من جوانبها كافة".