عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-20-2009, 09:45 PM
 
الآنسة سوسو والجهاد في سبيل الله

رفعت (سوسو) نظارتها الشمسية لتدفع بها شعرها المنساب على جبينها.. ألقت التي شيرت على بنطلون الكاوبوي وخرجت تهتف مع المتظاهرين: "افتحوا الحدود".

طفرت من عينيها دمعة وهي تقول للمذيعة على شاشة التلفزيون: يجب أن لا نكتفي بالأقوال، يجب أن نعمل على تحرير فلسطين.

* التقى زيد برفيقه وهو يدندن بأغنية (شمعة في مهب الريح) للمغني التون جون؛ قال لصاحبه أحس برغبة في البكاء كلما سمعت هذه الأغنية وأنا أشاهد الفلسطينيين يقتلون. يجب أن نعمل شيئًا لنوقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا.
أخرج سيجارته ونفث دخانًا كان يخرج من صدره مصحوبًا بألم صادق على إخوانه في فلسطين.

* ثلاثة مراهقين وقفوا قرب مدرسة للبنات ينتظرون خروج الفتيات ليلقون إليهم أرقام هواتفهم. استوقفهم شيخ وقال لهم: لو طُلب منكم القيام بعملية استشهادية، أتقومون بها؟
تردد الشباب في الإجابة، قال أحدهم: هل ستسفر هذه العملية عن قتل يهود أو أمريكان؟
قال الشيخ نعم.. قال الشباب الثلاثة بلسان واحد: نحن مستعدون للموت فداءً للإسلام.

* كثيرة هي الحالات المشابهة التي تنبّأ بعمق الرغبة الصادقة لدى شبابنا وبناتنا في العمل لهذا الدين، كثير منهم يرغب أن يقدم روحه فداءً للقدس والأقصى.

كثير منهم يتسمر أمام شاشات التلفزيون ليشاهد مأساة المسلمين في كل مكان ثم يرفع يديه بالدعاء ليفرج الله هذه الغمة عن المسلمين، وكثير منهم يسأل كيف أنصر إخواني المجاهدين؟

* اقتطع حديثي لأنقل لكم صورة من الماضي (يروى أن التابعي الجليل محمد بن واسع كان إذا أقسم على الله أبره، وكان خارجًا في الجهاد مع جيش محمد بن القاسم الثقفي. فافتقده أمير الجند فبحثوا عنه فرأوه يصلي رافعًا إصبعه إلى السماء ويدعي بالنصر، عادوا ليخبروا القائد بفعل ابن واسع فقال لهم الثقفي: لإصبع محمد بن واسع في الجيش خير من ألف مقاتل).

* وأنا أرى مصائب المسلمين تذكرت شيخًا حكيمًا كان يتحدث أيام الغزو الصربي للبوسنة المسلمة، وكيف أن الصرب الأنجاس يتعمدون اغتصاب المسلمات.
وانهالت دموع من كان في المسجد لشعور الكل بالعجز عن الدفاع عن أختٍ له ينتهك عرضها.
وتساءل الشيخ عن كيفية الرد على جرائم الصرب ثم اقترح حلاً وجدت أنه مناسبًا لحالنا آنذاك واليوم.

قال الشيخ: لا يهدف الصرب إلى تحقيق المتعة في اغتصاب المسلمات. فلو أرادوا فقط المتعة لفعلوا فعلهم الشنيع مع الكرواتيات أيضًا غير أنهم لم يفعلوا.

لكن هدف الصرب كان انتزاع العفة من المسلمات.
وبالفعل فإن تقارير الأمم المتحدة تقول أن الاغتصاب أصبح سلاحًا استخدمه أعداء الله للتنكيل بالمسلمين في الشيشان والصومال والبوسنة. إذاً فالمسألة تتلخص -كما يرى الشيخ- في انتزاع عفة ثلاثين ألف مسلمة تعرضن للاغتصاب، والرد هو دفع ثلاثين ألف مسلمة للعفة.

رد مثالي يحبط كيد الكافرين.. نعم ترد بالطريقة التي تجهض أهدافهم.

وعلى نفس المنوال يمكن القول:
* ما الذي أراده الكفار في حربهم على أفغانستان؟

أرادوا أن يوقفوا تحكيم شرع الله في ذلك البلد. الرد أن تحكم شرع الله في نفسك وأهلك فإذا حرم 25 مليونًا من شعب أفغانستان المسلم من تحكيم شرع الله، فعلى المسلمين نصرتهم بتحكيم شرع الله في أنفسهم وعند ذاك يعلم الكفار أنهم لم يحققوا شيئًا، بل إن مكرهم قد ارتد عليهم بالتفاف الملايين في كل العالم حول شرع الله.

* ما الذي يريده اليهود في فلسطين؟

إن الحرب في فلسطين حرب دينية قبل كل شيء رضي من رضي وأبى من أبى.
إنها حرب بين اليهود والصليبية وبين المسلمين.
يريد اليهود عدة أمور منها أن تمسخ هوية المسلمين وأن يصبحو تابعين لليهود. الحل أن يعتز المسلم بهويته ويحافظ عليها وأن نتوقف عن أن نكون تابعين لليهود ومن ناصرهم.

* كيف يمكن أن نطالب بالنصر على أعدائنا ونحن نقلدهم في كل شيء. تذكرت كلمات لشيخ استهزء به البعض قائلين: لماذا لم ينزل ربك ملائكة تقاتل مع المسلمين في حرب حزيران 1967م؟
أجابهم الشيخ مستهزءًا بهم ومنبهًا لحال الأمة: "لقد نزلت الملائكة في حرب حزيران. ووقفت بين الصفين فلم تميّز بين المسلمين واليهود"!!.

* في الوقت الذي يقاتل أعداء الله من أجل انتزاع عفة المسلمات، وأكثرنا رأى صور اليهود وهم ينزعون حجاب المرأة المسلمة. وأكثرنا رأى أولياء اليهود من الأتراك العلمانيين وهم يمنعون النساء من الحجاب.
فالحرب على الحجاب على أشدها كجزء من الحرب على الإسلام. تنزع المسلمة حجابها بكل سهولة وتهتك عفتها بيديها تحت تأثير تقليد نجمات السينما.
فيصبحن وهن الغيورات على دينهن وأوطانهن، من حيث لا يعلمن سلاحًا بأيدي أعداء الدين!!

* في الوقت الذي يحرق أعداء الله كتاب الله كجزء من حربهم على الإسلام. نترك نحن كتاب الله ولا نقرؤه لنكون جزءا من المخطط اليهودي لإبعاد القرآن عن حياتنا.

* في الوقت الذي تظهر كراهية أعداء الله للمسلمين و{قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران: 118]، ويسبون ديننا ونبينا وشرعنا، وقد سمعنا ما قاله بعض الممثلين الأمريكان عن الإسلام. فإننا رغم كل ذلك نحبهم ونعلق صورهم ونردد أغانيهم ونشاهد أفلامهم!!

* في الوقت الذي نسأل الله أن يحرر المسجد الأقصى من اليهود، فإن كثيرًا من الذين يدعون هذه الدعوة لا يصلون أصلاً.
فما فائدة تحرير الأقصى إذا لم يوجد من يصلي فيه؟

* في الوقت الذي يحارب اليهود والصليبيون شرع الله في كل مكان، نتحالف معهم في حربهم على شرع الله بنهينا عن المعروف وأمرنا بالمنكر وارتكابنا لكل الموبقات.

ثم نتسائل لماذا لا ينصرنا الله؟

* قبل أن نقاطع البضائع الأمريكية والإسرائيلية علينا أن نقاطعهم في قلوبنا.

* قبل أن ندعو لترك بضائعهم المادية فلنترك بضائعهم الفكرية التي يسوّقونها في كل مكان ونحن نتكفل بنشرها من خلال أقوالنا وأفعالنا .

* يا أخوتي: يا من لا تستطيعون نصرة إخوانكم في فلسطين، انصروهم وأنتم في بيوتكم بإقامة شرع الله في أنفسكم.
عسى الله أن يجعل فينا من إذا أقسم على الله أبره.


طريق الإسلام

__________________
رد مع اقتباس