كان هناك مسرحية لمحمد صبحى رأيتها من بضع سنين كان يمتلك فى المسرحية عربية "سيارة" وطوال المسرحية يقول أن العربية تعبانة ... مهكعة .. عاملة حوادث ... خربانة .. وفى جزء من المسرحية عندما سأله أولاده عن العربية قال بألم : العربية إتباعت !!
وذلك وسط تصفيق هائل من الجمهور. طبعاً الإسقاط واضح جداً فهو طوال المسرحية لم يكن يقصد السيارة بالفعل ولكن كان يقصد العربية القومية التى أصيبت باهتراءات وحوادث صعاب أثبتت تفككها وانتهاءاً ببيعها كقطع غيار !!
ومع وجود أزمة طاحنة كأزمة غزة والتى كان من السهل أن تبرز معدن العرب والشهامة والنخوة وتوضح المعتصم من أمراء الأندلس ..
ولكن للأسف سقط الجميع وبانت سوءات الحكام قاطبة فى تمثيليات هزلية لم تعد تجدى ، فسوريا إحترفت المظاهرات المنددة باسرائيل وأمريكا وانضمت مصر إل قائمة المشتومين فى مظاهرات الشعب السورى الشقيق ، أما فى ليبيا القذافى وسودان البشير فوصلت الجعجعة إلى مداها ، وفى تركيا ومع دموع عبدالله غول لم يمنعه ذلك من استمرار استضافة وتدريب الطيارين الإسرائيليين فى تركيا !!! .. أما فى قطر فلم تمنعهم حماستهم وتشدقهم بقطع حقيقى للعلاقات مع اسرائيل ... والمغرب والجزائر خارج الخارطة كالمعتاد .. والسعودية إهتمت بمطاردة واعتقال الشيوخ الداعين للجهاد ... أما مصرفلم يصدر لها صوت إلا صوت المبادرة التى قيل عنها أنها مبادرة إسرائيلية تخرج من مصر .. وكأن مصر إنحصر دورها فى أن تكون ساعى بريد دوره توصيل الرسالة مع الشكر !!!
ثم تحمست قطر لعقد قمة الدوحة التى قاطعتها دولتان على درجة كبيرة جداً من الأهمية والثقل الإقليمى والدولى وهما مصر والسعودية .. اللتان قاطعاها بحجة أن هذه القمة ستقوض من قمة الكويت الإقتصادية !! وتضعف منها ... وطبعاً أنتم تعلمون أن قمة الكويت كانت مهمة جداً وسنخرج منها ببطاقات شخصية تصلح لكل عربى ونعود جنس واحد ويعود علينا الخير والثراء ونكتفى من شر الأعداء وشر سخرية النفس الأمارة بالسوء مثلى !!!
ولذلك فضلت مصر والسعودية عدم الخوض فى القمة .. ثم فجأة قررت السعودية عقد قمة قبل قمة قطر حتى تسبق فى مضمار المزايدات على الدم الفلسطينى .. ثم تمخضت قمة الدوحة عن .. آسف أقصد تمخطت قمة الدوحة عن صندوق إعمار غزة لإعادة بناء غزة كلما دمرتها إسرائيل بدلاً من وقفة حازمة أمام العاهرة الصهيونية ...
ثم ملاسنة شديدة القبح على مصر والسعودية من وزير خارجية قطر وهو يقول أن من لم يأتِ هناك كلام عنه لايصلح للقول الآن طبعاً طلباً لوحدة الصف العربى !!! ولكن ربما يصلح ذات يوم !!
ثم إتجهت مصر فى سباق القمم إلى عقد قمة قبل قمة الكويت بيوم واحد ونسيت كلام وزير خارجيتها أن مثل هذه القمم سيضعف من قمة الكويت !!! أمرك غريب يامصر .. يبدو أن كبر السن قد أصابك بأمراض النسيان ..
وهنا لعبت مصر على محور مهم جداً تأكيداً على حجمها الإقليمى والدولى الذى أُهين فى الأيام السابقة والتى أرادت مصر أن تسترده بكل ماأوتيت من قوة .. فلم تدعُ الزعماء العرب كما جرت العادة ... بل اتجهت إلى قمة مصرية عربية أوروبية مع أبو مازن والملك عبدالله "الأردن" وأسبانيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ..
وذلك تأكيداً على قوتها الدولية وتفردها بعلاقات قوية جداً بأهم الدول الأوروبية وبذلك إستطاعت أن تجمع هذه الدول فى صفها كوسائط بين الفلسطينين والإسرائيليين فى انسلاخ شديد اللهجة والحرق من قمة ال قبائل العربية ..
ثم تمخطت أيضاً تلك القمة عن لاشىء فى ظل الشهداء والجرحى المتساقطون والأطفال الفلسطينيين والنساء الفلسطينيات ..!!
ثمم بعد كل ذلك تجد المواطن العربى يسأل فى بلاهة : لماذا يكرهنا هؤلاء الفلسطينيون ؟؟!؟!؟!
وأنا أرد هنا كما قال سمو الأمير المفدى المعظم المبجل المشدى المهدى المبدى المنشى
"حسبى الله ونعم الوكيل"