انتشرت منذ فترة في الكثير من المنتديات فتوى نسبت للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله حول تحريم قول ( تحياتي ) في آخر الكلام و هي غير صحيحة و محرفة عنه و أخذ الكثير من أعضاء تلك المنتديات ينشرونها بين الناس بالنية الحسنة لما يتضمنه موضوع الفتوى من تحفيز للأجر و تذكير بعظم المسؤولية لمن كتم علماً و لم يظهره للناس .
و بياناً للحق و رفعاً للكذب عن أحد أعلام المسلمين أردت هنا أن أضع بين أيديكم الفتوى المكذوبة عن الشيخ العثيمين و من ثم الفتوى الصحيحة ليتسنى للجميع الإطلاع عليهما و أيضا - و هذا الأهم - لتتاح الفرصة لكل من رأى هذه الفتوى في أي من المنتديات أن يرد عليها ببيان صحتها و إدراجها ضمن الموضوع عسى الله أن يكتب لنا أجر هذا الفعل و يحشرنا في زمرة الصالحين يوم الدين .
الموضوع المتضمن للفتوى الخاطئة جاء على النحو التالي :-
انتباه !!! للذين يقولون في ختام كتاباتهم تحياتي ...
أحبتي في الله ... مهمة جداً هذه المشاركة أرسلوها و أكسبو جزائها ... قال سبحانه على لسان نبيه الكريم من لجم علماً لجم الله عليه لجام من نار ...
و لقد علمت بمعلومة ألزم بها نفسي قبلكم بعد علمي بها فأحبتت نقلها لكم و هي فتوى لسماحة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله يفتي فيها بعدم جواز قول : ( تحياتي أو مع تحياتي أو تحياتي لك ) لأن التحيات تعريفها شرعاً : البقاء و الملك و العظمة لله و طبعاً هذه صفات لا تصرف إلا لله
و لذلك نحن نقول في دبر كل صلاة في التشهد ( التحيات لله ) و ذلك في توجيه التحية لله سبحانه و تعالى فلا يجوز أن نقترن به سبحانه
العمل هو أن نوجه التحية بصيغة المفرد و ليس بصيغة الجمع ( بمعنى أن نقول تحيتي أو مع التحية و ليس تحياتي أو مع التحيات ) فلعلها كلمة صغيرة بسيطة و لكن عظم قدرها عند الله سبحانه ...
هذا و الله أعلم
و الفتوى الصحيحة موجودة في موقع سؤال و جواب للشيخ محمد المنجد الله يحفظه ...
و إليكم الفتوى ...
السؤال : في نهاية الخطابات الرسمية بين الدوار الحكومية و بالأخص الخاتمة يذكر ( و لكم تحياتي ) أو ( و لكم تحياتنا )و كما هو معروف بأن التحيات لله وحده لا شريك له ، فما رأيك بهذا ؟
الجواب : الحمد لله
لا حرج أن يقول الشخص لآخر ( لك تحياتي أو مع تحياتنا و نحو ذلك من العبارات ) و أما التحيات التي هي لله وحده ، فهي التحيات الكاملة العامة ، كما في التشهد في الصلاة ( التحيات لله و الصلوات الطيبات ) ... إذا فالتحية الخاصة من رجل لآخر لا بأس بها
سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - عن هذه الألفاظ " أرجوك " ، " تحياتي " ، " أنعم صباحاً " ، " أنعم مساءً "
فأجاب بقوله : لا بأس أن تقول لفلان " أرجوك " في شيء يستطيع أن يحقق رجاءك به و كذلك " تحياتي لك " و " لك مني التحية " و ما شابه ذلك لقوله تعالى : ( و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) النساء/86 ، و كذلك " أنعم صباحاً " و " أنعم مساءً " لا بأس بهما ، و لكن بشرط ألا تتخذ بديلاً عن السلام الشرعي
و في السؤال التاسع و العشرين سُئل الشيخ أيضاً رحمه الله : عن عبارة " لكم تحياتنا " و عبارة " أهدي لكم تحياتي "
فأجاب قائلاً :
عبارة " لكم تحياتنا " و " أهدي لكم تحياتي " و نحوهما من العبارات لا بأس بها ، قال الله تعالى : ( إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) النساء/86
و التحية من شخصٍ لآخر جائزة و أما التحيَّات المطلقة العامة فهي لله .
كما أن الحمد لله و الشكر لله و مع هذا يصح أن نقول " حمدتُ فلاناً على كذا " و " شكرتُه على كذا " ... قال الله تعالى ( أن اشكُر لي و لوالديك ) لقمان/14 .
هذا و الله أعلم ... منقول للأهمية