رد: **روايه رومنسيه **جاميان وليندا (ارجو منكم قرائتها للاخر) التكمله :
كان في الخارج حديقة كبيرة ورائعة.. ومن خلالها يمتد طريق صغير وقال الجندي وهو يفتح غطاء عينيه .. - أنا الجندي الأبيض ..وأدعى جاميان..
نظرت إلى عينيه هي نفسها لكنها كانت أرجوانية اللون .. سرى بعض الخوف في جسدي وقلت بدهشة : - أنت غريب الأطوار فعلاً.. - لماذا؟ - إن لون عينيك غ ...
- أعرف، قلت لك .. أنت الآن لست في الأرض.. أنت في مكان آخر جميل ويشبه الكوكب الأرضي ..
قلت ساخرة: - حقاً؟ حسنا .. لماذا لا نطير؟ - قلت إنه يشبه الأرض! - ولماذا أنتم لاتشبهون سكان أهل الأرض؟؟ - ....................................... - آه أظنك تضع عدسات لكي تخيفني!
- ........................................... (ظل يسير بصمت)..
توقفت عن السير ونظرت إليه وقلت :
- حسنا .. لما لا تريني وجهك؟؟
- لا أستطيع..
- لماذا؟؟ هل مخك بارز؟ هل أنت بشع وممل؟ هل أنت تشبهنا أم أن كوكبك الجميل فقط؟
توقف لينظر إلي وصمت للحظات ثم قال:
ملك "بانشيبرا" العريقة إنه شاب لطيف جداً وقد ورث الحكم قريبا جدا لكنه لم يتوج بعد.. مازال مستاءا من موت والده الملك الراحل .. لم يستطع أي شخص إزالة ذلك الحزن .. ويخشى رئيسي أن تعم الفوضى في بانشيبرا بسبب انعزال الملك الحالي..
عاد للصمت فقلت ساخرة :
- أكمل تبدوا قصة جيدة..
قال الجندي الأبيض بجدية :
- عرفت أخيرا شقيقته الأميرة لوليانا حل ذلك الملك ..
- وما هو؟
- فتاة من الأرض..
زفرت بضيق ولم أفهم ..تأكدت من أنه مصاب بمرض نفسي عقلي ومتأزم جدا وحالته خطيرة ويجب نقله لمصحة الأمراض العقليه قريبا ،، ويحب تألف القصص الغريبة أيضا.. ولكنني قلت بضيق :
- ما علاقتي بالملك وبانشيبرا تلك..
- سأخبرك .. عندما كان الملك صغيرا ، سُمح له بالذهاب إلى الأرض.. وأحب ذلك الكوكب العجيب .. يجب أن نجعله يخرج من عزلته بإعادة الذكريات الجيدة إليه .. أرجوك ساعدينا..
صحت بغضب :
- ولماذا أنا..؟؟
قال بهدوء:
- لأنك أعجبتني.. أنت الأفضل..
- وما أدراك هل شاهدت كل بنات العالم؟
- لماذا لا تساعدينا؟؟
- من حقي أن أرفض..
صمت قليلا ونظر خلفي .. أنا أيضا شعرت بشيء يقترب من وراء ظهري فالتفت ..
كان هناك رجل يقترب، نظرت له بدقة..
شعر بني وأنف طويل .. كان شكله مخيفا بعض الشيء وتلك.. آه كانت عينيه واسعتين وحمراوين.. يا للهول!! لم أرى لون عينين أحمر من قبل بها الصفاء المرعب..
نظر إلى الجندي ثم قال بصرامة :
- جاميان .. لقد انتهت مهمتك .. هيا عد إلى عملك السابق في الحراسة أنت ستأخذ مكان تالتن ..
ظهر أشخاص آخرون يتبعون الرجل، كانوا لا يرتدون الأقنعة ويحملون الأسلحة ولم يبد أنهم عاديون فقد كانوا طوال القامة ويمتلكون ملامح غريبة ومتجهمة لم أرها من قبل..
نظر إلي جاميان وغطى عينيه ثانية ثم قال وهو يمد يده لمصافحتي :
- تشرفت بمعرفتك!
صافحته فوضع ورقة مطوية صغيرة في يدي وضغط عليها ، ثم رحل .. وبدون أن يلحظ أحدهم أخفيت الورقة في جيب بنطالي وسرت مع الآخرين وأنا أراقب الجندي الأبيض وهو يبتعد.. لا أدري لماذا شعرت بالخوف وودت لو يعود فيصحبني! أظن أنني كنت قد بدأت أرتاح إلى حديثه الهاديء .. مع أنه كان مجنونا ! لكن يمكن السيطرة عليه ..
************************
كنت أفضل لو ارتدى هؤلاء الأقنعة مثل الجندي الأبيض.. فمناظرهم كانت فظيعة..
سرت خلف الرجل الصارم وسار إلى جواري اثنان ومن خلفي الاثنان الباقيان.. وقطعنا مسافة طويلة بعض الشيء
مررنا بمزارع تحفها الأشجار وشاهدت بعض الأعمدة البعيدة جدا لم أعرف ماهيتها،، وظللنا نسير حتى بدأ قصر جميل في الظهور من بعيد..
كان رائعاً وكانت الأشجار التي تحفه عملاقة وقديمة فهي تضاهيه في الطول والجمال..
دخلت معهم تحت تهديد السلاح وقابلنا ثلاث فتيات فاتنات.. لكنهن صبغن شعورهن بأصباغ غريبة .. أبيض وسماوي والأرجواني أيضا.. كن يبدين مثل شخصيات أفلام الكرتون..
رحبوا بي واصطحبوني إلى مكان آخر.. بعيدا عن هؤلاء الأغبياء.. جلست على أريكة مريحة ..
و قالت صاحبة الشعر الأبيض والعينان الزرقاوان:
- أنت لندا الأميرة الجديدة أليس كذلك؟
لم أفهم شيئا ورددت الفتاة صاحبة الشعر الأرجواني:
- يالها من جميلة تعجبني عيناها إنها خضراء اللون .. إنه اللون الكوني .. وشعرها أنظرن.. أشقر كخيوط الشمس!
قالت الثالثة وكان شعرها أزرق فاتح وكذلك عيناها غريبتان تخاطبني:
- أتعلمين .. لا يوجد أحد في عالمنا كله يمتلك لون الطبيعة مثلك.. الشمس والشجر..
نظرت إلى بلاغتهن في وصفي وكأنني دمية باربي ..ولكنني بدأت الآن اقتنع أن الأمر حقيقيا وليس من تأليف شخص واحد..مجنون
وبدون سابق إنذار بدأت الفتيات بتمشيط شعري .. وإحداهن ذهبت لتحضر شيئا ..فقلت بسرعة :
- ماذا تفعلن؟
- نحن نجهزك حتى تقابلي صاحب الجلالة..
قمت واقفة بسرعة وقلت:
- ماذا؟ أنا لم أوافق على ذلك هيا دعوني أعود إلى منزلي ..
قالت إحدى الفتيات باندهاش غريب :
- سوف تكونين أميرة رائعة.. أنت لا يمكنك رفض الملك الشاب التي تتمنى فتيات "بانشيبرا" أن ينظر إليهم نظرة واحدة..
جلست في مكاني وقلت بغضب :
- حسنا أنا لم أوافق على خوض المغامرة!
- أتقولين عن هذا مغامرة؟؟ إنه لأمر رائع وعظيم جدا..
- لا
خرجت إحدى الفتيات وعادت ومعها ذلك الرجل أحمر العينين وقال:
- ألم يأخذ جاميان موافقتك؟
نظرت إليه وقلت:
- لم أفهم..
- ذلك الجندي الذي أرسلناه إليك ألم يأخذ موافقتك؟
- لا .. أنا لم أوافق..
- لماذا أخرجك إذا، ليست هذه هي الأوامر..
قالها بعصبية ثم فتح جهازا في يده وصاح بغضب :
- تالتن ، ذلك الغبي الذي أعطيناه مدة شهران ليحضر لنا فتاة لا تعلم شيئا عن الأمر.. هيا إذهب واقطع رأسه لقد فشل في المهمة..
شهقت الفتيات وصحت :
- لا إنتظر.. أنا أعلم كل شيء .. لقد وافقت .. أ .. إنه .. لقد أخذ موافقتي لكنني ..
صمت ذلك الغبي ثم صرخ ثانية في الجهاز :
- أحضره إلى هنا إريد أن أتفاهم معه..
لم أكن أريد أذيته.. لا أعرف لماذا قلت هذا مع أن رأسه المجنون لايهمني ..
وقفت حائرة أفكر في الموقف وذهبت مع الفتيات إلى غرفة واسعة وقالت الفتاة ذات الشعر السماوي :
- هيا بدلي ملابسك لأننا سوف نجهزك الآن..
ثم أعطتني قميصا داخليا قصيرا، دخلت إلى الحمام وبدلت ملابسي.. لم أنس بالتأكيد ورقة جاميان ففتحتها بسرعة ونظرت بداخلها.. مكتوب :
" لندا.. لا تخذليني ..
إن احتجت إلي في أي وقت فيمكنك الاتصال بي ، أشعر بالسوء حيالك ولكن هذه هي المهمة التي أسندت إلي .. إنهم يجعلون الآخرين يكرهونني دائما لقد كتبت هذه الورقة مسبقا وسوف أعيدك إلى وطنك هذا وعد..
رقمي هو ......."
كتب أرقاما غريبة لا تشبه أي أرقام رأيتها في حياتي فقد كانت تبدو لي مثل الكتابة الصينية أو الهيروغليفية .. قطعت الرقم بسرعة ورميت الورقة بعد أن قطعتها من النافذة ، ثم خرجت إلى الفتيات ، وجدت معهم امرأة جميلة عينيها بنيتان وشعرها بني أيضا.. ترتدي فستانا رائعا كحلي اللون مطرز بنقوش ذهبية غريبة ومدهشة تذكرني بصور فتيات النبلاء في العصور الوسطى.. وقالت إحدى الفتيات للأميرة:
- إنها لندا، جلالتك ..
ثم نظرت الفتاة إلي وقالت :
- سمو الأميرة لوليانا شقيقة ملك با نشيبرا العظيم..
نظرت إلي الأميرة وخاطبتني قائلة برقة:
- أشكرك أيتها الأميرة الجميلة على ما ستقدمينه من مساعدة من أجل شعبنا في بانشيبرا ..
ثم اقتربت وقبلتني على جبيني ..
شعرت أنا بالخجل وابتسمت ثم قلت بارتباك :
- إنه لشرف لي يا سيدتي.. أ.. أن أقوم بذلك العمل من أجلكم..
في تلك اللحظة دفع الباب شخص ما بقوة إلى الصالة الكبيرة،، شاب وسيم جدا نظر إلينا بإحراج وقد اندهش من منظرنا، وقفت بسرعة خلف الفتيات أختبيء لكنني شاهدته ..
قال الشاب بارتباك شديد :
- آآآ .. آسف.. آسف ..
ثم انصرف بعد أن كاد يصطدم بالبوابة.. كان شعره أسودا وناعما وطويلا بعض الشيء .. وسألت لأني لم أسمع ماذا قال من شده الخجل :
- ماذا قال؟
أجابت الأميرة :
- لقد اعتذر عن دخوله المفاجيء فهو لا يعرف القصر جيدا..
ثم أردفت تسألني:
- ألم تعرفينه؟
قلت باستغراب: - وكيف لي أن أعرفه فأنا لم أقابل أي شخص حتى الآن...! --------------------------------------------------------------------- |