عرض مشاركة واحدة
  #1297  
قديم 02-05-2009, 02:18 PM
 
رد: ] [ لم أقسى ياحبيبتي الا من خشيتي البعاد ][

(3)

أسير في حديقة المنزل الكبيرة المليئة بأصوات الأطفال , ابتعدت عنهم محاولً الانفراد بأفكاري , عدت بها إلى يوم

الأمس , و نواتها كانت حبيبتي , و كيف إنها قد استجابت معي عندما أيقظتها , أتساءل في حيرة , إن كانت هي تعلم

بمشاعري نحوها , أم إنها كانت فقط تحاول أن تتفادى غضبي أو مضايقتي , آه كم اعشقها و كم أتمنى أن تعلم في ما

بداخلي , إلى أين سينتهي بنا المطاف , هي أصبحت بالنسبة كالعمود الذي تتماسك بها أيامي , لا أبالغ , فان الهوس

يصيبني في كل يوم لا أراها أو اسمع صوتها فيه , فكرت في أكثر من مرة بان أصارحها , و ما أخاف إلا من الصد

فعلى الأقل عندما نتشاجر يتسنى لي أن أراها لوقت أطول , و يكثر فيها دخول نغمات كلماتها المبعثرة إلى أذني


,’,’,’,’،,،,،’،,،’’,’,’,

وردتي !!

آه ثم آه لو تعلمين

كم أخشى أنا

إن نطقتُ عني تُبعدين

ما اكتملت دروبنا

إلا و أنتي فيها تجولين

آه يا
وردتيلو تعلمين

,’,’,’,’،,،,،’،,،’’,’,’,

و أنا سابح في بحر أشعاري , إذا بملهمتي تقبل نحوي , حقيقةً لا اعلم كيف أسيطر على نفسي حين أراها , و كانت

سعادتي لتكون اكبر لو رسمت لو ابتسامة صغيرة على شفتيها , بادرتني بابتسامة استهزاء

سارة: يا للعجب , عبد الله في المنزل في هذا الوقت

نزلت إلى مستوى رأسها واضعا يداي على ركبتي , و أصبحت عيناي مواجهةً لعينيها

عبد الله: و يا للعجب , سارة تأتيني بنفسها لتكلمني [ غمزت لها ] اهو الاشتياق

بسرعةٍ أردفت

سارة: لا تمدح نفسك , ما أتيتك إلا لأخبرك بذهابي إلى بيت خالتي

عبد الله: و السبب

رفعت إحدى حاجبيها و هي تجيب

سارة: أيجب أن يكون هناك سبب , أم تريدني محبوسةٌ هنا طوال الوقت

وقفت مجددا و أنا اشدد ملامحي بتفكير , لو أنها فقط طلبت الذهاب إلى مكان آخر , لا أريد أن يراها ناصر

عبد الله: مم ليس اليوم

سارة بغضب: و لم لا , تعبت من قضائي معظم الوقت هنا , أم أنت الوحيد لك حرية الخروج في أي وقتٍ تريد

تنهدت و أنا أضيق فتحة عيناي

عبد الله: اسمعي إذا كان الهدف هو الخروج , فانا مستعد لأخذك إلى أي مكان تريدين , لكنني لن اسمح لكِ بالذهاب

إلى بيت خالتك

اِبتعدت بهدوء و هي تبتسم على ما يبدو ابتسامة رضا , أأسكتها حقا نطقي بالخروج إلى أي مكان تريد ؟


( سارة )


ابتعدت و أنا ابتسم كالبلهاء حتى لا يظن بأنه نجح بإفساد يومي بينما أنا اغلي بداخلي , ألا يكفي مضايقته المستمرة لي

و الآن يمنعني من الخروج , ذلك الوغد , و ما شأنه أن ذهبت لبيت خالتي , توجهت لبوابة المنزل الداخلية و جلست

على عتباتها المتسخة , و إذا بناصر يتصل إلي على الهاتف المحمول , أخبرته بعدم استطاعتي الذهاب إليه , فأجابني

بخيبة أمل

ناصر: ظننت إننا سنشاهد مباراة النصف نهائي للدوري الأوربي معً

سارة: اعلم يا أخي , لكن ليس باستطاعتي عمل أي شيء

ناصر: لم لا تتسللين , لن يلحظ ذلك

سارة: أتنوي علي , سيقتلني أن علم

ناصر: لا تكوني جبانةً هكذا , سأمر عليكِ بعد دقائق

لم يعد أمامي سوى الموافقة , عبد الله لن يأبه بمكاني على أي حال

بعد ربع ساعة

وصل ناصر و طلبت منه التوجه للبوابة الخلفية , نزل من السيارة بابتسامة واسعة , هذا الغبي , و ما همه , ليس هو

من سيُقتل إن اكتشف عبد الله , بعد السلام صعدنا نحن الاثنان و قلبي يكاد يخترق صدري من شدة الخوف

سارة: ستكون مدينً لي بالكثير إن علم بهذا

ناصر: هههه لا تقلقي و كيف له أن يعلم


( عبد الله ) 8:30

عدت إلى المنزل بعد أن قابلت مراد , لم ينفك يطري لي تلك الفتاة , و كيف انه لم يستطع إخبار عمتي بعد , توجهت

إلى الصالة و ألقيت التحية على الجميع , والداي و إخوتي حنين و رغدة مع أخي منصور و زوجته , جلست معهم و

ما إن فعلت حتى تلقتني حنين بأحاديثها المملة عن رفيقاتها و المعجبون بها و الأمور الأخرى التي تضجرني , عادةً

هي تخبر رغدة بهذه الأشياء , لكنها لا تستمع إليها فكل ما يهم لديها هو الكتب و الانترنت

رغدة: أتظنين فعلا انه استمع لأي كلمة قلتيها

أجابتها بغرور

حنين: بالتأكيد , فلا احد يسأم من أحاديثي

الأخرى لم ترد عليها و اكتفت بتقليدها بالحركات

عبد الله: ههه ساجن إن جلست معكما أنتما الاثنتين

وقفت من مكاني و توجهت للأعلى ناويً أن اخبر عشقي بأمر الخروج هذا المساء , ليتسنى لي قضاء الليلة معها

فتحت الباب و وجدتها تشاهد برامجها المفضلة و الغريب إن التوتر كان بادٍ عليها جلست بجانبها على الأريكة

عبد الله: أهناك خطبٌ ما ؟

استغرقت وقتً حتى تجيب

سارة: بالطبع لا , و لم السؤال

عبد الله: لا شيء انسي الأمر (بابتسامة) حتى لا تقولي إنك محبوسة هنا , أنا فاضٍ هذه الليلة ما رأيك

في الذهاب إلى البحر ؟

و على غير العادة , ابتسمت إلي بالمثل

سارة: بالتأكيد , سيكون هذا رائعاً

عجيب أمرها , ما الذي غيرها

عبد الله: أمتأكدة انه ليس هناك أي خطب

توجهت إلى غرفة النوم

سارة: قلت لك لا ’ سأذهب لاستعد

فرحت جدا , كنت مستعدً و لم افعل سوى أن زدت من كمية العطر على ملابسي , و بعد عدة دقائق جهزت هي و

توجهنا نحن الاثنان إلى الأسفل , حتى إن أهلي استغربوا إننا سنخرج وحدنا في هذا الوقت

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

بحر , شاطئ , رمال و في تلك الزاوية أنا و أسيرتي و لا احد غيرنا , نسير حافين القدمين , و فؤادي يصبح

كالطبل ما إن تتلامس يدي بيدها بالخطأ , حتى إنني شككت إنها قد تسمع نبضاته العالية بجنون , رأيت ابتسامتها

تتسع و هي ترى احد السرطانات الصغيرة يمشي بالقرب من الشاطئ , توجهت إليه جلست القرفصاء و أخذت تنغز

و تقلب فيه و تضحك على شكله كالأطفال الصغار , فيخال إلي انه أهم الأدباء لا يستطيع وصف جزءٍ من الجمال

الساحر التي تراه عيناي , آه يا سارة , ستتسببين في دخولي المصحة النفسية لشدة جمالك , حملته و عادت تسير

بجانبي

عبد الله: ههه يا شريرة , اتركيه لحاله

سارة بابتسامة: سأتركه حين نستعد للعودة

نظرت إلى البحر بتأمل

عبد الله: يبدو إننا اخترنا ليلة مثالية للخروج

سارة: صحيح , و لكن يجب علينا العودة مبكرا , لست بحاجة لتذكيرك ماذا حدث عندما تأخرنا في النوم الليلة

الماضية

ضحكت على كلامها

عبد الله: على الأقل تسنى لي رأيتك و أنتي تتخبطين في الطالبات هذا الصباح لتعبك الشديد

سارة: بالطبع ستضحك , لست أنت من صرخت عليك المدرسات لنومك في الحصص

اقترحت عليها

عبد الله: لم لا تتغيبين في الغد

سارة: يا ليت , و لكنني تغيبت كثيراً من قبل , و ليس لدي أي عذر

عبد الله: لا عليك , سأحضر لكِ عذر طبياً في الغد

وضعت يدها على كتفي و هي بالكاد تصل إليه

سارة: ههه أول مرة أقدرك فيها عبد الله

توقفت عن السير و نظرت إليها

سارة: ما الأمر

أجبتها محاولا كتم ضحكتي

عبد الله: أتدركين انك وضعت يدك على ملابسي بعدما وُجد ذاك السرطان على كل جزء منها

سارة: إذن ما هو إلا س......

لم تكمل كلامها إلا و ملئت قبضة يدي بالرمال و وضعتها على قميصها من الخلف

عبد الله: ههههه هكذا نتعادل

سارة: ربما , لكن أتعلم كيف سنتعادل أكثر

رددت و أنا ابتعد عنها

عبد الله: لا كيف ؟

تركت السرطان و أخذت حفنة من الرمال و قذفتها علي

سارة: ههه هكذا

أخذنا نحن الاثنان نتقاذف حبيبات الرمل بمرح كالصغار إلى أن تغطت ملابسنا بها

سارة بضحك: انظر إلى نفسك كيف أصبحت

عبد الله: صدقيني ليت أسوء منك

عدنا نحن الاثنان إلى داخل السيارة التي وسخت بالرمال ما إن جلسنا عليها

سارة: أتعلم ما ينقص هذه الليلة

رددت بابتسامة

عبد الله: ماذا ؟

سارة: بعض المثلجان من ****

عبد الله: هههه أتريدين جعلي كالغبي و أنا انزل من سيارتي هكذا

سارة: يستحق الأمر

عبد الله: سأذهب شرط أن تنزلي معي

سارة: هه مع إننا سنبدو كالأخرقين لكن اتفقنا

توجهنا إلى هناك , و لا اعلم ما الذي دهانا حتى نزلنا بهذا الشكل كان جميع الناس الموجودين يحدقون بنا و منهم

من يضحك علينا , و جاء الفرج حينما عدنا إلى السيارة مرة ً أخرى

عبد الله: ههه لا اعتقد إنني تعرضت لمثل هذا الحرج من قبل

سارة: أغير رأيي , فمع أن هذه المثلجات الأفضل في دبي , فهي لا تستحق كل هذا الإحراج

نظرت إليها و أنا فاتح عيناي بوسعها

عبد الله: الآن تقولين هكذا ها

سارة: ههه ما أنا إلا امزح

وضعت يدي على رأسها و مسحتُ عليه بسرعة فتبعثر شعرها بإهمال و هي تضحك , ليس لديكم أي فكرة كم كانت

ظريفة

عبد الله: هذا جيد , و إلا كنت ستحصدين نصيبك مني ههه

10:55

ما إن وصلنا حتى توجهت هي للحمام بعد أن حذرتها بمزاح من أن تتأخر , جلست على الأريكة بعد أن وضعت عليها

بعض الأغطية لكي لا تتسخ , أحسست بأنني اسعد رجل في هذه الليلة , أو هكذا ظننت حتى رن الهاتف و عدما أجبت

كانت تلك خالة سارة أم ناصر تسال عنها , أخبرتها إنها ليست موجودة حالياً , و سألتها عما تريد منها , و يا ليت لو لم

اسألها , وصلني جوابها كالصاعقة

أم ناصر: فقط اخبرها إنها نسيت هاتفها المحمول عندما جاءت هذا العصر مع ناصر



انشالله تعجبك تكمله :88: :88: :88: :88: