كان المفكر الهندي المسلم محمد إقبال كلما رأى شخصا فاسدا أو مفسدا، أو سمع قولا منكرا يقول ) خلق من النار إبليس واحد، ومن الطين ملايين الأباليس(،هو تعبير صادق عن واقعنا اليوم، الذي أصبح يعج بهؤلاء الأبالسة الطينيين ، الذين انسلخوا من أدميتهم و أصبحوا جنودا لإبليس الناري. فعندما تقرأ عن حادثة، كتلك التي جرت للفتاة الفقيرة ربيعة، والتي دخلت للمستشفى بغية العلاج من الانهيار العصبي الذي ألم بها ، لتخرج منه وهي فاقدة لعينيها، فأننا نجزم حينها أنها كانت بين يدي إبليس طيني، خلع عنه مئزر الطبيب وارتدى مئزر الجزار ليتاجر بأعضائها، محطما بهذا العمل الشيطاني حياة فتاة بريئة و منتهكا لقداسة هذه المهنة النبيلة.
هي القصص كثيرة، أبطالها أناس باعوا ضمائرهم وأتبعوا وسائل حقيرة وقذرة، كالسرقة و الرشوة و التزوير و الاحتكار و الزنا وبيع الذمم ونشر الأكاذيب بغية تحقيق ثروة زائلة أو متعة عابرة.