حكاية " ألفارو".. الإسباني الذي يؤم المسلمين! بسم الله الرحمن الرحيم
ف وجئت بأن العرب يعرفون مثلنا آدم وحواء وإبراهيم وإسماعيل؛ فقرأت القرآن وعرفت قصة المسيح الحقيقية؛ فأسلمت".. ثلاث خطوات حولت الشاب الكاثوليكي الإسباني بثنتا موتا ألفارو إلى أن يصبح الشيخ منصور إمام المسلمين في الصلاة التي تقام بالمركز الثقافي الإسلامي بمدينة فالنسيا الإسبانية.
وجاء اختياره لهذا المنصب ليكون بمثابة "رسالة عبور واندماج في المجتمع الإسباني"، كما يقول مسئولو الرابطة الإسلامية للحوار والتعايش التي يؤم ألفارو المصلين في مصلى المركز الثقافي الإسلامي التابع لها كل يوم.
ويقول ألفارو (33 سنة) -في لقاء خاص مع "إسلام أون لاين"-: "حينما أسلمت كنت أدرس في الباكالوريا (الثانوية العامة)، وكان عندي وقتها حوالي 20 سنة، وبعدها درست في الكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية في مدينة شاتو شينو بفرنسا وتزوجت هناك من فرنسية من أصول جزائرية".
وعن قصة اعتناقه للإسلام يقول الشاب الإسباني: "كنت في بداياتي أؤمن بالله بحكم تربيتي على الكاثوليكية، ولكن على الرغم من أن الشباب من أندادي لم يكن له أي اهتمام بالمسيحية فقد اخترت أن أكون ملتزما، وبدأت أذهب إلى الكنيسة كل أحد، وأقرأ الإنجيل الأمر الذي أثار استغراب أمي وقتها".
في تلك الفترة -يتابع ماتو ألفارو- "لم أكن منجذبا إلى حياة اللهو والسهرات والخمر التي يعيشها أقراني وبالتوازي لم أكن أيضا أعرف شيئا عن الإسلام".
وعن بدايات التحول الذي حدث في حياته يقول الشيخ منصور: "كان لي في فالنسيا جار جزائري، ولما بدأت في بعض الأحيان أتحدث إليه خاطبني يوما قائلا: "نحن أبناء آدم نتحارب ونتقاتل، ولكن في النهاية نحن من أب واحد هو آدم و من أم واحدة هي حواء، وننحدر من عشيرة إبراهيم وإسماعيل ويعقوب".
"يومها استغربت أن يكون عربي له علم بآدم وحواء وتاريخ الرسل، فقد كانت الفكرة الرائجة عندي أن العرب بسطاء، وليس لهم اتصال بما نعرف نحن، وبعد هذا الحديث مع جاري الجزائري مباشرة اتجهت إلى مكتبة في فالنسيا، وأخذت مصحفا مترجما إلى الإسبانية وبدأت أقرأ القرآن".
"إن هذا لهو الحق"
ويستدرك قائلا: "غير أن ما حولني حقيقة نحو الإسلام هو قصة صلب المسيح في الإنجيل؛ حيث كنت أقرأ فيه أن عيسى هو ابن الله، وأن الله بعث ابنه ليعذبه الناس ويقتلونه ليفتديهم، وبدأت أطرح الأسئلة حول صدق هذه القصة؛ لأنني لم أقتنع فعلا أن عيسى قد صلب إلى غاية أن عثرت على الجواب في سورة المائدة من القرآن الكريم في قوله تعالى: "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم".
"يومها –يتابع ألفارو– اقتنعت فعلا أن القرآن هو كتاب الله فعلا، وأعتقد أنني أسلمت فعلا منذ تلك اللحظة، فقد قلت لنفسي وقتها إن هذا لهو الحق فعلا، وبدأت من يومها أتردد على المسجد في فالنسيا".
وحول مدى تأثير التاريخ الإسلامي للأندلس في اعتناقه للإسلام يقول ألفارو -الشيخ منصور حاليا-: "لا، لم يؤثر في اختياري؛ لأن فرانكو (حاكم إسباني توفي سنة 1975) الذي عشت بداية حياتي في عهده تبنى ثقافة ديكتاتورية مغلقة، فمسح من المناهج الدراسية كل ما يشير إلى الفترة الأندلسية، وبالتالي حين كنت تدرس تاريخ إسبانيا في ذلك العهد لم تكن لتجد مادة كثيرة تتحدث عن الفترة الأندلسية، ولكن الله شاء أن يكون الإسلام في نهاية المطاف هو اختياري وقبلتي".
"فقيه وكفء"
ويضيف من جهته الطاهر عدة، الأمين العام للرابطة الإسلامية للحوار والتعايش إن اختيار الشيخ منصور (موتا ألفارو) لإمامة المصلين في المركز الثقافي "لم يكن فحسب من أجل تمكنه من بيئته ولغته، و لكن أيضا بسبب تفقهه وكفاءته العلمية".
وتعتبر الرابطة الإسلامية للحوار والتعايش أحد الأعضاء المؤسسين لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، حيث تنظم كل عام ملتقى خاصا من جملة ثلاثة ملتقيات أخرى حول "المعتنقين الجدد للإسلام" تحاول فيه بحث قضايا وهموم هذه الفئة.
ويشير ضو التريكي، المسئول الإعلامي في الرابطة، إلى أنها تعد "أحد طلائع اتجاهنا بالحوار مع مجتمعنا الإسباني واندماجنا فيه".
المصدر: إسلام أون لاين |