رد: انسحاب اردوغان درس للعرب \ عبد الباري عطوان أي عظمة وأية فخر أنزلته فينا يا أردوغان! . والله لو سمح لك بالترشح لترؤسنا كافة من المحيط إلى الخليج لأجمع كلنا صغاراً وكباراً على أنك أرجل وأشرف ألف مرة من كل الرؤوس العفنة التي تكتم أنفاسنا منذ عقود . لله درك يا أردوغان فقد جعلتنا نشعر بفخر واعتزاز من نوع خاص افتقدناه منذ عقود . إن أعجب ما يفجره هذا الموقف هو المقارنة التي تدور في عقولنا جميعاً ونحن نرى أردوغان يغادر بينما يبقى أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى جالساً على بعد خطوات معدودة من مجرم الحرب النازي بيريز , في موقف بشع وحزين جداً لأنه يذكرنا بحالنا البائس وإلى أي درجة من الذلة والمهانة وصلنا . لماذا لم تغادر يا موسى ؟ ولماذا حضرت أصلاً وما زالت أيدي بيريز ملطخة بدماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وأبطالنا في غزة الصمود لم تجف بعد . للأسف يا موسى فقد أزلت ببقائك آخر ذرة حب واحترام كنا نشعر بها تجاه شخصك . ولو كان لديك شرف يا موسى أو خير كما يقول بعض من يعرفوك لاستقلت على الفور وقدمت اعتذارك بين يدي أبناء غزة الأبطال مشفوعاً بإعلان براءتك من حكام العرب الذين فاحت رائحتهم النتنة حتى أزكمت الأنوف. أي مقارنة يمكن أن نعقدها بينك يا أردوغان وبين رئيسنا - منتهي الصلاحية - وعباس الذي لا يمانع من الجلوس - وأكثر من مجرد الجلوس بكثير - في أي وقت مع بيريز واولمرت وليفني وغيرهم من مجرمي الحرب الصهانية في أي وقت وفي أي زمان وأي مكان في نفس الوقت الذي يرفض فيه الجلوس مع قادة حماس بحجة أن أيديهم ملطخة بدماء "الفلسطينيين" كما يزعم بهتاناً وعدواناً . وفي هذا التصرف الأخرق شهادة براءة من عباس وسلطته العميلة لمجرمي الحرب من الصهاينة . إن موقف أردوغان اليوم وهو يغادر منصة دافوس احتجاجاً على النفاق الدولي الذي مارسه بيريز والمصفقون له لهو موقف تاريخي يجب أن ندرسه لأطفالنا الذين يمثلون الجيل القادم الذي قد يكون أمل هذه الأمة بعون الله
__________________ قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : عليك بطريق الحق و لا تستوحش لقلة السالكين و إياك و طريق الباطل و لا تغتر بكثرة الهالكين .... |