رد: فحول الشعراء القصيدة الثالثة لأمير الشعراء أحمد شوقي في رثاء البطل الليبي "عمر المختار" وهكذا من شاعر للآخر سنرى أخوة العرب والمسلمين و كيف كان يتجاوب لها الأخ في مراكش ل أخيه في بغداد ودمشق و جاوة و.... لنصغي للأمير في رثائيته ركزوا رفاتك في الرمال لواء"
" يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم"
" توحي إلى جيل الغد البغضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد"
" بين الشعوب مودة وإخاء
جرح يصيح على المدى وضحية"
" تتلمس الحرية الحمراء
يأيها السيف المجرَّد بالفلا"
" يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحارى غمد كل مهند"
" أبلى فأحسن في العدو بلاء
وقبور موتى من شباب أمية"
" وكهولهم لم يبرحوا أحياء
لو لاذ بالجوزاء منهم معقل"
" دخلوا على أبراجها الجوزاء
فتحوا الشمال سهوله وجباله"
" وتوغلوا فاستعمروا الخضراء
وبنوا حضارتهم فطاول ركنها"
" دار السلام وجلّق الشماء
*****
خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى"
" لم تبن جاها أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت من الظما"
" ليس البطولة أن تعب الماء
أفريقيا مهد الأسود ولحدها"
" ضجت عليك أراجلا ونساء
والمسلمون على اختلاف ديارهم"
" لا يملكون مع المصاب عزاء
والجاهلية من وراء قبورهم"
""
"يبكون زيد الخيل والفلحاء
*****
في ذمة الله الكريم وحفظه"
" جسد ببرقة وسّد الصحراء
لم تبق منه رحى الوقائع أعظما"
" تبلى ولم تبق الرماح دماء
كرفات نسر أو بقية ضيغم"
" باتا وراء السافيات هباء
بطل البداوة لم يكن يغزو على"
" تنك ولم يك يركب الأجواء
لكن أخو خيل حمى صهواتها"
" وأدار من أعرافها الهيجاء
*****
لبى قضاء الأرض أمس بمهجة"
" لم تخش إلا للسماء قضاء
وافاه مرفوع الجبين كأنه"
" سقراط جرّ إلى القضاة رداء
شيخ تمالك سنه لم ينفجر"
" كالطفل من خوف العقاب بكاء
وأخو أمور عاش في سرائها"
" فتغيرت فتوقع الضراء
الأسد تزأر في الحديد ولن ترى"
""
"في السجن ضرغاما بكى استخذاء
وأبي الأسير يجر ثقل حديده"
""
"أسد يُجرّز حية رقطاء
عضت بساقيه القيود فلم ينؤ"
" ومشت بهيكله السنون فناء
تسعون لو ركبت مناكب شاهق"
" لترجلت هضباته إعياء
خفيت عن القاضي وفات نصيبها"
" من رفق جند قادة نبلاء
والسن تعصف كل قلب مهذب"
" عرف الجدود وأدرك الآباء
*****
دفعوا إلى الجلاد أغلب ماجدا"
"يأسو الجراح ويُعلق الأسراء
ويشاطر الأقران ذخر سلاحه"
"ويصف حول خوانه الأعداء
وتخيروا الحبل المهين منية"
" لليث يلفظ حوله الحوباء
حرموا الممات على الصوارم والقنا"
" من كان يعطي الطعنة النجلاء
إني رأيت يد الحضارة أولعت"
" بالحق هدما تارة وبناء
شرعت حقوق الناس في أوطانهم"
" إلا أباة الضيم والضعفاء
*****
يأيها الشعب القريب أسامع"
" فأصوغ في عمر الشهيد رثاء
أم ألجمت فاك الخطوب وحرمت"
" أذنيك حين تخاطب الإصغاء
ذهب الزعيم وأنت باق خالد"
" فانقد رجالك واختر الزعماء
وأرح شيوخك من تكاليف الوغى"
" واحمل على فتيانك الأعباء |