عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-14-2009, 07:38 PM
 
Post ... مأساة يهودية أسلمت ...


مأساة يهودية أسلمت


الأديب الكبير : علي احمد باكثير يرحمه الله
نظمها في عدن سنة 1932م



قَلَتْ دينَها حُبّاً بِدينِ محمَّدٍ *** وقالتْ له يا أيّها الباطِلُ ابعَدِ
لَقَد وَضَحَ الحقُّ المبينُ لِناظِرِي *** فَيا ظُلُماتِ الكفْرِ عني تبدَّدي
أفي الحقِّ أنْ يَبْقَى ضميرِي معذّباً *** بِكِتْمانِ إيمَانِي وَقَدْ صَحَّ مقْصِدِي
أأُغْضِبُ رَبي كي أسُرَّ عشيرتِي *** وأنقُضُ عَزْمي مَعْقداً بعد مَعْقِدِ
ولو كنتُ في دَارِ العشيرَةِ أيِّماً *** لكان غِيابي عَنْهُمُ مثْلَ مشهَدِي
ولكنَّ لي زوجاً يُفرِّقُ بَينَه *** وبينِيَ دينٌ قدْ مَدَدْتُ لَه ُيدَي
وما أنا من ترضَى السِّفَاحَ لنفْسِها *** أبَى ذاكَ إحْصَاني وخُلْقِي ومحتدِي
فَيَا عَزَماتي أنقذِيني وأسعِفي *** ويَا رَحْمةَ المولى أعِينِي وأنجِدِي






أَتَاحَ لَهَا البارِي كَرِيماً كهَمِّها *** فتًى غَيرَ رِعْديدٍ ولا مُتَبَلّدِ
فَما لَبِثتْ أنْ كاشفتْه بحالِها *** وأدمُعُها مِثْلُ الجُمانِ المُبدَّدِ
تقولُ لهُ اشهدْ يا أخا العُربِ أننِي *** تبرّأْتُ من ديني إلى دِينِ أحمدِ
فهلْ ليَ من مأوَى لَدَيكَ يصونُني *** ويمنعُ عني كلَّ باغٍ ومعتدِ ؟
حَمَاها وآوَاها إلى بيتِ زوجهِ *** وأهليهِ في صافٍ منَ العيش أرْغدِ






وفي (الشيخِ*) قَاضٍ وجهُهُ وجهُ مُتَّقٍ *** ولكنَّ في أضلاعِه قلْبَ مُلْحدِ
يسبحُ باسم المالِ طُولَ نهارِهِ *** ولاسيما اسمِ الأصْفَرِ المتوَقِّدِ
دَعَاهَا إلى السُكنَى لَدَيْهِ كمُحْسِنٍ *** يُريدُ يلقِّيها رُسُومَ التَّعبُّدِ
وَيُظْهرُ إشفاقاً عَلَيها ومَا دَرَتْ *** بِأن زمَامَ الدِّينِ في كفِّ مُفْسِدِ
فمَا رَاعَها إلا اليهودُ تدفَّقوا *** إلى بيتِ قاضي المسلمِينَ المُمجَّدِ
وَمَا شَعَرَتْ إلاّ وهمْ يَحْملُونَها *** تصِيحُ: أ ما لي منْ مُغيثٍ ومُنجدِ؟
وبينهم القاضِي يَلُمُّ رِدَاءَه *** تُشِيرُ إليها عَينُهُ أنْ تهوَّدِي





فقُبِّحتَ يا عبدَ اليَهُودِ وسُبَّةَ ال *** جُدُودِ وَعَارَ العُربِ في كلِّ مَشهَدِ
أجهلاً وتدجيلاً وظلماً ورِشوةً *** ولهواً بدينِ الله لهوكَ بالدَّد ؟
فيا ساكني (شمسانَ*) قوموا لدينِكم *** ولا تترُكوا الجاني يروحُ ويغتدي
أتُرغَمُ إرغاماً عَلَى دينِ ضِلَّةٍ *** فتاةٌ أتتكم بِاختيارٍ لتهْتَدي ؟
فحسبُكمُ ما قد مَضَى منْ سكوتِكم *** على مثلِهَا والنذلُ بالنذلِ يقتدي
أيُعطى لسِمسارِ اليهودِ قَضاؤُكم ؟ *** إذًا فاستعدوا للشِّقَاءِ المُؤبَّدِ
وذا واجبٌ لا يُبتغى منْ سِواكمُ *** فيا أُمَمَ الإسْلامِ في العَالمِ اشهدِي




* الشيخ: حي من أحياء عدن .
* شمسان: اسم جبل في عدن .






رد مع اقتباس