ذلك الجاثم على ظهورنا .. وفوق أكتافنا .. وفى ممرات شراييننا وأوردتنا .. ذلك المجهول الداكن المختبىء فى أعماق قلوبنا وعقولنا .. ذلك الذى يصيب غيرنا .. فإذا أصابنا لن ندرى له كنهاً ..
الموت
تجد علمياً أن الموت هو حالة توقف الكائنات الحية عن النمو والنشاطات الوظيفية وعدم مزاولة الأنشطة أو هو خروج الروح من الجسد وانتقال لحياة أخرى برزخية تمهيداً لنار أو جنة ..
ربما نستمع لكلمة الموت فتنقبض قلوبنا أو صدورنا أو يتخيل أغلبنا سواداً أو ظلاماً محيطاً به .. ونستعيذ بالله وقليل من يعظه الموت فيسترجع ويستغفر ويتوب ثم يعمل حسناً ..
وفى بعض الديانات يؤمنون بأن الموت ماهو إلا دورة لحياة جديدة بأن تعود الروح إلى كائناً آخر فى الغالب .. حيوان !! حتى تُكفِر عما اقترفته من سيئات وتظل دورة تناسخ الأرواح هذه حتى تصبح الروح صافية من الذنوب كيوم خُلِقت فتدخل الجنة بلاحساب !!
أما الموت الرحيم فهو بدعة بشرية حتى يرحم الفرد شخصاً آخر مريض يتعذب من ألم مستمر بلا أمنية فى الشفاء فيتقدم إليه بغية إنهاء عذابه فيقتلها بمنع الهواء أوبحقه ما أو فصله عن أجهزة غمداده باللازم للمعيشة .. وانا أعتقد هنا أنها ليست قتل رحيم ،رحمة بالمقتول ولكن ربما بالقاتل الذى يتعذب برؤية مريضه وهو يموت فى بطء .. فيريد أن يرحم نفسه هو من الأم النفسى !!
وذلك كما كانت تفعل القبائل القديمة عندما كانت تقتل الفرد المريض الكسيح حتى لايعيق تقدم القبيلة وتنقلها وتدفن المصابين بالأمراض والأوبئة المعدية أحياء حفاظاً على صحة القبيلة .. وذلك لعدم وجود دواء شافِ فى هذا الوقت وذلك فى صورة أعتقد أنهم تعلموها من جماعات الحيوان التى تتخلص من ضعيفها دائماً فى نظرية البقاء للأقوى والأصلح ، وهذا بالنسبة للقتل الرحيم .. أما تفعله الشرطة فى بلادنا والدول المُستعمِرة فى مستعمراتها من تعذيب سافل وسافر ربما حتى الموت من الممكن أن نطلق عليه" الموت الرجيم" !
ومن العجيب أن الموت فى الحلم إما أن يدل على موت سريع أو حياة دائمة سعيدة .. اما عدم الموت للأبد فى الحلم فيعنى شهادة فى سبيل الله .. وعن نفسى فقد حبمت ذات مرة بالفعل بأنى مُت فى صورة شديدة الهدوء حيث أننى كنت جالساً ثم وضعت القلم إلى جانبى فى هدوء ورأسى على المنضدة ومت هكذا فى كل بساطة بدون أى شعور !!
ومن أشهر روايات الموت .. رواية الموت السعيد لألبير كامى ومنزل الموتى لديستوفيسكى وأما أشهر الأموات الذى أُثيرت حولهم الكثير من القضايا والروايات على حد علمى وتقييمى الخاص والذى يحتمل الخطأ الشديد "هابيل وهتلر وجون كنيدى وأنور السادات .. وجيفارا وياسر عرفات .. وغيرهم الكثير وربما الأهم .. ممن لايتسع المجال لذكرهم ..
أأسف على قبض صدوركم بهذا الموضوع ... ولكن هذا الموضوع إهداء إلى إثنين من أصدقائى علمت بنبأ وفاتهم . أسألكم الدعاء لهم ولأموات المسلمين