الموضوع: مشى-سار
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-17-2009, 04:02 PM
 
مشى-سار

بسم الله الرحمن الرحمن


مشى-سار


قال تعالى: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة20


قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }سبأ18


والسؤال هو: ما الفرق بين السير والمشي؟


الاول: المشي اعم من السير,فكل مشي سير, وليس كل سير مشياو وستتبين ذالك قريبا


الثاني: الاصل في المشي أنه للمرأة فقط, نص على ذالك الثعالبي في فقه اللغة, يدل على ذالك قوله تعالى: {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى }طه40


, وقوله تعالى: {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }القص5


ولم يقل في كلتيهما " تسير" أما ورود المشي في غير المرأة فهو مخالف للأصل , وله اسباب وموجبات , منها : التباس المعنى بغيره لو اتى بلفظ غير "مشى"


, كما في قوله تعالى: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة20, فلو قال "ساروا" لدل على طول المسافة التي قطعوها, و لا مسافة تقطع أثناء لمع البرق.


ولو قال "سعوا" لأفاد السرعة, وهي غير متحققة مع الرعد والبرق والظلام, فكان لفظ "مشى´في هذه الآية موافقا للحالة التي هم فيها, ومشابها لمشي المرأة


الذي يمتاز بالأناة والبطء.


الثالث: الأصل في السير انه للابل و نص على ذالك الثعالبي , ومن هذا اللأصل لفظ " السيارة" وهي مجموعة من الناس تصطحب الابل في سفر او تجارة, يدل عليه قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }سبأ18 كانوا يسيرون مع دوابهم, وغالبا الابل


الرابع: السير ينم عن طول المسافة من غير اسراع, يدل عليه قوله تعالى: {قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }الأنعام11, والنظرفي مصائر الامم السابقة يتنافى مع الاسراع الذي لا يتم معه كمال النظر والتدبر.

الخامس: المشي لا يتأتى الا باستخدام آلة المشي, قال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }النور45, اما السير فيتأتى بغير استخدام الآلة, فيكون بركوب الدابة, او أي ركوبة أخرى
رد مع اقتباس