02-19-2009, 10:01 AM
|
|
خروج عن المألوف ! بسم الله الرحمن الرحيم
خروج عن المألوف !
ياي شو نايس ، واو شو أنيق .. عبارات ترشقها الفتيات على الشباب إعجاباً وثناءً، ظناً منهن أن هذا تعبير عن الرأي والذات بأساليب متعددة لفتاً للانتباه، في الوقت الذي يساء فهمها من الطرف الآخر لتنازلها عن أنوثتها وطبيعتها الفطرية.
وقد يرى البعض في هذا النهج سلوكاً خارجاً عن إطار عادات وتقاليد المجتمعات الشرقية، فيما يراه آخرون أمراً اعتيادياً ولا يدعو للقلق؛ معللين ذلك بأنه واحد من تجليات العولمة.
في ذات الإطار عبّر الشاب عادل فارس (موظف بأحد البنوك)، عن شعوره بالسعادة عند معاكسة الفتيات له، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة قديمة وأنه تعرض لها كثيراً في السابق خصوصاً عندما كان في الجامعة، وكانت مجموعة من طالبات إحدى الكليات المجاورة لكليته يحاولن إرسال رسائل إعجاب له.
وأشار إلى أن الرسائل كانت تحمل الكثير من العبارات الجميلة لكن دون خدش للحياء العام، معتبراً أن هذه ظاهرة طبيعية كونها تعبيراً عن أحاسيسهن ومشاعرهن للطرف الآخر .
وروى صلاح علي (طالب جامعي) موقفاً صادفه عندما توجه لأحد المحال التجارية لشراء العطور هو وأحد أصدقائه عندما طلبت منه البائعة الدخول ليبتاع العطور وبإصرار، وأطلعته على بضائع المحل وأهدته عطراً من المحل على حسابها!.. وقالت له مظهرك جميل .
وقال شادي عبدالله (طالب جامعي) الذي تعرض لمعاكسة من إحدى الفتيات عندما توجّه لها بالسؤال في موقف الباص عن موعده وقالت له إنه سيكون في وقت معين، وعند وصول الباص، جلست بجانبي برغم أن عدد المقاعد الفارغة أكثر من الممتلئة، وأصرت على دفع أجرة الباص، تبريراً منها أنني غريب عن المنطقة.
وأشار حسان عبدالرحمن أثناء تجوالنا أنا وأصدقائي في أحد المولات صادفنا مجموعة من الفتيات وإذ هن يرميننا بكلمات لطيفة تغزلاً بالعطور وطريقة اللباس الشيء الذي أشعرنا بالسعادة .
وشعر علي مهدي بالخجل والأسف عندما توجه له إحدى الفتيات عبارات المديح والإعجاب ويرى أنه سلوك غير محبذ بمجتمعنا، ودخيل علينا نتيجة الانفتاح والعولمة وتقبل كل غريب، وقال لابد من توعية الفتيات من رفقاء السوء اللواتي يتسببن بمثل هذه الأفعال ومن ضررها عليهن مستقبلاً .
ورأت لانا سليم (طالبة جامعية) فتيات يتعمدن فعل هذه التصرفات لجذب الانتباه لهن في محاولة منهن لعرض قوة شخصيتهن، وتعبيراً عن كم الحرية الشخصية المملوكة والتي نتمتع بها الأمر الذي أسيء فهمه وصار يعبر عنه بهذه الطريقة البائسة التي لا تدل على التطور.
وقال داوود زيد (عامل بأحد المحال التجارية) إن تعبير الفتاة عن رأيها خصوصاً في الشاب يجب أن يكون ضمن أطر محدودة ولا يتعدى حدود الأدب العام؛ لأن مثل هذه السلوكيات قد يساء فهمها من الطرف الآخر ، ولهذا فضّل زيد أن تحتفظ الفتاة برأيها في حال إعجابها بأي شاب احتراما لنفسها أولاً ولكيانها وطبيعتها الفطرية .
من جهته يرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور محمود الخوالدة أن معاكسة الفتاة للشاب هي وسيلة تلجأ إليها بعض الفتيات للفت الانتباه، وعلى الأغلب يكون هدفها ليس التعبير عن رأيهن بقدر جذب الأنظار لهن من الطرف الآخر.
وحول النظرة الاجتماعية قال المجتمعات الشرقية عادة لا تتقبل فكرة مغازلة الفتاة للشاب سواءً أكان الغزل بشكل مباشر أم غير مباشر .
وأشار إلى أن الفئة العمرية لهؤلاء الفتيات تكون على الأغلب في مرحلة المراهقة وهي الفترة التي تحاول فيها الفتاة جذب الانتباه لها للظهور في المجتمع المحيط بها والتعبير عن مشاعرها بشتى السبل.
وبيّن دور الجانب النفسي وأثره على المعاكسات التي تعتبر حيلاً دفاعية يحتال بها الفرد على نفسه بسبب الشعور بالنقص وعدم الثقة وذلك لتعويض ما ينقصهم. كما اعتبرها بالحيلة الهجومية من خلال ما يسلك الفرد من سلوك لفظي مثل عبارات الإساءة للشخص المقابل.
وأوضح ساعدت وسائل الاتصال الحديثة على تنمية المعاكسات عند الشباب وسهلتها وأبرزها الانترنت بقضائهم ساعات مطولة على حساب إدارة الجهد والذات والوقت والعمل على الإنجاز وتحقيق الأهداف المستقبلية.
وأضاف بعض الأفراد يستمتع بهذه السلوكيات كونها تحقق له الشعور بالسعادة وسد وقت الفراغ .
وقدم الخوالدة بعضاً من الأسباب التي أشارت لها الدراسات النفسية والتي تنمي وتطور المعاكسات منها، التنشئة الاجتماعية والنمط التسيبي لدى بعض الشباب، وضعف القدرات المعرفية، وتدني مستوى الذكاء لدى هؤلاء الأفراد، بالإضافة إلى عدم وجود استراتيجيات إدارة تنظيم الوقت والجهد وانعدام الحس الاجتماعي، ودور الشلة وتأكيدها على القيم السلبية دون رقيب وحسيب.
وزاد من بين أسبابها أيضاً انعدام الرقابة الذاتية، وانتشار المشكلات الأخلاقية والانحرافات بسبب الاستشارات المتلفزة والواقعية، وأثر العنوسة والعزوف عن الزواج لدى بعض الفتيات، وضعف الوازع الديني، وعدم إشباع وقت الفراغ بالأنشطة الايجابية الهادفة والاعتماد على الآخرين في توفير سبل المعاكسة وتسهيلها، كما أن السبب الأبرز عزوف الشباب عن القراءة والنشاطات الفكرية والأدبية . |