الانتصار على الشهوة
(2)
سامي بن خالد الحمود
المشاهد الحيوانية في الشهوة :
إن من عواقب الشهوة أنها تفسد الطبع وتزهق النفوس حتى تلحق الإنسان بالحيوان الذي تسيره الشهوة وتحكم سلوكه .
وقد ذكر ابن القيم أن أهل الشهوات متفاوتون بحسب تفاوت الحيوانات التي هم على أخلاقها وطباعها:
" فمنهم من نفسه كلبية لو صادف جيفة تشبع ألف كلب لوقع عليها
وحماها من سائر الكلاب ونبح كل كلب يدنو منها، همه شبع بطنه من أي طعام اتفق ميتة أو مذكى خبيث أو طيب، ولا يستحى من قبيح .
ومنهم من نفسه حمارية لم تخلق إلا للكدر والعلف كلما زيد في علفه زيد في كده أبكم الحيوان وأقله بصيرة .
ومنهم من نفسه سبعية غضبية همته العدوان على الناس وقهرهم بما وصلت إليه قدرته.
ومنهم من نفسه فأرية فاسق بطبعه مفسد لما جاروه .
ومنهم من نفسه على نفوس ذوات السموم والحمات كالحية والعقرب وغيرهما وهذا الضرب هو الذي يؤذي بعينه فيُدخل الرجل القبر والجمل القدر.
ومن الناس من طبعه طبع خنزير يمر بالطيبات فلا يلوى عليها فإذا قام الإنسان عن رجيعه قمه، وهكذا كثير من الناس يسمع منك ويرى من المحاسن أضعاف أضعاف المساوىء فلا يحفظها ولا ينقلها ولا تناسبه فإذا رأى سقطة أو كلمة عوراء وجد بغيته وما يناسبها فجعلها فاكهته ونقله .
ومنهم من هو على طبيعة الطاووس ليس له إلا التطوس والتزين بالريش .
ومنهم من هو على طبيعة الجمل أحقد الحيوان وأغلظه كبدا .
ومنهم من هو على طبيعة الدب أبكم خبيث وعلى طبيعة القرد .
وأحمد طبائع الحيوانات طبائع الخيل التي هي أشرف الحيوانات نفوسا وأكرمها طبعا وكذلك الغنم . مدارج السالكين ج:1 ص:403