عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 02-22-2009, 07:44 PM
 
رد: **روايه رومنسيه **جاميان وليندا (ارجو منكم قرائتها للاخر)

مضى الليل وقمت في الصباح وتناولت فطوري مع اوليسي .. تذكرت راجوي وشعرت ببعض الضيق .. ولذلك فقد خرجت اتنزه وحدي في الحديقة ربما استلهم بعض الهدوء .. وكأنني سمعت أقدام شخص ما تسير خلفي ..
شعرت بالاكتئاب الشديد وانا اتخيل ان ذلك الشخص أحد اثنين .. إما انه جاميان أو انه الملك ..
لم ألتفت خلفي وبقيت صامتة ورحل فزعا كل الهدوء الذي بدأ يتسلل إلى قلبي ...
سرت بسرعة ودخلت في الطريق المؤدي للحديقة الخلفية .. ثوان واختفى صوت الخطوات الذي كان يلاحقني ولذلك عندما نظرت خلفي لم أر أي شخص ..
شعرت بالهدوء ولكنني تجمدت فجأة ..
كانت هناك صدمة قوية بانتظاري، وانا اسير بالحديقة الخلفية .. اشاهد نهرا صغيرا من الدم يتدفق من خلف شجرة ضخمة توجد وسط الحديقة الخلفية ..
اقتربت بخوف وانا انظر ... وبسرعة ركضت محاولة اكتساب بعض الشجاعة لرؤية الشخص المصاب ..
وكان الفزع سيطر على قلبي وصرخت وانا لا أصدق ماتراه عيني ..


صرخت وصرخت وأمسكت بالأميرة لوليانا وهي تنزف .. أمسكت بيديها التي تقطعت شرايينها أحاول وقف النزف ولكن لا فائدة .. لقد كانت مطعونة في قلبها وفارقت الحياة منذ فترة ..
صحت بفزع وهستيريا وأنا أرى الدماء في كل مكان " لا .. لاااااااااااا ... لوي .. لويانا .. لا .. "
اقترب أهم بعد أن سمع صوت صراخي .. هناك المزيد من الجنود قدموا لم أرهم جيدا فقد ملأت الدموع عيني ..
أحدهم حملني ليبعدني عن المكان وكنت ابكي .. كانت ملابسي مغطاة بدماء لوليانا وحاولت أن افلت فقال :
- لا تخافي يا آنسة أنا تالتن ..
أعطاني منديلا وأجلسني على كرسي بعيد في الحديقة فمسحت دموعي وقلت وصوتي يرتعش من البكاء :
- ماذا .. مالذي حصل لها ؟؟ جاميان قتلها ..
جلس تالتن القرفصاء أمامي وقال :
- مستحيل .. جاميان كان معي منذ عدة ساعات .. يجب أن تتوقفي عن الشك فيه إنه شاب لطيف ولن يقتل الأميرة بالتأكيد ..
نظرت حولي ..
كان الرجال يركضون ويبدوا ان الخبر انتشر .. ورأيت جاميان يقترب من بعيد .. توقف على بعد خطوات مني وسأل قائلا:
- تالتن .. هل الآنسة هي من اكتشفت الجثة ؟؟؟
نظر لي تالتن وهز راسه موافقا .. فقلت وأنا أبكي بانفعال :
- ألا تلاحظ أنك تقتل ثم يكلفوك بالتحقيق لكي ترمي التهم على الآخرين ... لماذا أنت ذكي وتتكهن بالأمور وتعرف كل شيء ومع ذلك .. ياللمسكين .. لم تكتشف من قتل راجوي .. أتعرف لماذا؟؟ لأنه انت .. أنت من فعل ذلك ..
نظر لي جاميان بهدوء ثم نزل إلى مستوى رأسي وقال بصوت خافت :
- انا اعرف القاتل ..
وقف جاميان وهم بالذهاب فصحت :
- توقف .. ومن هو؟؟
كان تالتن يراقب الموقف بصمت والتفت جاميان وقال ببرود أعصاب :
- أحزري ..
قمت وواقفة و صرخت وأعصابي تفلت مني :
- أنت كاذب وقاتل ومغرور و .. و ..
أحسست بأن صوتي لا يكاد يخرج الدنيا بدأت تظلم في عيني ورأسي يدور .. سمعت صوت جاميان :
- هل أنت بخير ؟؟
رأسي يدور .. ولم أعد أسمع شيئا ....

------------------------------------------------------------------------------

لم أفقد وعيي لكنني جلست على الكرسي وحاولت ان أهدأ ..مر دقائق طويلة أشعر أنني غائبة عن العالم .. وبعد قليل بدأت أسمع صوت تالتن يقول :
- أنت السبب .. لقد جعلتها تفقد أعصابها .. لقد كرهتك حتى الموت .. لم تعد تسمع كلامنا الآن .. مالذي حدث لها ..
رد عليه جاميان :
- أنا .. لم أقصد ..
- أنت تزيد الطين بلة .. سوف تموت بين يديك وبعدها افرح جيدا ..
فتحت عيني ولكنني لم أر شيئا .. كان اللون الأسود حليفي فأغمضتها ثانية وسمعت الكلام بين جاميان وتالتن :
قال تالتن :
- هيا نحملها إلى القصر ..
- لكن لا .. أقصد .. حسنا ..
- ماذا ستفعل الآن أيها الذكي .. انها متأكدة منك ، تكفي تلك القصص التي تسمعها عنك!
- إن سمعتي سيئة جدا يا تالتن ..
أحسست أنهما يقتربا مني فقلت :
- لا ..
فتحت عيني مرة ثانية .. كانت الرؤية مشوشة جدا ولكن تالتن قال :
- آنسة لندا هل يمكنك رؤيتي ؟ هل تسمعينني ..
حاولت الوقوف واستندت على الشجرة، بدأت الرؤية تتضح فقلت :
- سأعود بمفردي .. لا أريد أن أمشي مع قتلة ..
ضحك جاميان فاستغربت .. حتى تالتن نظر إلى جاميان باندهاش .. جاميان يضحك من قلبه وقال أخيرا:
- قتله ؟؟ هل أدخلتي تالتن في شكوكك؟
قلت بغضب وأنا انظر للطريق :
- أنت لا تتدخل .. تالتن أفضل منك ألف مرة ..
وتركتهما وأسرعت الخطى وأنا اتنفس بصعوبة .. كنت اترنح في سيري وكان فستاني طويلا جدا ويعيق حركتي ..كنت سأسقط ولكنني تماسكت ..
نظرت أمامي ورأيت الملك يسرع الخطى وخلفه الجنود أمسك بي وكنت في الحقيقة على وشك السقوط .. وقال فزعا :
- لندا هل انت بخير .. لقد كنت ابحث عنك ..
قلت .. بتعب :
- نعم .. لكن .. يجب ان تمسك بقاتل لوليانا ..
كانت عيناه مليئتان بالدموع وقال بحزن :
- لن يحدث ذلك مجددا في قصر الملك .. أعدك .. قبل أن أعد نفسي .. والقاتل ستنزل به أشد عقوبة ..
ركبنا عربة صغيرة لتعيدنا إلى القصر وأسندت راسي بتعب على النافذه ...
كانت أعصابي مشدودة وعندما تذكرت لوليانا بكيت مرة ثانية فقال الملك :
- أرجوكي لا تجعليني ابكي .. سيكون هذا ضعفا كبيرا ..
نظرت له .. كانت وجنتاه قد صبغت بلون أحمر من كبت البكاء فقلت :
- لا تحزن يا سيدي .. ليتني أموت وارتاح مثلها ...
تفاجأ الملك وقال بسرعة :
- سوف أحميك .. لا تخافي .. لم أكن أظن أن قاتلا يتجول بحرية ويقتل هكذا..
قلت :
- جاميان هو القاتل..
فكر الملك لدقيقة ثم قال :
- مستحيل .. لكن لماذا تشكين فيه دائما ... أول مرة في حياتي أرى شخصا يكره جاميان ..
قلت بغيظ :
- انا أكرهه .. ومتأكدة انه هو الذي قتل راجوي ولوليانا ..
قال الملك :
- لا يمكن .. لقد كان معي هو وروسو وتالتن في اجتماع منذ ساعات وحتى وصلنا الخبر وافترقنا ..
سكتت افكر .. هل يمكن ان اكون كل هذا الوقت اتهم جاميان واسبه وهو بريء؟؟؟
شعرت بالخجل من نفسي إن كان ماأظنه عن جاميان ليس حقيقيا .. ماذا ؟ سألت نفسي .. لماذا افكر فيه الآن ..
طردت الأفكار الغبية من رأسي ..
هدأت قليلا عندما عدت إلى غرفتي ، وصممت أوليسي أن اتناول الغداء ..ولكنني كلما تذكرت منظر لوليانا شعرت بالغيظ والغضب ... جلست مع اوليس نتناول الغداء وفي الحقيقة لم أشعر بأي شهيه ولكنني ظللت أنظر إلى الغداء وانا اشعر بالقيء والحزن .
قالت أوليسي بتردد وهي تتناول معي الغداء :
- آنستي ... هل يمكنني أن أخبرك شيئا ..
قلت باستغراب فقد نطق أبو الهول :
- وماهو؟؟
- الوصيفات في القصر يتحدثن عنك بسوء .. ولا استطيع ان ادافع عنك ..
- وماذا يقلن؟
- إنهم يقلن أنك مذ دخلت القصر واي شخص يبقى معك وتحبينه يجب أن يموت ,, إنهن يقصدن راجوي والأميرة ..
ضحكت أخيراوقلت :
- هذا غريب جدا .. وليس صحيحا أبدا ..أنا لست متعجبه فأنا من كوكب آخر وبالتأكيد ستلقون اللوم علي .. لكن لا ..
نظرت أوليسي إلى الشرفة ثم قالت أخيرا :
- أحدهم قال لي انني سأقتل إذا بقيت جوارك فتره أطول واحببتك ..
تعجبت كثيرا من حديثها وقلت باندهاش :
- ماذا؟؟ ومن الذي اخبرك ذلك ، أهن الوصيفات أيضا؟؟
ترددت أوليسي .. تحركت عينيها بخوف ولكنها نظرت لي في النهاية وقالت :
- أخبرني بذلك ال ... ان .. أنه .. الجندي ال .... أبيض ..

------------------------------------------------------------------------------
صحت باستغراب:
- ماذا ؟؟ جاميان قال لك ذلك ..
وقفت اوليسي بفزع وقالت متوسلة :
- أرجوك يا سيدتي أخفضي صوتك .. سوف يسمعك .. إنه في كل مكان ..
وقفت أيضا ونظرت بحولي ثم قلت بفزع :
- ماهذا الذي هو .... في كل مكان؟؟
شعرت بارتباك اوليسي وقالت أوليسي بسرعة :
- هل انادي الخدم ليحملوا الطعام ؟؟
تهربت أوليسي من الموضوع فقد كانت خائفة .. لم أرد أن أضغط عليها أكثر وقلت:
- نعم ...
لكن الحقيقة تقال .. لقد ارعبني كلامها ..
*****
في صباح اليوم التالي لم أخرج إلى الحديقة ... لم استطع فعل ذلك مجددا فقد كانت حالتي النفسية صعبة جدا..
فضلت البقاء في غرفتي واغلقت الشرفة وجلست وحدي في الظلام ..
قليلا من الوقت مضى وانا على سريري أحاول ان اتذكر بعض اشياء عن الأرض .. الازدحام في شارعنا ..
عندما كنت استيقظ في الصباح واتمشى إلى منزل صديقتي إيميلي فهو قريب ثم نذهب معا إلى الجامعة ..نستنشق نسيم الصباح العليل ثم نلتقي بميرندا فنصبح الثلاثي المرح، تذكرت "فريد" صديقنا المجنون والذي يحب رياضة القفز من فوق الجبال المجنونة مثله .. كنا مشاكسات جدا ...
تخيلت انني كنت اذاكر للاختبارات وكانت ميرندا وايميلي تستذكران بعض دروسهما معي ونعيد المحاضرات ثم نرتبها ..
لم أتخيل ان جاميان كان يراقبني لمدة شهرين ... يعني قبل الاختبارات .. كيف لم الحظه ؟؟؟ كيف؟؟؟ هل كان ينتظر يوم ظهور النتيجة ثم يفعل فعلته؟

فجأة ..
سمعت طرقا على باب غرفتي .. قطعت سلسلة ذكرياتي
لم أرد .. كنت اريدهم ان يظنوني نائمة..
سمعت صوت اوليسي :
- آنستي إذا كنت مستيقظة يريد جلالة الملك مقابلتك ...
زفرت بضيق ولكنني لم استطع تجاهل الأمر ..
ارتديت ثوبا جميلا اختارته لي اوليسي ونزلت إلى الحديقة ، رأيت الملك يجلس على طاولة جميلة وأمامه كرسي واحد فارغ، من الواضح انه ينتظرني ...
عندما رآني الملك وانا اقترب وقف مشى بسرعة نحوي ثم ابتسم قائلا:
- أحببت أن اتناول الفطور معك .. أشعر انني لا أرغب بأي شيء قلت ربما نروح عن انفسنا ونزيل الحزن ان بقينا معا بعض الوقت ..
ابتسمت فأمسك بيدي وأجلسني على الكرسي ثم جلس أمامي .. نظر إلي ولكنني شعرت بالخجل ونظرت إلى يدي ..
قال الملك برومانسية:
- كانت لوليانا تحبك، ولطالما تمنت ان نصبح زوجين .. أنا ايضا أحبك .. واريدك أن تكوني ملكة بانشيبرا العظيمة.. أريدك ان تفكري، ستكونين اجمل ملكة في الكون..
تنفست بصعوبة وأحمر وجهي ولكنني ظللت أنظر إلى يدي ولم ارفع وجهي إلى الملك .. كنت اتمنى ان تنشق الأرض وتبتلعني .. فعاد الملك يقول وهو يضحك :
- ياه ! انت خجولة جدا ... من يرى جرأتك وأنت تصيحين وتهددين أعتى مقاتلينا لا يعلم انك بهذه الرقة ..
لم أستطع قول شيء ونظرت نظرة خاطفة للملك فرايته ينظر لي مبتسما ... فقلت:
- س ... سأفكر، مع ان الأمر لا يحتاج إلى تفكير ..فلن أحظى بملك مثلك في حياتي .. لكن امنحني فرصة ...
يبدو ان الملك كان سعيدا جدا، وبعد الفطور الذي لم استطع تناول شيء منه من شدة الارتباك عدت إلى غرفتي وفكرت ......
زوجة ملك شاب ولطيف ... ملكة ... حياتك ستكون بانشيبرا .. سيظل جاميان مدى الحياة كالشوكة في الحلق...
الملك ... يحبني جدا ...
أنا ... لا أعرف ... هل أوافق؟؟؟ ليس لدي خيار ..
لكن لن أعود للأرض إلا وانا عجوز هرمة ... هههههه ضحكت ...

لم أعرف ماذا أقول وخرجت لوحدي أمشي في ممر جناحي، كان ذلك الممر يعجبني فقد كانت نوافذه كبيرة وتطل على الحديقة كان وقتا طويلاا قد مضى وكانت الشمس قد بدأت بالمغيب ،، مشيت بهدوء وأنا أسترسل في افكاري ثم اصطدمت باحدهم ..
نظرت أمامي بخوف ...
كان جاميان ينظر إلي وهو يضع يده على غمد سيفه ..
بفزع ظللت أنظر إليه وتسائلت .. كيف لم أشعر به عندما دخل إلى هنا ؟؟؟