المزاح الذي لا يتجاوز حدود الأدب
بين الاصدقاء
و الاعتدال فيه
أمر لا يقلل من هيبة و واحترام الآخرين للشخص
بل على العكس
قد تزيد محبتهم له محبتا .
و احترامهم له احتراما .
فها هو رسول البشرية صلوات ربي و سلامه عليه قدوتنا
لا تخلو مجالسه من المزاح إن سمح له الحال ذلك علما أنه لا يقول إلا الحق حتى في مزاحه .
فعندما جاءته عجوز و قالت هل ادخل الجنة قال لها : لا تدخل الجنة عجوز .
فحزنت المرآة العجوز حزنا شديدا و بكيت على حالها .
فأخبرها صلى الله عليه و سلم أن الله يعيدها إلى شبابها ثم يدخلها الجنة .
و كان صلى الله عليه و سلم يداعب زوجاته و يمازحهم
و يدخل الأنس إلى نفوسهم .
حيث كان يسابق عائشة رضي الله عنها فمرة تسبقه و مرة يسبقها .
و ها هو التأكيد ينزل من فوق سبع سموات حيث يصف ربنا سبحانه و تعالى
حال نبيه و يأكد صفة البشاشة علىه و على مجالسه حيث قال سبحانه و تعالى :
( و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) .
فها هو نبي الأمة و رغم الهم الثقيل الذي حمله
و هو إيصال رسالة الدين إلى الناس اجمعين
يمزح و يداعب لكنه لا يقول إلا حقا حتى في مزاحه
ليكون قدوة لنا في التعامل مع بعضنا
و عدم الغلظة و و الشدة في التعامل مع بعضنا البعض.
هذا لا يعني
أن ندخل المزاح في كل أمور حياتنا
نخلط مزاحنا بجدنا .
فلكل وقته و مكانه
فهنالك مواقف لا تحتمل المزاح بأي حال من الاحوال.
و هنالك من المواقف و الأمور التي لا يضر معها
الإدلاء بمزحة خفيفة بل قد تساعد على تقبل الموقف و الأمر بصورة أفضل .
و لنأخذ المدرسين على سبيل المثال
و قد اخترت المدرسين لأننا كلنا قد مررنا بهم و قد كان لنا بهم علاقة في يوم ما
فتختلف نظرة الطلبة إلى المدرس الذي يدخل بعض المزحات خلال فترات من الدرس .
عن نظرتهم إلى المدرس الجاد الذي لا تعرف الابتسامة شفتيه
يلقي درسه ثم ينصرف .
فالأول قد يفهم الطلاب منه و يستوعبون درسهم أفضل من الثاني .
و في الوقت نفسه يتمنون أن تطول مدة بقاء المدرس الأول
لكن مع المدرس الثاني يختلف الوضع كليا
فهم يتمنون اللحظة التي تنتهي حصته فيها كي ينصرف عنهم .
و لنتذكر كلنا أن المزاح سلاح ذو حدين فكما ان له فوائد إلا أن له مضار .
خاصة النوع الثقيل منه فكما نعلم بأن الناس يختلفون في طبائعهم و نفسياتهم .
فمعنى أن فلان من الناس تحمل مزحة معينة لا يعني أن فلان الآخر يتحمل المزحة ذاتها .
فكم حصلت المشاكل بين الأصدقاء و الزملاء
و كان السبب مزحة ما
تطورت إلا أن أصبحت جدا .
خصوصا المزح باليد
فهذا النوع من أرذل الأنواع
و كثيرا ما يترجم هذا النوع من المزاح إلا مقاطعات و مشاجرات بين الأصدقاء .
فيجب علينا الإعتدال في المزاح مع بعضنا