عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-25-2009, 10:46 PM
 
هل الصدقة أمام الغرباء من صدقة السر؟

هل الصدقة أمام الغرباء من صدقة السر؟



إذا لم تظهر البطاقة اضغط هنا


السؤال: هل الصدقة أمام ناس لا أعرفهم ولا يعرفونني تعتبر مثل " صدقة السر " ؟


الجواب:
الحمد لله
أولا:
الصدقة أمام الناس – ولو كان المتصدق غريبا بينهم ، لا يعرفهم ولا يعرفونه – تعتبر صدقة بادية معلنة ، فالإعلان والإبداء لا يشترط فيه أن يكون بين المعارف والأصحاب ، فكل ما أظهره الإنسان فهو معلن .
قال الله تعالى : ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) البقرة/271 .
قال ابن كثير رحمه الله :
" ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ) أي : إن أظهرتموها فنعم شيء هي ، وقوله : ( وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم ) فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها ؛ لأنه أبعد عن الرياء ، إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة من اقتداء الناس به ، فيكون أفضل من هذه الحيثية " انتهى .
"تفسير القرآن العظيم" (1/701) .
والسنة النبوية في هذا الشأن تشعر باستحباب الإخفاء الشديد ، فلا يعلم أحد عن تلك الصدقة ، لا قريب ولا بعيد ، ولا صديق ولا غريب .
تجد ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في ذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، وذكر منهم : ( وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ) رواه البخاري (660) ومسلم (1031) .
فتأمل هذا الوصف البالغ للإسرار بالصدقة إلى حد إخفائها عن المتصدق نفسه .
وإذا كانت العلة في تفضيل صدقة السر على صدقة الجهر هي البعد عن الرياء ، فإن هذه العلة متحققة في الصدقة أمام الغرباء من الناس ، إذ قد يبعث الشيطان في نفس المتصدق طلب نظر الناس إليه أثناء تصدقه ، ولو كان لا يعرف هؤلاء الناس الذين حوله ، فالنفس تحب نظر الناس إليها نظر الإعجاب والثناء .
وفي إخفاء الصدقة عن الناس مطلقا – القريب والغريب – مصلحة للفقير ، حيث لا يتعرض إلى ذل المسألة أمام الناس ، فيكون ذلك أحفظ لماء وجهه ، وأصون له عن الذل والامتهان ، فإخفاء المتصدق صدقته عن جميع الناس ، وجعلها بينه وبين الفقير فقط أولى وأفضل .
قال القرطبي رحمه الله : " أما المُعْطََى إياها فإن السر له أسلم من احتقار الناس له أو نسبته إلى أنه أخذها مع الغنى عنها وترك التعفف .
وأما حال الناس : فالسر عنهم أفضل من العلانية لهم ، من جهة أنهم ربما طعنوا على المعطي لها بالرياء ، وعلى الآخذ لها بالاستغناء " انتهى .
ويقول العلامة الطاهر ابن عاشور رحمه الله - في فوائد الآية السابقة في سورة البقرة - :
" فيها : تفضيل لصدقة السرّ ؛ لأنّ فيها إبْقاء على ماءِ وجه الفقير ، حيث لم يطّلع عليه غير المعطي " انتهى .
"التحرير والتنوير" (2/466) .
ثم إن في الإسرار بالصدقة مطلقا تربية للنفس على الإخلاص لله تعالى ، واعتياد طلب مرضات الله دائما دون مرضات الناس .
والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب



قال ابن الجوزي في كتاب اللطائف :" وكأن الله يعاتب عبده

يا هذا: لنا بك لطف يزيد على كل لطف، إذا تبت من الذنب أنسينا الملك ما كتب وإذا حاسبناك سترناك كيلا يرى الخلق اصفرار لونك بالخجل .
يا معرضا عنا: بمن تعوضت؟ يا ملتفتا عنا: لماذا فوضت؟؟ قف على الدرب وأنشد ظعائن الغاديني.
أنين المذنبين أحب إليّ من زجل المسبحين.
واعجبا يتحبب إليك وهو عنك غني، وتتمقت إليه وأنت له فقير، إن تأخرت قربك، وإن توانيت عاتبك، ما آثر عليك من المخلوقات شيئا، وأنت تؤثر عليه كل شيء، فنكس رأس الندم، قبل العتاب، فمالك عن هذا جواب

وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس