عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-27-2009, 02:13 PM
 
" الزوجة ".. صمام الأمان للرجل الشريف

" الزوجة ".. صمام الأمان للرجل الشريف


البيت المسلم بيت متوازن بين الدنيا والآخرة.. أهم ما يميزه طلب الحلال وتحريه، وقد ينعم الله على الزوجة بزوج يحمل كل المعاني الإنسانية والصفات الطيبة والأخلاق النبيلة التي تمنعه من التردي في مزالق الفساد والانحراف، لكن الحياة تمر بكثير من المنعطفات التي تهدد الأسرة وتعصف بكيانها، عندها تجد الزوجة نفسها أمام اختبار صعب يفرض عليها أن تكون صمام الأمان لزوجها وأبنائها، فيستمدون منها القوة والصلابة والقدرة على مقاومة الانحراف والمغريات التي تودي بالشرف وتهدد الكيان الأسري كله بالانهيار. كان لرجل سيارة قديمة يستعملها بدون عناية، وكان يضعها في أماكن عرضة لعبث الأطفال، ويدخل بها أزقة ضيقة دون أن يخاف اصطدامها بجدران البيوت المتهالكة وما تحدثه تلك الاحتكاكات من خدوش تضعف السيارة وتؤثر على شكلها الخارجي، وكلما سأله أحد لماذا تستعملها بهذا الشكل؟ يرد عليه بأنها قديمة ومن كثرة خدوشها صار لا يخاف عليها من الخدوش الجديدة.
وفي يوم من الأيام اشترى سيارة جديدة فكان يغطيها حفاظا عليها من الأتربة، وامتنع عن الدخول بها إلى الأزقة السابقة، واختار لها مكانا آمنا ليحميها من عبث الأطفال والخدوش التي قد يحدثها بها المارة عن غير قصد.
ويمكننا هنا أن نشبه الشرف بالسيارة الجديدة، يحافظ الإنسان الشريف عليه بكل السبل والوسائل، كما حافظ صاحب تلك السيارة على سيارته الجديدة، أما إذا أصاب الشرف خدشا فلا يهتم صاحبه بكثرة الخدوش اللاحقة التي قد تصيبه فيما بعد.
وعلى الزوجة هنا أن تلعب دورا مهما لحماية شرف زوجها وعائلتها من الإصابة بالمزيد من تلك الخدوش؛ لأنها لو أهملت ولم تقف موقف الحارس الأمين أمام السيارة المكشوفة التي أصبحت مستهدفة من العابثين لتصدعت العربة -أقصد الأسرة- ولانهدم البنيان على كل من فيه.
الشرف كالزجاج
وقد تتساءل الزوجة في حيرة عما يجب عليها فعله عندما تشعر بأن هناك رياحا تهدد شرف زوجها والعائلة من ورائه.. وإليها أقدم مجموعة من الخطوات المحددة نأمل أن تساهم في احتواء الأزمة والخروج منها بأقل الخدوش الممكنة:
1- كوني حازمة على الدوام فيما يتعلق بمسألة الشرف والتمسك بالقيم والمبادئ أمام الزوج والأبناء، ولا تساعدي على أي سلوك يمس الشرف من قريب أو بعيد مهما صغر شأنه، ليكون الحفاظ على الشرف مسألة منتهية بالنسبة لأفراد أسرتك.
2- لا تكلفي زوجك إلا ما يطيق طبقًا للأحوال، وارفعيه بيدك عن مواطن الضيق، فحمل الصخور أخف من حمل الديون.
3- إذا وقع المحظور وانزلق الزوج برغم ذلك في عمل مخالف.. ضعي خطة حكيمة لغلق الباب الذي يأتي منه الريح مهما كان نوعه واتجاهه.
4- وضحي للزوج أن الشرف كالماء إذا انسكب لا يمكن جمعه، وكالزجاج إذا انكسر لا يمكن إصلاحه.
5- أيقظي بداخله المشاعر الدينية واستحضري الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحذر من المال الحرام، وذكريه دائما بأنه مهما كثر فلا بركة فيه وأن الحلال هو الأنفع والأضمن للفوز بالدنيا والآخرة.
6- حذريه من اتباع الطرق غير الشريفة في كسب المال، وفكري معه كالتالي:
لماذا أريد المال؟
الجواب: أريده كي أكون شخصا مهما في المجتمع.
هل أستطيع أن أكون مهما اجتماعيا بكسب المال بالطرق غير الشريفة؟
الجواب: يمكن لفترة قصيرة، أما بعد انكشاف الأمر فسأسقط إلى الحضيض الأسفل ولن يبق لي أي قيمة في المجتمع.
إذن كسب المال الشريف حتى لو كان قليلا هو الذي يؤدي إلى كسب المكانة الاجتماعية والاحترام.
7- حدثيه عن تأثير المال الحرام على الأبناء من خلال أمثلة لشخصيات قريبة منكم، ووضحي له كيف أضاع هذا المال هؤلاء الأبناء، وقضى على مستقبلهم وسبب لذويهم الكثير من المشاكل والمعاناة.
8- اطلبي منه التوبة وذكريه دوما بأن الله يغفر الذنوب جميعها إلا أن يُشرك به، حتى لا ييأس من رحمة الله فيتمادى في الإثم ويتمسك بذنبه ليضمن مغانم الدنيا.
9- اجتهدي في البحث عن بعض الحلول المادية واعرضيها عليه حتى تشعريه بأن هناك مخرجا للأزمة بعيدا عن الانحراف.
10- خاطبيه بلسان الحب والود ولا تحادثيه بمنطق المعلمة الناصحة حتى يستجيب لك ويلين جانبه، وأظهري له تمسكك به وعدم تخليك عنه وأكدي له أن وجوده إلى جوارك أهم عندك من أموال الدنيا ومغرياتها.
11- الجئي إلى أولادكم واعرضي عليهم المشكلة خاصة إذا كانوا في سن يسمح لهم بتفهم الأمر والنقاش حوله، واطلبي منهم محاولة إقناع أبيهم بالعدول عن موقفه، على أن يعتمدوا في حوارهم معه على بيان استعدادهم للتنازل عن مطالبهم المادية التي ترهقه والتي ربما تكون الدافع وراء سلوكه المرفوض.
12- استعيني بأفراد العائلة من أهل الحكمة والرأي السديد واشرحي لهم خوفك على شرف الزوج الذي يمثل شرف العائلة جميعها، واطلبي منهم مساعدتك في الحفاظ عليه، واعقدي اجتماعات للعائلة بهذا الخصوص بشكل مستمر دون تراجع أو إهمال لتدارس الأمور بحكمة وروية.
13- أكدي عليهم ألا يلجئوا إلى كتمان الأمر أو يعملوا شيئا في الخفاء إذا أعيتهم الحيل معه؛ لأنه مهما خفي الجرم فترة من الوقت فستكشفه الأيام والفضيحة آتية لا محالة.
14- أعطي لزوجك الخيار إما الحفاظ على شرف العائلة وإما خسارة الشرف وخسارتك معه، فإن اختار الأول كوني فخورة به، وإن اختار الثاني اتركيه ولا أسف عليه.
15- صارعي إلى النفس الأخير لحماية الزوج والأبناء من الانخراط في المزالق، واعلمي أنه لا يوجد إنسان مثالي مائة بالمائة، وأن الاحتواء هو الأسلوب الأمثل في إدارة هذه الأزمات، وليس البتر والتهديد.( إسلام أون لاين0نت) امل المخزومي
رد مع اقتباس