عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 03-08-2009, 09:47 PM
 
رد: **روايه رومنسيه **جاميان وليندا (ارجو منكم قرائتها للاخر)

التكمله .........
كان جاميان يرتدي زي رجل عادي، قميص سماوي وبنطالا أسود .. وعندما وصل إلى لوكايا كانت بالفعل مدينة رائعة وتستحق أن تكون العاصمة ...
سار جاميان بهدوء وهو يتأمل سكان المدينة واقترب من أحد الأكشاك التي تبيع الكتب وقال:
- المعذرة .. هل تعرف أين أجد منزل عائلة بنكوبر؟؟
حدق الرجل بجاميان وقال بحدة:
- أنت لست من هنا أليس كذلك؟؟
لم يرتبك جاميان ورد بقوة :
- نعم أنا جندي من برودجيا .. وقد جئت لزيارة صديق لي يدعى جيرودا
قال الرجل بهدوء وهو يبتسم ابتساة لها مغزى:
- آه .. فهمت لقد جئت بعد أن اعطو الجنود إجازة اثناء الهدنة ..
- أممممم ... هذا صحيح، هل لك أن تدلني على المنزل؟
- نعم انه منزل كبير يقع على بداية طريق آيد .. يمكنك أن تسلك الطريق الموازي لذلك الشارع كبداية لك ..
- شكرا ..
توجه جاميان بمركبته الصغيرة إلى طريق آيد متتبعا إشارات توضيح الطرق ..
وعندما وصل بالفعل شاهد ذلك المنزل الكبير المكتوب على بوابته " عائلة بنكوبر" كانت الحرب قد تركت طابعا سيئا على جمال المدينة ويبدو ان الجزء الخلفي من المنزل الضخم قد تعرض للقصف .. فقد كان متهدما ومخيفا ..

بهدوء خارجي ،، وتوتر وفيضانات داخلية طرق جاميان على البوابة الكبيرة..
بجهاز على الباب سمع الرد .. عائلة بنكوبر من أنت؟
نظر بدقة فلاحظ جهاز كاميرا صغير لمراقبة الباب فقال جاميان :
- أنا جندي، صديق جيرودا هل يمكنني مقابلة السيدة آيريس؟
في الحال فتحت البوابة اتوماتيكيا ودخل جاميان إلى الحديقة ومنه سار حتى البهو الكبير وهناك ظهرت والدته تمشي بسرعة وعلى وجهها آثار الخوف الشديد .. وقالت :
- أهلا بكك أيها الجندي .. هل تتفضل لبعض الوقت؟
- شكرا لك..
سارت آيريس بجوار جاميان وعندما دخلا إلى غرفة الجلوس قالت آيريس بقلق :
- هل حدث شيء لابني؟؟ لقد أخذ كل الجنود إجازة عدا هو.. ولم يتصل منذ اسبوع .. أرجوك هل حصل له أي مكروه؟؟
كان جاميان يراقب أمه الجميلة بإعجاب كبير ثم قال برقة :
- في الحقيقة انا أظن انه بخير .. ولكنني لم آتي من أجل جيرودا في الواقع ..
ذهلت آيريس وقالت بارتياب:
- أنا لم أفهم قصدك بعد ...
صمت جاميان كأنه لا يعرف كيف يبدأ الموضوع ثم قال بتردد يشوبه بعض القلق:
- كنت أظن أنك تبحثين عن ... زوجك؟؟ البين - كاج \ ديوفري؟؟
وقفت آيريس في دهشة وقالت بصوت مبحوح وهي غير مصدقة:
- هل تعرفه؟؟ هل هو بخير؟؟ أين هو ؟؟
ابتسم جاميان ابتسامته الرائعة وقال وهو يضع يده على صدره :
- يسعدني أن أراك أخيرا .. أدعى جاميان ديوفري ..
راقب جاميان وقع الكلمة الأخيرة على مسمع والدته .. لم تصدق أمه ماتسمعه أذنها وتمتمت باندهاش:
- جاميان ؟؟ جامي ... ديوف ؟؟
قبل أن يستوعب جاميان مايحص كانت أمه تسقط مغشيا عليها بين ذراعيه ...
................. " أمي ؟؟ هل أنت بخير؟؟ "
سمعت آيريس تلك الكلمة وهي تفيق وأثناء غياب والدته عن الوعي تعرف جاميان إلى جدته وخالته اللتان غمرتهما الفرحة، قالت خالته بيريزا :
- انت تشبه والدك كثيرا ولذلك صدقناك من فورنا ...
ابتسم جامي وعاد ينظر إلى والدته التي فتحت عينيها ببطء فقالت الجدة العجوز وهي تمسح على شعر ابنتها في حب :
- آيريس يا عزيزتي أخيرا سوف يلتم شملك بعد كل هذه السنوات ..
لم تصدق عينيها وانتفضت من فراشها لتعانق صغيرها الذي أصبح رجلا قويا .. أخذت تمسح على وجهه وتنظر في عينيه غير مصدقة أنه ذلك الرضيع الذي تعتقد انه مات منذ تسعة عشر عاما ..
- جامي يا قلب أمك .. هل انت بخير؟؟ ووالدك هل أصبح عجوزا مثلي ؟؟ واختك تانوها ؟؟ هل أصبحت في العشرينات؟؟ هل تزوجت؟
كانت تسأل بفرحة ولكن جاميان صمت قليلا ثم قال :
- لقد فقدنا تانوها منذ أعوام كثيرة .. حتى انا لم أعرفها يوما ..
أصيبت الأم بخيبة الأمل .. ولكنها لم تكف عن الابتسام في وجهه وسألت :
- ووالدك؟ لقد اشتقت إليه كثيرا ..
- إن أبي كاد يصاب بنوبة قلبية عندما أرسل جيرودا الرسالة التي تخبرنا فيها بانك بخير ..
- جيرودا ؟؟ هل قابلته ؟؟ كيف التقيتما ؟؟
قص جاميان عليهم كل ماحصل وانه بالفعل لم يقابل جيرودا فعليا، وقال جاميان :
- إن اخي ذكي جدا لأنه عرفني وتصرف بتلك الطريقة .. أنا سعيد جدا لأنه شقيقي الأكبر ..

كان على جاميان الرحيل في ذلك اليوم ليلحق بموكب السفراء العائد إلى بانشيبرا وكان قد أخذ كل أوراق الهوية المزيفة لوالدته ولكن ردها احبط جاميان :
- جاميان الوقت ليس مناسبا لكي أعود على بانشيبرا .. أخوك كيف سيعود ولن يجدني ؟
رد جاميان بعصبية :
- لا يا أمي ستأتين معي وجيرودا سيلحق بنا فيما بعد!
نظر جاميان إلى خالته وجدته متستغيثا، فقالت جدته تكلم آيريس :
- آيريس ماهذا السلوك .. هل ترفضين الذهاب إلى عائلتك ، وديوفري الذي لم نكن ننام الليل بسبب بكاؤك عليه .. ألا تودين رؤيته ..
أجابت آيريس وهي تنظر إليهن بحزن :
- ولكن هل سأترككن في الحرب هكذا ؟
- أنت ستعودين إلى منزلك يا آيريس ونحن لا تخافي علينا تعلمين أن أخوك إلى جانبنا دائما ...
صمتت آيريس في استسلام وقفز جاميان يعانق جدته وخالته ويصيح :
- شكرا لكن، صدقاني سأعود مجددا لزيارتكن وسأصطحب معي عائلتنا الجديدة..
فرحت الجدة ومسحت على شعره ثم تساءلت :
- لكن يابني، رغم أن أخوك يكبرك بعام وحد إلا أنني أراه أكبر منك بكثير وانت تبدو لطيفا ووديعا كقط صغير ! أنا خائفة فعلا عليك!
ضحك جاميان وقالت آيريس :
- يا أمي الشكل ليس مهما أبدا .. وأظن ان جامي قوي مثل أخيه ..

وبعد أن ودعت آيريس والدتها وشقيقتها وذرفت الدموع انطلقت مع ابنها الصغير عائدة إلى بانشيبرا مع موكب السفراء ..
وبالفعل كانت الخطة محكمة جدا ودخلوا مع الموكب إلى حدود بانشيبرا بسلام وعندها قال جاميان :
- الآن سوف نرى والدي أكيد أنه سيستقبلنا..
وضعت آيريس يدها على قلبها وقالت بسعادة:
- أنا خائفة أن أموت قبل هذا اللقاء ..
قال جاميان مازحا:
- سأرى مراهقين يلتقيان بعد غياب .. هههههههههه
- ولد !
ضحك جاميان وهو يمضي بصحبة أمه وقتا ممتعا وعندما وصلوا إلى العاصمة بانشيبرا ورأت آيريس ديوفري ينظر بشوق إلى مركبة جاميان ..
فتح ديوفري باب آيريس وظل يحدق بعض الوقت بآيريس بنظرات لا مثيل لها تحمل الحب والشوق واللهفة والانتظار .. حتى إن آيريس أغلقت عينيها الدامعتين ..
نظر جاميان بفرح إلى والديه ثم فتح باب مركبته وانطلق بعيدا ...
قالت آيريس تحرك الجو المشحون :
- لقد أصبحت رائعا يا ديوفري، تعجبني تلك الخصلات الفضية التي ظهرت في شعرك ..
التف ديوفري حول المركبة وجلس مكان جاميان ثم قال باسما :
- وانت ، رائعة كما كنت لم تتغيري أبدا ..
شعرت آيريس بالفرح .. وكأنها عروس صغيرة في ليلة زفافها ...
ومن بعيد ألقى جاميان نظرة خاطفة على مركبته .. وابتسم لأن تلك المهمة كانت الأفضل والأخطر على الإطلاق ..

----------------------------------------------------------------------------