عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-12-2009, 08:57 PM
 
البحث عن الزيتون

نظرت عبر النافذة المفتوحة الى تلك الاسلاك اللعينة التي تحاصر المدينة لقد وضعها الاعداء .....عزلو المدينة بحجة .........
تنهدت و هي تراها،تذكرت زوجها الذي استشهد منذ عام في مثل هذا اليوم ،فالتفتت الى حيث يجلس ابنها الصغير الذي لم يبلغ الثامنة من عمرة بعد الذي كان يرقبها و ان تظاهر بالقراءة ،فاغلقت النافذة باحكام ،ثم احكمت ربط حجابها و قالت له :
_امكث هنا حتى اعود .
فنهض و هو يقول :
الى اين انت ذاهبة؟
نحتاج الى بعض الزيتون،ساذهب لشرائه.
_بل اذهب انا ،و امكثي انت في المنزل
_لا....ابق و اقرا دروسك .لن اتاخر
وقبل ان تفتح الباب قالت:
_ان لم اعد بعد ساعة....
و توقفت قليلا و الدموع تكاد تطفر من عينيها ثم اردفت :
_فبامكانك تناول الغداء حتى يعود جدك من الصلاة لتخبرة بانني لم اعد .
نهض الصغيروهو ينظر الى امه التي كانت تنظر اليه نظرات ملؤها الشجاعة ثم خرجت و اغلقت الباب بالمفتاح.
سارت في ذلك الشارع الذي اصبح شبة مهجور ،لقد رحلت الكثير من العوائل عن هذا المكان ،فلم يبق احد فيه الا بعض العائلات التي الت على نفسها ان تموت في ارضها على الرغم من الاعتداءات التي تتعرض لها.

فتح باب اخر و خرجت منه فتاتان ،نظرتا اليها و ابتسمتا ،ثم سارتا الى جانبها من دون ان تنبسا بشيء.لم يمض وقت طويل حتى عادت الى المنزل مع صاحبتيها اللتين اسندتاها و هما تحاولان اخفاء الجرح الذي راح ينزف بغزارة ووضعتاها على السرير و جالت احداهما في ارجاء المنزل الصغير الذي تقطنة بحثا عن الصغير ،و لكنها لم تجده هلعت الام و ارادت ان تنهض الا انهما امسكتاها،
قالت احداهما :
_ربما خرج يلعب .
فردت الام وهي تلهث من اثر الجروح :
_مستحيل الباب مقفل فكيف خرج.
لم يمكثن طويلا حتى سمعن حركة تاتي عبر النافذة,فظهر منها راس صغير فاذا بطفلها ينط من النافذة الى الداخل ،فوجئن به و فوجىء بوجودهن.
نظرت امه الى يديه و ثيابه المتربة،بتسم وهو ينظر الى وجهها المتسائل ،فقالت له :
_اين كنت؟
فاجابها وهو يعبث بشعرة و الابتسامه لا تفارقة:
_لقد كنت اجاب زيتونا.

..اتمنى ان تنال اعجابكم..

اختكم m.a.a
__________________
{لا تستوحشو طريق الحق لقله سالكيه}