هل بدأ الأسرى وشاليط بحزم أمتعتهم؟!
القاهرة – فلسطين الآن – خاص – أفادت مصادر مقربة من المفاوضات التي تجري بين وفد أمني كبير من حركة حماس وبين المبعوثين الصهيونيين لإنهاء ملف شاليط بوساطة مصرية أن الطرفين قريبين جداَ من توقيع اتفاق صفقة لتبادل الأسرى يتم بموجبها الإفراج عن الأسرى الذين تطالب بهم حركة حماس مقابل الإفراج عن الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط. وأفادت تلك المصادر أن الخلاف يتمحور حول مطلب الاحتلال بإبعاد العشرات من كبار الأسرى الفلسطينيين من الوزن الثقيل الذين سيتم الإفراج عنهم في الصفقة المتوقعة، منوهةَ بأن "قرارًا تم اتخاذه بخصوص بقاء الوفد الصهيوني في القاهرة لمواصلة المحادثات مع حركة حماس بشأن المسألة". وقد أوعز رئيس الحكومة الصهيونية أيهود أولمرت الليلة الماضية إلى مبعوثَيْه في القاهرة رئيس جهاز الأمن العام الصهيوني "الشاباك" يوفال ديسكين ومسؤول ملف الأسرى عوفر ديكل بتمديد محادثاتهما مع كبار المسؤولين المصريين ل 24 ساعة أخرى. وبينت تلك المصادر أن هناك تقدمًا في صفقة التبادل، مضيفة أن الكيان الصهيوني وافق على الإفراج عن مزيد من الأسرى، معربة عن أملها في "وجوب الموافقة على إطلاق جميع الأسرى". وألمحت المصادر أن الأسرى المنوي الإفراج عنهم بينهم الأسير الفتحاوي مروان البرغوثي، وأحمد سعدات الأمين العام "للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". الخبير في الشئون الصهيونية ناجي البطة أكد أن هناك ثلاث سيناريوهات أمام الاحتلال الصهيوني، أولها أن توافق قوات الاحتلال الصهيوني على شروط الفصائل الفلسطينية، وتبرم صفقة يتم بموجبها الإفراج عن المئات من الأسرى الفلسطينيين وفي المقابل يفرج عن الجندي جلعاد شاليط، أو أن يكون مصير شاليط كمصير نحشون فاكسمان إذا حاولت القوات الصهيونية تحريره بعملية عسكرية، أو أن يكون مصيره كمصير الطيار الصهيوني رون أراد الذي سقطت طائرته في جنوب لبنان، لافتاَ إلى أن الأمر بيد رئيس الوزراء الصهيوني المنصرف إيهود أولمرت. وشدد البطة في تصريحات صحفية إلى أن أي تأجيل لملف الجندي الأسير إلى عهد حكومة نتنياهو دون أن يحل في ظل حكومة أولمرت، سيدخل ملف ذلك الجندي في ملف رون أراد، أما إذا كان أولمرت يخطط للعودة من جديد للحياة السياسية فان موضوع جلعاد شاليط سيفيده في ذلك، لافتاَ إلى أن الأمر يحتاج إلى عرض الملف على المجلس الوزاري ويأخذ به قرار، فتنفيذ الصفقة هو بيد أولمرت الذي يملك كامل الصلاحيات في هذا الجانب. كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس من جانبها أكدت أن التصريحات الصهيونية بموافقتها على شروط حماس بشان شاليط دليل على نجاح كبير للمقاومة الفلسطينية وفشل العدو الصهيوني لإنهاء هذه الصفقة بالطرق العسكرية . وأضاف أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في تصريحات صحفية " إن هذه الصفقة هي مسالة إنسانية يجب إنهاؤها بالالتزام بشروط المقاومة وكان الاحتلال الصهيوني يستطيع إنهاء هذا الملف منذ الأيام الأولى للعملية وذلك بدفع الثمن الذي طلبته المقاومة الفلسطينية. وقال أبو عبيدة:" ان حركة حماس لم تبلغ حتى الآن رسميا بموافقة الاحتلال الصهيوني على الإفراج عن 450 مقابل شاليط من قبل الوسيط المصري ولم نبلغ رسميا أن الاحتلال الصهيوني قد وافق على الشروط كاملة غير منقوصة ". وأشار إلى أن الاحتلال الصهيوني يشترط في بعض الأسرى الفلسطينيين الإبعاد وليس العودة الى ارض فلسطين بمعنى الإبعاد خارج فلسطين وهذا ما رفضناه، أما حتى الآن لا نستطيع أن نتحدث عن حراك جديد وفعلي ينهي الصفقة سريعا جدا ونحن لم نبلغ عن قبول العدو الصهيوني بالشروط كاملة". وعن المطالب الصهيونية المتكررة من حماس بتليين مواقفها اتجاه صفقة الأسرى قال ابو عبيدة :" لا مجال أمامنا لتليين المواقف، فنحن قلنا منذ البداية ان هذه الشروط شروط نهائية ولا مجال فيها للتراجع لأنها تتعلق بحياة أسرى ربما هذه تكون الفرصة الحقيقية الأولى لإخراجهم من الأسر وخاصة أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات، وبالتالي لن نتنازل عن شيء من شروطنا مقابل الإفراج عن شاليط".