عرض مشاركة واحدة
  #1673  
قديم 03-19-2009, 02:07 PM
 
رد: ] [ لم أقسى ياحبيبتي الا من خشيتي البعاد ][

14 و الأخير )





وصلت حالي إلى حافة الهاوية , لم اعتقد أبدا إن الأمور من الممكن أن تتعقد أكثر مما كانت عليه , أتعلمون ما يعني
هذا , وتعلمون إذاً ما الشيء الوحيد الذي جعلني أتحمله , في كل مرة يشتمني , في كل مرة كان يمد يده فيها علي ,
الشيء الوحيد الذي جعلني أتحمل هو احتمال رجوعها , كيف استطاعت فعل ذلك , ربما كان لديها سبب مقنع لتركها
المنزل و الرحيل سابق , اعني , من يستطيع تحمل هذا الرجل , و مع ذلك تركتني معه و أنا في هذا السن و في اشد
الحاجة إليها , صبرت ما يقارب السنتين معظم لياليها كنت اختبأ في غرفتي و أنا اسمع أصوات ضحكات أصحاب
والدي الخبيثة , و مع ذلك , والدي عندما لم يكن بهذا السوء عندما لا يتعاط أو يشرب , و ها أنا الآن , لن يمضي
الكثير على إتمامي سنة كاملة في هذا المنزل , و المرات الوحيدة التي أكون فيها سعيدة هو حين أكون بقرب خالتي ,
و مع ذلك منعني هو عنها
توجهت لأجلس في احد زوايا الصالة و أنا اظم قدماي بقوة , لم اشعر بهذا الحزن و هذا الخوف من قبل ت, تبللت
رموشي بقطرات الدموع التي و خانتني سقطت هي الأخرى و سرعان ما مسحتها , إذا كنت قد استحملت كل هذا من
قبل فالتأكيد هذا لا يعني إنني سأستحمله الآن , وقفت بصعوبة و أنا استند على الجدار , كانت أنفاسي عالية دافئة , و
الرؤية لا تكاد تكون واضحة أمامي , لا اعلم كيف أمكنني السير , السير , و إلى أين إليه هو , و من بإمكاني أن الجأ
إليه إذا , أنا فقط لا أريد الجلوس لوحدوي هكذا , ليس سهلا أن تعيش يوم بعد يوم و أنت تأمل فقط بان تتغير الأحوال
و مع ذلك لا تنفك الأحوال تسوء , يمر كل يوم و أنا أتوقع السوء بعده , لكن ليس هذا , ليس هذا الخبر , وصلت إلى
باب الغرفة و لا اعلم كيف استطعت ذلك , وضعت يدي على مقبض الباب و التردد يتضارب بداخل رأسي كما
الحوادث الصغير , و لم علي اللجوء إليه , هو لا يهتم لأمري , نفضت هذه الفكرة التي لا تفيد بشيء , رفعت يدي
لأرفع خصلات شعري و فتحت الباب بيدي الأخرى , كان نظري لا يزال موجها للأسفل , رفعتها شيء فشيء إلى أن
رأيته يجلس على السرير يتسامر على الهاتف و الضحكات لا تفارقه , لا اعلم يا عبد الله , هل أقول بأنني أكرهك , أم
إني أحسدك على فتورك هذا , لم اقدر على الوقوف أكثر , و حالتي النفسية ساعدت بالكثير على انهياري , وضعت
يدي بسرعة لأسند نفسي على قبضة الباب , حينها فقط التفت إلي هو , وقفت أنا متداركة نفسي , و رفعت خصلات
رأسي التي تساقطت من جديد و أنا أحاول أن أقف باستقامة , لا اعلم ما الذي رأيته في عينيه , القلق أم الخوف , على
أي حال أنا بالكاد كنت استطيع لمح تقاسيمه التي أعادت إلي ذكريات قاسية عانيت فيها منه طوال هذه المدة , لا أأبه
حقا إذا كان موته هو ما سيبعده , كل ما اعلمه إنني وصلت إلى مرحلة أصبح فيها الصبر أمرا بعيد المنال , سار
مسرعا باتجاهي ليسندني , و ما كنت لأفعل لو لم تحفر زخرفات المقبض في يدي , استعدت توازني بسرعة و سرت
إلى السرير , وضعت يدي بإرهاق و زحفت بقدمي عليه لأضجع و أنا أعطي ظهري إليه , لم اهتم بردة فعله
عبد الله:
وضعت يدي فورا على صدري , كان وجها شديد الاحمرار و المرض واضح من أنفاسها العالية هذه , كيف كنت
اجهل حالتها هذه , أادعي بأنني اعشقها , إذا كيف أمكنني ألا ألاحظ ما وصلت إليه حالتها , توجهت إليها و هي
تتحاشاني , كان قلبي يخفق بسرعة , ما الذي حدث ليصل بها المطاف إلى هذا الحال , جلست بجانبها و وضعت يدي
على جبينها , كان يتقد من شدة حرارته
عبد الله: أنتي محمومة !!
أدرتها على ظهرها و هي تتنفس بصعوبة و ترتجف في نفس الوقت , و مع ذلك أبعدت رأسها لتتحاشاني , استحق
ذلك , نعم استحق ذلك , لا أتوقع الأفضل بعد كل ما فعلته , سحبت الغطاء لأغطيها به و هي لا تزال ترتجف ,
توجهت مسرعا إلى الخزانة لأجلب لها غطاء آخر , ركعت على ركبتاي و أنا امسك بيدها التي لم تحاول حتى أن
بعدها عني و هذا ما أخافني حقا , قربت يدها من فمي و حاولت أعادت الدفء إليها , حينها فقط أبعدتها عني , ألهذه
الدرجة تحتقرني , لا يمكنني أن اتركها هكذا يجب علي أن افعل شيءً
عبد الله: من الأفضل أن أنقلك إلى المستشفى حالا
لم تبدي أي ردة فعل , ينقبض فؤادي على رايتها ملقية هكذا , لا حول لها و لا قوة , وقفت بسرعة لأؤخذ ستراتها من
الخزانة و عدت إليها , أزلت الأغطية لألبسها إياها حتى أردفت بصوت مبحوح متقطع
سارة: لا تفعل
بقيت متجمدا في مكاني كأنني صنم من أصنام ثمود إلى أن مدت هي يدها لتضعها على مقدمة كتفي و أبعدتني عنها
بهدوء و عادت إلى موضعها و هي تتحاشاني , و ما الذي تعنيه بأن لا افعل , و هل اتركها هكذا إلى أن تزيد حالتها ,
لم أرد أن أعاندها , وضعت السترة على المنضدة , إذا لم استطع أخذها إلى المستشفى ليعتنوا بها , علي الاعتناء بها
بنفسي , وقفت و أنا أسير خارجا إلى المطبخ الصغير , و أخذت بعض الحبوب المسكنة التي غالبا ما استخدمها , و
سكبت بعض المياه التي حرصت بأن تكون فاترة و عدت إليها , وضعت المياه و الحبوب على المنضدة , تأملتها قليلا
و من ثم مددت يدي لأرفعها قليلا و تكون نصف جالسة , أخذت الحبوب و مددت لها اثنتين
عبد الله: يجب عليك تناولها لتتحسن حالتك
كانت ترمقني بنظرات غريبة لم اعرف كيف أصنفها , لكن اعتقد بأن الهدوء هو أكثر ما كان يشع منها , أخيرا رفعت
يدها لتأخذ الحبوب, أعطيتها المياه و تناولتها بسرعة , جلست على حافت السرير وابتسمت و أنا أضع يدي على
رأسها و امسح عليه كما لو كانت طفلة صغيرة , أردتها بأن تعلم بأنني بجانبها , و لكن يبدو أن جميع محاولاتي تبوء
بالفشل , أبعدت رأسها عني و هي تراقب أطراف أصابعها المجودة على حضنها , فتحت فمها كما لو كانت ستنطق
لكنها عدلت عن ذلك
عبد الله: ما الأمر , أتحتاجين لشيء ما
أسندت نفسها أكثر لجلس بشكل أفضل و هي تتنهد بتعب , قرصني قلبي فلا اعتقد إنني سأسر بسماع ما هي على
وشك أن تقوله , بدت مترددة تمامً , و للمرة الأولى منذ عرفت فيها سارة أرى فيها دمعة تسللت خارج عينيها لتتدحرج
بسرعة على وجنتيها و ينتهي بها المطاف بأن تسحق بيد سارة الصغيرة , لكن أصحاب هذه الدمعة لم تتوانى في
اللحاق بها واحدة تلو الأخرى , أتألم و أتمزق بداخلي و أنا اسمع شهقاتها التي تحاول كتمانها , أي حال هو حالي و أي
حال هو حالك حبيبتي , نطقت بكلمات مفرقة بصوتها المبحوح
سارة: عبد الله , ارجوا حقا أن تأخذ كلامي هذا بجدية ( نظرت إلى عيناي ) اناا , أنا فقط لا استحمل هذا بعد الآن ,
تعلم بأن الأمور لن تتحسن أبدا بيننا , والدك ربما حاول أن يؤويني عندما ربط مصيري بك , و لكن أنا متأكدة بأنه
سيتفهم الأوضاع هذه ما إن تخبره بها , و لن يمانع في , في الطلاق
وقفت في مكاني و أنا منصعق بهذه الكلمة , و لا اعلم إن دخلت إلى مسامعي طلاق ام هلاك , أتدرك هذا الكلام ,
أتدرك كيف يكون عبد الله من دون سارة , وضعت كلتا يداي على رأسي و اضغط عليه بشدة كما لو كنت أعيش
كابوسً , ما الذي حدث , لم يسبق لها من قبل إن ذكرت الطلاق , هذه الكلمة احتمال لم تخطر علي و لو للحظة من
قبل , يا ربي كيف لي أن احتمل كلامها هذا , جلست بجانبها ثانيةً و أنا أفكر بشيء يعدلها عن هذه الفكرة , حاولت
التحدث بهدوء بعيدً عن العصبية
عبد الله: تعلمين ان هذا قرار مستبعد , و لن يوافق عليه
أردتها أن توافقني , أردتها أن تيأس , نعم أن تيأس و تبعد هذه الأفكار عن رأسها , لكني لم اسمع جوابها , بل تقطع
رجائي و انا أراها , غطت عيناها بيديها و هي تبكي بمرارة , قلب من صخر هذا الذي لا يشفق على حالها هذه , كيف
إذا كان قلبي أنا و هو يراها تضعف أمامي من دون أن تأبه , قلقت و خشيت ان تأثر نفسيتها عليها , حاولت بقدر ما
استطيع أن أتمالك نفسي و ان أتصرف بعقلانية , وضعت يدي على كتفيها و نطقت بنبرة خافت حنونة لترتاح
عبد الله: أنت ارتاحي فقط و أنا أعدك بأن احدث والدي بهذا الموضوع
حتى حلقي تألم لنطقه هذه الكلمات , و لكن الأمر يستحق عندما توقفت عن البكاء , أخذت تراقبني و أنا أتأملها , لا
استطيع حتى احتمال فكرة أن أنحرم من رؤية هذه التقاسيم و هذه العينين , إذا لم استطع فراقها بضعة أيام فكيف تتوقع
مني أن أفارقها باقي سني المشئومة , وقفت و هي طأطأت رأسها , بقيت أراقبها للحظات , لا اعلم أأبقى معها أم لا
كنت في حاجة فعلا إلى التحدث مع رغدة , هي الوحيدة التي ستجد لي حلا لهذه المصيبة
عبد الله: سأخرج قليلا لكنني لن أتأخر , فقط احرصي بأن لا تبارحي الفراش
خرجت بسرعة , لم استطع أن أتحمل كلماتها أكثر , نزلت و تجاهلت والدتي التي كانت تناديني , و سرت غير آبه إلى
السيارة و قدتها إلى جهة غير معروفة , المهم أن أكون بعيدا , توقفت بالسيارة بجانب احد الأحياء الفقيرة التي تخلو
شوارعها في هذا الوقت , كنت ممسكا بمقود السيارة بشدة و من دون أن أدرك أخذت انطح رأسي به , لقد فقدت عقلي
يقتصر على إنها متعبة فقط , هي الآن متزوجة و سعيدة و لا يمكن أن افسد سعادتها بأخباري العكرة , تسللت إلى
آذاني صوت أذان المغرب , توجهت إلى اقرب مسجد هنا , لم يكن هناك الكثيرون في هذا المسجد , سوى بعض من
كبار السن , أتممت صلاتي و بعدها كل ما اعرفه إنني قضيت ما يقارب الساعتين , فان لم أكن أصلي , أكون جالسا
و كوعي على ركبتي و يدي على رأسي , كيف لا يكون حالي هذا إذا كان ما أخشاه منذ ستة أشهر كاملة قد حدث , إذا
كنت اعشقها حقا فلا يمكنني تعذيبها هكذا بعد الآن , لكن كيف باستطاعتي أن أبعدها عني , و كأنما احمل الخنجر
أغرزه في أوصالي , لكنني وعدتها و كيف اخلف بوعدي , الحل الوحيد الذي تبقى لي هو أن أبوح بمشاعري , إذا
كان كتمان هذه الأحاسيس كان بسبب خشيتي البعاد , ها قد تحقق ذلك و لم يبقى لي ما اخشي منه , وقفت من مكاني
و توجهت إلى السيارة مع ذاك البصيص الصغير من الآمل , أرجو فقط أن تصدق كلامي فلا أريد أن اجرحها أكثر
مما فعلت , توجهت إلى الجناح و ما إن دخلت وصلت إلي أصوات ضحكات ممزوجة قادمة من الغرفة , سرت إلى
هناك و فتحت الباب ببطء , وجدتها جالسة تتسامر مع خالتها و ابنتيها و ناصر الحقير يقف بجانبها , ما إن رأوني
خفت ابتسامتهم تدريجيا , كيف لي أن احرمها من هذه السعادة , أنا لم أرها تضحك معي هكذا سوى مرات لا تتجاوز
عدد أصابع يد واحدة , استأن الجميع للخروج بعد أنا أوصتني أم ناصر بالاهتمام بسارة , أغلقت الباب و توجهت
جالسً بجانبها و أمسكت بيدها و وضعت يدي على جبينها لأتحسس حرارتها
عبد الله: أتشعرين بتحسن الآن
هزت رأسها مؤكدة , أنزلت رأسها و هي على وشك أن تنطق و أنا أتوسل بباطني بألا تزيد سوء حالي هذا , لكن
اعتقد أن الأدوار لابد أن يأتي لها يوم و تتبدل
سارة: لقد أخبرت خالتي بحديثنا هذا العصر , و أجابتني بأنها ستكون جد سعيدة باستقبالي في منزلها بعد انتهاء كل شيء
مسحت على شعرها و قبلتها على جبينها بحنان و من ثم خرجت من الغرفة من دون أن أردف بكلمة
سارة:
تصرفه معي هكذا يجعلني امقت فكرة الطلاق أكثر , الآن و قد اقتربت نهاية كل شيء يتصرف بلطف بالغ يجعل من
الصعب علي أن أفكر في فراقها , لم يمضي حتى يوم كامل و لكن عنايته قد جعلتني أتناسى كل مر عشته معه , عندما
قبلني أحسست للمرة الأولى بأنه يهتم لأمري و جعل ذلك دغدغات السعادة تضجع على فؤادي , لا يمكنني أن أغير
شيء الآن على أي حال , و ما أدراني انه لا يتصرف هكذا فقط لأنني ذكرت الطلاق , لا , فلقد رأيت هذا الاهتمام في
عينيه مذ أن رآني على هذه الحال , دخل و هو يحمل وعاء من الحساء وضعه على المنضدة بجانبي
عبد الله: يجب عليك تناول الطعام و إلا لن تتحسن حالتك
لو كان بهذا معظم الأوقات لكانت فكرة فراقه مستحيلة و لكن هذا لن يمحي كل ما حدث و كل ما كان على وشك أن
يحدث , لم أرد تناول أي شيء و لم تكن شهيتي مفتوحة , لكنه يدخل للمرة الأولى لذلك المطبخ ليطهو و لم أرد أن
أتعبه من دون سبب لذلك ارتشفت عدة رشفات و بعدها أخبرته بأنني تعبة و أريد النوم , اخذ الأغطية ليغطيني بها من
أسفل قدمي إلى رقبتي
عبد الله: حاولي ألا تفكري كثيرا فأنت بحاجة لبعض الراحة
أومأت برأسي إليه بعدها توجه ليجلس على السرير , كان التعب واضح عليه , هي في الحقيقة من الأوقات
النادرة التي أراه فيها شاحبا هكذا , جلست و الدموع بدأت تتجمع في محجري
سارة: عبد الله ! , شكرا لك
لم انتظر حتى يلتفت إلي و أضجعت ثانيةً و أنا أعطيه ظهري
عبد الله:
بدأت اضعف مرة أخرى , تشكرني , تشكرني أنا الذي لا تكاد تصبر حتى تبتعد عنه , لكنها كلمة تسوى الكثير و هي
تخرج من فمها , خرجت و أنا أطفأ المصباح و سرت لأجلس على الأريكة , مع إنني أتوق للنوم الآن , فلا يزال
الوقت مبكرا , و على الأرجح لن يغمض لي جفن هذه الليلة و سأضطر إلى تناول نصف الحبوب المنومة التي لدي
لأتمكن من النوم , فهذا الشيء الوحيد الذي سيبعدني عن كل هذه الأحداث
رغدة 10:23 صباحً
أغلقت الهاتف و أنا مستغربة , ما الأمر الطارئ الذي يريد أن يحدثني به , صوته لم يكن مطمئنا , ذهبت إلى المطبخ
لأحضر بعض القهوة التي على الأرجح سيكون في حاجة إليها
و لم يمضي دقيقتان حتى سمعت جرس المنزل , ذهبت لأفتح الباب إليه , عندما رأيت تقاسيمه علمت بأن أخي ليس
على ما يرام , أدخلته إلى الصالة , كان يبتسم و يتسامر معي كما لو أن كل شيء على ما يرام , و لكنني اعرفه أكثر
من أي احد غيري , طلبت منه الجلوس و توجهت لأجلب له بعض القوة و من الواضح انه يحتاجها , جلست بجانبه و
أنا أريد الاطمئنان على أحواله
رغدة: عبد الله , أرجوك اخبرني أهناك خطب ما ؟
اختفت ابتسامته مما جعلني خائفة عليه , وقف و هو يمسح على رأسه بتعب ,نظر إلي و أنا أحس كما لو استطيع تلمس
القلق من عينيه , أراد أن يردف و لكن أظن بان هناك غصة منعته من ذلك , انتفض عليه قلبي , ازداد شحوبه و بدأت
المح حبيبات العرق على جبينه و من ثم أنفاسه الغير منتظمة و عندا فتح أزرت قميصه علمت أن الأمر لا يقتصر
على مشاكل واجهها , دخل مراد إلى الصالة في نفس الوقت الذي فقد عبد الله توازنه لكن مراد أسرع و امسك به
صرخت أنا من هول صدمتي و أسرعت إليه , كان مراد يسنده و هو يصفعه بخفة و ينادي باسمه عله يستفيق لكن
بدون فائدة و لم استطع فعل شي سوى البكاء
عبد الله: 3:35 عصرا
فتحت عيناي جاهل للمكان الذي أنا فيه , تصادمت في رأسي أحداث هذا الصباح و استرجعت ما حدث , نظرت من
حولي و وجدت أختي رغدة و القلق واضح على تقاسيمها و توحل إلى راحة و هي تراني استفيق , تقدمت نحوي
كان من الصعب علي فهم كلماتها , لكنني استطعت فهم القليل بأنني مرهق فقط و احتاج للراحة طوال هذا اليوم
لتتحسن حالتي , استبعدت هذه الفكرة عن رأسي , لا اعلم ما الفترة التي قضيتها هنا و لكن حبيبتي تحتاجني و هذه
المرة أريد أن أكون من يقف بجانبها و ليس من سبب حالتها السيئة , كنت شاردً تمامً و غير واعي عما يجري من
حولي إلى أن
رغدة: أرجوك عبد الله اخبرني بما حدث معك
تنهدت و أنا أشيح نظري عنها , و ما الذي بإمكاني أن اخبرها , لكنني علمت بأنها الوحيدة التي ستفهمني و تساندني
لذلك أخبرتها بشكل تدريجي بكل شيء , بمشاعري نحو سارة و موضوع الطلاق الذي لن استطيع تحمله , حتى أنا
بدأت عيناي تلمع و أنا احكي لها أما هي فالدموع لم تفارقها , كنت أدرك بان هذه ستكون ردة فعلها , فهي اقرب
أخوتي إلي و حتى لو لم تكن فهي دائما تكره أن ترى احد ما على هذه الحال , مسحت دموعها و هي تمسك بيدي
رغدة: لا يجب آن تيأس , لقد عاشت معك لوقت طويل و شاركتك الكثير من اللحظات سواء كانت سعيدة أم لا , و أنا
متأكد إنها لابد أن تشاركك و لم جزء من مشاعرك هذه و ما عليك إلا آن تبوح لها
لطالما وجدت إجابتي لديها , رفعت آمالي قليلا , هناك دائما احتمالات غير متوقعة , أخبرتها برغبتي في الخروج من
المستشفى الآن , بالطبع حاولت منعي في البداية و لكن ذلك لم يمنعني , ما هذا إلا إرهاق بسيط و لم يكن هناك أي
حاجة في الدخول إلى هنا بالأصل , حتى الطبيب تردد في السماح لي بالخروج و لكنه وافق على ذلك بعد إصراري
لذلك عدت بعد أن أوصلت رغدة إلى منزلها و أوصيتها بالا تخبر احد بما جرى
حاولت الإسراع قدر الإمكان من دون القيادة بتهور , فلا أريد العودة إلى المستشفى , وصلت إلى المنزل و الإرهاق
خف قليلا , دخلت إلى الجناح و توجهت إلى الغرفة , فتحت الباب بهدوء حين لمحتها تخرج من الحمام لتوها
ابتسمت إليها و هي قابلتني بالمثل
عبد الله: من الواضح انك تحسنت كثيرا
جلست على جهة من السرير أما هي جلست على الجهة الأخرى و ساد الصمت الجو للحظات , و أتمنى لو كان
الصمت هو ما ساد فقط
سارة: هل حدثت والدك أم بعد
شهقت و لا اعلم إن كانت قد سمعتني أم لا , وقفت و سرت ناحيتها و جلست بجانبها , مددت يدي و رفعت خصلات
شعرها بخفة خلف أذنيها
عبد الله: هل أنت متأكدة من هذا القرار
أنزلت رأسها و من ردة فعلها تلك افهم بأنه لم يتغير شيء , ليس بعد على أي حال , تنهدت و أنا متردد كليا , خاصة و
أنا على وشك على نطق ما خشيته دائما , رفعت رأسها و أنا امسك بذقنها
عبد الله: لا اعلم إذا كنت سأغير شيء بما أنا على وشك أن أقوله , و لكن , أنا , أنا فعلا لا أريدك أن تكوني بعيدةً عني
فتحت عينيها بأكملها و تساقطت دموعها التي لا اعلم ما سببها و لكنني واصلت كلامي
عبد الله: اعلم انه يصعب عليك تصديق ذلك , و لكن في هذه الفترة الطويلة التي كنت فيها معي , لقد تعلقت بك , و , و
اعتقد أن ما أحاول قوله هو أنني ( نظرت إلى عينها ) احبك و لطالما أحببتك , بل و أعشقك أيضا
نطقت و لا اعلم كيف نطقت , و ضل ذاك الهدوء القاتل و أنا انتظر و لو كلمة واحدة تخرج من فمها , اجهل ما انتظر
منها و ما أريدها أن ترد علي , و لكن اعتقد أن صمتها هذا يعني بان لا شيء قد تغير , بعد دقيقة من الدمار الداخلي و
انقباضات قلبي التي لا تجرأ على التوقف وقفت و أنا على وشك الخروج , إلى أن أحسست بدفء يديها و هي
تحتضنني من الخلف , تجمدت في مكاني , هذا آخر ما توقعته , بقينا على هذه الحال فترة و اعتقد أن كل منا لا يريد
لهذه اللحظة بأن تنتهي و لو علمت بان هذه ستكون ردة فعلها لما توانيت سابقا في البوح لها , أمسكت يدها التي تضيع
في كفتي و أدرت نفسي و احتضنتها أنا الآخر , صدقوني لن أمانع في أن أظل هكذا إلى يأتي اجلي , ابتعدت عنها
قليلا و وضعت يدي على وجنتها
عبد الله: أهذا يعني بأنك تبادلينني بالمثل
لم تجبني بل ابتسمت و هي تتورد من الخجل و تحاول أن تتحاشاني بنظرها , احتضنها ثانيةً
عبد الله: ههه سأعتبر هذه بنعم
.,،،,..,،،,.
انا و انتي و باجي الناس مالهم مكان
دام بحت و بحتي الخوف بهاذي اللحظة راحل
غادر بغير هذا زمان و بقى حبي لج بأمان
و ما يهم غير ان نكون نحن معً بساحل
.,،،,..,،،,.
طرأ شيء على بالي , شيء كنت انوي فعله منذ وقت طويل و لكنني انتظرت الوقت المناسب لذلك , في هذه اللحظة
لم أرد أن اترك حبيبتي و لكن كان الأمر يستحق , تركتها و أخذت مفاتيح السيارة و أنا أتوجه للخارج , التفت إليها
عبد الله: هناك شيء علي أن افعله الآن , ممم دعني أقول إنها مفاجئة نوع ما , لن أتأخر
سارة:
هذا يوم لم أتوقع أبدا حدوثه , بل و لا زلت اعتقد بأنه تأثير الحمى , مع إنني حاولت في الكثير من المرات بان لا أميل
إليه أو حتى أن أبوح لنفسي , إلا انه شيء حدث و انتهى , و كم أنا سعيدة بأنه يبادلني هذه المشاعر , كيف لا أصدقه
فطريقته في الكلام كانت أكثر من مقنعة بالنسبة إلي , أضجعت و أنا أفكر بما ستكون عليه الأيام المقبلة و من
دون أن أدرك بقيت اضحك على تخيلاتي هذه , في المساء و بعد صلاة العشاء عاد إلى المنزل و من دون أن يخبرني
عن المكان الذي كان فيه , و انه علي الانتظار حتى الصباح , ليس لدي أي فكرة عما هي , و لا اعتقد بأنني اهتم
كثيرا , فلق حصلت مسبقا ما أريد و أكثر
عبد الله: 9:13 صباحاً
جهزت و جلست على السرير و أنا أحاول إيقاظها , ما كان عليها السهر ليلة البارحة , فتحت نصف عينيها و هي
تبعدني بيديها لتتابع النوم , أبعدت عنها الغطاء و حملتها بيدي الاثنتين
عبد الله: هههه اعلي إبعادك بنفسي عن هذا الفراش
أخذت تضحك و تصرخ طالبةً مني أن انزلها , حملتها إلى باب الحمام و أنزلتها و أنا امسكها من أذنها بمزاح
عبد الله: سأنزل بالأسفل و أريد أن أراك بعد دقائق , مفهوم
هزت رأسها و هي تضحك أما أنا نزلت إلى الأسفل و بقيت انتظرها في السيارة و بعد دقائق لمحتها تتقدم و هي
ترتدي تنوره مشابه لتلك التي ابتعتها لها في حفل زفاف رغدة و لكن مع بعض الاختلافات , كانت اقل ما يمكنني
القول , مثاليه , صعدت و طوال الطريق كانت تحاول استجوابي عن المكان الذي نتوجه إليه و أنا ارفض ذلك , بعدها
وصلنا إلى احد البنايات التي لا تبعد الكثير عن منزل والدي , توجهنا إلى احد الشقق في الطوابق العلوية و فتحت لها
الباب و هي مستغربة , بعد أن دخلنا إلى تلك الشقة الفاخرة
عبد الله: فقط ظننت انه حان الوقت لننتقل للسكن نحن الاثنان فقط
فرحت و هي تراقب الشقة بإعجاب و أمسكت بيدي و هي تبتسم , تلك الابتسامة التي سأحاول دائما أن أبقيها على
شفتيها
سارة: إنها رائعة
اصطحبتها لترى باقي الشقة و توجهت معها إلى غرفة النوم الواسعة , تركت يدي و هي تقفز على السرير الكبير و
الذي يختلف تمامً عن السابق
سارة: و أخيرا سنحظى ببعض الراحة عند النوم
توجهت نحوها و ابتسامتي لا تفارقني , أكاد اقتنع أحيانا بان كل هذا يحدث أثناء نومي , و لكن كم أنا سعيد بأنني لست
كذلك , جلست بجانبها و أنا أطوقها بيدي و أضع جبيني على جبينها
عبد الله: أرجو فقط ألا تظنني بأنك ستنامين بعيد عني , فانا لا انوي الابتعاد عنك و لو للحظة
ابتسمت و هي خجلة تمامً و أنا قربها إلي أكثر
:::
:::
تمت
:::
:::
و اريد شكر كل من تابع هذه الرواية و اتمنى ان تكون النهاية
قد نالت اعجابكم
و ارى اطلالتكم انشاء الله في رواياتي القادمة

(( ..العاشقه الصغيره ..))سوف تنزل في ارقرب وقت يعني عن قريب بنزل قصتي انشالله في ردود اكثر من هذي

عادي اسألكم سؤال ؟

شنو شعوركم في كتابت قصتكم في سطور الاخيره ارجو ان تردو علي





و شكر خاص مني لكم

\

..جبروت أنثي ..

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!