أمك .. ثم .. أمك الأم ... قالواعنها.. مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حدود ... وقالوا .. هي الجندي المجهول الذي يسهر الليالي ، ليرعيضعفنا ويطبب علتنا ... وقالوا.. هي الإيثاروالعطاء والحب الحقيقي الذي يمنح بلا مقابل ويعطي بلا حدود أومنّة وقالوا.. هي المرشد إلي طريق الإيمانوالهدوء النفسي وقالوا .. هي المصدر الذييحتوينا ليزرع فينا بذور الأمن والطمأنينة وقالوا.. هي البلسم الشافي لجروحنا والمخففلآلامنا وقالوا .. هي إشراقة النور في حياتنا وقالوا.. هي نبع الحنان المتدفق بل هيالحنان ذاته يتجسد في صورة إنسان وقالوا.. هيشمس الحياة التي تضيء ظلام أيامنا وتدفئ برودة مشاعرنا وقالوا.. هي الرحمة المهداة من الله تعالى وقالوا.. هي المعرفة التي تعرفنا أن السعادة الحقيقية في حبالله وقالوا.. هي صمام الأمان ... وقالوا .. وقالوا .. وقالوا نعم أيه السادة قالوا عن الأم كماشاهدتم وقرأتم ما قالوا ,وسطروا أرواع القصائد في حقها وما لبثوا حتى يزدادوا فحقلهم ذلكيقول أحدهم:هي الأم لا برّ لديها وردن *** إلىبطنها بعد الولاد هو البِّرُ ويقول الأخر:لأمك حق لوعلمت كبير*** كثيرك ياهذا لديه يسير و قالوا .. وقالوا .. وقالوا من هي الأم؟؟ وما دورها؟؟ لماذا كُل ذلك فيحقها؟؟!! هناك اسأله كثيرة قد غافلناها وتغافلها الإعلام والمثقفين وبعضطلبة العلم للآسف وجعلوا يرددون بعض الكلمات في حق الأم حتى يظن أي جاهل بأن حقهايتمحور في تلك الكلمات والأحرف البسيطة ولا يتعداها!! بحق إنها أزمت(المصطلحات) كماقال صاحبي!! لماذا الأم؟ حديثي أيه الأحبةليس عن شخصية غريبة تحتاج أن نكتشفها أو نصنعها وإنما حديثنا عن أمي وأمك وكل أمتعيش فوق الأرض ,ومن أفضت روحها الطاهرة إلى رب رحيم كريم..نسأل الله أن يغفر لهموأن يسكنهم فسيح جنة. إننا حينما نتحدث عن الأم فإننا لا نُغفل حق الأب ولكننتحدث عن قرينته وركيزته التي لا يستطيع أن يسير في فلك الأيام دون أن يكون لهاإسهام أو لمسات مضيئة ,فالأم لها شأن في إعمار البيوت وقيام الأسرة وتوفيرالاستقرار فهي كما قيل نصف البشرية ويخرج من بين ترائبها النصف الآخر وكأنها بذلكأمة لوحدة وهي بحق أمة تستحق الإجلال وكما قال الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق أتى رجل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك،قال: ثم من؟ قال: أبوك ) وسلام الله على النبي الكريم عيسى ابن مريم حينما أنتصرلأمة فقال (وَبَراً بِوَالِدَتِي وَلَم يَجعَلني جَباراً شَقِياً) أليس حقًعلينا بعد ذلك أن نسأل ما شأن الأم؟؟!! أليس حق علينا أن نسأل ماسر ذلكالاهتمام؟؟!! إن شأن الأم لا يمكن استيعابه حتى نعرف حقيقة المنظومة التكوينيةالمتكاملة للإنسان قال تعالى (وَاللهُ جَعَلَ لَكُم من أنفسكم أَزوَاجًا وَجَعَلَلَكُم من أَزواجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً) وكون أنها أصل في هذا التكوين فهذا يظهروبجلاء علوا مكانته وعظم شأنها وحجمها الفعلي في المنظومة التكوينية. يتصورالبعض بأن دور الأم لا يعدوا الرحمة والعطف على الأبناء وقبل ذلك الحمل وتبعاتهوهذا مفهوم خاطئ ينشئ عن قصور في الفهم ,وتحجيم لدورها الريادي في التربية والتوجيهوالتعليم كما أن لكثير من الأمهات دور في صنع النجاح لأزواجهن وأبنائهن وكما قيل "وراء كل رجل عظيم أمرائه عظيمة" ولعلي أذكر شيء من قصص السلف في ذلك يقولوكيع بن الجراح: قالت أم سفيان المحدِّث لولدها سفيان: اذهب فاطلب العلم حتى أعولكبمغزلي، فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه وإلا فلتتبعني. هذه هي أم أمير المؤمنين في الحديث سألت أم حذيفة بن اليمان أبنها: يا بني،ما عهدُك بالنبي صلى الله عليه وسلم قال: من ثلاثة أيام، فنالت منه وأنَّبته قائلة: كيف تصبر يا حذيفة عن رؤية نبيك ثلاثة أيام؟ لا شك أن حرص الأم الذي يخالطالعمل بالأسباب لتحصيل النتيجة هو المولد لتخريج أبناء تُخلد سيرهم في صفحاتالتاريخ كما شاهدنا ,وأني أعرف كثير ممن يشار عليهم بالنجاح في هذا الزمن هم نتاجذلك الوقود (الأم) الذي ظل يحركهم طيلة فترة تنشئتهم حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليهحتى حينما سؤال أحد أئمة الحرم المكي عن الأسباب التي أوصلته إلى هذه المنزلةالشريفة قال دعوة أمي!! قدمت الأم المسلمة أروع النماذج الصارخة فيالتضحية والفداء وترجمت حقيقة العقيدة والانتماء لذلك الدين الذي طالما قدم لها منالنصوص ما يكفل حقها في البقاء فما كان منها إلا أن تنصف ذلك بالتنازل عن حقها منترف الحياة وتقدم أنّفس ما تملك ليكون لله هي الخنساء في كل زمان ومكان وحتى أن يرثالله الأرض ومن عليها ولعلنا نقف على بعض قصص تلك الأمهات المجاهدات الخنساء الخنساء وما أدراك ما الخنساء عاشت أكثر عمرها فى العهد الجاهلي،وأدركت الإسلام، فأسلمت، ووفدت على رسول اللَّه ( مع قومها بنى سليم) اشتهرتبإيمانها العظيم باللَّه ورسوله، وجهادها فى سبيل نصرة الحق؛ فقد شهدت معركةالقادسية سنة ست عشرة للهجرة ومعها أولادها الأربعة. قالت لهم في أوَّل الليل: يابَنى إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، واللَّه الذي لا إله إلا هو إنكم لبنورجل واحد، كما إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هَجَّنتحَسبكم، ولا غَيَّرت نسبكم . وقد تعلمون ما أعد اللَّه للمسلمين من الثواب الجزيل،واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية؛ يقول اللَّه -عز وجل-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْاللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[آل عمران: 200]. فإذا أصبحتم غدًا إن شاء اللَّهسالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وباللَّه على أعدائه مستنصرين، وإذا رأيتمالحرب قد شَمَّرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجُلِّلَتْ نارًا على أرواقها،فتَيمَّموا وطيسها، وجَالدوا رئيسها عند احتدام خميسها (جيشها)، تظفروا بالغنموالكرامة فى دار الخلد والمقامة. فخرج بنوها قابلين لنصحها، وتقدموا فقاتلوا وهميرتجزون، وأبلوا بلاءً حسنًا، واستشهدوا جميعًا . فلما بلغها خبرهم، قالت: الحمدللَّه الذي شرَّفنى بقتلهم فى سبيله، وأرجو من ربى أن يجمعنى بهم فى مستقررحمته أم عمار عن عبد الله بن زيد بن عاصم قالشهدت أحدا فلما تفرقوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دنوت منه أنا وأمي نذب عنهفقال (ابن أم عمارة ؟ (قلت نعم قال (ارم (فرميت بين يديه رجلا بحجر وهو على فرسفأصبت عين الفرس فاضطرب الفرس فوقع هو وصاحبة وجعلت أعلوه بالحجارة والنبي صلى اللهعليه وسلم يبتسم ونظر إلى جرح أمي على عاتقها فقال (أمك أمك اعصب جرحها اللهماجعلهم رفقائي في الجنة) قلت ما أبالي ما أصابني من الدنيا. وعن محمد بن يحيىبن حبان قال جرحت أم عمارة بأحد اثني عشر جرحا وقطعت يدها يوم اليمامة، وجرحت يوماليمامة سوى يدها أحد عشر جرحا فقدمت المدينة وبها الجراحة فلقد رئي أبو بكر رضيالله عنه وهو خليفة يأتيها يسأل عنها، وابنها حبيب بن زيد بن عاصم هو الذي قطّعهمسيلمة، وابنها الآخر عبد الله بن زيد المازني الذي حكى وضوء رسول الله صلى اللهعليه وسلم قتل يوم الحرة وهو الذي قتل مسيلمة الكذاب بسيفه“. و جاء في صفةالصفوة 2/63 من أحوالها ”أنه روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه قال (ما التفت يوم أحد يميناً ولا شمالاً إلا وأراها تقاتل دوني) أه. وجاء في الإصابة 4/418 من أخبارها قال ”ذكر الواقدي أن نسيبة بنت كعب لمابلغها قتل ابنها حبيب بن زيد على يد مسيلمة عاهدت الله أن تموت دون مسيلمة أوتقتله، فشهدت اليمامة مع خالد بن الوليد رضي الله عنه ومعها ابنها عبد الله رضيالله عنه، فقتل مسيلمة وقطعت يدها في الحرب“. وهناك الكثير من تلك النماذجالمشرقة في عصور سالفة وكذلك حاضرة ولو خشيت أن يمل القارئ ويطول المقام لسردت قصصعن أمهات تسقط همم كثير الرجال عند أفعالهم في هذا العصر وخير شاهد لذلك ساحاتالوغى في الشيشان والأفغان وفلسطين وبلاد الرافدين. هناك الكثير عن الأمولكن ما الحقوق والواجبات التي يجب أن تقدم لها؟؟ اوجب الواجبات أكرم أمي *** إنأمي أحق بالإكرام حملتني ثقلا ومن بعد حملي *** أرضعتني إلي أوانفطامي ورعتني في ظلمه الليل حتى *** تركت نومها لأجل منامي أقول أيهالأحبة من الواجبات التي يجب أن نؤديها لأمهاتنا هو البر ,وقد أشكل مصطلح (البر) على الكثير مما جعلهم يتساءلون مالمقصود بذلك وكيف يكون؟؟ البر أيه الأحبة هوطاعتها في المعروف والإحسان إليها قال ابن عمر لرجل : أتخاف النارأن تدخلها ، وتحبالجنة أن تدخلها ؟قال : نعم قال : بر أمك ، فو الله لئن ألنت لها الكلام ، وأطعمتهاالطعام ؛ لتدخلن الجنة ما اجتنبت الموجبات يعني الموبقات. ورأى ابن عمر رجلاً قدحمل أمه على رقبته وهو يطوف بها حول الكعبة، فقال: يا ابن عمر؟ أتراني جازيتها؟قال: ولا بطلقة من طلقاتها ولكن قد أحسنت والله يثنيك على القليل كثيراً. إنيلها بعيرها المذلل *** إن ذُعرت ركابها لم أذعر من بر الأم الأدب وحسنمعاملتها ولقد وجدت باقة نفيسة في موقع (أمي) من صور الأدب وحسن التعامل أرفقها لعلالله أن ينفعنا بها: 1. لا تدعها باسمها بل كنيتها بما تحبوتفرح به .
2. لا تجلس قبلها ...
3. لا تمش قبلها .
4. مقابلتها بطلاقةالوجه وبشاشته .
5. نصيحتها ولكن بالمعروف وإذا لم تقبل فلا تؤذهما .
6. إجابة دعوتها دون تضجر أو كراهية .
7. التكلم معها باللين .
8. أن تطعمهاإذا جاعت .
9. أن تكسوها إذا عريت .
10. خدمتها إذا احتاجت .
11. امتثال أمرها ما لم يكن معصية .
12. ألا تسبقها بالأكل أو الشرب .
13. أنتدعو الله لها بالمغفرة والرحمة .
14. الغض عن أخطاء و زلات الأم ومحاولة نصحهابرفق .
15. توقيرها واحترامها .
16. عدم التكبر والترفع عليها .
17. محاولة فعل الشيء الذي يجلب لها البهجة والسرور .
18. مصاحبتها بالمعروف وطلبالدعاء منها. م ن ق و ل
__________________ اللهم إنك أعطيتني خير أحباب في الدنيا دون أن أسألك فلا تحرمني صحبتهم في الجنه وأنا أسألك فاللهم أسعدهم وفرج همهم وحقق لهم ماتمنوا وإجعل الجنه مقرا لهم !! اللهم لاترد دعواتي لهم فإني فيك أحبهم |