كيف تتعامل الاسرة مع عسر القراءة عند طفلها؟ بسم الله الرحمن الرحيم كيف تتعامل الاسرة مع عسر القراءة عند طفلها؟
ما تزال مشكلة الصعوبات القرائية المحددة أو ما يسمى عسر القراءة الديسلكسيا Dyslexia من الظواهر التربوية التي تواجه المعلمين، ويمكن ان يملكوا القدرة بالتدريب والممارسة على التعامل معها ولكنهم لا يملكون تفسيراً علمياً مقنعاً لها. ويرى البعض ان استعمال مصطلح صعوبات تعلمية محددة بدلاً من مصطلح الديسلكسيا يمكن أن يكون مفيداً لأنه يتضمن مشكلات في مجالات معينة قابلة للتحديد أكثر من كونها خللا عاماً يرجع إلى قصور دماغي كما قد يُفهم من كلمة الديسلكسيا، فضلاً عن اختلاف الآراء والاجتهادات في معناها ودلالاتها.
وقد عرف الاتحاد الدولي لعلم الأعصاب World Federation of Neurology حالة عسر القراءة بأنها ذات أساس تكويني ، الأمر الذي يعني أنه يراها أنها ذات أساس بيولوجي دون أن يحدد طبيعته. ولقد تبنت جمعية اورتون لصعوبات القراءة، والتي تعتبر اجتماعاتها السنوية بمثابة منتدى عالميٍ في هذا المجال التعريف التالي للديسلكسيا الديسلكسيا هي اضطراب عصبي كثيراً ما يكون موروثاً، ويتدخل في اكتساب اللغة ومعالجتها، ويكون متفاوتاً في الدرجة ، ويظهر بصعوبات في اللغة الاستقبالية، والتعبيرية، بما في ذلك المعالجة الصوتية في القراءة، والكتابة، والتهجئة، والخط اليدوي، وأحياناً في الحساب. والديسلكسيا لا تنشأ نتيجة لنقص في الدافعية، أو نقص في الحواس، أو الفرص التعليمية، أو البيئة المناسبة، أو غير ذلك من العوامل المعيقة، على الرغم من أنها قد تُصاحب بها. ومع أن الديسلكسيا تمتد مدى الحياة، إلا أن ذوي الديسلكسيا يمكن أن يستجيبوا للعلاج وبنجاح إذا ما قُدم في الوقت المناسب وبشكل الملائم .
الاعراض:
- البطء المفرط والتردد أثناء القراءة - التخمين شبه العشوائي أثناء التعرف إلى الكلمات بغض النظر عن صحة المعنى في السياق - القفز عن الأسطر والمقاطع أثناء القراءة - محاولة نطق الأحرف دون توليفها في الكلمات الصحيحة - الخطأ أثناء التركيز على مقاطع الكلمة فيحرك الحرف الذي لا ينبغي تحريكه - قراءة الكلمات قراءة معكوسة .مثل ملعم بدلا من كلمة معلم - ترتيب الحروف بشكل مخطوء كأن يقرأ بلعة باعتبارها لعبة - الخطأ في قراءة الكلمات المتشابهة بالشكل بغض النظر عن المعنى ، كأن يقرأ سريع بدلاً من بديع - اهمال علا مات الترقيم مما يؤدي إلى اختلاط المعنى في النص - الاعسرية أو ثنائية استعمال اليدين أو تأخر في ترجيح استعمال أي منهما - القراءة من اليسار إلى اليمين أحيانا (باللغة العربية) - الخلط في قراءة الأحرف المتشابهة (ح ، خ ، ج ، P, q, b) - الفوضى الظاهرة وعدم التنظيم .
وأطفال عسر القراءة مستوى ذكائهم طبيعي، إلا أنهم يعانون صعوبة في القراءة والتهجئة. وهذه الصعوبة لا تتوازى مع مهاراتهم الأخرى. فإذا التقيت بأحد هؤلاء الأطفال ، ستجد أنه يتحدث بصورة سوية تماماً، ويستطيع أن يشرح، وأن يصنف الأشياء بوضوح تام .فالصعوبة لديه محددة تماما. وهي السيطرة على الشفرة الكتابية المستخدمة في القراءة.
إن الطفل في سنواته الخمس الأولى يعتمد اعتماداً كاملاً على والديه في الحصول على المساعدة التي تخفف من شدة معاناته من العسر القرائي (الديسلكسيا). وما أن يدخل المدرسة حتى تنتقل تلك المسؤولية إلى المعلمين. غير أن دور الآباء في الدعم والمساندة لا ينتهي.
الدور الأسري
هناك الكثير مما يمكن للأسرة القيام به لمساعدة طفلها حتى يحقق مقدراته الدفينة إذا كانت قلقة تجاه احتمال وراثة الطفل للعسر القرائي أو احتمال تأخره في تعلم الكلام والمشي ثم القراءة والكتابة لاحقاً.وقبل الخوض في الجوانب العملية يلزم التنبيه إلى بعض الأمور التي يجب على أولياء الأمور أخذها بعين الاعتبار ، فعلى ولي الأمر ألا يبالغ في القلق إزاء درجة تقدم طفله ومن المهم بالمثل ألا ينقل إلى طفله همومه من هذه الناحية. وفوق هذا وذاك فإن على الآباء ألا يخضعوا الطفل لضغوط كي يحسن أداءه ويحرز المزيد من التقدم. وكذلك فإن المقارنة بين الطفل والأطفال الآخرين قد يؤثر سلبا من الناحية النفسية. ويراعى التأكيد على إغداق الطفل بالحب وإشعاره بأنه مرغوب فيه كما هو. ومساعدته وتشجيعه في الجوانب العملية وتوسيع مدى تجربته ونموه العقلي دون الضغط عليه للنجاح في المهام التي لا يكون متأهباً لأدائها بعد، أو تلك التي يجد أداءها صعباً أو مستحيلاً.
إن الدور الذي تلعبه الأسرة في التدخل العلاجي لطفلها الذي اشتبه به أنه يعاني من العسر القرائي مهم جدا. ففي مهارة الكلام تستطيع الأسرة أن تشجع الطفل على الحديث مع التواصل معه بالإيحاءات وتعبيرات الوجه ، فالطفل هنا يأخذ ما يستطيع ويهمل الباقي حتى يبلغ من النضج ما يجعله يدرك معنى كل ذلك. وإذا لم تتمكن الأسرة من إتاحة ذلك النوع من التحفيز لطفلها فإن نموه العقلي وعلى وجه الخصوص قدرته اللفظية ستتأثر مستقبلا بالتأكيد.
يتوجب على الأم في حالة الطفل الذي يعاني من العسر القرائي أن توضح لطفلها وفي كل مرة وببساطة ما تقوم به معه أو من أجله في حينه فعلى سبيل المثال يمكنك عند الصباح أن تقول له وأنت تقوم بتجهيزه : الجوارب - على القدمين - هذه القدم ، ثم تلك القدم - الأصابع أولا ... بعد ذلك الحذاء - هذه القدم ثم تلك القدم وهلم جرا. وكلما ازداد التكرار ازدادت الفائدة. وبغية التعجيل بعملية الاستيعاب على الأم أن ترافق كلماتها بالحركات كلما كان ذلك ممكناً. فعند استخدام كلمة حار أو ساخن مثلا عليها أن تصحب ذلك بحركة إبعاد اليد بخوف مع تعبيرات وجهية لإعلامه بأن لمس هذا الغرض موجع.
وفيما يلي بعض الارشادات حول كيفية التعامل مع طفل عسر القراءة.
- ضع قائمة بقدرات طفلك واعمل على تنميتها وتشجيعها.
- تذكر أنك تتعامل مع الطفل ككل ولا تتعامل مع الصعوبة فقط.
- أخبر الطفل عن مشكلاته، واخبر المعلم الجديد كل عام بها.
- شجع الأطفال الآخرين على أن يلعبوا مع طفلك.
- إثن عليه، احترمه، وتجاهل أخطاءه.
- وفر أوقاتاً محددة خلال اليوم للعمل مع طفلك.
- ابدأ بفترات عمل قصيرة ثم زدها تدريجياً.
- كن موضوعياً وصبوراً قدر الإمكان.
- تحدث مع طفلك بصوت هادئ وحازم.
- إذا كانت المهمة صعبة جداً بالنسبة لطفلك، انتقل إلى شيء أسهل. ثم عد للأولى بعد تغييرها حتى يستطيع طفلك أن ينجح فيها.
- استرخ مع طفلك وتمتعا بوقتكما معاً.
- نصيحة مهمة: خفف عن نفسك، فأنت لم تخلق صعوبات التعلم لدى طفلك.
ولا يمكن معالجة كل شيء فوراً ودفعة واحدة. ثم إنك إنسان فقد لا تجد لديك الصبر أحياناً للعمل مع طفلك، وقد تشعر أحياناً بأنك ستستسلم، لكن لا تفعل ذلك، اطلب المساعدة عندما تحتاج إليها. اذهب إلى معلم طفلك أو الاختصاصي النفسي المدرسي.
تحدث على نحو منتظم مع آباء آخرين لأطفال ذوي صعوبات تعلمية. وتذكر أنك لست الوحيد الذي يواجه مثل هذا الموقف.
مشرف تربية خاصة - الكويت- عبد الرحمن جرار |