الموضوع: ... الخوف ...
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-05-2009, 03:24 AM
 
Post ... الخوف ...


... الخوف ...
هلموا .. فلنمارس بعض فطرتنا القديمة .. فلنستعمل مشارطنا الحادة فى الإفصاح عن بعض خفايا صدورنا وماانزوى بعيداً داخل تلافيف أمخاخنا ، فنعود إلى هلائقنا الطبيعية ، نرتد صغاراً بسطاء نرتعد جالسين على فُرُشُنا مع صوت اصطدام زجاج النافذة وامتزاجها مع لحظة رعد أو برق مفاجأة ..
نعود إلى مشاعرنا البدائية ونحن أطفال والتى نسيناها الآن وربما منَّا من لم ينسها
.. الخوف ..
ربما أحب أن أتكلم هنا عن الخوف الغامض الذى كان أكثرنا يتلذذ به وهو صغير ..
الخوف الذى يسيطر على أطرافك المثلجة وأنت تشاهد لقطة مرعبة قديمة أو تستمع لحكاية أسطورية فترتعد أوصالك وربما تغلق عين وتفتح الأخرى حتى لاتضيع منك اللقطة أو تصرخ فيمن يحكى أن يكتفى بما قاله وأنت ترجو من داخلك ألا يتوقف للحظة واحدة أو يكف عن تحطيم أعصابك ..!
ربما نسيتم هذه الأشياء .. ولكنى سأحب أن أتذكرها معكم ، فى لحظة صدق نعود بها وراءاً .. ربما يخجل معظمنا من تذكرها ولكنى أعتبرها فطرة كانت جميلة ولم يعد لها مكان فى ظل متغيرات الحياة ..

وأنا أريد أن نتحدث عن الخوف المبهم الغامض الغير مبرر .. فإياكم أن يقول لى أحدكم أنه يخاف من الأسد مثلاً ..!!
ولكنى أقصد المخاوف غير المنطقية وأتذكر هنا قصة قصيرة من روائع د. محمد المخزنجى .. كانت تدور حول مريض نفسى يرتعب من سقوط قطرات المياة على جسده !! لاأتذكر تفاصيلها جيداً ولكن كان دواؤه أنه ذهب الى الغابات فى النهاية حيث الفطرة لم تلوث الماء .. كانت حقيقة الأمر أن الماء الملوث كان يتساقط على جسده فيصرخ قطرة .. قطرة ، يمزق أحاسيسه وبقايا أفكاره وأحلامه ، إلى أن وجد العيش فى الغابات ... قطرة الماء الأولية البدائية التى لم تُلوث .. مياة لم تشهد أخلاق منحرفة أو سباب قذر أو خيانات بشرية ... وهكذا فى نهاية القصة استطاع أن يعانق المياة إلى الأبد فى راحة واستكانة عظيمة !!
كنت صغيراً أحب أن أستمع إلى جدتى وهى تحاول إخافتى أنا وأطفال العائلة بحكاياتها المرعبة عن الجان والقطط والكلاب وجنَّ البحر وجنياته !!
رحمها الله
كم كنا نستمتع معها !!
من الأشياء التى كانت تخيفنى حقاً فى صغرى عندما كنت أصبح وحيداً ثم أنظر إلى المرآة فأرانى !!
كنت أدور بجسدى فى اتجاة آخر .. كنت أشعر دائماً أن صورتى فى المرآة عبارة عن شخص آخر غيرى لة حياة أخرى ويأتى فى وقت نظرى إلى المرآة ليؤدى عمله !!!
وأحياناً كنت أتخيل أننى أثناء وقوفى أمام المرآة ، سيمد يده ويجذبنى إلى عالمه الخاص بداخل المرآة ... ولذلك كنت أتجنب الوقوف طويلاً أمام المرآة أو بالقرب منها ..!
ربما تفضحنا مخاوفنا إن كشفناها أو تقلل منَّا ولكن أنا أعتبرها لحظة عودة إلى البراءة المنسية بداخلنا .. فبعد مرور كل تلك السنين أصبح الخوف من الغد ومن نقص المال ومن صعوبات الحياة هو كل مايهدد الفكر ... وهو ليس لذيذ كالخوف البدائى .. ولكنه خوف يزيد المرء عصبية وتوتر ونحول ..
وفى النهاية أطلب منكم أن تعوداوا بذاكرتكم إلى الوراء بضع سنين وتخبرونى عن أغرب مخاوفكم ..
و ربما تشكرونى على استعادة تلك اللحظات ..
رد مع اقتباس