باحث أمريكي يؤكد أن الكتاب المقدس الحالي لا يمكن أن يكون من عند الله يؤكد علماء الغرب اليوم، بل وكثير من رجال الدين عندهم، أن الكتاب المقدس محرف، وأن هناك الكثير من التعديلات التي أُجريت على هذا الكتاب طيلة القرون الماضية. وفي مقالة نشرت على بي بي سي يصرح بعض العلماء المختصين بدراسة مخطوطات الكتاب المقدس القديمة، أنه هناك اختلافات كبيرة على مر العصور بين النسخ، ولا توجد مخطوطتين متطابقتين، بل هناك زيادة وحذف مستمر. ويقول David Parker أحد المختصين بدراسة المخطوطات: يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن -الكتاب المقدس- هو نص حيوي يتغير باستمرار من جيل لآخر في محاولة لفهم ما يظنه الناس عن الله إن المخطوطة التي عثر عليها منذ 160 سنة يحاول العلماء اليوم عرضها لتكون متوافرة على الإنترنت، ويمكن لأي شخص أن يطلع عليها، وهي كتاب سيناء أو 'Codex Sinaiticus' والتي كُتبت قبل أكثر من 1500 سنة، أي قبل الإسلام، وتحوي معلومات تختلف عن الإنجيل الحديث اختلافاً جذرياً. فالاختلافات الكثيرة التي نراها ونلمسها في نسخ الكتاب المقدس تؤكد أنه من عند غير الله، أي أنه محرف، والكتاب الأصلي المقدس الصحيح غير موجود حالياً، أما الكتاب المقدس الصحيح والوحيد الموجود بين أيدينا هو القرآن، ولذلك يجب على كل حائر أو متردد أن يتبع هذا القرآن، لأنه الكتاب الحق. يقول البروفسور الأمريكي Bart Ehrman المختص بعلم اللاهوت ورئيس قسم دراسات العهد الجديد: The Bible we now use can't be the inerrant word of God. لا يمكن أن يكون الكتاب المقدس الذي بين أيدنا الآن كلمة الله! ثم يقول: When people ask me if the Bible is the word of God I answer 'which Bible? عندما يسألني الناس: هل الكتاب المقدس هو كلمة الله، أجيب أي كتاب؟ لأننا أمام آلاف المخطوطات وكل مخطوطة تختلف عن الأخرى. ويصرح هذا البروفسور الذي يشغل منصب أستاذ الدراسات الدينية في جامعة كرولاينا الشمالية يؤكد مراراً وتكراراً بأنه تعمق لأكثر من عشرين عاماً في دراسة الكتاب المقدس، وخرج بنتيجة ألا وهي أنه فقد إيمانه بهذا الكتاب، لماذا؟ لسبب بسيط وهو أن الكتاب المقدس الحالي مليء بالتناقضات والاختلافات! القرآن يتحدث عن التحريف المستمر للتوراة والإنجيل يؤكد هذا الباحث ما أكده القرآن قبل 14 قرناً أن الكتاب المقدس خضع للتحريف المستمر من قبل مئات الكتَّاب الذين تعاقبوا عليه، وهذا يتطابق مع النص القرآني، لنتأمل هذه الآيات التي تصور لنا عمليات التبديل المستمرة: 1- (يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 75]. 2- (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) [النساء: 46]. 3- (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) [المائدة: 13]. 4- (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) [المائدة: 41]. وانظروا معي إلى كلمة (يُحَرِّفُونَ) تأتي دائماً بصيغة الحاضر أي الاستمرار ليدلنا الله تعالى على أن التبديل مستمر. ولو كان النبي( صلى الله عليه واله وسلم) يريد الشهرة والمال كما يدعون، لوافق اليهود والنصارى على كتاباتهم ليكسبهم إلى صفه، ولكن صاحب هذا الكلام هو رب العالمين، والتوراة هي كتاب الله، ولكنه خضع للتحريف، فمنَّ الله علينا بهذا النبي الأميّ الذي بلَّغنا القرآن بحرفيته وبقي محفوظاً بقدرة الله الى يومنا هذا |