عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-07-2009, 01:51 AM
 
Question الثأر ،،،،،،،،،،،

المكان في جنوب الدولة
في أقصي الصعيد
الزمان مايقرب من الأربعون عاما
كانا هناك
رجلا وامرأته
رجلا خلوقا متدينا هاديء الطبع يافعا يشع حيوية ونشاطا
وزوجته سيدة مطيعة جميلة متفهمة دورها في الحياة
كانا كلما رزقهما الله بالبنين
توفاهم الله في سن صغيرة
وربما وافتهم منيتهم لحظة الميلاد
ولم يتبقي لهما سوي ولد وبنت
وحافظ الأب علي تعليمهما أمور دينهم الحنيف
وكانت البنت تساعد الأم في المنزل
ومنذ نعومة أظفارها
عودتها أمها علي تحمل المسئولية
ونشأ الفتي وترعرع علي حب الخير
كان هادئ الطبع رزين
متريث عاقل
كان حكيما رغم صغر سنه
كل مَن عرفه كان يحبه ويوقره
ويقدره حق قدره
حتي مَن كان يسمع عنه فقط كان يحترمه
كان الجميع يستشهد به
ويحكمونه فيما بينهم من مشكلات
بسبب الأرض أو المحاصيل
وغيرها من المشكلات التي تكون من هذا القبيل
بطبيعة الحال في صعيد مصر
كان اسمه كاملا ولو كان الكمال للانسان
لقلنا أن اسمه علي مسمي
ولكن الكمال لله وحده سبحانه وتعالي
وأراد الأب أن يفرح بابنه الوحيد
ويري أحفاده
وحددوا ميعادا
وتبقي عليه أسبوعا واحدا
كانت فرحة الوالدين لا يسعها قلبيهما
المفعم بالحب والعطاء لكل الناس
وبدأوا في تجهيز منزل العروس الجديد
وفي خبز الحلويات والخبز البلدي " الشمسي "
وكل ما يمكن تخيله
ولكن هذا لا يحلوا للغادرين
الحاقدين
كانت الأم علي سطح البيت المبني من الطين
وكان الأب يجلس مع الرجال في الطابق الأرضي
كان الابن يسير عائدا للمنزل وسط الأرض الزراعية
كان معه رجلان ممن يقولون أنهما من أصدقائه
ولكنهما تركاه
وسار وحده في طريق عودته
ويد الغدر تمتد دون أن يدري ما ينتظره المسكين
مصيره أن يلقي حتفه
و انطلق العيار الناري
وصرخت الأم في لوعة وأسي
نفذ السهم السهم أصاب
فقد أحس قلب الأم بابنها يفارق الحياة
و هرع الأب في هلع ليري ما حدث
ربما استطاع انقاذه
ولكنه حينما وصل اليه
كانت روحه الطاهرة قد غادرت دنيا زائلة
ليكون شهيدا يتنعم بالحياة الأبدية
اللهم أني أحسبه كذلك
اللهم أكتب له درجة الشهداء
ومن يومها كُسِرَظهر الأب
وذبلت الأم
حتي أواخر أيامهما كانا يذكرانه دون التفوه ببنت شفة
كنت أري ذلك في أعينهما الصامدة
رغم مرارة الجرح
آلام الفراق
ناااااااااااااااااار تكوي كبديهما
وأخته تلك الزهرة التي ذبلت قبل الأوان
فلم تعش طفولتها وكبرت قبل الأوان
وبقيت بمفردها تواجه الحياة
فقد كان سندها
وحين تزوجت الابنة الوحيدة
وأنجبت ولنري جميعا قدرة الخالق سبحانه وتعالي
أن يكون الحفيد نسخة مماثلة وطبق الأصل من خاله
وكأن الله سبحانه يجازي صبرهم علي فقدان الابن والأخ
بحفيد يشبه له في كل شيء
في صورته التي أبدعها الله سبحانه
وفي أخلاقه التي الي الآن مضرب للأمثال
وكنت أتعجب من التفرقة في المعاملة بين الأبناء
فقد كان هذا الحفيد غاليا جدا ويخشون عليه من النسمات
وحين علمت بقصة الخال
أدركت لماذا التفرقة
وعذرتهم جميعا
لهم كل العذر
أطلب منهم السماح لتذمري علي تلك المعاملة
فانا لم أكن أعلم بهذا إلا بعدما كبرنا
الي الآن نخشي التحدث عنه أمام أخته لأنها
بمجرد ذكر اسمه تنهار في بكاء شديد
الثأر من عائلة ضد عائلة
يختارون زينة شبابها
ويحرقون قلبيّ والديهما وأخوتهم
اللهم صبّر كل مكلوم من آلام الثأر
واجعل الصابرين في جنانك العُلي
وأرحمنا جميعا برحمتك الواسعة
وتغمد فقداء الأمة الاسلامية جميعا
بالرحمة الواسعة وأكتب لنا جنتك ورضوانك
اللهم آمين
وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله أجمعين


كنت هنا
أقص قصة من واقع الحياة
عن ثأر قلب كيان أسرة بسيطة
رأس علي عقب
لم أره ولكني سمعت عنه
وكان كل حرف أكتبه يدمي فؤادي

الخل الوفي كان حقا أن أكتب عن الشهيد
اللهم أرزقه الجنان العُلي يارب العالمين
وأرزقني لقياه في الفردوس يارب اللهم آمين

سحر أحمد
__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي