هذي الرُّبوعُ ربوعُ الموتِ.. والسَّاحُ
إني أموتُ.. وبعضُ الموت أفراحُ
إني أموت.. وما أحلى المماتَ هنا!
حيثُ الحياةُ مع الأحياءِ أملاحُ
هذي دمائي بحاراً جلّلت جسدي
فجرحيَ اليومَ سيّالٌ وسيّاحُ
ستونَ عاماً وأيَّامي بلا قمرٍ
ولا نهارٍ وصوت الليل صدّاحُ
ستونَ عاماً وأشلائي مبعثرةٌ
والناس تبكي قليلاً ثم ترتاحُ
أنا فلسطين.. أصواتٌ مبرّحةٌ
فلو سمعتم فآهاتٌ وأنواحُ
ولو رأيتم فضا دهري بأعينكم
ففيه بومٌ وغِربانٌ وأشباحُ
تقاذفتني دهورٌ لا أمانَ بها
وصار عرضي مع الأوطانِ يُجتاحُ
هنا مماتي.. هنا حتفي.. هنا جسدي
قد شرّحوه فكلُّ الكون ذبّاحُ
حتى الأخُ العربيُّ اليومَ أنكرني
وفي رقابيَ أسيافٌ وأرماحُ
أرى العروبة تحيا وهي ضاحكةٌ
فليس في عيشة السّكران أتراحُ
فهاتها.. إنّ حزني لا انتهاءَ له
لن ينهيَ الحزنَ إلا الكأسُ والرّاحُ
******
يا أهلَ يعرُبَ إن أحسستمُ أملاً
وإن وقعتم على أحفادِ من راحوا
أو إن رأيتم لياليكم مولِّيةً
أو أذّن الفجرَ في الآفاقِ إصباحُ..
.. فأيقظوني لعلَّ الحُلْمَ يُدركني
بأن أعيش قليلاً حيث أرتاحُ
.. فأيقظوني لعلَّ الحُلْمَ يُدركني
بأن أعيش قليلاً حيث أرتاحُ
وشكراً
ياسر الزيات
23\2\2009م