باحثة غربية: الهجوم على الإسلام يزيد معتنقيه! بسم الله الرحمن الرحيم المختصر / امرأة ترى أن وظيفتها في الحياة (أن تكون عين الإسلام في الغرب) – كما يَحْلُو لها وصف نفسها– لذلك تعهّدت بأن تدافع عنه "ضد المُغْرِضين ومن يلصقون به تُهْمةَ الإرهاب حتى آخر نفس في حياتها... إنها "ريتا دي ميجلو".. التي اختارت التخصص في الحضارات الإنسانية، فدرست تاريخ الحضارات فى خمس جامعات إيطالية؛ لأن هذا العلم- على حدّ قولها في حوار مع "الإسلام اليوم"- يُمَثِّل بُعدًا معرفيًا يمكن من خلاله قراءة المستقبل الإنساني. ويتضح ذلك بمؤشرات الصعود والهبوط في الأمم السابقة وربطها بالأحداث التي تتقدم عليها وإن كان العامل الأخلاقي والديني هما سبب استمرار الأمم والحضارات أو انهيارها دون رَجْعة". ثنائية العداء لها آراؤها الجريئة، التي لا تسير في ركب الكثرة وإن كان توجهها خاطئًا، ويتضح ذلك في نظرتها لثنائية "هنتجون" و"نهاية التاريخ" ل فوكوياما حول صدام الحضارات. هذه الثنائية التي سعى الغرب لتكريسها تعتبرها "ميجيلو" أكذوبة تَمّ صياغتها خصيصًا لتأصيل روح العداء ضد الحضارة الإسلامية والمسلمين. وقد حاول "هنتنجتون" دعم ما قاله ارتباطًا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، بانيًا ثنائيتَه بشكل حسابي ليكون أكثر إقناعًا للعقل، إلا أن المُدَقِّق لها يجدها مَبْنِيَّةً على إحصائية مُزيَّفَة. لكن "ميجيلو" تردّ قائلة: "هؤلاء لا يعرفون أن الإسلام انتشر لسماحته"! إنّ مقولة نهاية التاريخ كانت تتنبأ بنهاية الأنظمة الشمولية وكافة الأنظمة الشيوعية وتنبأت بحتمية انتصار النظام الليبرالي كنظام سياسي واقتصادي وحيد في المستقبل، أي أن نهاية التاريخ ستكون نهايةً ليبرالية بشكل حتمي. حرب إيطاليا حين سألناها عن صورة الإسلام في إيطاليا وهل هناك حملات ضده؟ أجابت بالإيجاب: "نعم هناك محاولات كثيرة في الصحف الإيطالية لتشويه صورة الإسلام، منها صحيفة "الجرنا" وهى صحيفة يومية يقرأها معظم الإيطاليين كل صباح وفيها دأب عدد من الكتاب على الإساءة وكتب أحدهم مؤخرًا مقالًا بعنوان (أحسن المسلمين ذبح زوجته) مستشهدًا بقضية مسلمة ذبحها زوجها؛ لأنها طلبت منه الطلاق، ووصف المسلمين خلال المقال بأنهم دَمَويون. وحقيقة القضية في الأصل غير ذلك فهو يجهل أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي أباح الطلاق في حال استحالة العشرة. وآخر تَهَكّم من صلاة المسلمين في ساحة الدومو تضامنًا مع الفلسطينيين في أحداث غزة من سجود وركوع ولم يعلم أنها قمة الخشوع لله الخالق متضرعين له برفع الظلم عن الفلسطينيين وقبول روح الشهداء. وأنا أرسلتُ ردًّا مفصلاً للجريدة وتعليقًا للمركز الإسلامي في إيطاليا". المعرفة طريق الإيمان أما عن معرفتها بالإسلام، فتقول "ميجيلو": "معرفتي للإسلام كانت من خلال الدراسة للتاريخ الخاص بالحضارة الإسلامية باعتبارها إحدى حضارات الإنسانية، ووجدت أن تلك الحضارة تقوم على الارتباط الأخلاقي بين عباداتها ومعاملاتها، وقد ضرب الرسول محمد صلي الله عليه وسلم صورة حية وواقعية لما يمكن أن يفعله بشر بقدرات طبيعية إذا توافرت له الإرادة في تغيير وجه العالم حيث إنه أقام تلك الحضارة الإسلامية وسط ظروف صعبة وعصيبة وقوامها الأخلاق في أرقي صورها بما يتفوق على الحضارات الأخرى وكم هو كان يحترم أزواجه ويُحِبُّهم ويعاملهم معاملة لو اقتدى به الرجال في معاملة زوجاتهم لن يكون هناك ما يسمى بالطلاق بينهم لا كما يَدَّعِي المُغْرِضُون". ورغم التعصُّب الغربي وتحديدًا الإيطالي ضد كل ما هو إسلامي، لم تتراجع "ميجيلو" عن الجهر بهذا الرأي في حقّ الإسلام ونَبِيِّه، وفي هذا تقول: "عندما وجدتُ عظمة هذا النبي صلي الله عليه وسلم عاهدتُ نفسي على الدفاع عنه بكل ما أملك ولو كلفني مشقة المواجهة فالنبي محمد صلي الله عليه وسلم لا يملك سوى أن يحترمه القارئ أو المتابع لسيرته حيث يجمع كافة معاني الفضيلة وتحديدًا في معاملته للمرأة والطفل وتشمل معاملته للمخالفين معه أرقي صور الفضائل الأخلاقية سواء كانوا من اليهود أم المشركين الذين أشهروا في وجهه كافة مقومات القضاء علي دعوته ومع ذلك لم يثبت أن عاقبهم عندما فتح مكة وأطلق سراحهم بعبارات تاريخية. فالمسلمون منهج حياتهم من القرآن الكريم الذي أوصى نبيهم بأن يدفع السيئة بالحسنة مما يؤكد أن دعوة القرآن والرسول محمد صلي الله عليه وسلم الحبّ والتسامح والسلام. وليس كما يقول المُنَظّرون الغربيون أنه دين العنف والإرهاب". مِنْحة من رَحِم المِحْنة لذلك فهي ترى أن "الإساءة للإسلام تمثل عنصر الدفع الذاتي لانتشاره في الغرب حيث يختلف الغربيون عن الشرقيين من جهة عدم نجاح التأثير الدعائي فيهم وتملكهم لحبّ الاستطلاع وهذا ما حدث مع الإسلام فقد خصّص الكثيرون أوقاتهم لدراسة أحكامه وتشريعاته التي تتميز بالجاذبية مما جعلهم يعتنقون الإسلام باعتباره يتناسب والفطرة الإنسانية والإساءة للإسلام من رسوم مسيئة وغيرها دفعت الكثير لدراسته". وحول هذه النقطة كتبت مؤخرًا كتابًا تحت عنوان: "الإسلام.. ذلك المجهول في الغرب" يتم ترجمته للعربية. ويحتوي الكتاب على 13 فصلاً يتعرض خلالها لإنصاف الإسلام والمسلمين من الحملات اليهودية التي يقودونها في الإعلام الغربي لفرض مفاهيمهم الخاصة للقضاء علي الوجود الإسلامي. وكذلك يتناول أحداث العدوان الإسرائيلي الأخير علي غزة وشرح العلاقة بين اليهود والأنبياء التي تصفها بأنها دموية ولم يكتفوا بذلك بل بدءوا يهاجمون النصرانية ويساعدهم في تحقيق أغراضهم الآلة الإعلامية التي يمتلكونها. وسيناقَش علي هامش معرض الكتاب بتورينو الدولي هذا العام مايو المقبل، ولها كتاب آخر جارى طرحه وهو عن تاريخ الإسلام في إريتريا باعتبارها عاشت فترة طفولتها هناك. المصدر: الإسلام اليوم |